هونج كونج ......... في ليله واحده

[Hope]

السلام عليكم

اخواني اهل الخبره ..... ماذا يمكنك فعله في ليله واحد في هونج كونج؟

يعني one night stop over in HongKong وش ممكن الواحد يسوي لكي يرى اكبر قدر ممكن من هذا البلد؟

تحياتي

هووووووب

[ابوفهد]

يعتقد معظم الخليجيون ان شرق اسيا تقتصر فقط على سنغافوره وماليزيا بينما القله منهم
من شاهد او زار هونج كونج مدينة السحر الحقيقي .ولكن بالتأكيد انها اجمل من باقي دول شرق اسيا..
ويكفي انها كانت تخضع للملكية البريطانية الى وقت قريب قبل ان تعود للصين.

ولا انسى ان اذكر نقطتين مهمتين..
الأولى اهم مايميز المدينة مبانيها الشاهقة الارتفاع والناطحات.
الثانيه افضل خطوط للذهاب اليها هي كاثي باسفيك احد افضل الخطوط في العالم..



يقول صينيو هونج كونج انهم (يحبون الصين كثيرا) لكنهم يرفضون التخلي عن المكاسب التي وفرها لهم (الاستعمار الايجابي) على مدى 158 عاما من الحكم البريطاني الذي تصادم مع 5000 عام من التقاليد الصينية لينتج،

عن ذلك التصادم مشهد ملون من الثقافة يختلط فيها الشرق بالغرب والقديم بالحديث والتراث بالصناعة والتجارة والما ل والانترنت ليضفى على المدينة طابعا مميزا. هذا التصادم جعل من الصيني في هونج كونج ذا انتماءين الاول لقيم الشرق الصينية المتجذرة فيه وابرزها القيم العائلية , والثاني لمزايا قيم الغرب التي منحته الحرية والمال. وهذا اول التناقضات في المشهد الملون لمدينة صغيرة تتسع لكل ما هو كبير.


وغرابة المدينة وتناقضاتها التي خلقها ذلك التصادم وتشكل ابرز ملامحها بدأت منذ سيطرة بريطانيا على جزيرة هونج كونج العام 1941 بعد حرب الافيون, فقد كانت توصف بأنها الصخرة القاحلة, لكنها تحولت الى صخرة اقتصاد آسيا على مدى الحكم الاستعماري (الايجابي) الذي ترك المدينة العام 1997 في مشهد اكثر تناقضا بالتوصل لاتفاق مع بلاد ماوتسي تونج يبقي على رأسمالية المدينة الجزيرة ومنحها وضعا اداريا خاصا تحت مبدأ (بلد واحد ونظامان) تتشابك فيه قيم الاقتصاد الرأسمالي مع سياسات اكبر عملاق شيوعي. وبموجب هذا المب دأ احتفظت المدينة بأنظمتها الاجتماعية والاقتصادية والقانونية الخاصة الامر الذي يعني بقاء الامور على حالها بالنسبة لاسلوب المعيشة للسكان والزوار على السواء.



ومنح هذا الوضع لسبعة ملايين شخص هم سكان هونج كونج (98% صينيون والباقي بريطانيون واجانب) حالة فريدة ف ي العالم فهم مواطنون في دولتين (الصين وبريطانيا) من خلال جوازي سفر منفصلين الاول صيني والثاني جواز سفر بريطاني لما وراء البحار يمنح مواطني هونج كونج حرية الدخول الى نحو 70 بلدا حول العالم دون تأشيرة دخول.



