للتسجيل اضغط هـنـا
أنظمة الموقع تداول في الإعلام للإعلان لديـنا راسلنا التسجيل طلب كود تنشيط العضوية   تنشيط العضوية استعادة كلمة المرور
تداول مواقع الشركات مركز البرامج
مؤشرات السوق اسعار النفط مؤشرات العالم اعلانات الشركات الاكثر نشاط تحميل
 



العودة   منتديات تداول > المنتديات الإدارية > اســــتراحـة الــــمســاهــمين



إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08-01-2014, 01:11 AM   #441
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي طـــارق الــحـمــيـــد

إيران.. الآن تحييد الخليج!



من الكويت خاطب وزير الخارجية الإيراني دول الخليج، قائلا: «كونوا على ثقة أن إيران لا تخطو أي خطوة تكون على حساب أي بلد من بلدانكم»، مضيفا أن اتفاق بلاده النووي مع المجتمع الدولي لـ«صالح كل المنطقة واستقرارها وأمنها»، مع قوله: «إننا مستعدون للتفاوض مع شركائنا في أي وقت يرغبون فيه»!

وأعلن وزير الخارجية الإيراني أيضا، أن بلاده تسعى لتوطيد التعاون مع السعودية، حيث يقول: «سوف أذهب للسعودية، ولكن التاريخ لم يحدد بعد، وننظر للسعودية كبلد مهم ومؤثر في المنطقة، ونعمل على تعزيز التعاون معها لصالح المنطقة»! والسؤال الآن: هل انتهى الخلاف الخليجي - الإيراني بعد هذه التصريحات الإيرانية، هكذا بكل بساطة؟ إذا كان الأمر كذلك، أي أن التصريحات «الإيجابية»، و«النيات الحسنة» من قبل إيران، كفيلة بإنهاء كل الخلافات العميقة بين إيران ودول الخليج، فلماذا ننتقد إذن الإدارة الأميركية، أو الرئيس أوباما، لأنهما تجاوبا مع تصريحات إيران، ونياتها الحسنة؟

الأكيد أن الأزمة الخليجية - الإيرانية، أو العكس، عميقة، وخطيرة، ولا يمكن أن تحل فقط بتصريحات، وخصوصا أن الخليجيين، من دون استثناء، يتذكرون عقلانية رفسنجاني ودهاءه، وانفتاح خاتمي ورقيه، ورغم كل ذلك لم يتحقق شيء، وها هي إيران في المكان الذي قد وصلت إليه، فلماذا على الخليجيين اليوم تصديق إيران فقط لمجرد وعود وتصريحات؟ علما أن طهران اليوم، وهذا هو المهم والأهم، في حاجة ماسة لطمأنة الخليجيين، وتحديدا السعودية، وذلك لتحقيق عدة أمور، أهمها تحييد السعودية والخليج للتفرغ للتفاوض مع أميركا، واستغلال إدارة أوباما أكبر قدر ممكن في الأعوام الثلاثة المقبلة. والأمر الآخر هو أن إيران في حاجة ماسة للوقت الآن لإتمام مشروعها النووي الذي يفوق عمره عمر الثورة الخمينية. وبالتالي، فإن طهران تسعى الآن لتحييد السعودية ودول الخليج، للتفرغ للتفاوض مع أميركا، وكذلك من أجل مواصلة مشروعها النووي، الذي يقترب حلم تحقيقه أكثر من أي وقت مضى.

ولو أرادت إيران فعليا كسب السعوديين والخليجيين، كما يقول وزير الخارجية الإيراني، فلا حاجة للتصريحات، والنيات الحسنة، بل إن بمقدور إيران اتخاذ أفعال حقيقية للتدليل على ذلك، ومنها، مثلا، إعلان أن ما حدث ويحدث في البحرين أمر داخلي، وأنه ليس لإيران علاقة به. وفي سوريا، مثلا، ليس المطلوب إخراج الأسد، بل أن تقوم إيران بسحب حزب الله والميليشيات الشيعية من هناك. وإذا أرادت إيران أيضا طمأنة الخليج، فليس عليها الانسحاب من الجزر الإماراتية، بل إن كل ما عليها فعله الآن هو قبول طلب اللجوء للتحكيم الدولي، كما تطلب الإمارات. وهذه كلها خطوات بسيطة، وإذا لم تفعلها إيران، ولن تفعلها بالطبع، فإن على السعودية تحديدا، ودول الخليج، البحث عن استراتيجية واضحة وصلبة، لمواجهة زحف «النيات الحسنة» الإيرانية في منطقتنا، وحولها.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-2014, 01:16 AM   #442
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي * هــيــثــم الـمـالــح

مقاومة.. ممانعة ومتانحة



عقب استقلال سوريا بدأت تجربة ديمقراطية كانت الأولى في العالم العربي، ولم يكمل المجلس النيابي الأول مدته، حين أقدم الضابط حسني الزعيم على اختطاف السلطة والانقلاب على الشرعية بتحريض ودفع من السفارة الأميركية في دمشق - لطفا انظر كتاب «لعبة الأمم» لمايلز كوبلن. وكان من مهام الانقلاب الدخول في المفاوضات مع الكيان الإسرائيلي وتوقيع معاهدة تمرير خط التابلاين عبر الأراضي السورية، وتم ذلك.. وفي غضون أربعة أشهر ونصف الشهر تمت الإطاحة بحسني الزعيم، وأعدم هو ورئيس وزرائه محسن البرازي، وتتالت الانقلابات العسكرية التي كانت الأولى من نوعها في العالم العربي حتى وصلنا إلى انقلاب الضابط أديب الشيشكلي الذي حكم بين عامي 1951 ومطلع 1954 حين وقع انشقاق في الجيش بين شمال سوريا وجنوبها.. وعلى الرغم من أنه كان يملك القوة العسكرية القادرة على التغلب على الطرف الآخر، غإنه آثر الاستقالة ورفض السماح بسيلان الدم السوري من أجل السلطة، وأعقب زوال حكمه بداية مرحلة جديدة من الديمقراطية. وفي المجلس النيابي تقدم ناظم القدسي، الذي كان نائبا عن حلب، باقتراح لإصدار قانون لمحاسبة الانقلابيين الذين يعتبرون مجرمين باغتصاب السلطة بموجب قانون العقوبات السوري، إلا أن اقتراحه لم يلق قبولا، ثم جاء عهد الوحدة التي اشترط عبد الناصر لقيامها حل الأحزاب في سوريا، وتم له ذلك. وقد أجريت المفاوضات من أجل الوحدة بين فريق من العسكريين الذين زاروا القاهرة وتباحثوا مع عبد الناصر لإقامة الوحدة، وبدأ عهد جديد في سوريا تمثل في إنشاء حكم قائم على الأجهزة الأمنية، وانعدم فيه الحراك السياسي الذي اختصر في جهاز السلطة الحاكمة.
عقب الانفصال الذي قاده انقلابيون عسكريون أواخر عام 1961 بدأت سوريا بالعودة للحياة الديمقراطية، إلا أن الاضطرابات التي وقعت عام 1962 بتحريض من قوى خارجية وامتداداتها الداخلية أدت للفشل في قيادة البلاد، مما مهد لوقوع انقلاب 8 مارس (آذار) 1963 بقيادة ضباط بعثيين وناصريين، وأعلنت في ذلك الوقت حالة الطوارئ، وأبعد عدد كبير من المفكرين والسياسيين عن الساحة العامة بصدور مرسوم العزل المدني الذي شمل هؤلاء.. وفي 17 يوليو (تموز) تمكن البعثيون من تصفية خصومهم من الناصريين واستفردوا بالحكم. وبغض النظر عن الاضطرابات التي وقعت في أعوام 1964 و1965 لا بد من وقفة قصيرة مع الكارثة التي ألمت بالأمة في الخامس من يونيو (حزيران) عام 1967 حين سقطت الجولان كما سقطت سيناء في يد الكيان الإسرائيلي في فلسطين.

