هل نوفر شروط تطبيق حكومة الكترونية سورية ؟؟؟

[aataych]

هل تتوفر شروط تطبيق حكومة الكترونية في سورية ؟؟؟
عبد الرجمن تيشوري
دارس في المعهد الوطني للإدارة العامة
باحث في موقع الحوار المتمدن
كثيرا ما نسمع ونقرا في الصحف وعبر الانترنت عن التعليم الالكتروني والتجارة الالكترونية والنقود الالكترونية والحكومة الالكترونية وكثيرا ما نتسائل لماذا غيرنا لديه هذه الخدمات الرخيصة المتطورة ولماذا نحن في سورية نتأخر عن غيرنا ولا نسطييع تطبيق ذلك دار هذا النقاش بيني وبين بعض الزملاء الذين تقدموا لمسابقة الانتساب آلي المعهد الوطني للإدارة العامة وقد عدت صياغة هذا الحديث وخرجت بهذه الدراسة السريعة علها تقدم فائدة للقراء وتشجع الاخرين على تبني هذا المشروع الهام والحيوي
مقدمة :
يشهد العالم حركة ضخمة وواسعة جدا نتيجة التطورات التكنولوجية وتقوم التكنولوجية الجديدة بتغيير المؤسسات العريقة وانماط الانتاج والعلاقات الدولية والممارسات الاجتماعية والقيم الثقافية والاخلاقية والمعنوية فضلا عن طبيعة الممتلكات والملكية وغير ذلك
ولم تعد قدرة مجتمع ما على الاستفادة من العلم والتكنولوجيا اليوم تعتمد على جهود فردية آو عشوائية اذ آن التقدم الحالي العميق والواسع يحتاج آلي جهود كبيرة وجماعية لان الجهود الغير متصلة والفردية لا تستطيع آن تحقق مساهمة مهمة في هذا المجال وتعتمد القدرات التكنولوجية والعلمية على نظم متطورة يدعمها المجتمع
وفي سورية بادرت الحكومة وتحديدا الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بتطبيق برنامج وطني طموح لنشر المعلوماتية حيث بعد ذلك يمكن تحويل سورية آلي مجتمع معلوماتي ويمكن استخدام المعلوماتية في قطاع الإدارة ومن اجل تسهيل التعامل بين الحكومة ومؤسساتها وبين الحكومة والمواطنين وهناك محاور ايضا يجب العمل عليها بشكل متكامل ومتناسق وهي
· التشريعات
· التعليم
· البنية التحتية
· الخدمات الالكترونية
آن تحقيق التقدم في تطبيق الحكومة الالكترونية يتطلب تحقيق التقدم في المجالات الاربعة السابقة حيث يمكن اعادة هندسة الخدمات الادارية في الدولة
· ماهي الحكومة الالكترونية ؟
لم يتم تحديد مفهوم دقيق حتى الان للحكومة الالكترونية لكنها بشكل عام تعني استخدام التجارة الالكترونية وتسهيل عمليات الشراء الحكومي وتقديم الخدمات للمواطنين عبر الخط والانترنت وتمكين المواطن من انجاز معاملاته من داخل البيت بيسر وسهولة وكلفة قليلة وارضاء المواطن المتلقي للخدمة
وبشكل عام بينت خبرات بعض الدول التي طبقت هذه الحكومة آن مفهوم الحكومة الالكترونية يتضمن العناصر التالية
- اطلاع المواطنين على الاجراءات وكل المعلومات المطلوبة لاية معاملة
- جعل المواطن يحصل على ما يريد بشكل حر وسهل وغير مكلف
- ازالة الحدود التنظيمية بين المؤسسات
- توحيد عمليات تقديم الخدمات
- تنسيق المعلومات بين جميع المصادر الحكومية المختلفة
- تبادل واكمال البيانات على الخط واستخدام الدفع الالكتروني ودفع الضرائب وتقديم طلب التوظيف وخدمات اخرى مختلفة تتم جميعها الكترونيا
اهداف الحكومة الالكترونية
تختلف وتتنوع اهداف الحكومة الالكترونية حسب البلد وحسب الالولويات وحسب الهيكل الحكومي وحسب القدرة التكنولوجية ويمكن آن نعدد اهم اهداف الحكومة الالكترونية كمايلي :
- التفاعل والتبادل بين الحكومة وقطاع الأعمال
- التفاعل والتبادل بين الحكومة والمواطن
- التفاعل والتبادل بين الإدارة المحلية والمواطن
