هل تتخيل أن تصل أسعار النفط ... 1600 دولار للبرميل ..؟

[ميكروديناميك]

هل تتخيل أن تصل أسعار النفط ... 1600 دولار للبرميل ..؟

من خلال نموذجه المثير للجدل توقع هوبرت ان تصل أمريكا الى ذروة إنتاج النفط في عام 1970 حيث إعتمد على شكل الجرس وقال ان الإتجاه المتصاعد للنفط لن يستمر ، ولم يكترث أحد لهذا التوقع ، بل إنه وصف بأنه توقع خيالي ، ولكن التوقع حدث بالفعل حيث وصلت أمريكا بالفعل إلى هذا الرقم في عام 1971 وبدأ تناقص إنتاج أمريكا من ذلك التاريخ حتى يومناهذا .


نموذج هوبرت لذروة النفط الامريكي

بعد نجاح هذه النظرية جرى تطويرها وربطها بعوامل عدة مساعدة للحصول على نتائج ادق لإنتاج النفط العالمي حيث تتوقع المراكز البحثية المعنية بالطاقة كوكالة الطاقة وغيرها ان تكون ذروة الإنتاج العالمي للنفط بحلول عام 2030 ويساند ذلك ان النفط كغيره من السلع معرض للنضوب وكذلك الأسعار الحالية ليست مشجعه لتحفيز الإستثمار في مجال الطاقة ،وهو ما سيخفض فرص التنقيب والاستكشاف .


صورة توضح نموذج هوبرت لذروة النفط العالمي

بعد هذا كله نقول ما تأثير ذلك على أسعار النفط .؟

الحقيقه ومن خلال دراسة أسعار النفط فإن النفط تضطرب أسعاره بسرعة وبتتابع مستمر خلال حدوث أي أزمة وسوف تلاحظون من خلال هذا الرسم كيف تتوالى اسعار النفط في الإرتفاع الحاد ولسنوات عقب حدوث أزمة او كارثة تخل بأي من منابعه .


صورة توضح تاريخ أسعار النفط خلال الأزمات

ونلاحظ ايضا ان الأسعار إذا إرتفعت لا تعود مجددا لسابق عهدها وهي دالة جيدة لمعرفة مستوى حجم النمو المتزامن مع زيادة الأسعار وذلك يرد على كثير من المحللين الذين يربطون تحرك وتذبذب أسعار النفط بتذبذب الأسواق المالية ، لأن النفط لا يتحرك مع الاسواق المالية وإنما له إتجاه واحد وهو الإتجاه الصعودي وما يحصل من تذبذبات إنما يرجع فقط بسبب ما يسمى بوفرة النفط والتي عادة ما تأتي بعد أي كارثة او أزمة متعلقة بالنفط وهو ما يدفع بالأسعار إلى التراجع بحده ، وتتميز ظاهرة زمن وفرة النفط بأنها سريعة لاتلبث إلا ان تعود بالاسعار مجددا إلى مسارها الصاعد .

الآن وبعد أن عرفنا مسار أسعار النفط خلال تاريخه وعرفنا التوقعات المستقبلية بشأنه ماذا يهمنا الآن ؟
مايهمنا الآن هو معرفة السعر المستقبلي للنفط ؟
والجواب يمكننا معرفته من خلال ذروة إنتاج النفط ، فإن حجم الإنتاج سيبدأ في التناقص بعد الذروه في عام 2030 وهذا سيجعل طالبي ومنتجي الطاقة أمام تحديات ضخمه وصعبة واهمها توفير الطاقة البديلة ورفع حجم مخزونات النفط ، ولايمكن للمنتجين والمستهلكين من الحصول على حلول إلا من خلال زيادة أسعار النفط ، لان الحلول المقترحة لاتزال ذات تكلفة عالية جدا جدا ، ولايمكن أن تنافس أسعار النفط ، وهنا يمكننا توقع زيادة كبيرة مطردة وربما بوتيرة متسارعة في أسعار النفط خلال الخمسة عشر سنة القادمة ، على مراحل متنوعة مع الضغط بإتجاه التحكم بخفض الإنبعاثات الضارة من خلال زيادة كفاءة تصريف CO2 والتي ستمول طبعا من هوامش الربحية للنفط .

والمثير فعلا انه لا يمكننا ان نضع ارقاما حديه لمعدل ارتفاع الأسعار أو حدا اعلى إلا انه يمكننا القول ان الأسعار ستتجاوز حاجز الحد الاعلى الذي وصل سعر النفط إليه في آخر ارتفاع ربما بفارق كبير جدا هذه المره الى مناطق الـ 400 دولار ليبني بذلك قمة سعرية جديدة ، والتي ستزيد من معدل تطوير الحلول وزيادة التنافسية في مجال الطاقة .

والآن بعد معرفة هذا الكم الكبير من المعلومات يهمنا كثيرا أن نعرف التوقعات المستقبلية لإقتصادنا المحلي بالإعتماد على تحليل هذه المعلومات ، ويمكننا القول انه ومن خلال التوزيع الجغرافي لموقعنا من الكرة الأرضية فإننا نصنف بأننا نملك أكبر إحتياطي من النفط في العالم ، وهي ميزة عالية عالية التنافسية وتجعلنا في منطقة أمان كبيرة ومحفز كبير جدا لتحقيق تنمية مستدامة لعقود قادمة ويمكن زيادة مداخيل الموازنة العامة الى مستويات تنافسية كبيرة جدا .


صورة توضح إحتياطات النفط حول العالم وتظهر الصورة اننا الاكبر حجما

وهذه الميزة تمكننا القول ان التوقعات المستقبلية المتفاءلة بشأن مستقبل الإقتصاد المحلي هي توقعات واقعية ، خصوصا مع ان أسواقنا تصنف بأنها أسواق في طور التكوين وهو عامل مهم سيجعل من تحقيق ثروات كبيرة على مستوى المداخيل الفردية داخل النطاق المحلي أمرا ممكنا بحول الله وقوته .

لذا ومن منطلق انه يجب علينا كأفراد ان نتحرى المعلومة الصحيحة المبنية على الرأي العلمي المتجرد وبعيدا عن الأمنيات والهرطقة الإقتصادية(إن صح التعبير ) التي تكتب هنا وهناك ، رأيت ان اكتب هذا لمقال والذي ربما يريكم بعضا من الكلام الذي لا يرغب اصحاب المصالح الخاصة في معرفته خصوصا انهم يعرفون هذا الكلام جيدا ، ولا أدل على ذلك من أنهم اناس كانو يشترون الصحاري قبل 20 سنة بتراب الاموال ويبيعونها اليوم عليكم بثروات هائلة وضخمة ، وربما تكلفكم مثل هكذا معلومات مبالغ كبيرة لكنها تكتب لكم مجانا لأنني اؤمن يقينا أن للجميع الحق في المعرفة واما القسمة فهي نافذة وليس لأحد يد فيها ، ولكم يا سادة مني التمنيات بأن يكون هذا المقال نواة جيدة لمعرفة اكبر .

شكرا لكم