لقد جعل اتفاق اعادة المدينة الى الوطن الام من تلك ا لجزيرة الواقعة في جنوب شرق الصين (محمية اقتصادية وسياسية عالمية) لذلك التصادم بين الغرب والشرق مثل محمياتها الطبيعية التي تشكل 70% من مساحة اقليمها البالغ نحو 1000 كيلو متر مربع. فهي ليست مدينة وليست دولة انها مزيج من الاثنين معا ومزيج من مشهد التصادم المل ون الذي انبعث من تلك الصخرة القاحلة , لتتراكم عليها ثروات العالم للاستثمار في كل شيء ابتداء من البخور الصيني وحتى انشاء الجزر لزيادة مساحة الاقليم المغلف بالخضرة والاسمنت معا فلا يجد الزائر مترا واحدا الا وهو مكسو بالاشجار او البنايات.


وتبدو المدينة اليوم ح اجة لثلاث من الدول الكبرى الاعضاء دائمي العضوية في مجلس الامن وهي الصين الوطن الام وبريطانيا المستعمر السابق والولايات المتحدة التي تعد شركاتها من اكبر المستثمرين في محمية العالم الاقتصادية ولها فيها واحدة من اكبر الغرف التجارية الامريكية خارج الولايات المتحدة. هذا الى جانب استثمارات من كل دول شرق آسيا ابرزها استراليا التي لها في المدينة اكبر غرفة تجارية خارج استراليا.

[ابوفهد]

وصورة المدينة ومشهدها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي يبدو اكثر اثارة وتناقضا تحت الحكم الصيني, فقد بدأت حملة عبر العالم تستمر عامين تحت شعار (هونج كونج مدينة الحياة) لتزيد من ابهار المدينة المكتنزة بالغرابة. حيث تبدو السلطات الصينية في بكين عازمة على الحفاظ على خصوصية المدينة التي كانت يوم عودتها لسيادة الصين منتصف ليلة 30 يونيو 1997 اكثر بلدان العالم ازدهارا اقتصاديا, حيث كانت ثروتها في ذلك ال وقت تعادل 20% من الثروة الصينية , بينما لا تمثل سوى 5,0% من مجموع سكان الصين.




وتعد هونج كونج اليوم المستثمر الاكبر للصين عبر البحار وثاني اكبر شريك تجاري لها ففي العام 1998 مرت من خلال المدينة 52% من صادرات الصين وحوالي ثلث وارداتها. ويقول مسئول سياحي في ال مدينة ان هونج كونج تروج للصين عبر العالم بفضل شبكة متطورة من العلاقات الاقتصادية والتجارية.




ومما يزيد شهية الصين للانفتاح اكثر على اقتصاد السوق الذي تهب رياحه عليها, ان في المدينة 474 مؤسسة مصرفية اكثر من نصفها اجنبي ومنها 79 مؤسسة من المؤسسات المئة الاهم في العالم مما جعلها تحتل المركز الرابع عالميا في التعاملات المالية والمصرفية فيما يتعلق بالاصول التجارية الخارجية , كما بلغ صافي اصول العملات الاجنبية فيها مع نهاية اكتوبر العام 1998 نحو 88.7 مليار دولار امريكي, الامر الذي يجعلها ثالث اكبر مركز عالمي لاحتي اطات العملات الاجنبية والثانية عالميا على اساس الفرد. كما انها سابع اضخم مركز لتجارة البورصة الاجنبية وفقا لاستبيان اجراه بنك عالمي. ويعتبر سوق الاسهم فيها من اضخم اسواق الاسهم على اساس تمويل السوق والذي يضعها في المرتبة العاشرة عالميا بقيمة سوقية تصل الى 450 مليار دولار امريكي في نهاية سبتمبر . 1999





كما انها احتلت للعام الرابع على التوالي المرتبة الثالثة في تنافسها مع الاقتصادات العالمية الكبرى وفقا للكتاب السنوي للمنافسات العالمية لسنة 1998 الذي يقوم بنشره المركز الدولي للتطوير الاداري. وهي ايضا ثامن اكبر مركز تجاري على مستوى العالم وذلك بفضل الحركة الاقتصادية والخدماتية التي تشمل السياحة ذات الاثر الكبير في النمو الفعال لهونج كونج. وهي كذلك مركز آسيا المتصدر لتوزيع الذهب , واحدى اكبر الاسواق العالمية للسبائك الذهبية, فعلى مدى السنوات العشر الماضية قامت هون ج كونج باستيراد نحو عشر الانتاج العالمي السنوي من الذهب. وهي اكبر مصدري المجوهرات والملابس المقلدة وبضائع السفر والمظلات والورود الصناعية والالعاب والساعات ويعتبر معرض المجوهرات والساعات اكبر معرض للمجوهرات في آسيا حيث يستقطب نحو 2000 مشارك و30 الف زائر من العالم سنويا.