كتب خليل مصطفى بريز، الذي كان ضابط استخبارات الجيش في الجولان، كتابا بعنوان «سقوط الجولان»، اتهم فيه حافظ الأسد بالخيانة العظمى، وكان الأسد في ذلك الوقت وزيرا للدفاع، ومن مخبئه في دمشق أعلن سقوط الجولان، وأمر الجيش بالانسحاب كيفيا أي من دون تحضير، في الوقت الذي لم يكن فيه أي جندي من جنود العدو قد وطئت قدماه الجولان. وفقط للعلم فإن تلك المنطقة كانت من أكثر المناطق تحصينا، إذ تحتوي على ملاجئ ضد الذرة واستحكامات قوية جدا، ولم يجر أي اشتباك بين الجيش السوري وجيش العدو.. وفي عام 1968 اختطف مؤلف الكتاب وجيء به من لبنان إلى دمشق، وحكم عليه من قبل محكمة عسكرية بالسجن خمسة عشر عاما قضاها ثمانية وعشرين عاما، ولم يسأل وزير الدفاع سؤالا واحدا حول سقوط الجولان، وبدل أن تتم تنحيته من منصبه - حتى لو سلمنا جدلا بتقصير غير مقصود - وصل إلى منصب رئيس الجمهورية، وهكذا قبض ثمن خيانته، ومع ذلك تدفقت على نظامه مليارات الدولارات من دول الخليج بداعي ما سمي دول الطوق، وطبعا سرقت كميات كبيرة من تلك الأموال وأودعت خارج سوريا في أماكن متعددة، وتحول نظام الخيانة إلى نظام «مقاومة وممانعة».

وأعقب كل ذلك حرب 1973 التي فاجأ بها الجيشان السوري والمصري الكيان الإسرائيلي ومع ذلك ولولا وصول امدادات عراقية ساندت الجيش السوري في الجهة الجنوبية لكان جيش الصهاينة قطع طريق دمشق درعا، وهكذا خسرنا في هذه المعارك ضعف ما خسرناه في عام 1967، ولم يتم استرداد القنيطرة مهدمة إلا بالمفاوضات وهي لا تزال مهدمة حتى الآن، وما زال أهلها مشردين خارجها. وورث بشار الأسد نظام أبيه القائم على استقرار العدو ،الإسرائيلي في الجولان منذ احتلالها وحتى الآن، فيما بقي النظام يرفع كذبا شعار الممانعة والمقاومة، وإذا شئنا المتانحة، ويتمترس النظام خلف هذه الشعارات، بينما هو يحافظ على أمن الكيان ،الإسرائيلي ومستوطنيه في الجولان المحتل، ولم يطلق رصاصة واحدة باتجاه أي غارة جوية شنها العدو الإسرائيلي على مواقع متعددة في سوريا، ولا على طيرانه الذي يحلق فوق سمائنا.

في موقع قرب دير الزور، ما سمي مفاعلا نوويا، هبطت طائرات العدو يومين متتاليين قرب الموقع فدمرته، واصطحبت طائراتها بعض الخبراء وعادوا سالمين إلى الكيان الذي احتلوه، ودائما تصرح خارجية النظام بأنها سترد في الوقت المناسب، بينما غصت سجون النظام بالآلاف من أصحاب الرأي، ومورس القمع والاضطهاد على أوسع مجال، وازداد الشعب احتقانا حتى كانت ثورته التي بدأت مع تباشير الربيع العربي في تونس ومصر، فما كان من أجهزة السلطة الحاكمة إلا أن واجهت المتظاهرين بالرصاص الحي طوال ستة شهور من بدء الثورة، وقد سقط في هذه الشهور خمسة آلاف شهيد صرعى رصاص الغدر والطغيان الأسدي الذي لا يزال يتمترس خلف شعار المقاومة والممانعة، في حين صرح رامي مخلوف مع بواكير الثورة بأن أمن إسرائيل هو من أمن سوريا.

كانت شعارات الممانعة والمقاومة هي مجرد خداع الرأي العربي والداخلي. وقد انخدعت فعلا العديد من القوى والفعاليات العربية من دون أن يعلموا ماذا يجري في الداخل. واستمر نظام آل الأسد في حربه على المنتفضين من الشعب السوري فنشر ثلاثة آلاف دبابة على مختلف المدن والقرى السورية، وبدأ في استعمال كل أنواع الأسلحة لقمع الشعب المنتفض، وبدأت أجهزته تجري تمشيطا في البيوت فتكسر زجاج النوافذ وتطلق النار على خزانات المياه حتى لا يستفيد منها أحد، وتخلط المواد التموينية في البيوت، في خطوة واضحة تهدف إلى تجويع الشعب ورميه فريسة الأمراض، كما عمدت شبيحته ورجال أمنه في خطوة دنيئة للتحرش بالفتيات واغتصابهن في أسلوب ممنهج بهدف كسر شوكة الثورة.

دخلت كتائب عديدة لتحارب مع العصابة الحاكمة من الحرس الثوري الإيراني، واتخذ رئيس الحرس قاعدته في دمشق وكذلك من حزب الله في لبنان ومن ألوية أبو الفضل العباس وآخرين من العراق وحوثيين من اليمن وباكستانيين والعديد من دول ومناطق متعددة، حتى بلغ تعداد المقاتلين من هذه الجهات أكثر من ستين ألف مقاتل وخمس وعشرين كتيبة من جهات مختلفة.. كما دخلت إيران بكل قوتها المالية التي ضخت إلى العصابة الحاكمة دفعة واحدة اثني عشر مليارا من الدولارات وخمسمائة مليون دولار شهريا، علاوة عن السلاح الذي يتدفق عبر العراق. وقد صرح وزير خارجية العراق هوشير زباري مرارا معترفا بذلك، كما ضخت روسيا السلاح إلى العصابة الحاكمة بلا حدود، ووقفت في مجلس الأمن في وجه أي قرار ينقذ الشعب السوري ويوقف شلال الدم، ونشرت بعضا من أسطولها على الشواطئ السورية.. هذا المشهد الذي ذكرته آنفا هو ما ساعد العصابة الحاكمة على استمرارها في مقاتلة الشعب السوري.

وأضحت إيران مع كل أذيالها من حزب الله إلى ألوية شيعة العراق وغيرها وروسيا شركاء العصابة الحاكمة في قتل السوريين واستمرار سفك دمائهم، وقد تجاوز عدد الشهداء مائتي ألف سوري ونصف مليون معتقل ومليوني دار مدمرة وعشرة ملايين مشرد.

يحق لنا هنا أن نتساءل كيف يمكن لمثقفين وصحافيين كبار في مصر والأردن وغيرها أن يجاهروا بدعم نظام يقتل شعبه بغض النظر عن اعتقادهم بممانعة النظام ومقاومته؟.. فهل يجوز لأي نظام مهما كانت صفته أن يمارس القتل في شعبه والتنكيل به وتدمير بنيته التحتية والفوقية، وبعد ذلك نجد هؤلاء الذين يسمون مثقفين أو كتابا أو صحافيين يقفون مع المجرم ضد الضحية؟

لقد خلد التاريخ نيرون لإحراقه روما، ونحن الآن في سوريا أمام عصابة اغتصبت السلطة ابتداء لكنها دمرت دولة ومجتمعا، فهل يعتقد من يقف في جانب العصابة الحاكمة أن من دمّر مليوني مسكن هم المتطرفون الذين جاءوا إلى سوريا بسبب رؤيتهم لمشاهد ذبح الأطفال والنساء الذين تجاوز عدد شهدائهم خمسة وعشرين ألف شهيد، بينما تجاوز عدد المغتصبات سبعة آلاف وخمسمائة مغتصبة. وقد صرح هؤلاء المتطرفون بأنهم جاءوا لمساعدة الشعب السوري الذي يدافع عن نفسه، أفلم ير هؤلاء الذين يجاهرون بمعاونة نظام قاتل مجرم أنهم يقفون إلى جانب الجلاد؟ فلو عاد هؤلاء جميعا - حين كانت بلدانهم تئن تحت نير الاستعمار - إلى الشعب السوري الذي يقتل الآن سيجدون أنه كان هو الذي يساند جميع حركات التحرر في العالم العربي وغير العربي.

فشعبنا في سوريا وقف ولا يزال في مواجهة الاستعمار وأعوان الاستعمار، ففي مراحل الديمقراطية حين لم يكن هؤلاء الحكام موجودين على الساحة كانت الشعارات التي ترفع «فلسطين عربية وستبقى عربية ولو أطبقت عليها شعوب الأرض»، فلم يذهب حكام ذلك الزمان لحضور مؤتمر مدريد مصالحة مع الكيان الإسرائيلي، ولم يتخذوا شعار «السلام مع الكيان الإسرائيلي هو خيار استراتيجي» كما كان يقول حافظ الأسد قبل الرحيل إلى جهنم.