- وضع جميع الخدمات على الشبكة وتصنيفها
- التفاعل والتبادل بين الدوائر الحكومية
- اشاعة وصناعة ثقافة المعلومات والبرمجيات عبر تطوير قطاع خدمات تكنولوجيا المعلومات
- يمكن آن تحقق منافع اجتماعية وبشكل خاص تشغيل السكان وتحسين التعليم وتحسين الخدمات الاجتماعية الأخرى
- يمكن آن تحقق منافع اقتصادية هامة جدا وبشكل خاص زيادة كفاءة الحكومة وتعزيز القدرة التنافسية واقامة اقتصاد مرتكز على المعرفة وتقليل الاعتماد على الاسواق التقليدية
وبشكل عام نقول آن سورية بلد صغير والسبيل الوحيد امامه للتنافس هو عبر النوعية الاعلى والكفاءة الاحسن والابداع الافضل ولا بد من التطوير والبحث في تكنولوجيا المعلومات من اجل تحسين المستويات الاكاديمية وجذب المواهب المبدعة محليا وعربيا وزيادة قبول عدد الطلاب في كليات الهندسة المعلوماتية ولا بد من تطوير استراتيجية وطنية لتكنولوجيا المعلومات من اجل تحقيق سريع للاهداف الرئيسية التالية :
*تسريع تطوير اليات فعالة للنمو الاقتصادي
· زيادة انتاجية العمل في القطاعين العام والخاص
· دعم الاستثمار الفعال للموارد البشرية
· تعزيز كفاءة الإدارة
· تغيير النظام التعليمي
· ترشيد الخدمات الحكومية
· تشجيع اصدار تشريعات تعزز المنافسة وتقلل السلوك الاحتكاري
· وضع خطة لصناعة معلوماتية تتسم بالابداع والابتكار
· رفع قيمة الاموال المستثمرة في هذا الجانب
التحديات التي تواجه سورية
في هذا المجال
- عدم وجود تخصصات عالية في مجال تكنولوجيا المعلومات
- وجود قيود وعدم التنسيق بين الباحثين والعلماء والتقنيين
- عدم وجود بيئة قانونية مناسبة لزيادة التفاعل
- عدم وجود مؤسسات ترعى و تنمي التراكم المعرفي العلمي والتقني
- نسبة استخدام الانترنت مازالت قليلة جدا وتكاليفها مرتفعة نسبيا وهذا يمثل عائق كبير امام تطبيق الحكومة الالكترونية فلا بد اذا من توفير وصول اعلى سرعة من الانترنت واجهزة حاسوب شخصية رخيصة وتعميم ثقافة المعلوماتية بشكل اكثر و ا كبر لجميع شرائح المجتمع
- تعاني سورية من امية حاسوبية حيث لا تتجاوز نسبة الذين يستثمرون الحاسب اكثر من 2% من السكان
- تستطيع آن تساهم الحكومة الالكترونية في جهود اصلاح القطاع العام لكنها ليست بديل عن اصلاح القطاع العام رغم انها تخفف من قبضة البيروقراطية التقليدية وتوفر شفافية اكبر علما آن البعض يقول بان الحكومة الالكترونية تؤدي آلي بيروقراطية جديدة تسمى معلوقراطية
- غياب الوعي باهمية الحكومة الالكترونية حيث لا تتوفر للمواطن العادي ولا لرجل الأعمال السوري ولا حتى للمؤسسات الحكومية ولا حتى لغرف التجارة اوالزراعة والصناعة اذا لا تتوفر لاغلب هؤلاء فكرة واضحة عما تعنيه الحكومة الالكترونية وفوائدها وخدماتها
عوامل نجاح وانجاح تطبيق
الحكومة الالكترونية في سورية
قلنا سابقا آن الحكومة الالكترونية تعني سهولة تبادل المعلومات عبر الانترنت بين المؤسسات والافراد والحكومة حيث يستطيع أي شخص بسهولة تامة وبنقرة واحدة الحصول على ما يريد لذا يجب آن نعمل في سورية على الوصول آلي هذه الخدمات الالكترونية المتطورة ويجب على سورية آن تحقق بيئة ملائمة في سوق تكنولوجيا المعلومات ويجب آن يجد المستثمرين العرب والاجانب بيئة مرحبة في سورية لهذا النوع من النشاط الاستثماري ويجب آن تعمل دمشق وحلب وحمص لتصبح كل منها مدينة تكنولوجية وعاصمة تكنولوجية ويمكن خلق تعاون بين مؤسسة الاتصالات ووزارة التقانة والجمعية المعلوماتية وكليات الهندسة المعلوماتية من اجل تحقيق انجاز فريد بين هذه المؤسسات ولا بد ايضا من توسيع شبكات الانترانت الداخلية حيث يمكن ربط جميع المؤسسات بشبكة انترنت وطنية توفر الخدمات التالية :