وامام مثل هذه المزايا وغيرها وضمن انفتاحها على اقتصاد السوق سمحت الصين لشركات هونج كونج توقيع 18 الف عقد استثماري في البر الصيني قيمتها 11 مليار جنيه استرليني بعد شهور من نهاية الحكم البريطاني, وهو مؤشر قوي على حاجة الصين للابقاء على الوضع الخاص لهونج كونج والذي يمنحها ذراعا طويلة وسط اقتصاد السوق الرأسمالي , في نفس الوقت الذي يمنح شركات هونج كونج الغربية عينا على التحولات في عملاق آسيا الشيوعي.


ان هونج كونج الجديدة تحت السيادة الصينية التي تصنف كأفضل مدينة في العالم لممارسة الاعمال وسط اعلى معدل للحرية الاقتصادية على مستوى العالم وفق دراسات غربية صدرت العام ,1998 لا تختلف عن هونج كونج الماضي الاستعماري, حتى لو لاحت في الافق امكانات الخلاف مع حكومة بكين المركزية على المستوى السياسي واطلاق الحريات للمعارضةالتي تظهر بين فترة وأخرى. لكن على مستوى الانشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لم تتدخل الصين في فرض اي نمط سياسي او اجتماعي كما هو الحال في البر الصيني.


فالضرائب بقيت عند معدلها والسرية المصرفية لم تنتهك وسياسات الحد من النسل لم تعمم على المدينة ربما لأن متوسط حجم الاسرة في هونج كونج الذي يصل الى 3.2 افراد لا يزيد كثيرا عما هو في الصين. كما ان حكومة بكين لم توجه التعليم الاكاديمي الا في حدود تنشيط تدريس اللغة الصينية التي تعتبر مع الانجليزية لغة رسمية للمدينة. كما حمت اقليم الجزيرة من تدفق الصينيين من البر اليها , الا بتأشيرة دخول, لكنها سمحت لصينيي هونج كونج الدخول بحرية الى البر الصيني. ورغم هذه الاجراءات الا ان نحو 150 شخصا من سكان الصين يحصلون يوميا على حق الاقامة لارتباطهم بعلاقات زواج في هونج كونج التي زادت بعد عودة المدينة الى السيادة الصينية , ولذلك ينمو عدد السكان بصورة كبيرة فيها.



لكن, وكما يقول جوناثان فينبي في كتابه (التعامل مع التنين) الصادر حديثا ان الأُخوة بين الشعبين في الصين وهونج كونج تشكل مقولة سياسية صحيحة من حيث الشكل, لكنها تخفي وراءها حقيقة تشير الى ان الصين اكبر منافس لهونج كونج التي تعاني من انتقال شركات الى البر الصيني ب حثا عن العمالة الرخيصة التي تكلف هناك 100 دولار امريكي شهريا للعامل , بينما تصل في هونج كونج الى 1000 دولار. كما ان كثيرا من سكان اقليم المدينة يتجهون للتسوق من مدن البر الصيني على بعد اميال فقط بأسعار رخيصة. وتدرس الادارة الحكومية للمدينة فرض ضرائب على الم تسوقين من البر الصيني لحماية اسواق المدينة وفقا لما قاله مسئول سياحي. وعلى سبيل المثال فإن حضور فيلم في هونج كونج يكلف 10 دولارات امريكية ولكن بنفس المبلغ يمكن شراء الفيلم مسجلا على شريط فيديو او اسطوانة مدمجة في الصين.


