اليورو يتجاوز مستوى طرحه في 1999

[ابوفهد]

تجاوز اليورو مستوى طرحه عام 1999 البالغ 1.1747 دولار يوم الجمعة وسط موجة شراء مفاجئة دفعته للاقتراب من اعلى مستوياته على الاطلاق ليبلغ ذروة جديدة عند 1.1808 دولار، وكان اعلى سعر له على الاطلاق قد بلغ 1.1880 دولار، وقد ارتفع اليورو بنسبة 12% هذا العام ولم يعرب البنك المركزي الاوروبي عن اي اعتراض على هذا الارتفاع فيما انخفض الدولار باكثر من 35% امام اليورو منذ يناير كانون الثاني عام 2002.

[ابوفهد]

اليورو القوي امر جيد على الارجح لمنطقة اليورو في الاجل الطويل لكن مع صعوده امام الدولار متجاوزا مستواه لدى طرحه لاول مرة في 1999 يظهر خطر واضح يهدد الانتعاش الضعيف في منطقة اليورو هذا العام.
وجاءت بيانات النمو قاتمة بالفعل وان كانت اقل قتامة مما كان متصورا قبلا. ومع ذلك سيضيف ارتفاع قيمة العملة الى الضغوط على الصادرات والانتاج هذا العام.
وحتى قيام البنك المركزي الاوروبي بخفض سعر الفائدة الشهر المقبل والذي يتوقعه كثيرون الان لن يقدم حلا فوريا لان تأثير تغيير السياسات النقدية يستغرق وقتا.
وقال بول فان دن نورد الخبير الاقتصادي في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في باريس »الصورة لا تبدو جيدة«.
وأضاف ان »ارتفاع قيمة اليورو في الفترة الاخيرة كان كبيرا ومن شأن ذلك خفض توقعات النمو .. الانتعاش يواجه خطر التأخر نصف سنة«.
ويردد الساسة ورجال الاعمال الكلام نفسه منذ اسابيع في زيادة للضغط على البنك المركزي الاوروبي لاتخاذ اجراء في اجتماعه المقبل المقرر في الخامس من حزيران المقبل . ويقول كثيرون منهم ان خفضا بمقدار 50 نقطة اساس الى اثنين في المئة اصبح مبررا الان.
وتمثل صادرات منطقة اليورو 15 في المئة من اجمالي الناتج المحلي وتقدر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ان ارتفاع قيمة العملة الموحدة بنسبة عشرة في المئة من شأنه خفض النمو بنسبة 8ر0 في المئة في العام الاول من الارتفاع وخفضه بنسبة 1ر0 في المئة في العام التالي.
وقال يواكيم شيده الاقتصادي في معهد كيل للاقتصاد العالمي »اليورو يضر بالتوقعات وسيخفض توقعات عوائد التصدير. مازلت أتوقع انتعاشا .. لكنه سيكون الان أضعف مما توقعنا قبل ستة اسابيع«.
وقال نوت فيلنك عضو مجلس محافظي البنك المركزي الاوروبي في مقابلة مع رويترز يوم الجمعة الماضي ان توقعات البنك الرسمية بمعدل نمو نسبته واحد في المئة في عام 2003 يجب ان تخفض.
لكنه اكد انه ليس هناك ما يدعو للذعر لان اليورو مازال داخل نطاق تذبذبه التاريخي امام الدولار مشيرا الى انه صعد قبل طرحه رسميا الى 40ر1 دولار لليورو في عام 1995.
وجرى تداول اليورو في اواخر تعاملات اول امس في نطاق 1837ر1 /1847ر1 دولار.
ويؤكد المسؤولون كذلك على ان هناك فائدة من ارتفاع اليورو تتمثل في تضخم اقل ويقر فيلنك وهو محافظ البنك المركزي الهولندي ان ذلك قد يسمح للسياسات النقدية بان تكون اقل تقييدا.
وقد يساعد ذلك على اعادة موازنة اقتصاد منطقة اليورو من خلال اعادته للاعتماد على الطلب المحلي وهو ما لجأت اليه الولايات المتحدة في النصف الثاني من التسعينات عندما سمح الدولار القوي لمجلس الاحتياطي الاتحادي »البنك المركزي الامريكي« بالابقاء على اسعار الفائدة منخفضة.
واذا تمكن قطاع الصناعة في منطقة اليورو من ابداء المرونة نفسها في التكيف مع المستويات الجديدة للعملة فان النتيجة ستكون ايجابية في الاجلين المتوسط والطويل.
ويلقي هذا بالعبء على كاهل البنك المركزي الاوروبي كي يكون بعيد النظر ويخفض اسعار الفائدة الامر الذي سيساهم كذلك بالتأكيد في الحد من ارتفاع اليورو. لكن الامر ينطوي على مخاطرة.
وقال توني دولفين الخبير الاستراتيجي في مؤسسة هندرسون جلوبال بلندن »اخشى الا يدرك البنك المركزي الاوروبي الاثار السلبية الا بعد فترة مع خطر ان يأتي قراره بعد فوات الاوان«.
وحتى اذا خفض البنك الفائدة الشهر المقبل فان الامر قد يستغرق ربعين او ثلاثة ارباع عام حتى يعود ذلك بالفائدة على المقترضين.
واصاب الركود الناتج المحلي الاجمالي في الربع الاول من عام 2003 وانكمش في ايطاليا وهولندا والمانيا.
وبهذا يكون الاقتصاد الالماني اكبر اقتصاد في منطقة اليورو للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات في حالة انحسار اقتصادي فني. والانحسار الاقتصادي الفني هو حدوث انكماش في الناتج المحلي الاجمالي خلال ارباع متتالية.
لكن الامر غير المتوقع الذي اظهرته تفاصيل البيانات الالمانية ان الضرر نتج عن انخفاض حاد في استثمارات قطاع البناء وارتفاع الواردات بمعدل اكبر من ارتفاع الصادرات مع لجوء الشركات لتخزين النفط والسلع خشية تسبب حرب العراق في تعطيل الامدادات.
ومن ناحية اخرى زاد الاستهلاك العائلي بنسبة 6ر0 في المئة وزاد الاستثمار في المعدات والالات بنسبة 3ر0 في المئة.
وقال ديرك شوماخر الاقتصادي في جولدمان ساكس في لندن »نعم. نشهد حالة انحسار فنية لكن الاقتصاد لن ينهار. انه ضعيف بلا شك .. لكنه مازال ينبض بالحياة وسينتعش في النصف الثاني« من العام.
وهذا التفاؤل يتوقف الان على المدى الذي سيصل اليه ارتفاع اليورو.
ويقول يواكيم فيلس الاقتصادي في مورجان ستانلي بلندن »ما شهدناه بالفعل يعني انتعاشا ضعيفا للغاية في النصف الثاني من هذا العام واذا استمر (اليورو) في الارتفاع فان حتى هذه التوقعات ستصبح مهددة«.

