فينانشيال تايمز العدد رقم 3962 - 16/08/2004م (الاقتصادية)

[eyadh]

فينانشيال تايمز العدد رقم 3962 - 16/08/2004م

صدمات متزامنة تعصف بأسواق المال العالمية

مايكل مورجان و كيفن موريسون وستيف جونسون


16/08/2004 / 0

المستثمرون الذين حزموا أمتعتهم وتوجهوا إلى الشاطئ نهاية الأسبوع الماضي ربما وجدوا اليوم من يغفر لهم اعتدادهم بأنفسهم فقد نجوا مما يعتبر بكل المقاييس، خمسة أيام صعبة في أسواق المال.
لم تكن أي من المشاكل التي عصفت بالأسواق الأسبوع الماضي جديدة البتة فأسعار النفط مرتفعة منذ شهور عدة، وأسعار الخام الآجلة تسجل أرقاما قياسية منذ أسبوعين وقطاع التكنولوجيا يمر بظروف صعبة مضى عليها بعض الوقت، فيما يعيش العراق حالة ملتهبة منذ 18 شهرا.
لكن تأثير الأنباء السلبية الواردة في وقت واحد من عدة جبهات كان لابد أن يترك أثرا على أسواق المال فكان أن هوى مؤشر ناسداك الأمريكي المحمل بأسهم التكنولوجيا، إلى أدنى مستوياته منذ 12 شهرا، بينما هوت أسهم أوروبا إلى مستويات لم تشهدها منذ بداية العام الجاري كذلك أمضت كثير من الأسواق الآسيوية واحدا من الأسابيع السيئة، بما فيها طوكيو التي أغلقت الجمعة على أدنى مستوياتها منذ ثلاثة أشهر.
وكان من الممكن أن تكون الصورة مختلفة، لأن قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي البنك المركزي الأمريكي زيادة أسعار الفائدة للمرة الثانية الثلاثاء الماضي، كان متوقعا على نطاق واسع وكان موضوعا في حسابات السوق بالفعل.
وما راق «وول ستريت» حقا هو بيان مجلس الاحتياطي الفيدرالي المتضمن زيادة أسعار الفائدة، الذي أشار إلى أن الاقتصاد الأمريكي مهيأ لنمو أسرع إضافة إلى ذلك لم يعط البنك المركزي إشارة إلى أنه يخطط للتخلي عن حملته «المحسوبة» لرفع أسعار الفائدة على الأموال الاتحادية إلى مستوى أكثر حيادية، على الرغم من أن أرقام الوظائف في تموز يوليو أثارت من جديد شكوكا حول حدوث تحسن في أرقام البطالة.
وجاء رد فعل «وول ستريت» على البيان إيجابيا وحاسما، إذ حقق مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ناسداك المركب أفضل مكاسب يحققانها في يوم واحد منذ شهرين .
وبحلول الأربعاء كان كل ما أنجز من عمل جيد كما أنه لم يحدث، إذ كانت الغلبة لأسعار النفط المرتفعة وتقديرات «سيسكو» المخيبة للآمال، وهي الأولى في سلسلة من التقديرات تصدرها شركات التكنولوجيا الأمريكية هذا الأسبوع وفاقمت عودة العنف في العراق الحالة المزاجية السيئة في الأسواق.
ومع حلول منتصف جلسة الجمعة، كان مستوى مؤشر داو جونز الصناعي دون تغيير فعلي على مستوى الأسبوع، في حين كان «ناسداك المركب» متراجعا 0.8 في المائة، ليسجل أدنى مستوياته منذ آب أغسطس 2003.
وفي الجانب الشرقي من الأطلسي انخفض مؤشر فاينانشيال تايمز البريطاني المؤلف من 300 سهم، 1.5 في المائة، بينما تراجع «نيكاي 225» في طوكيو 2 في المائة.
ولم تظهر الجمعة أي بوادر على تراجع أسعار النفط المرتفعة بسرعة صاروخية وسجلت أسعار الخام الآجلة في «نايمكس» مستوى قياسيا جديدا عقب انفجار في مصفاة تابعة لشركة بريتيش بتروليوم في وايتنج في ولاية إنديانا الأمريكية وبلغ سعر العقد 46 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى يبلغه منذ بدء تداولات النفط الآجلة في «نايمكس» قبل 21 عاما.
وفي لندن تجاوزت عقود أيلول سبتمبر لخام برنت 43 دولارا للبرميل، وهذا أيضا مستوى لم تعرفه التعاقدات الآجلة منذ بدئها في سوق النفط الدولية عام 1988.