ولذلك فإن المدينة تسعى جاهدة عبر حمل ات ترويجية ضخمة تتضمن دعوة 1000 صحفي سنويا للاطلاع على تجرية هونج كونج , وتثبيت سمعتها كعاصمة للتسوق والترفيه والسياحة والاقتصاد والتجارة في العالم. وفي حملتها الاعلامية الحالية التي انطلقت تحت شعار (هونج كونج مدينة الحياة) تركز على ابراز (التناقض) و (التعا رض ) في واقع المدينة كمشهد سياحي مثير يخلط الخرافة بالتكنولوجيا, يتم تجديد ابهاره منذ عادت للوطن الام عبر اعادة احياء المناسبات التراثية الصينية الى جانب الاحتفالات بأعياد الميلاد, كما تركز الحملة على ابراز الانجازات الصناعية والعمرانية العملاقة وعلى الطبيع ة الساحرة كمزارات سياحية في 235 جزيرة يتكون منها اقليم المدينة التي تفتقر الى مزارات اثرية باستثناء متاحف مليئة بالذكريات والتاريخ لمن يريد ان يستنطقها.



والمشهد العام للمدينة هو اكبر مشهد سياحي, فمنشآتها الحديثة تستنطق المستقبل وتعزف على وتر الذكاء الالكتر وني , وتبدو مباني المدينة التي يتجاوز ارتفاع بعضها قمم جبالها اكبر شاهد على صغر مدينة تتسع لكل ما هو كبير, ويجعل تكدس المدينة على مساحة 14% من مساحة اقليمها كمبنى واحد عملاق يتسع لنحو سبعة ملايين نسمة يحتاجون لـ 20 ضعف مساحة المدينة لو كان البناء افقيا. ول هذا تتبنى سلطات هونج كونج ولغلاء الارض ايضا سياسة اسكانية بتوفير السكن بأجور رخيصة لأكثر من نصف السكان , لتكون المدينة واحدة من المدن الاولى في العالم التي توفر سكنا عاما لمواطنيها, حيث وفرت في احصاء العام 1999 نحو 670 الف شقة. ولعراقتها في البناء فهي تتصدر مدن العالم ايضا في تكنولوجيا البناء والتطوير العمراني التي انتجت اكبر مشاريع الهندسة المدنية في العالم المتمثل في المطار الجديد , وواحد من اطول الجسور المعلقة في العالم البالغ نحو 2 كيلو متر والذي يخدم حركة السيارات على سطحه بينما داخله سكة حديد لأسرع قطار في العالم , كما يرتفع في المدينة مركز بلازا الذي يعتبر اعلى مبنى من الاسمنت في العالم بارتفاع 72 طابقا, كما ان برج المراقبة في مطار هونج كونج هو الاعلى في آسيا بارتفاع 72 مترا.


ورغم تكنولوجيا البناء التي اقامت تلك المدينة العصرية التي تعج بالتفاصيل والتناق ضات المثيرة , الا ان الهندسة المعمارية للابراج العملاقة لا تخلو من المعتقدات الروحية والخرافية في مدينة منغمسة بالتراث الصيني, فعلى سبيل المثال فإن المهندسين يصممون مداخل ابراج البنوك بشكل متعرج, لاعتقاد خرافي بأن الارواح الشريرة تسير بخطوط مستقيمة فقط, وأن الباب المتعرج يمنعها من الدخول الى البنك.


