يكون السيد مسوداً في حكم الجمال....................

[ابوراكان]

للشباب رونقه،ونضارته،وجاذبيته..خصوصاً عند الغانيات،فشرخ الشباب عندهن عجيب،وأحلى الرجال عندهن من كانت خدوده تشبه خدودهن..والا فليس له من ودهن نصيب.
كان احدهم زعيماً يدل بزعامته،وفارساً لا يشق له غبار،وكريماً جواد،ولكن الشيب قد وخطه،والسنين قد جعدت بشرتهه..فاصطحب في سفره شاباً في غضاره شبابه،وعنفوان فتوته،يكاد الدم ينفر من خديه،وتتمثل الفتنه في ملامحه..فلما جد بهما السير، واقبلا على حي ،قال الامير لصاحبه الشاب:-كاًنني ببنات هذا الحي الان سوف تتركز نظراتهن فيك،وتحضى منهن بالابتسامة والدعابه..بينما أنا سوف تقتحمني الابصار،ويغفلني النظار،وينسين من انا،وما فضلي رئيساً،وفارساً،وجواداً ..........
قال الشاب :- ان خصالك هذه سوف تشفع لك،فلننظر ماذا يكون؟.. وما ان اناخت بهما الركاب ،وتقدما الى مكان القهوه حتى برزت احداهن-وكان صاحب البيت غير موجود- فقالت للامير:-خذ الفاس وكسر الحطب،واوقد النار،واعمل القهوه لسيدك،فسمع الامير واطاع،واخذ الفاس،وكسر الحطب، واوقد النار..وجعل يعمل القهوه،وبقى الشاب كما شاءت هذه،متكأ حتى خلصت القهوه، وجعل يقدمها للشاب، وهو ينشد :-
يازين ياللـي في ذراعــك نقـاريش ................ الحكم حكم الله وحكمك على الراس
إن شيتني حشاش سيد الحـواشيش ................ وإن شيتني حطاب قرب لي الفـاس
وإن شيتني خيال فاروي المراييش ................ أثنـي وراهـم يـوم الأريـاق يبــاس
والفرخ لا يغـويك في صفـة الريـش ................ طير الحبارى ياريش العيـن قرنـاس
وهكذا يكون السيد مسوداً في حكم الجمال....................