اغتيل السياسي اللبناني محمد شطح، وأستطيع أن أضمه إلى قافلة المستهدفين اغتيالا من قبل النظام السوري، وأولهم المرحوم سليم اللوزي صاحب جريدة «الحوادث» اللبنانية الذي اختطف ثم غطست يداه بالأسيد ومات تحت التعذيب في سجون النظام الدموي. وللعلم فلم نكن نعرف في تاريخ سوريا الحديث معنى الاغتيالات إلا بعد مجيء نظام أسرة الأسد إلى الحكم، وأذكر هنا فقط باغتيال مفتي لبنان الشيخ حسن خالد والمفكر الشيخ صبحي الصالح ورفيق الحريري والصحافيين الأخريين الذين سقطوا بمتفجرات الغدر للنظام السوري، الذي وصلت جرائمه إلى اغتيال زوجة الأستاذ عصام العطار، وكذلك صلاح البيطار في باريس، وباختصار شديد ودائما يجب أن توجه أصبع الاتهام في كل اغتيال على ساحتنا إلى العصابة المجرمة التي تحكم سوريا.

لدى عيسى شاليش ابن خالة بشار الأسد وأحد مسؤولي القصر استراحة ومحطة وقود في منطقة تدعى الكسارة على مسافة تقدر مائة كيلومتر من دمشق بعد بلدة الضمير، ويجري تخزين السيارات المسروقة من لبنان في تلك المنطقة، ومن هذه السيارات سيارة تم تفخيخها بإشراف اثنين من مركز البحوث التابع لجيش النظام وقادها إلى الحدود اللبنانية أربعة أشخاص بالتناوب، ثم أدخلت إلى لبنان ليجري تفجيرها في موكب الحريري، ويهرّب حسن نصر الله مسؤولين متهمين في حادثة الاغتيال من حزبه من وجه العدالة، ثم نرى مثقفين عربا يوجهون رسالة تأييد إلى هذا المجرم الذي يقتل الشعب السوري بإيعاذ من أسياده في طهران أصحاب ولاية الفقيه ومشاركة مع رأس الأجرام بشار الأسد.

أحببت بأن أضع هذه الإضاءات أمام القارئ الكريم حتى يرى كم انحدر من يسمون أنفسهم مثقفين ليمالئوا نظام الأجرام والخيانة في سوريا ويشدوا على عضد القتلة.

لا يحرر الأوطان إلا الأحرار، والعبيد مكانهم مزبلة التاريخ، ومن يحبون عطر البساطير فليذهبوا إلى الجحيم.. «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».





* محام في مجال حقوق الإنسان وقاض سابق
وعضو الائتلاف السوري المعارض
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-2014, 01:23 AM   #443
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي عـبـدالـرحـمـن الـراشــــد

«القاعدة» أو مكتب الخدمات القديم



في البداية كان هناك نشاط عسكري تحت اسم «مكتب الخدمات» في أفغانستان، اشتغل فيه أسامة بن لادن، معظم نشاطه استقدام الشباب السعودي والعربي كمجاهدين لقتال السوفيات، وذلك قبل نحو ثلاثين سنة. رحل السوفيات وأغلق المكتب. وفي ظل انطفاء الأنوار الدولية عن أفغانستان في التسعينات، عاد بن لادن المختلف مع الحكومة السعودية مع الإخواني المنشق أيمن الظواهري المختلف مع الحكومة المصرية، وأعادا فتح المكتب تحت يافطة جديدة اسمها «القاعدة». وعلى مدى عقدين استنسخت فكرة «مكتب الخدمات» القديم، برفع شعار الإسلام، وتجنيد الشباب، وإدارة حرب عن بعد. ومنذ ذلك الحين وإلى اليوم ينشط التنظيم في ضرب كل المناطق، باستثناء إيران وإسرائيل.

«القاعدة» بعد هزيمتها في أفغانستان عام 2001، تخلت عن فكرة المركز وتحولت إلى «سوبر ماركت» منتشر تحت أسماء مختلفة، مثل تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، وتنظيم «القاعدة في دولة المغرب الإسلامية»، وتنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية»، وغيرها.

وإذا فهمنا فكرة «مكتب الخدمات»، القديم، استخدام الشباب لمقاتلة السوفيات، فسيسهل علينا فهم «القاعدة» لمواجهة المعسكر الآخر. الفارق أن الذي يدير المعركة هو إيران ومعها النظام السوري، اللذان لم يظهرا قط في الواجهة. وقد سبق لهما أن قادا عمليات مشابهة باستخدام الشباب الشيعة في لبنان والكويت، وكان عماد مغنية أبرز مقاتليها، الذين سبقوا «القاعدة» بعشر سنوات ونفذوا عمليات جريئة من خطف طائرات وخطف أجانب في بيروت ومحاولة اغتيال أمير الكويت. إيران أدركت أن هذه النشاطات ستقود إلى صدام مباشر مع الدول الكبرى وكذلك الدول الإقليمية. وهنا نعتقد أن الإيرانيين، بالتعاون مع نظام الأسد الأمني، قاموا بإدارة تنظيم القاعدة من دون أن يتركوا بصماتهم على حبل الرسن. استهدفت «القاعدة» دولا دعوة من إيران، مصر والسعودية والأردن والولايات المتحدة. وعاش عدد من قادة «القاعدة» في إيران، مثل سيف العدل، ولحق به عدد آخر ممن فروا من أفغانستان مثل سليمان أبو غيث، وأبناء بن لادن. وانتقل إلى هناك أيضا عدد جديد مثل ناصر القرعاوي وماجد الماجد السعوديين. وقد برر هؤلاء المتطرفون أنهم يستخدمون إيران لأغراضهم.

حقيقة إدارة الإيرانيين لـ«القاعدة» تبدو أكثر وضوحا في سوريا اليوم. لقد قامت «القاعدة»، من خلال فرعها «داعش»، بتخريب الثورة السورية باغتيالات قياداتها وضرب مناطقها. انتصرت «داعش»، في حرب سوريا، في ما فشلت فيه قوات الأسد وميليشيات حزب الله و«عصائب الحق» العراقية. نجحت «داعش» في سرقة أولاد الناس، وأموالهم، وعواطفهم، من خلال حملاتها الدعائية الكاذبة في الكويت والسعودية وداخل سوريا والعراق.

منذ سنوات ونحن نتحدث عن أكذوبة «القاعدة»، وتزوير معنى الجهاد، لكن يبدو أنه من الصعب أن يفكر المؤمنون بعقولهم عندما يسمعون بقلوبهم. إيران استطاعت استخدام هذه الجماعات لضرب خصومها في المنطقة، وتشويه سمعتهم، وتأليب العالم عليهم، وأصبحت بفضل الجهاد المزور هي التي تحكم العراق وسوريا ولبنان، وتهدد الخليج واليمن، وأقنعت الأميركيين أنها تملك كل الأوراق.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2014, 06:26 PM   #444
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي طـــارق الـحـمــيــد

إيران بين الأسد وسوريا




نحن هنا أمام خبرين متناقضين؛ الأول يقول إن إيران على استعداد للتنازل عن بشار الأسد، لكن ليس النظام ككل، وخبر آخر يقول إن الرئيس الإيراني حذر نظيره الروسي من فشل مؤتمر جنيف 2 المقبل حول سوريا في حال عدم دعوة إيران إليه، فما معنى ذلك؟

الواضح أننا أمام عملية مفاوضات شاقة بالنسبة لمؤتمر جنيف 2 ليس الهدف منها إبعاد إيران كاملا عن المؤتمر بقدر ما هي محاولة لدفعها لتقديم تنازلات قبل عقد المؤتمر نفسه أهمها التنازل عن الأسد، خصوصا أن الأوضاع على الأرض في سوريا ليست بالسوء الذي تم تصويره سابقا فيما يتعلق بمشاركة «القاعدة» ومدى قوتها، خصوصا مع استطاعة الجيش الحر تحقيق انتصارات حقيقية ضد التنظيم الإرهابي، سواء داعش، أو من ناصرها، ومن اللافت هنا أن نجد تصريحا لوزير الخارجية التركي يتهم فيه نظام الأسد صراحة بالتعاون مع «القاعدة»، وهو أمر قيل من قبل، لكن أهميته اليوم أنه جاء على لسان وزير الخارجية التركي.

كل ما سبق يقول لنا إن الأمور الآن تعتبر مربكة للموقف الإيراني، وموقف الأسد بالطبع، خصوصا أن الحديث قبل أسابيع كان عن انكسار الجيش الحر وانتصار الأسد، إلا أن الأمور تبدلت، حيث ظهر أن قوة الأسد لم تكن إلا من خلال بروز داعش، واليوم اختلف الوضع، وعادت الأمور إلى المربع الأول الذي يقول إنه ليس هناك مكان للأسد في سوريا، ومن هنا كان لافتا ما نقلته وكالة رويترز عن دبلوماسي لم تسمِّه التقى كبار المسؤولين الإيرانيين مؤخرا حيث يقول إن الإيرانيين ربما يكونون مستعدين حاليا للتوصل إلى حلول وسط بما في ذلك تنحي الأسد، مضيفا «لا أعتقد أن هذا خط أحمر بالنسبة لهم»، ويشير الدبلوماسي إلى أن الإيرانيين «سيكونون على استعداد لرؤية بديل ما للأسد بشرط أن يكون هذا البديل جديرا بالثقة ولا يسبب فوضى»!