ووسط ذلك المشهد العمراني الحديث الذي يشكل لوحة اسمنتية يخترقها ميناء فيكتوريا اكبر وانشط موانىء العالم وخلفيتها طبيعة خلابة, تنتشر المعابد الصينية الصغيرة ومقاهي الشاي التقليدي والمطاعم الشعبية بمحاذاة المطاعم الغ ربية بين الابراج الحديثة العملاقة , الى جانب مبان تاريخية من الحقبة الاستعمارية وأشهرها مبنى الحاكم البريطاني (لا يسكنه الحاكم الصيني الحالي للمدينة) الذي كان مقرا لإقامة 25 حاكما منذ العام 1855 وحتى عودة الفرع الى الاصل . وفي هذه الخلطة العمرانية تنتشر الي افطات التي تعلن اسماء الشوارع والمناطق , ليلاحظ الزائر كيف تتشابك الاسماء البريطانية للشوارع مع الصينية عند التقاطعات لتشكل مهرجانا يلتقي فيه التنين الذهبي, الذي عبده الصينيون لآلاف السنين باعتباره رمزا للقوة وجلب الحظ والازدهار والفرح والسعادة يحمله عرافون يعتقدون انهم خارج الزمان والمكان ويقرؤون الكف والوجه للزوار , مع سيارات الرولزرايس والمرسيدس والفيراري والهواتف الخليوية. اما في الميناء الذي يحمل اسم ملكة بريطانية (فيكتوريا) ففيه تلتقي يخوت رجال الاعمال واثرياء العالم مع قوارب صغار الصيادين الخشبية.


هذه المظاهر والايمان بمعتقدات خرافية لم تؤثر في التحصيل العلمي والاكاديمي لهؤلاء الصينيين رغم كثافة السكان. فإن نسبة التعليم لديهم مرتفعة الى الدرجة التي جعلت الامية معدومة , ففي السنة الدراسية 1998/ 1999 وصل عدد طلبة المدارس 1.3مليون طالب او 19.7% من السكان, وا كثر من 90% يكملون التعليم الثانوي او التعليم المهني الموازي ويواصل 80% منهم تعليمهم الجامعي. ويتوفر لشعب المدينة ايضا اعلى مستوى صحي عالمي يعتمد على العلوم الطبية الحديثة وعلى العلاج بالابر الصينية استنادا الى الخبرة التي تشكل اساس الفلسفة الشرقية , كما حقق ت واحدا من اقل معدلات وفيات الاطفال في العالم بمعدل 3.2 وفيات لكل ولادة 1000 طفل حي. كما ان متوسط عمر الفرد من اعلى المعدلات العالمية حيث يصل للرجال 77 عاما وللنساء 82 عاما.


والى جانب هذا تو فر المدينة لسكانها اعلى معدلات الدخل السنوي في العالم, ويزيد متوس ط دخل الاسرة على 70 الف دولار امريكي سنويا , علما ان متوسط حجم الاسرة لا يزيد على 3.2 افراد يتمتعون بأقل نسب الضرائب المفروضة في العالم حيث تصل نسبة دافعي الضرائب كاملة التي تصل الى 15% لا تزيد على 1% من القوى العاملة, وهي النسبة الاقل في العالم, الى جانب ا لنسبة الاقل في العالم في البطالة التي لا تزيد على 2%. وجعلت مثل هذه المزايا وغيرها سكان المدينة اكثر حبا للعمل بحثا عن المال الذي يراه سكان المدينة حسب قول شائع عندهم (المال كالماء يجب ان لا تبدده) و(اذا لم تعمل فلن تأكل) , مما دفع ايضا المرأة للعمل الى جا نب الرجل في كل المجالات من ادارة الشركات والبنوك وحتى صيد السمك وقيادة الحافلات والقطارات وسيارات الاجرة , ليشترك الشعب كله في حمل ذلك التنين الاقتصادي العملاق لمدينة تنمو كل يوم.


