للتسجيل اضغط هـنـا
أنظمة الموقع تداول في الإعلام للإعلان لديـنا راسلنا التسجيل طلب كود تنشيط العضوية   تنشيط العضوية استعادة كلمة المرور
تداول مواقع الشركات مركز البرامج
مؤشرات السوق اسعار النفط مؤشرات العالم اعلانات الشركات الاكثر نشاط تحميل
 



العودة   منتديات تداول > المنتديات الإدارية > اســــتراحـة الــــمســاهــمين



إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19-03-2004, 01:55 PM   #1
عرين الاسد
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2003
المشاركات: 342

 

افتراضي السعودية والحرب على الإصلاح - د. مضاوي الرشيد

نعم.. جاءت حملة الاعتقالات المتوقعة، فبعد اكثر من ثلاثة اشهر علي تقديم عريضة الاصلاح والتي دعت الي تغييرات شاملة في السعودية منها تأسيس ملكية دستورية والتي وقعها اكثر من مئة شخص من النخب ذات التوجهات المتعددة والتي منها ما يسمي بالليبرالي والاسلامي وغيرهما قامت الدولة يوم الثلاثاء 16/3/04 بعمل تعسفي ضد مجموعة صغيرة ربما هم نواة الموقعين علي العريضة هذه.

وبهذا العمل كرست الدولة اسلوبها المعتاد الذي يمهل ولا يهمل فها هي تزج بأكثر من سبعة اشخاص من ذوي العلم والثقافة والجرأة في السجن. وجريمتهم الوحيدة هي المطالبة بانشاء جمعية اهلية لحقوق الانسان بعد ان اعلنت الدولة انها قد اسست جمعية لهذا الغرض، فبغض النظر عن رأينا بمضمون خطاب كانون الاول (ديسمبر) 2003 الاصلاحي والذي عبرنا عنه علي صفحات القدس العربي ما علينا اليوم الا ان نقدر جرأة هؤلاء المصلحين كما فعلنا في السابق ونحيي مبادرتهم الاخيرة هذه والتي نظرت لها الدولة علي انها خطيئة لا تغتفر. فمن وجهة نظر الدولة هذه الخطوة هي بالفعل تشكل تحديا لمبادرتها هي.

اذ ان جمعية اهلية لحقوق الانسان قد تسلط الضوء علي امور تفضل الدولة ان تبقي في الظلام. فجمعية الدولة هي مبادرتها هي وستبقي تحت سلطتها وقد تم اختيار اعضائها ورئيسها ممن تثق الدولة بولائهم، وتأتي هذه المبادرة كخطوة للتصدير الخارجي واسكات الرأي العالمي والداخلي باصلاحات سطحية.

والمتابع للشأن السعودي يري بوضوح كيف ان الدولة تشن حربا علي الاصلاح رغم مقولتها التي ترددها دوما حين تعلن نيتها بالاصلاح ورغبتها في التغيير. لهذه الحرب علي الاصلاح خططها واستراتيجيتها الخاصة بها بالاضافة الي جنودها وعتادها الخاص بها.

والاعتقال هذا والتي وصفته الصحف الموالية علي انه استدعاء للاستجواب مرددة بذلك الخطاب السياسي المعلن وانه كان الاكثر تعسفا وقسوة فهو من الاستراتيجيات الفاشلة التي لا يلجأ لها سوي من نفد صبره وفقد وعيه وطفح كيله واصابته حالة من التخبط وعدم القدرة علي التفكير، فهل يا تري الحالة سيئة الي هذه الدرجة؟ هل بالفعل فقدت السلطة قدرتها علي التجاوب مع المطالب الشعبية والتي تزداد جرأة وحدة يوما بعد يوم.