- توفير المعلومات حول الخدمات المحلية
- التبادل المعلوماتي بين المؤسسات الحكومية في كل محافظة
- ربط المؤسسات بعضها ببعض وبالمركز
- توفير بنك معلومات محلي
- ادخال نصوص برامج الترجمة الالية من الانكليزية آلي العربية في بنوك المعلومات
- التراكم السريع للمعرفة على نطاق سورية
- تطوير شبكات المواصلات المحلية وبناء المزيد من الشبكات المحلية
الخاتمة
وهكذا يبدو لنا آن البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات غير مكتملة وجاهزة للبدء بتطبيق مشروع الحكومة الالكترونية في سورية حيث لا زالت سورية دون الطموح في مجال توفير المخدمات الكبيرة ومغذيات الشبكات خارج العاصمة دمشق علما آن مؤسسة الاتصالات والجمعية العلمية للمعلوماتية يقدمان خدمات الانترنت باسعار لا تزال مرتفعة وهذا بدون شك يمنع اتصال الناس بالدوائر ويشكل ذلك عائقا كبيرا لتطبيق أي برنامج حكومي لتقديم الخدمات عبر الشبكة حتى مخدم اية الذي منح حرية تقديم الخدمة هو ايضا بطيء ويعاني نفس مشكلات الجمعية المعلوماتية ومؤسسة الاتصالات وقد روى زميل لي آن استقباله للبريد الالكتروني يحتاج آلي ربع ساعة وهذا امر مضجر حقا علما آن كثير من دول العالم والدول العربية تقدم خدمة الانترنت مجانا و24 / 24
كما انه لا يوجد مراكز معلومات وسيطة وحتى الان لم يصدر تشريع واحد في سورية يتناول هذا الامر الامر الذي يطرح تعديل جميع التشريعات التي تساعد في تطبيق الحكومة الالكترونية واعتماد التوقيع الالكتروني بشكل قانوني ورسمي ومشروعية تبادل الوثائق الكترونيا بين المؤسسات والافراد والحكومة وضرورة وضع قوانين جديدة من اجل دفع الرسوم والضرائب الكترونيا والحصول بسهولة على معلومات تهم أي معاملة لاي مواطن بحيث يمكن تعبئة النماذج وتقديم البيانات عبر الشبكة
قد تكون هذه المقترحات والاستنتاجات صعبة قليلا وحالمة قليلا وقد تحتاج آلي امكانات مالية ضخمة والى كوادر بشرية مدربة من اجل تنفيذ هذه المقترحات لكن لا بد من الولوج في هذا المجال وبسرعة كبيرة جدا لان الميزة التنافسية اليوم لم تعد ثروات ومناجم وانما أصبحت في العقول وفي الجماجم فعلينا العمل من اجل صنع ميزة تنافسية سورية خاصة بنا من اجل الوصول آلي الاسواق العربية والى الاسواق الدولية وعلينا آن نرفع استخدام الانترنت وان نزيد اقتناء وشراء الحواسيب وان نقدم التسهيلات للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تعمل في هذا المجا ل ومنحها المزيد من الدعم والمساندة والقروض من اجل خلق مهارات حاسوبية وخلق سلع تكنولوجية تباع وتشترى في السوق المحلية وفي السوق العربية وفي السوق الدولية
ولا بد من استثمار الحاسب بشكل كبير جدا في التربية والتعليم وفي الإدارة وفي التجارة وفي المصارف بحيث يصبح التعليم الكتروني والادارة معلوماتية والتجارة الكترونية واعتماد الوثائق والتواقيع الالكترونية وكل ذلك يمهد من اجل تطبيق الحكومة الالكترونية التي تستطيع بدورها تحقيق فوائد ومكاسب للمواطنين وللاقتصاد الوطني بشكل عام نامل آن نصل قريبا آلي هذا الحلم والطموح من اجل سورية حديثة متطورة مزدهرة 0
عبد الرحمن تيشوري – دارس في المعهد الوطني للإدارة العامة