ويتمتع سكان المدينة بأفضل نظام للاتصالات السلكية واللاسلكية في العالم, فكانت اول مدينة في العالم تمتلك شبكة متكاملة للاتصالات الرقمية في العام .1997 واول مدينة استطاعت توفير خدمات الاتصالات اللاسلكية داخل انفاق القطارات. منذ العام .1993 وفي نهاية العام 1998 كان هناك نحو 2.5 مليون هاتف خليوي في المدينة.بمعدل هاتف لكل 5.8 اشخاص ليكون صينيو المدينة اكثر شعوب العالم استخداما للهواتف الخليوية. كما انهم اكثر الشعوب قراءة ففي المدينة 4800 مؤسسة طباعة و200 دار للنشر مما حولها الى مركز عالمي للنشر والطباعة , والمكتبات العامة فيها سجلت اعلى نسب الزوار في العالم, ففي العام 1998 زار 39 مكتبة منه ا ثلاث متحركة 1 ,1 مليون مشترك مسجل قاموا باستعارة 18 مليون كتاب. اما الانتاج السينمائي ففيها ثالث اكبر صناعة سينمائية في العالم بعد هوليوود والهند, وفي العام 1998 انتجت واخرجت 317 فيلما. وشعب المدينة يحب الترفيه بقدر حبه للعمل وهو حسب مسئول حكومي لا يتوقف عن طلب المزيد من وسائل الراحة والرفاهية , ولذلك تكثر وسط دبيب التجارة والصناعة المهرجانات الفنية والرياضية في العشرات من مراكز الفنون والنوادي, وفيها من الملاهي الليلة والمطاعم ما يلبي رغبات اي مقيم او زائر من اية جنسية كان, ففيها من المطاعم اكبر معدل في ال عالم بمعدل مطعم لكل 700 شخص. كما يوجد في المدينة اكبر ملهى ليلي على الطراز الياباني في العالم , واكبر حديقة ملاه في آسيا.


وتؤكد مؤسسة السياحة ان المدينة تحتل المرتبة الثانية عالميا بين المدن الكبرى الاقل في معدل الجريمة, وأن غالبية الجرائم يرتكبها وافدون ا لى المدينة التي تتمتع بواحد من اعلى معدلات الحماية الامنية في العالم يوفرها 28 الف شرطي بمعدل 134.8 شرطياً لكل 100 الف شخص. وتعتبر قوة الشرطة فيها الاقدم في العالم حيث تأسست العام 1842 بقوة 35 شرطياً فقط. والارقام القياسية في مدينة الحياة لا تتوقف, فرغم ا ن نسبة امتلاك السيارات الخاصة هي الاقل بالنسبة لدول العالم المتقدم , الا ان هونج كونج تحقق اعلى كثافة لحركة السير في العالم عبر شبكة مواصلات متطورة هي الاسهل والاسرع والارخص عبر العالم. ففي قطاع النقل بالحافلات مثلا تمتلك شركة كولون للحافلات اكبر اسطول على مستوى العالم من الحافلات ذات الطابقين , ونقلت العام 1998 نحو 1.03 مليار راكب وقطعت 329 مليون كيلو متر. كما يعتبر النفق الذي يمر تحت ميناء فيكتوريا ويفصل شطري المدينة (هونج كونج وكولون) انشط الانفاق في العالم ذات المسارات الاربعة ويمر من خلاله يوميا 120 الف مركبه



وفي قطاع النقل بالقطارات تعتبر شبكة السكك الحديدية واحدة من اكثر الشبكات نشاطا في العالم بمحطاتها الـ 44 وبمساراتها الخمسة, والتي نقلت وفقا لإحصائية العام 1999 نحو 2,2 مليون راكب. عدا خط القطار السريع الذي يربط المدينة بالبر الصيني عبر واحد من اكثر نقاط العبور نشاطا في العالم التي يمر خلالها 170 الف مسافر يوميا في كلا الاتجاهين.