هل يا تري فقدت الدولة اليوم ثقتها بمجنديها السابقين الذين تدربوا علي فن التمجيد والتقديس والتبرؤ من كل ما ينسب لها من تقصير وفساد واستبداد؟ هل ان الدولة لا تجد هذه اللحظة من سيدافع عنها في الحلبات المعروفة ام ان المدافع السابق قد فضل اليوم الكتمان وتقوقع خلف اسوار بيته خوفا من غضب الشعب والسنته السليطة والتي تستطرد في شبكات الحوار الالكترونية حيث يتقنع الرجل والمرأة بقناع الاسماء المستعارة ليسلط قلمه علي الابواق والتي هي في طريقها للانسداد واقلامها التي بدأ حبرها يجف.

قد تكون الدولة لجأت للاعتقال في حربها علي الارهاب لانها لا تثق اليوم بامبراطوريتها الاعلامية من صحف مكتوبة وقنوات سمعية ومرئية والتي كانت منذ تأسيسها قنوات تنشر المعمعة والتمويه وتزيف الحقائق بطريقة سردية وسطحية تخلو من الحس التحليلي والنقد البناء رغم انها تدعي اسلوب الحوار وتصرف الملايين علي برامج الوعظ السياسي الذي يكرس الهيمنة والاستبداد.

وقد تكون الدولة في حربها علي الاصلاح قد استهلكت الخطاب الديني لدرجة انه لم يعد من الممكن اعادة استعماله وتجديده وبث الروح فيه بعد ان جفت ينابيعه ويبست اعواده وماتت اعلامه، فسئمنا سماع المقولات التي تعتبر حقوق الانسان ليست من الدين والانتخابات يحرمها الشرع وعمل المرأة مرفوض من باب سد الذرائع وحرية الرأي تطاول علي مباديء الاسلام وحق التجمع مرفوض خاصة في المساجد والنصيحة للحاكم مخالفة للنص الديني خاصة اذا تسربت الي الصحافة والاعتصامات والمظاهرات فتنة للمسلمين والديمقراطية بدعة وكل بدعة ضلالة وكل داعية للاصلاح مرتد يقوض المصلحة العامة وكل من تكلم بالشأن العام يطمع لمنصب ما او تراوده غريزة الشهرة وحب النفس.
والمطالب بالاصلاح من اهل البدع الليبرالية يستورد الافكار الغربية فهو علماني او شيوعي سابق او قومي يروج افكار دول مجاورة لا تتلاءم مع خصوصية البلد ودينه.
اما داعية الاصلاح من اهل الاسلام فهو مرتد ينادي بالاصلاح لغاية في نفسه فهو يتطاول علي اولي الامر والعلماء ويخرج عن اجماع الامة ويحرض للفتنة تحت شعار الاسلام المستورد ربما ايضا من دول مجاورة.
فاسلامنا يختلف في منابعه عن اسلامه المستورد، اسلامنا نقي في مصادره ولا تشوبه البدع والضلالات، اسلامنا ليس فيه سياسة بل فيه طاعة لولي الامر وبيعة لخيار الناس.