وعندما نقرأ هنا الخبر الذي نقلته وكالة الأنباء الإيرانية «إيسنا» أن روحاني أبلغ نظيره الروسي أن «مؤتمرا إقليميا لن يشارك فيه أطراف لهم نفوذ لن يتوصل إلى حل الأزمة في سوريا» يظهر لنا جيدا أن هناك محاولات لانتزاع تنازل إيراني حول مصير الأسد قبل انعقاد مؤتمر جنيف 2، لكن ما يجب أن يتنبه له الجميع ليس تنازل إيران عن الأسد وإنما الأهم هو دور إيران في مرحلة ما بعد الأسد، حيث استعدت طهران جيدا لذلك، مما يعني أن مستقبل سوريا سيكون مرهونا بالفوضى حتى لو رحل الأسد ما دام لم يجر التنبه لدور إيران بعده من الآن، وهذا أمر بالغ الخطورة ليس على سوريا وحدها بل كل المنطقة. فما يجب التنبه إليه جيدا هو أن القصة ليست قصة اعتدال إيران الآن من عدمه بل هي قصة المصالح الإيرانية التي ستقتضي في الأخير الاختيار بين الأسد أو سوريا ككل.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2014, 06:29 PM   #445
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي راجــح الـخــوري

«داعش» قناع وحشي.. والنظام وجه متوحش!




لم تخرج «داعش» وأخواتها من الكهوف، ولا برزت في غفلة من النظام السوري، فهو الذي استولدها وحضنها واحتفظ بها واستعملها على الدوام، خدمة لأغراضه الشريرة وجرائمه البشعة، وقد برع منذ زمن طويل في استغلالها، تارة يلوح بها كفزاعة في وجه الأنظمة والمجتمعات، وتارة يطلقها كعصابة قتل وترويع، كما فعل في لبنان والأردن والعراق، وحتى في أوروبا!

النظام السوري برع دائما في إدارة هذه اللعبة الشيطانية والقذرة، أي رعاية الإرهاب واحتضانه تمهيدا لاستعماله من أجل تحقيق أهدافه، وآخرها الآن محاولة وضع السوريين والدول الأخرى أمام خيارين أحلاهما مر: الأسد أو «داعش»، ولعل ما يثير التقزز أنه بعد أن دمر النظام سوريا وأغرقها بدماء أهلها نرى جون كيري يسابق سيرغي لافروف في محاولة إقناع العالم بالمثل العربي القائل، إن «الكحل يبقى أفضل من العمى»!

بمعنى أنه من الأفضل أن يبقى بشار الأسد رئيسا يحكم ما تبقى من أن تحكمها منظمات تكفيرية أصولية قاطعة للرؤوس مثل «داعش» أو «النصرة». ولكن لا فرق بين الكحل والعمى، فإذا كان كيري يعرف ضمنا، ولو تجاهل، أن النظام الأسدي الديكتاتوري هو الذي اخترع الإرهاب، فإن لافروف يعرف جيدا أنه شريك مضارب في صناعة هذا الإرهاب ورعايته، لأنه كان ولا يزال حاميا للحل العسكري الذي جعل من سوريا أرضا خصبة لقيام «داعش» و«النصرة» وأخواتهما!

لماذا لا نذهب قليلا إلى الوراء، فمثلا حُكِم عام 2002 في الأردن على شاكر العبسي بالإعدام لاتهامه بقتل الدبلوماسي الأميركي لورنس فولي، لكن العبسي تمكن من الانتقال إلى ليبيا بعد تشكيل «فتح الانتفاضة» على يد المخابرات السورية ليعود في 2006 إلى سوريا التي رفضت تسليمه إلى الأردن، وفي عام 2007 أرسلته المخابرات السورية مع «فتح الإسلام» إلى مخيم نهر البارد في لبنان ليرتكب في 20 مايو (أيار) 2007 جريمته الشنيعة، وسط أجواء من الضروري التذكير بها الآن، لأنها تشكل نموذجا عن ظاهرة «داعش». فيومها وبعد خروج سوريا من لبنان راحت تروج أن شاكر العبسي سيعلن الشمال اللبناني إمارة إسلامية، وأنه لا خلاص إلا بالاعتماد على الجيش السوري، وهو ما يشبه المفاضلة الكريهة الراهنة بين «سوريا الأسد» و«سوريا داعش»!

في 2 سبتمبر (أيلول) 2009 تلقى المرجع الأعلى علي السيستاني رسالة من المرشد علي خامنئي يطلب فيها التدخل والضغط على نوري المالكي لمنعه من تقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد النظام السوري لأنه يواصل إرسال الإرهابيين لمواجهة الأميركيين إرضاء لطهران، وكان ذلك مجرد مقدمات لنشوء «داعش» و«النصرة» وأخواتهما، وعشية إعلان الجيش السوري الحر عن بدء معركة دمشق قبل عام ونصف العام تقريبا، حصلت أمور عدة متوازية:

1 - جرى بأوامر شخصية من القيادة العليا السورية إطلاق 642 سجينا من عتاة الإرهابيين كلفوا إلغاء الثورة وتشويهها وشن عمليات موازية ضد الجيش السوري الحر، ويومها برزت «النصرة»، ثم بدأ تدفق الإرهابيين من الخارج!

2 - تلقى المالكي إيعازا من طهران بتقديم 10 مليارات دولار دعما للأسد، وأعلن خامنئي أن إيران لن تسمح بسقوط النظام السوري، وأعلن حزب الله حراسة المراكز الدينية، بعد إعلانه السابق دعم القرى الحدودية.

3 - بعد الإعلان عن قيام «داعش» جرت عملية مشبوهة وخطرة كان هدفها تقوية ظاهرة الإرهاب التي بدأت تشوه صورة الثورة، وذلك عندما فر في يوليو (تموز) الماضي عدد كبير من الإرهابيين وجماعة «القاعدة» من سجني أبو غريب والتاجي العراقيين، وهو ما دفع وزير العدل العراقي حسن الشمراوي إلى اتهام مسؤولين كبار بتسهيل فرارهم للقتال في سوريا.

4 - لقد كان من المثير أن يثبت أن أمير «كتائب عبد الله عزام» المدعو ماجد الماجد الذي مات في السجن اللبناني، سبق أن تدرب في معسكرات «القاعدة» في أصفهان بإيران، والمثير أكثر أن تحاول طهران إثارة الشكوك حول ظروف موته، وكأن هذا يلغي واقع تدريبه فيها أو يخفف من الأنباء التي تتحدث عن تسهيلها انتقال الإرهابيين من باكستان وأفغانستان والشيشان إلى سوريا.

يقول وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن الأسد خلق الوحش للإيحاء بأن نظامه يبقى أفضل وأكثر مقبولية منه، والواقع أن طهران ساعدته في تكبير الوحش لتصيب عصفورين بحجر واحد:

محاولة الإبقاء على الأسد مسترهنا لمصالحها عبر تشويه صورة المعارضة السورية، والأخطر محاولة تشويه صورة دول الإسلام السني، التي طالما عانت من الإرهاب، وسبق للعالم أن أعجب بمكافحتها له، على ما فعل باراك أوباما مثلا عندما أشاد بنجاح السعودية في معالجة هذه الظاهرة ووأدها!

والخلاصة: «داعش» قناع تنظيم متوحش، لكنه لن يخفي وجه نظام وحشي يقطر دما في سوريا!
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2014, 06:30 PM   #446
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي عـبـدالـرحـمـن الـراشــــد

سنة سوريا ضد «داعش» السنية



كانت الكراهية موجهة سياسيا، نحو الغرب تحديدا، ضمن صراع سياسي إقليمي وخارجي. ثم وجهت المشاعر دينيا ضد الكافر الغربي، وحققت نجاحا سريعا. وانتقلت العدوى سريعا إلى داخل الإسلام نفسه، واشتعل الصراع بين الجناحين السني والشيعي. ثم عمت البغضاء المذاهب والطرق الإسلامية المختلفة، من علوية وصوفية وغيرها.