لكن قطاع النقل البحري يظل الارخص, وتعتبر افضل وسائل المواصلات السياحية. وقد بدأت خدمة المراكب للنقل البحري عبر ميناء فيكتوريا العملاق العام ,1898 وتقوم حاليا بنقل 81 الف راك ب يوميا. وقد ظل هذا الميناء وفقا لإحصاءات العام 1998 واحدا من اكثر موانىء العالم نشاطا من حيث وصول ومغادرة المراكب وتحميل وتفريغ الركاب والبضائع حيث وصل الميناء 236 الف مركب نقلت 16.8 مليون راكب و 168 مليون طن من البضائع. اما ارقام النقل الجوي فهي تكسر المعدلات القياسية سنة بعد اخرى, ويعتبر مطار المدينة المبني على جزيرة صناعية آخر مشروع تم تنفيذه تحت الحكم الاستعماري وأحد اكبر عشرة مشاريع معمارية في القرن العشرين وواحد من انشط مطارات العالم, ففي العام 1999 مر عبره 30 مليون راكب باستثناء 1.35 مليون راكب تران زيت , وفي مجال الشحن تم عبر المطار نقل 2.6 مليون طن من البضائع. وتعتبر محطة الركاب في المطار اكبر صالة مغطاة في العالم تبلغ مساحتها 550 الف متر مربع. ويستقبل المطار اسبوعيا ما معدله 2000 طائرة من مختلف شركات الطيران العالمية القادمة من كل العواصم. ويستطيع ا لمطار خدمة 80 طائرة في نفس الوقت عبر 80 *****. وكان قد تم اغلاق المطار القديم الواقع وسط المدينة لضيق المساحة التي منعت بناء مدرج ثان, وللازعاج الذي كانت تسببه اصوات الطائرات للسكان. وتبلغ المساحة الاجمالية للمطار الجديد 5 اميال مربعة وهو اكبر مشاريع تعمير الاراضي واستصلاحها في العالم بتكلفة 1.175 مليار دولار امريكي , حيث تم ردم ونقل 347 مليون متر مكعب من الاتربة والصخور ومواد البناء, وهو ما يعادل 326 ضعف حجم ناطحة السحاب الامريكية امباير ستيت, بمعدل 10 اطنان في الثانية على مدار الساعة لمدة 31 شهرا. لقد غدت هونج كونج منذ نهضتها الثانية العام 1970 ( الاولى كانت العام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية بعد ان دمرها اليابانيون خلال احتلالهم لها) وبفضل كل مزاياها مقصدا استثماريا وسياحيا لا مثيل له في العالم. وليس غريبا ان تستقبل المدينة سنويا ضعف عدد سكانها من السياح بمعدل مليون سائح تقريبا شهريا يدرون على اقتصادها ما يزيد على 10مليارات دولار امريكي. وفرت لاستقبالهم 65 فندقا خمسة نجوم تحتوي على 35 الف غرفة بنسبة اشغال تدور حول 85% طوال العام. ومثلما وفرت هونج كونج لسكانها كل وسائل الرفاهية ولنفسها كل مقومات الجمال و فرت للسائح كل وسائل الترفيه والمتعة والاثارة وجعلت كل ما فيها مزارا سياحيا لا ينسى ابتداء من قمم الجبال لمشاهدة كل المدينة بأبراجها العملاقة ليلا او نهارا الى سباقات الخيل والمتنزهات البحرية الى الاسواق الشعبية والعصرية والمطاعم بكافة جنسياتها المنتشرة في كل مكان ومدينة ديزني لاند التي تعتبر الثانية من حيث الحجم في آسيا بعد مدينة طوكيو مرورآ بالجسور العملاقة التي تربط بين الجزر وصولا الى الميناء ومنطقة ابردين البحرية حيث كانت نشأة هونج كونج , وانتهاء بنحو 600 معبد للمعتقدات الرئيسية الثلاثة في المدينة وهي ال بوذية والطاوية والكنفوشية. ولتشجيع السياحة الدينية