[ابوفهد]

أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز ان من المتوقع ان يرتفع اليورو الى ما يعادل أعلى مستوياته منذ ست سنوات أمام الدولار خلال الاثني عشر شهرا المقبلة في حين يجاهد الاقتصاد الاميركي لتحقيق نمو وتمويل دينه الخارجي. لكن محللي اسواق الصرف لا يتوقعون ان يتدخل البنك المركزي الاوروبي بائعا لليورو امام الدولار حتى اذا شكت حكومات منطقة اليورو والمصدرون.


واظهر الاستطلاع الذي اجري بين يومي 21 و23 مايو الجاري ان متوسط التوقعات يشير الى ارتفاع اليورو الى 1.245 دولار على الارجح قبل نهاية هذا العام وهو ما يمثل من الناحية النظرية أعلى مستوى لليورو منذ ست سنوات.


وارتفع اليورو متجاوزا مستوى 1.1747 وهو مستوى طرحه لأول مرة في عام 1999. لكن الاستطلاع قدر احتمالات تدخل البنك المركزي الاوروبي بشكل مباشر في السوق مشتريا للدولار مقابل اليورو بنحو 20% فقط.


وخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة الرئيسي الى ادنى مستوياته منذ 40 عاما عند 1.25% لدعم الاداء الاقتصادي لكن الاقتصاد لم يستجب وخلص الاقتصاديون الى ان خفض الفائدة مرة اخرى اكثر ترجيحا من رفعها.


وانخفض الدولار بأكثر من 35% امام اليورو منذ يناير عام 2002. وقال محللون ان هذا بالتحديد ما تريده الولايات المتحدة لدعم صادراتها ونمو اقتصادها رغم التأييد الرسمي لسياسة الدولار القوي. فالدولار الضعيف سيجعل الواردات اغلى ثمنا مما يعوض الضغوط التي تخفض الاسعار وسيدعم الصادرات والنمو ويساعد على تمويل عجز ميزان المعاملات الجارية الذي تبلغ نسبته نحو 5% من اجمالي الناتج المحلي