كشف الاستخدام السياسي للدين عن خزان كبير من المشاعر الغاضبة تعبر عن نفسها، أو تعبر عمن يريد استخدامها، ضمن صراعات تموج بها المنطقة. بداية استخدام الدين ظهرت مع ظهور الثورة الإيرانية، واستمرت عقودا بلا توقف إلى الثورة السورية اليوم. فقد أراد آية الله الخميني، أن يجعل من طهران مركزا للحكم الإقليمي، ويفرض وجوده على الجميع، معلنا أن انتصاره في طهران ليس إيرانيا بل هو انتصار للإسلام ضد الغرب وأعداء الإسلام من خصومه! خصمه في العراق صدام حسين أراد مواجهة الدعاية المعادية، مدركا أنها موجهة ضده بالدرجة الأولى وليست فقط ضد الولايات المتحدة، فقرر اعتماد خطاب الكراهية المضادة، بإحياء العداء للفرس والمجوس والصفوية. إنما الكراهية تبقى هي الكراهية، دينية كانت أم عرقية.

الفصل الثاني من الحروب الدينية في منطقة الشرق الأوسط ظهر بعد زلزال هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عندما سرق أسامة بن لادن السني خطاب الخميني الشيعي. أعلنها حربا دينية وعن تقسيمه العالم إلى فسطاطين؛ المؤمنين والكافرين، ولا مكان لأحد غير أتباعه.

ورغم خطابه التحريضي ضد الغرب فقد اتضح لاحقا أن معظم قتال رجال بن لادن كان داخل البيت السني، ومعظم ضحاياه مسلمون سنة! لهذا لم تدم طويلا العصبية المذهبية التي اعتمدها بن لادن، وشن السنة حربا معاكسة ضد تنظيم القاعدة حتى دحروه في السعودية والأردن والمغرب.

لا شك أن سوريا شهدت أنظف الثورات العربية وأكثرها حضارية إلى أن لوثها المتطرفون، وخذلها المجتمع الدولي. فقد اعتقدت الجماعات التي ترفع الرايات السوداء أن نبش التاريخ وتوجيه العداوات سيضمن لها ولاء السوريين المخذولين، وظنت أن ركوب خزان الكراهية ضد مذهب النظام العلوي سيضمن لها البيعة المطلقة، لكن رغم البراميل المتفجرة والتجويع انقلب السوريون ضد المتطرفين. اليوم نرى مشهدا تاريخيا ومهما، القوى السنية السورية المختلفة لا تقاتل العلويين بل اجتمعت تحارب «داعش» السنية المتطرفة. إنها نفس الاستدارة التي رأيناها في السعودية في العقد الماضي عندما حارب السعوديون تنظيم القاعدة وانتصروا عليه، ليكسروا بذلك الدعاية التلفزيونية التي كانت تزعم تبعية السنة لإرهاب بن لادن. السوريون كما قاتلوا نظام الأسد ليس لأنه علوي بل لأنه إجرامي، وهم اليوم يقاتلون بلا هوادة «القاعدة» و«داعش» السنيتين للسبب نفسه، كجماعتين مجرمتين.

الصورة الثالثة نراها اليوم أيضا في محافظة الأنبار في العراق. هذا الإقليم المنكوب، ضحية نظام المالكي و«القاعدة»، يعيش ثورة من أهله ضد الجماعات الدينية المتطرفة. فقد تمكن الإرهابيون، مثل «داعش» و«القاعدة»، من الاستيلاء على مدينتي الرمادي والفلوجة عزز ذلك فشل قوات رئيس الوزراء نوري المالكي التي أرسلها وكل همه تنفيذ ضربة مسرحية لأغراض انتخابية. الذي تصدى للجماعات الإرهابية، بعد فشل القوات الحكومية، هم أهل الأنبار، عشائرها الذين حملوا السلاح، وبدأوا في تطهير مدنهم ممن يقدمون أنفسهم زورا تحت شعار «حماة السنة».

وطالما أننا نسمي الأشياء بأقبح توصيفها الطائفي إذن علينا أن نسميها بحقائقها، الاستخدام المذهبي والديني فشل، فالذي يحارب «القاعدة» و«داعش» في سوريا والعراق اليوم هم السنة، وهم يحاربون الطائفيين الشيعة مثل ميليشيات حزب الله اللبناني وعصائب الحق العراقية، وكذلك ميليشيات الأسد العلوية.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2014, 06:31 PM   #447
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي رضــــوان الــســـيـــد

العراق والشام بين سليماني وداعش!




عندما صدر كتاب ديبورا أموس عن العراق عام 2010 عده الجميع متطرفا لجهة معاداته الاحتلال الأميركي بالعراق، والسلطة الجديدة في البلاد. وعنوان الكتاب طويل لكنه ذو دلالة فاقعة: «أفول أهل السنة: التهجير الطائفي وميليشيات الموت وحياة المنفى بعد الغزو الأميركي للعراق» (ترجم الآن ونشرته الشبكة العربية للأبحاث ببيروت). وكانت مستندات الكاتبة ثلاثة: التهجير لصنع مناطق صافية طائفيا، وتسليط ميليشيات الموت التي جاءت مع فرق المعارضة مصاحبة للغزو الأميركي، أو التي تكونت بالداخل بعد الغزو مثل جيش المهدي لمقتدى الصدر. وقصة ميليشيا الصدر طويلة، فقد عمل الإيرانيون وعمل المالكي على اصطناع انشقاقات في جيش المهدي على أثر تردد الصدر بعد عام 2007 في السير بحسب الخطط الإيرانية. لكن فرق الموت ما اقتصرت على قوات الصدر وانشقاقاتها لدى الشيعة ولا اقتصر وجودها على الشيعة أنفسهم. فقد ولد الجنرال قاسم سليماني عشرات التنظيمات للقتل والتهجير، وليس باسم المذهب فقط، بل باسم معاداة الأميركيين، ثم كانت هناك أهوال قاعدة الزرقاوي (2005 - 2006)، التي شهدت تحولين: فقد تحولت أولا من قتل الأميركيين إلى قتل الشيعة، ثم تحولت عن قتل الشيعة إلى قتل السنة لدخولهم في «الصحوات» التي أنشأها الأميركيون، أو لأن بعض عشائرهم مالت للتواصل مع الشيعة بهدف إقامة حياة وطنية عراقية إن بقي ذلك ممكنا! وبالإضافة للتهجير والقتل الطائفي للكفايات من الطرفين، كانت هناك المنافي القريبة والبعيدة التي ولدت راديكاليات طائفية ومذهبية قاتلة؛ فقد استخدمت المخابرات السورية العراقيين المنفيين، كما استخدمت الشبان السنة المتحمسين في سوريا والأردن والسعودية، ودربتهم وأرسلتهم تحت أسماء مختلفة مثل البعث والجهاد للقتال ضد الأميركيين بالعراق. والواقع أن هؤلاء بالذات هم الذين أعطوا الفرصة للأميركان، لاعتبار كل التحرك ضدهم تحركا إرهابيا. فلست أدري لماذا يكون من حق الفيتناميين أن يشكلوا مقاومة لمكافحة الغزو الأميركي لبلادهم، ويكون من حق الجزائريين أن يفعلوا الشيء نفسه في مواجهة الفرنسيين، والفلسطينيين في مواجهة الإسرائيليين المحتلين، ولا يكون ذلك من حق العراقيين؟! بل إنني أدري ذلك، وقد قاله وزير الخارجية الإيراني الأسبق في اجتماع وزراء خارجية دول جوار العراق أواخر عام 2006؛ فقد كان هؤلاء (وهم وزير الخارجية السعودي والأردني والسوري والتركي والإيراني) يريدون إصدار توصية بالطلب من المحتلين الانسحاب من العراق، فقال الإيراني: التوصية غير مفيدة، لأن الذين يقاومون ما يسمونه بالاحتلال هم من السنة وحدهم بدعم خليجي، فأخرجوا من قصة الاحتلال، لكي يمكن الحديث مع الأميركيين بشأن الانسحاب! فقد كان الإيرانيون يعدون أنفسهم شركاء للأميركان، وجاء السوريون من طريق من أدخلوهم ووجهوهم ليطالبوا بنصيبهم أيضا من كعكة السلطة الجديدة. فالتطرف السني من داخل العراق وخارجه للسوريين والإيرانيين نصيب فيه منذ البداية.