بنت سلطات المدينة في جزيرة لان تو في العام 1993 وبجانب معبد بوذي قديم اكبر تمثال لبوذا مصنوع من البرونز في العالم ويصل ارتفاعه الى 24 مترا ووزنه 250 طنا. وللتأكيد على تعدد الثقافات في المدينة بنت ايضا مسجدا وكنيسة للديانات السماوية الثلاثة. وما يساعد على تنشيط الحركة السياحية في المدينة من الاسواق القريبة اقامة المعارض التجارية الضخمة والمؤتمرات العالمية التي تساعد على تنشيط حركة الاعمال ايضا وخاصة من امريكا الشمالية اضافة الى الاهتمام بسباقات الخيول العالم ية التي تقام في ديسمبر وخاصة من استراليا ونيوزيلندا. اما تنشيط الحركة السياحية من الاسواق القريبة فيعتمد على احتفالات ديسمبر بأعياد الميلاد التي تختلط مع المناسبات الشعبية الصينية والاحتفالات المصاحبة لها والتي يتم الترويج لها بشكل قوي من قبل رابطة هونج كو نج للسياح والقائمين على صناعة السياحة. وحتى الآن ما زالت الاسواق السياحية القريبة هي الاهم بالنسبة لهونج كونج وكانت الاقاليم الاقوى في العام 2000 هي شمال آسيا بنسبة سياح تصل الى 19.8% والبر الصيني (18.1%) وجنوب وجنوب شرق آسيا ( 15.6%) وتايوان (15.6%) ايضا. ومع ذلك اظهرت الاسواق البعيدة ايضا نموا مذهلا حيث بلغت النسبة من استراليا ونيوزلندا وجنوب الباسيفيك (15.2%) ومن الامريكتين (12.2%) في حين لم تحقق اوروبا وافريقيا والشرق الاوسط معا نسبة عالية وذلك بسبب تأثرها بانخفاض قيمة اليورو , ولكن رابطة هونج كونج للسيا ح تنظر لارتفاع عدد السياح من تلك المناطق الثلاث بنسبة 6.4% منها 28.7% من الشرق الاوسط باعتباره ارتفاعا محمودا. لكن نحو ثلث السياح القادمين الى المدينة يقضون ليلة واحدة للتسوق او الترفيه وهو ما يفعله الزوار من أرجاء اسيا الذين يميلون لاعتبار زيارة هونج كونج (اجازة نهاية اسبوع طويلة) او محطة توقف اثناء سفرهم. بعكس مسافري المسافات الطويلة الذين يقضون عادة فترة اطول وينفقون اموالا اكثر. واظهرت ارقام العام 2000 ان 32.4% من اجمالي الزوار قد غادروا هونج كونج في نفس يوم الوصول متجهين لوجهة اخرى بنسبة اعلى من السنوا ت السابقة , وكان اكثر الزوار ميلا للبقاء ليلة واحدة او اكثر هم من الامريكتين بنسبة 85.2% ومن جنوب وجنوب شرق آسيا (84%) و(28.4%) من زوار تايوان. واضافة لتلك الاعداد من الزوار فإن هونج كونج تعتبر العاصمة غير الرسمية لنحو مئة مليون صيني ينتشرون حول العالم ويفد ون اليها باستمرار. ووفقا لمسئولين في قطاع صناعة السياحة فإن كثيرا من هؤلاء الزوار والسياح غالبا ما يعودون في رحلات عمل او سياحة لهونج كونج التي تعني باللغة الصينية ميناء العطر نظرا لشهرتها سابقا في انتاج خشب الصندل والعصائر التي كانت قائمة قبل الحكم الاستع ماري. وفي مصر يقولون ان من يزور ارض الكنانة ويشرب من مياه نيلها لا بد ان يعود ليشرب ثانية , ويبدو ان الزائر لهونج كونج الذي يشم رائحة عطرها لا بد ايضا ان يعود ليشم الرائحة مرة اخرى في مدينة تطفح بالحياة وتتوقد.

[فريد]

شكرا علي الموضوع السياحي وعلي المجهود الذي بذلته مع تمنياتي لك بالتوفيق