شركات سعودية تتريث في الرد على لائحة دعوى لأسر ضحايا 11 سبتمبر

[المؤشر]

جدة: جمال بنون
فضلت بعض الهيئات السعودية، التي وردت أسماؤها ضمن لائحة الدعوى التي تقدم بها نحو أكثر من 300 من أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر (أيلول) الماضي في أميركا، التريث في الرد على تلك الدعاوى ما لم يتم تسلم تلك الجهات خطابات رسمية تدين ما جاء في الدعوى.
وأخبرت مصادر مطلعة في بعض تلك الهيئات «الشرق الأوسط» بأن توجيه التهم بدون وجود أي أدلة يعني أن الدعوى باطلة ولا تستند الى حقائق، وأفادت المصادر أنها سوف تبدأ خلال الاسبوع الحالي دراسة الشكوى من الناحية القانوينة وإعداد رد قانوني يحفظ لهذه الهيئات مكانتها الاعتبارية وأيضا حض الادعاءات الباطلة.
ويأتي تحرك الهيئات السعودية عقب مطالبة محامي أسر الضحايا تعويضات من «مصالح» سعودية تقدر بنحو أكثر من تريليون دولار، بزعم أن تلك الهيئات ساعدت في تمويل أسامة بن لادن وشبكته.
وفي حين أكدت رابطة العالم الاسلامي ومقرها مكة المكرمة، أنها بصدد إصدار بيان رسمي يفند هذه الادعاءات الباطلة ويبين دور الرابطة الحقيقي من تقديمها للمساعدات المستحقة. بينما أفادت مصادر في شركة البركة للاستثمار والتنمية، وهي شركة مصرفية يملكها رجل الاعمال السعودي صالح كامل، انها تعيد قراءة لائحة الدعوى، رغم أنها لم تتلق اى شيء رسمي حول هذا الموضوع، وأضاف المصدر أن صدور الخبر في نهاية الاسبوع ربما هو الذي أدى إلى تأخر إصدار البيان، إلا أن المصادر رأت أن أي تحرك من الهيئات المتهمة يجب أن يكون تحركا جماعيا لمواجهته، وقال مصدر في البنك الاهلي التجاري ومقره جدة، ان البنك يرى أن يكون الرد رسميا من قبل مؤسسة النقد السعودي، ليبين مصداقية البنوك السعودية وكيفية تعاملاتها البنكية والرقابة التي تفرضها الجهات الحكومية على المصارف. من جهة أخرى قال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عدنان خليل باشا أمين عام هيئة الاغاثة الاسلامية العالمية ومقرها جدة، ان ما تناولته وكالات الانباء قبل يومين وخاصة فيما يتعلق بهيئة الاغاثة الاسلامية وسنابل الخير، في الواقع مجرد كلام لا يستند لوقائع وحقائق إنما هي عملية واضحة تستهدف تعطيل الاعمال الخيرية التي تستفيد منها جمعيات وجهات شعبية في مختلف الدول وخاصة في افريقيا وآسيا.
وأكد أن الهيئة لن تسكت عن حقها وسوف تطالب المجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة ومقره القاهرة، إلى إقامة دعوى على كل من يتهم الجمعيات الخيرية وخاصة تلك الجهات التي تتسم أعمالها بمساعدة المحتاجين وذلك بتنفيذ خطوات قانونية وتوكيل محامين، مبينا أن مندوبين من صحف الواشنطن بوست والنيويورك تايمز وورلد ستريت زاروا بعد أحداث 11 سبتمبر ووقفوا على أنشطة الهيئة وكيفية عملها.
وفي ما يتعلق بالدعوى اعتبر الدكتور عدنان باشا أنها معلومات إستخباراتية وليست شكوى رسمية من قبل وزارة الخارجية الاميركية. وقال ان أمور الصرف في الهيئة تمر بخطوات وبطريقة بحيث لا يمكن التصرف بالاموال عن طريق أفراد، وقبل أن تذهب للجهات التي تحتاج إلى مساعدة فإنها تمر بأربع مراحل: أولا المراقبة المالية والتي لا تجيز الصرف ما لم تكون هناك سيولة مادية وموجودة في الميزانية، ثم المراقب الداخلي بعد الصرف وهو لا يتبع الهيئة بل يتبع مجلس الادارة حيث يعتمد هذه الصرفيات ويقدم تقريره لمجلس الادارة، وأيضا مراجع حسابات خارجي مهمته إعداد محاسبية قانونية لمجلس الادارة. والشيء الآخر والمهم هو مراجع حسابات في كل دولة من الدول التي تنتشر فيها فروع الهيئة وعددها 30 فرعا في الخارج وتنتشر في أوروبا وأفريقيا وآسيا، ومراجع الحسابات في تلك الدول يتم اختياره من قبل الجهات الحكومية الخيرية التي تسمح لنا بفتح فروع للهيئة ولديها اطلاع بنشاط الهيئة، كما أن التحويلات التي تتم تسير وفق نظام تحويلات المصارف السعودية، ونفى الدكتور عدنان باشا أن تكون الهيئة قد واجهت ضغوطا لاغلاق مكاتبها في بعض الدول، وقال ان الهيئة لم ولن تغلق مكاتبها لانها تقدم مساعدات إنسانية للمحتاجين، وقدمت الهيئة العام الماضي مساعدات إلى جمعيات ودول في آسيا وأفريقيا، اوروبا، اميركا الجنوبية، وأستراليا بلغت قيمتها 124 مليون ريال (33 مليون دولار).
يذكر أن آلن جيرسون الذي يمثل أسر الضحايا، قال ان ما بين 300 و400 من أسر الضحايا وقعت على دعوى تعويضات، مبينا أنه يحاول كشف مدى وعمق وتنظيم الدعم المالي الذي تلقته المنظمات الارهابية ربما منذ عقد من شتى المصالح الحكومية.
وقالت مصادر أخرى ان الدعوى أيضا قدمت ضد السودان وثماني منظمات خيرية إسلامية وسبعة مصارف دولية، والمصارف المستهدفة هي مؤسسة البركة للاستثمار والتنمية البنك الاهلي التجاري، بنك فيصل الاسلامي، مؤسسة الراجحي للاستثمار والصرافة، البركة للصرافة ودار المال الاسلامي، بنك الشمال الاسلامي، مجموعة بن لادن للمقاولات، وتشمل المؤسسات والجمعيات الخيرية الاسلامية، الصندوق الدولي للاعمال الخيرية، هيئة الاغاثة الاسلامية الدولية، مؤسسة سنابل الخير، رابطة العالم الاسلامي، سار فاونديشن، الرابطة تراست، مؤسسة الحرمين الاسلامية، الجمعية العالمية للشباب الاسلامي.