بيد أن تحول مقاومة الأميركيين لإرهاب كافحوه بالصحوات، هو جزء من القصة الملحمية ما سمته أموس: أفول أهل السنة بالعراق. وهناك الجزء الآخر الأكثر بروزا والذي انتهى عام 2011 بإعلان المالكي لطارق الهاشمي، نائب رئيس جمهورية العراق حتى ذلك الوقت، مجرما وإرهابيا! فقد شارك سياسيون سنة في السلطة التي أنشأها الأميركيون عام 2003 على أثر الاحتلال، وكان طارق الهاشمي زعيم الحزب الإسلامي (= الإخوان المسلمون العراقيون) أبرزهم. وقد اختار الأميركيون من الناحية الشيعية ليس المجلس الأعلى الذي ظنوه أكثر ولاء لإيران وزعامته لآل الحكيم، بل اختاروا حزب الدعوة (الجعفري والمالكي) الذي يناظر الإخوان المسلمين عند السنة. وأحسب أن الأميركيين ظلوا يرون أن الفريق الأصغر في السلطة يمكن أن يتكون من الحزب الإسلامي، وزعماء العشائر، وممثلي أهل الموصل (أسامة النجيفي وجماعته). لكن الإيرانيين ضاقوا ذرعا بالعشائر من ناحية، وبالحزب الإسلامي من ناحية ثانية. ولذلك فقد أخرجوا الهاشمي من السلطة بمجرد خروج الأميركيين، وهم يحاولون الآن إخراج العشائر (الذين صنعوا الصحوات ضد «القاعدة») بوصفهم إرهابيين! وبذلك لا تبقى لدى السنة زعامات عامة، بل محليات، وليس في بغداد بل في الموصل وحسب. وما مشت الزعامات الشيعية الأخرى وبخاصة مقتدى الصدر ثم آل الحكيم في الخطة الإيرانية وكادوا يهددون (مع بارزاني) حظوظ المالكي في فترة ثالثة. ولذلك جاءت الحملة الأخيرة في الفلوجة والأنبار لإسقاط إمكان بروز متحد سني ينضم إلى الصدر والحكيم في تحدي المالكي في الانتخابات المقبلة، بعد أن ضربوه جزئيا بتحالفاتهم مع السنة في الانتخابات البلدية. وكان المالكي قد زار الولايات المتحدة قبل شهرين وسمع كلاما قاسيا بشأن تصرفاته مع حلفائه الشيعة والسنة. لكنه الآن وقد بنى له سليماني ملفا عن الإرهاب السني قدمه للأميركيين فقبلوه، عاد فاتجه لضرب السنة ليس للحصول على أصواتهم في الانتخابات؛ بل لإضافة الشيعة الذين تمردوا عليه بحيث يعودون لبيت الطاعة الإيراني، بعد إذ لم يعد هناك حليف سني، وصار السنة جميعا محسوبين على الإرهاب الذي يكافحه الإيرانيون وأنصارهم لحساب أنفسهم، وحساب الأميركيين والبريطانيين وربما الروس، وليس في العراق فقط؛ بل في سوريا ولبنان أيضا!

إن هذا الاحتيال الإيراني (والاحتيال قد يكون من الحيلة، وهي تعني القوة أيضا) الكثير التلافيف، واضح وصارخ ومن دون تلافيف في سوريا وفي لبنان؛ ففي سوريا بدأ نظام بشار الأسد منذ الشهور الأولى للثورة السورية باستخدام الشبان السنة المسجونين عنده أو بجواره، والذين سبق استخدامهم بالعراق ولبنان (= فتح الإسلام). وما قاتل هؤلاء بالطبع في صفوف قوات النظام، بل تجمعوا بأفضل العدد والتنظيم في مناطق شمال سوريا وريف دمشق والقلمون، وهدفهم المعلن إقامة النظام الإسلامي على الفور، ثم الانصراف لمقاتلة النظام فيما زعموا. وعاونهم على الفور سليماني والمالكي من العراق بإرسال «مجاهدي» دولة العراق الإسلامية، الذين استطاعوا بأعجوبة الخروج بالمئات من سجن أبو غريب. وحاول سليماني توحيد الطرفين العراقي والسوري في «دولة العراق والشام» بقيادته وحده، لكن المحاولة لم تنجح، وقد يكون فشلها الظاهر عائدا إلى إرادة خديعة الثوار الآخرين، في الفروق بين النصرة وداعش، إنما لا شك أن سليماني بإمكانياته، وليس بإمكانيات القطريين والأتراك، حاضر في كل مكان - كما سبق القول في العراق وسوريا ولبنان. فقد تدخل نصر الله فجأة في سوريا وعمل ضجة ضد التكفيريين في بلدة القصير البائسة. ثم ها هو يقاتل في كل مكان ليس ضد النصرة وداعش الذين يقول إنه تدخل ضدهم، بل ضد قوات الجيش الحر، والجبهة الإسلامية. وتعمد هؤلاء الجهاديون العظام أن يقوموا ببعض الأعمال الفاضحة ضد المدنيين، وضد المسيحيين، فصارت الثورة كلها إرهابية وتكفيرية. حتى إن المصريين صاروا يسمون خصوم الجيش: تكفيريين! لشدة ذكائهم، وبالإرشادات الصائبة لمحمد حسنين هيكل، الذي قال إن خامنئي دعاه لزيارة طهران للاقتناع بأسبابهم للقتل في سوريا والعراق ولبنان!

بعد الهولين العراقي والسوري، خرج نصر الله ومعسكره بلبنان وبحجة مختلفة ظاهرا: إما أن تشكلوا معنا حكومة بالمناصفة في لبنان أو أنتم داعشيون! والطريق أيضا أننا شكلنا ثلاث حكومات معهم بعد قتل رفيق الحريري، وكانوا هم الذين يضربون حكومات الوحدة (= اللحد) الوطنية!

قال مقتدى الصدر قبل أسبوعين: الجنرال سليماني أقوى رجل في العراق. وأنا أضيف إلى ما قاله السيد: وهو الأقوى في سوريا ولبنان أيضا. أما داعش التي ذكرتها في عنوان المقال، فقد يكون من ضمن مجاهديها بشار الأسد وماهر الأسد وميليشيا أبو الفضل العباس. وبالإذن من أبي الطيب: يرضى القتيل وليس يرضى القاتل!
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-2014, 12:06 AM   #448
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي * ديـفـيــد إغـنــاتـيــوس

مشكلة أوباما التي عليه حلها



قد يسأل الناس بعد قراءة مذكرات وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس، ذات الأسئلة المقلقة التي تخرج بها صحف الصباح هذه الأيام: كيف انهارت عملية السياسة الخارجية لإدارة أوباما بهذه الطريقة، وكيف يمكن إصلاحها؟ لا شك أن كتاب غيتس يساعد على إجابة اللغز الأول. بحسب رواية غيتس فإن «خطيئة أوبا الأصلية» كانت في ديسمبر (كانون الأول) 2009 عندما قرر إضافة 30 ألف جندي في أفغانستان مع تحديد مدة مهمتهم. وشعر الرئيس أنه مدفوع من المؤسسة العسكرية نحو سياسة نشر القوات الأميركية بأعداد كبيرة، ويبدو أن البيت الأبيض ندم على هذا منذ ذلك الوقت.

قال أوباما، دونما حاجة لقوله، في الاجتماع الأخير لغرفة الاجتماعات بالبيت الأبيض «إني أعطي أمرا»، عندما دعم استراتيجية مكافحة التمرد في منتصف الفترة، الواردة في قائمة خيارات اللواء ستانلي ماك كريستال. كتب غيتس بمرارة «كان ذلك غير ضروري ومهينا ودليلا إيجابيا على عمق ارتياب البيت الأبيض التابع لأوباما في القيادة العسكرية للأمة». وبحلول يونيو (حزيران) 2010 كان يسّر أوباما القول لغيتس «لا أشعر أن الأمور تسير على ما يرام في أفغانستان. فلا يبدو أنه (يعني ماك كريستال) يحقق نجاحا. قد لا تكون استراتيجيته تحقق غرضها». إنه أكبر كابوس للقائد العام للقوات المسلحة الأميركية أن يتورط في حرب لم يعد مقتنعا بها. حطمت حرب فيتنام الرئيس الأسبق ليندون جونسون ووزير دفاعه روبرت ماكنمارا. وحرب أفغانستان أضرت كثيرا بأوباما وفريقه.

كان غيتس أمينا بدرجة قاسية فيما كتبه حول زملائه السابقين. لكن «هذا القارئ» تُرك وهو يتساءل لماذا واصل غيتس عمله في إدارة «مع أناس يتحدثون بسرور عن استخدام القوة وكأنها لعبة من ألعاب الفيديو». لماذا لم يستقل غيتس؟ ربما كانت الإجابة هي مثل إجابة لماذا تمسك أوباما بسياسة يشك فيها؟ لا تتيح الحرب أحيانا الخيارات النظيفة، فإما أن تأخذ كل شيء أو تترك كل شيء، فالناس يمضون في مهامهم بأحسن ما يستطيعون.