وبالاضافة الي الصحافة الموالية والدين كسلاح فعال في الحرب علي الاصلاح نجد الدولة تجند طائفة اخري من اصحاب العلم والمهارات اي الخبراء الذين ربطوا مصيرهم بالامراء فلنأخذ منهم شريحة واحدة، وصل الاسبوع الماضي الي لندن مجموعة من اعضاء مجلس الشوري في زيارة هدفها المعلن حسب قول احدهم الاستفادة من تجربة بريطانيا في الديمقراطية والحوار والحياة البرلمانية فرتبت للمجموعة هذه لقاءات صحافية وثقافية وسياسية لاتاحة الفرص لتبادل الاراء.
وبالفعل كان احد اللقاءات الصحافية مع صحافي من جريدة الغارديان كتب بعدها هذا الصحافي وبالخط العريض المرأة السعودية ستعطي حق التصويت في الانتخابات القادمة واشار الي ان هذه الخطوة هي خطوة جريئة رغم انها حسب قوله مبهمة بعض الشيء لان التصريح جاء بطريقة خاصة فالمرأة ستصوت لأنه لا توجد اي عقبة في وجهها!
وفي اطار حواري آخر اعلن احد اعضاء الوفد لحشد من الصحافيين والسياسيين والاكاديميين انه تم تشكيل لجنة لدرس الفساد ومكافحته، وبعد ان اثنينا علي هذه الخطوة الجيدة تقدمنا بالسؤال التالي: من اين ستبدأ الحملة علي الفساد؟ من رأس الهرم ام من اخمص القدمين؟ تفضل علينا العضو بالرد وقال ان اللجنة ستبدأ عملها بأقرب وقت وستنظر لكل الفساد بدءا من الفساد البيروقراطي!
عندما تعري هذا الخطاب من كل مصداقية فنحن هنا بصدد ضرب البيروقراطي بالبيروقراطي والخبير بالخبير. وليس بصدد محاربة الفساد الحقيقي والذي يتجاوز المخيلة والتصور، وقد وقع العضو هذا بالفخ الذي نصب له وكان من الافضل له ان يعترف اعترافا قطعيا بصغر حيز عمله وتقلص صلاحياته بدلا من الغوص في امور عويصة تفقده احترام الحضور.

وقال خبير آخر ان تجربة الشوري كانت غير منقطعة خلال العقود السابقة ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا اذن اسس مجلس الشوري هذا عام 1992 وصرفت عليه الاموال الطائلة اذا كانت الشوري قائمة وضاربة اطنابها في البلد؟ وتحدث عضو اخر عن ظاهرة محمودة الا وهي حرية الصحافة التي زعم انها اليوم مستشرية في الصحافة المحلية ونسي ان حرية الصحافة المزعومة هدفها ضرب اعلام الاصلاح علي اختلاف توجهاتهم والوانهم فتسلط اقلام الاسلامي علي الليبرالي والعكس صحيح وبعد ذلك يصرف الاهتمام لامور البطالة والمجاريــــر والفقر دون معالجة الاطار السياسي الذي تترعرع فيه هذه المشاكل.

اليوم بعد ان تم تجنيد العلماء والصحافيين والخبراء في الحرب علي الاصلاح وتسلحت الدولة بقدسية النص وقلم الصحافي وهيبة العالم واختصاص الخبير نراها اعلنت افلاسها عندما زجت بدعاة الاصلاح في السجن. ان المسألة ليست مسألة بيان او ملكية دستورية او لجنة حقوق انسان ان مشكلة الدولة مع المسجونين هؤلاء مشكلة ابعد من هذا بكثير.

الحرب علي الاصلاح سببها الوحيد والحقيقي هو ضرب تيار جديد يصعب علي الدولة تفكيكه بالطرق المعروفة، المقصود بالتيار هو التحالف بين قوي وطنية مختلفة الاتجاهات. منها ما حرصت الدولة علي تسميته بالليبرالي لتضفي عليه صفة غربية تنفر الشعب منه والقوي الاسلامية، يصعب علي الدولة اليوم ضرب هذا التيار.

بالماضي كان من السهل ضرب الليبرالي بالاسلامي والعكس صحيح. ولكن اليوم الاصلاح مطلب يجمع تحت رايته ليس فقط من يشترك في الرأي بل اولئك اصحاب الاتجاهات المتناقضة او المتعارضة بعضها مع بعض.
لقد حصل هذا التحالف بالفعل عندما قدمت وثيقة ديسمبر الاصلاحية والتي وقعها رجال ونساء من مختلف التيارات الاصلاحية لقد ايقنت الدولة ان ضرب هذا التيار ليس بالامر السهل لذلك لجأت الي الاعتقال كحل اخير في حربها علي الاصلاح. ولكنها لن تنجح طالما انها تحارب علي جبهتين في وقت واحد.
لن تستطيع الدولة بوضعها الحالي ان تنتصر في حربها علي الارهاب وحربها علي الاصلاح.

القدس العربي
18 مارس
عرين الاسد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:17 AM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.