ويرى بيتر أوبنهايمر من «جولدمان ساش»، أن انخفاض المخزون إلى مستويات حرجة واقتراب الإنتاج من الطاقة القصوى يجعل من المرجح أن تستمر أسعار النفط عند مستوياتها المرتفعة وقال «نتوقع أن تمحو زيادة نسبتها 10 في المائة 0.3 في المائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وبالتالي تراجعا بنسبة 8 في المائة في الأسهم الأوروبية».
وثمة مستفيدين دائمين من ارتفاع أسعار النفط، خصوصا في قطاع أسهم الطاقة وطبقا لستيف ثورنبير من «ثريدنيدل إنفيستمنت»، الذي ظل منذ بضعة أشهر يعطي أهمية مبالغ فيها لقطاع الطاقة «تستفيد أسهم النفط من ابتعاد القطاع عن المجالات الأكثر خطورة في السوق، ولها عوامل جذب مهمة تتمثل في الأرباح وإمكانية الارتفاع أكثر» وتابع «شركات النفط مستمرة في تحقيق مستويات نقدية مرتفعة، تجري إعادة جزء مهم منها إلى المستثمرين من خلال أرباح عائدة على الأسهم وعمليات إعادة شراء للأسهم».
وتراوحت التفسيرات الخاصة بارتفاع أسعار النفط بين حريق مصفاة «بريتيش بتروليوم» وتصاعد المعارك بين قوات الاحتلال الأمريكي وميليشيا مقتدى الصدر في العراق، التي هددت بتخريب أنابيب النفط في البلاد .
كذلك توترت الأعصاب قبل استفتاء على رئاسة هوجو شافيز في فنزويلا، العضو في «أوبك»، لأن تغيير الحكومة يعني تغييرا في السياسات النفطية، وبالتالي في الأسعار.
إلى ذلك، أسهم إغلاق مفاعلات نووية تملكها شركة كانساي للطاقة الكهربائية في اليابان، بعد أربعة أيام من أكثر حادث مميت في تاريخ الصناعة النووية اليابانية، في ارتفاع أسعار النفط الجمعة الماضي وعندما أغلقت اليابان معظم تجهيزاتها التي تعمل بالطاقة النووية العام الماضي، اضطرت إلى زيادة وارداتها من النفط.
وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية الأسبوع الماضي، إلا أن الزيادة تبقى اسمية وتظل الأسعار دون مستوياتها أثناء الصدمتين النفطيتين الأولى والثانية في سبعينيات القرن الماضي، عندما قفزت الأسعار إلى 80 دولارا للبرميل بالقيمة الحالية للنقد لكن متوسط سعر «برنت» والخام الأمريكي الخفيف يزيد الآن 50 في المائة على متوسط أسعار عام 2003.
وتعهدت السعودية بزيادة إنتاجها ليقترب من مستوى 10 ملايين برميل يوميا الشهر المقبل، وهي خطوة لقيت ترحيبا من الأسواق، لكنها تقلص الطاقة الإنتاجية الاحتياطية العالمية إلى نحو 500 ألف برميل يوميا، الأمر الذي لا يترك للأسواق سوى قدرة محدودة لمواجهة أي اضطراب حاد في إمدادات النفط.
وفي أسواق الصرف أمضى الين اليابان معظم الأسبوع في حالة تراجع وكان أسوأ العملات أداء، قبل أن يفسح المجال أمام الدولار ليحصل على هذا اللقب يوم الجمعة بعدما خسر مكاسب حققها بصعوبة في الأيام الأربعة السابقة.
ويعود تراجع الدولار إلى بيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة، إذ كان لارتفاع أسعار المنتجين 0.1 في المائة في تموز يوليو وقعا سيئا على «أخضر الظهر»، لكن أسوأ منه كانت قفزة قياسية في العجز التجاري الأمريكي بلغت 55.8 مليار دولار في حزيران يونيو ، مقارنة بـ 46.9 مليار دولار في أيار مايو ، مع تراجع الصادرات بأكبر سرعة تعرفها منذ أيلول سبتمبر 2001، فيما قفزت واردات النفط إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وهوى الدولار 1.3 في المائة من ذروة بلغت 1.2347 دولار لليورو في اليوم السابق، 1.4 في المائة إلى 1.8411 مقابل الاسترليني، و1.1 في المائة إلى

[ترايدر]

اهلين eyadh

تقرير اكثر من رائع الف شكر

ترايدر

[eyadh]

اشكرك على المشاركة
سلمت وبارك الله فيك