مقال إقتصادي : الأسواق المالية وتراجع السوق للعام الثالث

[نديم الشاشة]

بقلم: أحمد مفيد السامرائي

لم يكن عام 2002م جيداً لبعض الأسواق المالية، بنفس الوقت لم يكن سيئاً للجميع.. الأسواق المالية الغربية مرت بأزمات، هي نتاج تراكمات عام 1999م من جهة، وارتباطها الوثيق بأداء الأسواق الأمريكية، والتي تمر بمرحلة من عدم الاستقرار.لم يتبق سوى عدة جلسات تداول.. تداولات السوق الأمريكي سيكون مختصراً هذا الأسبوع، فنصف جلسة تداول ليوم الثلاثاء مع عطلة بالكامل ليوم الأربعاء. وجاءت هذه العطلة في الوقت الذي يتطلب من مؤشر الداو الارتفاع 17% والستاندر اند بور 24% والناسداك 31% ليعوضوا خسائرهم التي تكبدوها خلال هذا العام. ومع نسب الانخفاض هذه، فإن الأمل معدوم والذي يعني انتهاء السنة الاستثمارية الثالثة على التوالي على انخفاض بالنسبة للأسواق الأمريكية وهو أمر لمن يحصل منذ سبعة عقود.الأداء السلبي لم يكن في السوق الأمريكي فحسب، حتى للذين نقلوا أموالهم رغبة منهم أو مضطرين من السوق الأمريكي إلى الأوروبي، فواجهوا نفس المصير أو ربما أسوأ.فسوق بروكسل منخفض بمقدار 33% منذ بداية العام ولغاية الآن، فرانكفورت 39%، ستوكهولم 38%، امستردام 36%، لندن 24%، باريس 32%، ميلان 22%. ومن ذهب أبعد من ذلك ونقلها إلى الجانب الشرقي من الكرة الأرضية فلم
يحالفه الحظ أيضاً فمؤشر نيكاي عند مستوى 8450نقطة، مما يشكل انخفاضاً بمقدار 20%، ومؤشر سنغافورة منخفض 17%.ولكن ما علاقة فول الصويا بالكويت؟ العامل المشترك هو ان المستثمر إذا وضع أمواله في فول الصويا أو في سوق الكويت المالي، فكلاهما سيعود عليه بارتفاع في قيمة استثماراته بمقدار 38% منذ بداية العام ولغاية الآن.المعادن تمكنت من الاستحواذ على اهتمام البعض.. بالرغم من ارتفاع الفضة الطفيف الذي لم يتجاوز 1%، إلاّ ان الذهب مرتفع 5،17% منذ بداية العام ولغاية الآن، البلاتين 21%. حتى لو نجح المستثمر بوضع يده على القمح لكسب 21%، أو اشترى بضعة حبات من الذرة لارتفعت قيمتها 17%. أسعار النفط ارتفعت أيضاً كما يعلم الجميع خلال هذا العام، الارتفاع مع أسعار النفط عند معدل 27دولاراً يعني ارتفاع 37% من القيمة. ولكن إذا كان المستثمر العربي لا يدخل ضمن هذه القطاعات التي ذكرناها، فهناك بدائل أخرى لا تتطلب تلك المسافات ونوع التعقيد.فالسوق الكويتي وصل خلال الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوياته منذ مارس 1998م وهو مرتفع 38% منذ بداية العام ولغاية الآن، ومع سبع جلسات تداول متبقية، فمن المتوقع ان يتصدر السوق الكويتي أفضل أداء بين الأسواق العربي
ة من جهة، وإحدى أفضل الأسواق على الصعيد العالمي من جهة أخرى.وسوق الدوحة المالي هو الآخر، السهل، القريب والمعروف لدى المستثمرين العرب، قد حقق نتائج طيبة منذ بداية ا لعام، حيث المؤشر مرتفع 37% لغاية الآن، وهو نفس الارتفاع الذي شهده المؤشر خلال عام 2001م عندما ارتفع 2،37%. وارتفع مؤشر سوق الدوحة من مستويات الألف نقطة فقط في عام 1998م إلى حدود 2320نقطة حالياً.سوق آخر حقق نتائج جيدة جداً خلال الاثني عشر شهراً الماضية والمتمثل بسوق مسقط الذي تمكن من تجاوز خسارته خلال عام 2001م، ليسجل ارتفاعاً بمقدار 5،26% لغاية الآن ولم يتبق سوى سبع جلسات تداول ليسجل رسمياً هذا الارتفاع.كان من الممكن ان يأخذ السوق السعودي مركزاً له بين أسواق المال العربية لو استمر بمسيرته التي توقف فجأة عنها مع يونيو الماضي وليفقد جميع مكاسبه قبل أسبوعين، قبل ان يعاود الارتفاع 5،2% خلال الأسبوع الماضي.ولم يكن بالامكان خلال عام 2002م تجاهل الاستثمار في سندات الحكومات العربية التي تميزت بارتفاع في تقييم البعض منها مثل الكويت وقطر. وارتفع صندوق السندات العربية (طايف) الذي يمثل مقياساً لأداء السندات العربية بمقدار 11% خلال العام، وبالقياس إلى انخفاض م
خاطر وتذبذبات الاستثمار في السندات، فإن هذه النسبة تعتبر مرتفعة جداً.ومهما يكن.. فالذي فات.. مات.. وعلى المستثمر ان يتهيأ لسنة استثمارية جديدة لن تقل مشاكلها عن التي مضت.. وحظاً طيباً للجميع.Ahmed@yamamahpress.co.ae