مسؤولو البيت الأبيض مستاءون من كتاب غيتس. لكن عليهم الاستفادة منه كفرصة لبحث السؤال الأعمق حول كيف اختلّت عملية السياسة الخارجية بذلك المستوى، وما الذي يمكن أن يفعلوه لإصلاحها.

إن كان هناك أي فرق فالوضع أسوأ الآن مما كان عليه عندما كان غيتس في البنتاغون: كان واحدا من «فريق الخصوم» الذي ضم قياديين أقوياء مثله، هيلاري كلينتون من وزارة الخارجية وليون بانيتا من وكالة الاستخبارات الأميركية ثم وزارة الدفاع والجنرال ديفيد باتريوس في كابل ووكالة الاستخبارات الأميركية. كان في قلب هذه العملية توم دونيلون مستشار الأمن القومي الذي لا يحبه غيتس كمفوض سياسي، لكنه كان فاعلا لحفظ النظام وسط فريق، كما أوضح غيتس، أفراده يغلون دائما.

استبدل فريق الأحلام (بكل خلله الوظيفي) بمجموعة أقرب إلى خط أوباما الضجر من الحرب، الرئيس الذي يريد الخروج من أفغانستان ويقاوم التورط في سوريا. وأجمع المسؤولون الذين تحدثت إليهم أن هذه المجموعة باستثناء وزير الخارجية جون كيري، أضعف وأقل ثقة بالنفس من سابقتها. ظلت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس شبه مختفية في وقتٍ كان فيه حلفاء الولايات المتحدة في أشد الحاجة للتواصل. أما وزير الدفاع تشاك هيغل الذي كان محبوبا للغاية عندما كان نائبا سابقا في مجلس الشيوخ، فقد رأى الشعب أنه أربكته بعض الخيارات السياسية التي تواجه البنتاغون.

كانت إشارة سيئة عندما كان هيغل يبحث عن نائب لوزير الدفاع ليحل محل أشتون كارتر ولم يبد عدد من قمة المرشحين للمنصب تحمسهم مثل وكيلة وزارة الدفاع الأميركية السابقة ميشيل فلورنوي. ويقال: إن الأمر استقر بهيغل على روبرت ويرك وكيل الوزارة للبحرية الأميركية، الذي حصل على درجات جيدة من زملائه السابقين، ولكنه ليس معروفا جيدا لا داخل الولايات المتحدة ولا خارجها.

الواقع أن أوباما يحتاج إلى الاعتراف بسياسته الخارجية وأن يكون أكثر استراتيجيا وأقل سياسيا. يحتاج إلى وضع رؤية وربطها بالحلفاء والخصوم. وعلى مستشارته للأمن القومي مساعدته ليركز على قراراته المتعلقة بالسياسة وعلى تبليغها. كانت هذه الانتقادات صحيحة بالنسبة للفترة التي وصفها غيتس، عندما كان الرئيس محاطا بشخصياتٍ قوية. وهي أكثر صحة الآن والمجموعة أقل خبرة.

أحد الأمثلة على كيفية مقدرة أوباما على دفع السياسة هو أسلوبه مع إيران. فقد كان أوباما استراتيجيا ومنضبطا في تعامله مع طهران، ففتح الباب أمام المفاوضات حول القضية النووية وكون أيضا ائتلافا مع الأمم المتحدة من أجل عقوبات أشد للضغط على إيران لقبول الحوار.

يعترف غيتس: «ترك (فريقنا من الخصوم) المشاعر الشخصية وعدم الثقة يشوب إدراكنا وتوصياتنا». ذلك صحيح ولا يمكن إصلاح الخلل إلا بواسطة الرئيس.


* خدمة «واشنطن بوست»
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-2014, 12:28 AM   #449
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي طـــارق الـحـمــيــد

الروس وحزب الله!



تضمن «بيان باريس للمجموعة الأساسية» والصادر عن اجتماع الـ11 الخاص بأصدقاء سوريا فقرة لافتة جدا، وهي الثانية من 14 فقرة، حيث نددت بـ«فظائع النظام التي يرتكبها ضد شعبه بمساندة حزب الله وغيره من المجموعات الأجنبية»، وهذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها تنديد بحق حزب الله بهذا الشكل، وعلى هذا المستوى!

سألت أحد مصادري المطلعة على ما دار في اجتماع أصدقاء سوريا الأخير فقال: «كان هناك ضغط لإدراج حزب الله لتكون هناك إدانة وشجب للتطرف الشيعي كما يحدث مع التطرف السني». ويقول مصدري مضيفا: «إلا أن القصة ليست في إدراج فقرة إدانة حزب الله، والسهولة التي تمت بها، وإنما المفاجأة كانت في الاجتماعات التي دارت بين كل من وزير الخارجية الروسي ورئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، وكذلك رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا، والتي كانت على انفراد»، حيث أمضى الحريري وقتا مطولا مع لافروف. وفي تلك الاجتماعات كانت المفاجأة، بحسب مصدري، في الاهتمام الروسي بموضوع حزب الله، والميليشيات الشيعية العراقية المشاركة دعما للأسد في سوريا. وفي تلك المقابلات كان الروس مهتمين بمعرفة مدى أصولية حزب الله، وحجم مشاركته بسوريا، والأمر نفسه حول مشاركات الميليشيات الشيعية العراقية، ويبدو أن الاهتمام الروسي بالمشاركة العراقية مبرر، خصوصا أن نوري المالكي تحول فجأة الآن إلى صديق لواشنطن في محاربة الإرهاب! وبحسب مصدري فقد تفاجأ الروس عندما سمعوا من المعارضة السورية أن طائرات نظام الأسد كانت تحلق دوما فوق معسكرات «داعش» التابعة لـ«القاعدة» وتتجاهلها لتضرب الجيش الحر بدلا عنها!

حسنا، ما معنى كل ذلك؟ الإجابة بسيطة جدا، وهي أنه كان من المتوقع ألا يقدم أصدقاء سوريا الآن تحديدا على إغضاب إيران، والمساس بحزب الله، وذلك لضمان عدم تعكير أجواء المفاوضات الغربية مع طهران حول الملف النووي، إلا أن ما حدث هو العكس، حيث خرج اجتماع أصدقاء سوريا ببيان إدانة بالغ الأهمية، حيث وضع حزب الله في موقعه الصحيح، وهو أن مثله مثل «داعش» الإرهابية، وتم ذلك في الوقت الذي أعلن فيه عن دخول الاتفاق الغربي النووي مع إيران حيز التنفيذ الأسبوع المقبل، ومع الإعلان عن قبول حزب الله بحكومة لبنانية لا ثلث معطلا فيها، بعد أن كان حسن نصر الله يهدد خصومه قائلا: «ارضوا بشروطنا الآن قبل أن تقبلوا بشروط مذلة»!

كل ذلك يقول إن الأمور لا تسير على ما يرام بحق حزب الله الذي عليه أن يفكر جيدا، حيث إن اتفاق إيران - الغرب يعني أن طهران منهكة اقتصاديا وتريد الانحناء للعاصفة الآن، كما أن نزع كيماوي الأسد يعني أنه لا قيمة للأسد نفسه، وعليه لم يتبق من معادلة المنظومة الإيرانية بالمنطقة إلا حزب الله، وها هو على قائمة الإدانة الدولية الآن، وموضع اهتمام روسي لافت، فهل وصلت الرسالة؟
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-2014, 12:40 AM   #450
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي غــســان الإمــــام

الثابت والمتحول في العلاقة السعودية ـ الأميركية




في اللقاء التاريخي بين العاهل السعودي المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود، والرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت، على ظهر المدمرة كوينسي الراسية في البحيرات المرة المجاورة لقناة السويس (1945)، بادرة رمزية بسيطة، وتأكيد سعودي مبكر، على أن التقاليد والأعراف الإسلامية والعربية، لا بد أن تأخذها بعين الاعتبار والاحترام، الدولة الغربية الكبرى التي توشك على تسجيل انتصارها الثاني آنذاك، على أوروبا في أكبر حربين عالميتين.

الظاهرة الثانية هي التركيز على المصلحة الاقتصادية المشتركة، في استثمار النفط المتفجر في الصحراء. وكانت حكمة العاهل المؤسس، في اعتماد التقنية النفطية الأميركية، لكون الولايات المتحدة دولة بلا ماض استعماري في المنطقة العربية.

وقد بذل العاهل السعودي جهدا في إقناع القيادات الدينية والقبلية في بلده، بالرهان على النفط. فقد كان النفط آنذاك المصدر الوحيد لتمويل التنمية، في دولة تستعجل احتلال مكانها الكبير في الخليج والعالم العربي.

وأشير هنا إلى أن مؤسس الدولة السعودية المعاصرة، لم يكن وحيدا في هذه الرؤية الإيجابية لأميركا. فقد شاركه زعماء عرب آخرون. وفي مقدمتهم، الزعيم السوري عبد الرحمن الشهبندر الذي طالب خلال زيارة لجنة كراين الأميركية لسوريا (1922) بأن يكون الانتداب على بلاده أميركيا. لأن الانتداب الاستعماري الأوروبي ارتبط بالغدر والخداع.

هل كانت أميركا على مستوى الآمال العربية، في إقامة علاقة سياسية إيجابية مع العرب، توازي نجاح علاقة الاستثمار في الاقتصاد والتنمية؟ سارت العلاقة الاستراتيجية هيِّنة. ليِّنة، على المستوى الاستثماري. لكن العلاقة السياسية اصطدمت باكرا بالقلق لدى الملك عبد العزيز، وهو يرى الصهيونية تنقل بارودتها من الكتف الأوروبية المتهالكة، إلى الكتف الأميركية بعد الحرب، وصولا إلى اعتراف الرئيس هاري ترومان بالدولة العبرية (1948).

وفي الوثائق الرسمية السعودية والأميركية مكاتبات بين الملك عبد العزيز وترومان بخصوص فلسطين، مذكرا بتعهد روزفلت له، بإطلاعه واستشارته في أي قرار تتخذه أميركا بالشأن العربي. وكان رد ترومان بأن روزفلت لم يترك له ما يشير إلى هذا التعهد.

ويروي الشيخ الراحل عبد العزيز التويجري، في كتاب له، أن فلسطين ظلت جرحا داميا في قلب ابن سعود، مبديا استعداده للقتال والاستشهاد، إذا ما لمس عزما وجدية لدى العرب، منوِّها بما عرف عنه. فقد قرن ابن سعود دائما بالفعل.

وخلافا لاتهام السعودية بالفتور إزاء إنشاء جامعة الدول العربية. فقد ذكر عبد الرحمن عزام أول أمين عام للجامعة، بأن العاهل السعودي طالب في اجتماعات التأسيس، بإقامة تحالف عسكري عربي، لحماية الأمن القومي العربي.

من هنا، ليس غريبا أن تبقى فلسطين الإشكالية الدائمة، في العلاقة الثنائية، في عهد الملك عبد العزيز وأنجاله، وصولا إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز، وإلى الرئيس أوباما العاجز عن إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان، وفرض تسوية في المفاوضات الراهنة.

على المستوى الاستراتيجي، اقتضت المصلحة الأميركية توفير الحماية للخطوط الملاحية للنفط الخليجي، ليس ذلك منّةً على العرب، إنما لأن التقدم الحضاري والصناعي العالمي، قام على الطاقة العربية. كذلك شاركت أميركا في التخطيط للتنمية النفطية والصناعية السعودية، لكن التنفيذ كان جهدا سعوديا فذًّا وخالصا. ثم ما لبث الإنتاج النفطي السعودي أن غدا محكوما باستقلالية القرار السعودي (شراء شركة أرامكو وتطويرها لتصبح أكبر شركة إنتاج وتسويق في العالم). وتبع ذلك تأسيس منظمة أوبك للدول المنتجة والمصدرة (1960)، بجهد سعودي بارز، مستقل تماما عن أميركا.

لم تكن أميركا راضية عن إغلاق صنبور النفط العربي (1973). لكن إرادة الراحل الملك فيصل، في دعم الموقف المصري، في مفاوضات فك الاشتباك بعد حرب أكتوبر، فرضت هذا الإجراء التكتيكي المؤقت. وكان فيصل وأشقاؤه الذين تولوا المسؤولية بعده ضد استخدام النفط كسلاح سياسي. وآثروا استراتيجية توفير الطاقة النفطية باستمرار للاقتصاد العالمي. بحيث لا يرتفع سعر السلع التي يستوردها العرب، إذا ما ارتفعت أسعار الطاقة النفطية.

على المستوى السياسي، سارت العلاقة الثنائية، بخط متعرج، بين الوفاق والخلاف. وكانت الدولتان قادرتين على «الاتفاق على الخلاف». ثم الوصول إلى تسوية. كما يقول السفير الأميركي السابق في الرياض روبرت جوردان. وكان الرئيس بيل كلينتون يقول: «بلدانا صديقان في السلم. وحليفان في الحرب». تماما كما حدث في حرب تحرير الكويت. وفي الترحيب الأميركي بمبادرتي السلم اللتين أطلقهما كل من الملك فهد بن عبد العزيز، والملك عبد الله بن عبد العزيز.

كان التعاون في مكافحة العنف الديني مثاليا ومشتركا، وما زال. بل كانت السعودية ومصر أكثر نجاحا من أميركا في هذا المجال. والسبب اعتماد الرئيس أوباما على الطائرة العمياء (درون/ النحلة) في ملاحقة «الجهاديين». فأودت بحياة ألوف الأبرياء. غير أن عملية نيويورك (11 سبتمبر 2001) أثارت حملة إعلامية في أميركا ضد السعودية. وقام بذلك اللوبي اليهودي. وأنصار إسرائيل في الكونغرس. والإدارة. والإعلام.

وقد بذلت الدبلوماسية السعودية والعربية جهدا كبيرا في التصدي للحملة العدائية. ولا بد هنا من الإشادة بدور الأمير السفير بندر بن سلطان. ثم السفير عادل الجبير الذي جاء بعده. فقد كانا متفهمين تماما العقلية السياسية والشعبية الأميركية. غير أن العرب لم يستطيعوا إلى الآن تشكيل «لوبي» عربي في واشنطن، بسبب صعوبة اتفاق العرب الأميركيين وانعدام الوفاق بين العرب الرسميين.

هل تتجاوز العلاقة الثنائية أزمة ضعف الثقة الراهنة بين البلدين؟ لم تتجاوز الأزمة نطاق الحوار. فلا هجمات شخصية. لا كراهية. نعم، هناك عتب. ومرارة. وربما غضب من بعض مواقف وسياسات الرئيس أوباما. ولا مبالاته في التشاور المسبق. وعدم وعيه بمكانة ودور السعودية، كأهم دولة عربية. وواجبها القومي في الدفاع عن المصالح العربية العليا.

السعودية لا تعترض على الوصال الأميركي/ الإيراني. لكن القلق من أن يكون ذلك على حساب أمن الخليج. وعروبة سوريا ولبنان. وعلى حساب مصر التي ترفض الوصاية الإخوانية المدعومة أميركيا. وبعد احتلال العراق. وتسليمه إلى أتباع إيران.

الأدب الدبلوماسي السعودي غطى على كثير من الأزمات السياسية مع أميركا. بينها على سبيل المثال: إجبار أميركا على سحب سفيرها هيوم هوران (1988) عندما احتج على صفقة الصواريخ الصينية التي عقدتها السعودية آنذاك. وحرص السعودية على رفض مشاركة المخابرات الأميركية، في أية تحقيقات في العمليات الإرهابية، حتى ولو طاولت أميركيين في السعودية.

ونال التحقيق السعودي في عملية «الخبر» التي قتل فيها 19 أميركيا في التسعينات ارتياحا أميركيا. فقد توصل السعوديون إلى النتائج الأميركية ذاتها، في اتهام حزب الله اللبناني ودوائر إيرانية، بارتكاب الجريمة. كذلك فقد منعت السعودية أميركا من استخدام القواعد السعودية، في قصف العراق. أو إيران. أو أفغانستان وباكستان.

في دعوته إلى تطوير مجلس «التعاون»، إلى مجلس «اتحاد»، كان في ذهن وفكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن يغدو الدفاع عن الخليج استراتيجية دفاعية خليجية ذاتية، اتقاء لاحتمال تراجع أميركا عن التزاماتها الأمنية، بعد تراجعها أمام إيران في عقد تسوية نووية عرجاء. وتراجعها أمام النظام السوري الذي استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه. وأمام تدخل حزب الله بأمر وعلم من إيران، في المذبحة الجارية في سوريا.

وبعد، لا أظن أن المتحول سيقضي على الثابت في هذه العلاقة الثنائية. السبب بسيط للغاية. وهو أن المتغيرات والتحولات حدثت فعلا منذ زمن. فلا ثوابت في السياسة. لأن المصالح تتغير. وتتحول، تماما كالعواطف.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:08 AM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.