أنظمة الموقع | تداول في الإعلام | للإعلان لديـنا | راسلنا | التسجيل | طلب كود تنشيط العضوية | تنشيط العضوية | استعادة كلمة المرور |
|
||||||||||||||||||||||||||
|
17-02-2004, 10:34 PM | #1 |
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Jul 2003
المشاركات: 6,810
|
نهاية الحملة الأمريكية على المنطقة
> -----------------------------------------------
> بشرى للمسلمين : المركز العالمي للاستشارات الإستراتيجية يعلن نهاية الحملة > الأمريكية على المنطقة . > - هل فشلت الحملة الأمريكية على العراق ؟ > - هل سقط مشروع القرن الأمريكي الجديد ، و لم يعد بإمكان الولايات المتحدة > التقدم أكثر في المنطقة الإسلامية ؟ > - هل تعني محاسبة بوش و بلير و طاقميهما حول ( كذبة ) امتلاك العراق لأسلحة > دمار شامل ، إعلانا عن تراجع الأمريكيين عن حرب الشرق ؟ > - هل ستكون الانتخابات الرئاسية الأمريكية الوشيكة نهاية للمشروع الأمريكي في > الشرق ؟ > - هل تسرّع العقيد القذافي في الاستجابة للمشروع الأمريكي القائم على تجريد > الدول العربية و الإسلامية من مشاريعها التسلحية؟، و هل كان الأولى بالعقيد > التريث إلى حين ظهور نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة ؟ > - هل يدرك الليبراليون العرب الذين صفقوا للاستعمار و مثلوا أداة الضغط > الأمريكية على البلدان الإسلامية ، أنهم وقعوا في المحظور و كشفوا كل أوراقهم > و أهدافهم و نواياهم و انتماءهم ، و ولاءهم و براءهم ...؟ و هل يدركون أن > هجمتهم على ثوابت الأمة و حملتهم على هويتها ستنتهي بانتهاء ولاية الرئيس بوش > ؟ > - هل ستستريح المناهج و ثوابت الأمة أخيرا من تضييقات الليبراليين و من > ورائهم الولايات المتحدة الأمريكية .؟ > هذه الأسئلة هي محاور الدراسة الرائدة والدقيقة التي وضعها المركز العالمي > للاستشارات الإستراتيجية الذي يرأسه الأستاذ سعيد صالح الغامدي، و التي > يزفها، بشرى للمسلمين ، و إعلانا عن نهاية و سقوط و فشل الحملة التي تسلطها > الولايات المتحدة على المنطقة الإسلامية .. > نهاية الحملة الأمريكية على المنطقة . > الحملة الأمريكية على المنطقة ، أربكت الكثيرين و كشفت حقائق هامة في البنى > الثقافية و السياسية و الأمنية في الأمة ، و اليوم و قد بدا للذين يدركون > الأمور أن هذه الحملة قد فشلت و انتهت ، فإن الواجب يدفعنا إلى بيان وجهة > نظرنا التي نعتبرها رائدة ، و هذا ما يعطي المركز العالمي للاستشارات > الإستراتيجية طابعه الدقيق و العميق في مجال استشراف المستقبل و قراءة > الأحداث، بعيدا عن الكلامولوجيا الاستهلاكية التي تمارسها الكثير من المراكز > الفاشلة ، التي لا تملك رؤية واضحة و لا اقتدارا علميا . > لذلك فحين نحلل صورة المشهد الذي تحاول الولايات المتحدة إخفاءه فإنا سنجد > حزمة من العناصر التي لا بد من بيانها ، و من ذلك : > نمر الورق و النظرية الأيديوبوليتيكية المفقودة : > كثير من المصطلحات البراقة لا تظهر هشاشتها إلا حينما تتفاعل مع الواقع و > تصطدم به ، و لأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتعرض منذ عقود لما يعد > امتحانا فعليا لقوتها و صلابتها و تماسكها ، فإنها ظلت تعيش على وهم > الأسطورية ، كما استطاعت أن توهم الآخرين أنها القوة النموذجية التي لا مجال > للوقوف في وجهها . ثم أن عقود الحرب الباردة ، و واقع الردع الذي عاشته مع > الإتحاد السوفييتي قد أبقى الولايات المتحدة بعيدة عن أي احتكاك عسكري فعلي > مع الغير ، لذلك يمكن الخروج بخلاصة هامة و هي أن أمريكا عاشت طوال عقود في > وهم كبير و هي أنها قوة لا تغلب دون أن تنتبه أو ينتبه أحد أنها لم تغلب > لأنها لم تُضرب ، هذا رغم وجود معالم تاريخية هامة يمكن الارتكاز عليها لبيان > أن الولايات المتحدة رغم صداماتها النادرة مع قوى أخرى فإن تلك الصدامات كانت > تكشف بوضوح أن النمر الأمريكي الشرس لم يكن سوى كما وصفه ( ماو تسي تونغ ) : > ( نمر من ورق ) ... و قد قال ماو ذلك حين قيل له أن الولايات المتحدة تمتلك > قوة نووية ، فقال أن قوة القنبلة النووية ليست أمام قوة الشعب سوى نمر من ورق > ... و قد انكشفت ورقية هذا النمر في فييتنام و في خليج الخنازير و في الصومال > و أفغانستان و العراق ، كما سقطت أسطورة الآلة الاستخباراتية الأمريكية في > أحداث 11 أيلول أيما سقوط . > و الذي يتأمل المستندات النظرية التي تنطلق منها الولايات المتحدة في سياستها > تجاه الآخرين يجدها مستندات فاشلة ، حتى أن منظري الغزو الأمريكي على العراق > لم يضعوا في حسبانهم أبدا حدوث مقاومة ، و هو أمر يعترفون به و لا ينكرونه ، > و كلمات رامسفيلد و باول و غيرهما في ذلك صريحة . > إن من العلوم التي كثيرا ما تباهت بها الولايات المتحدة علم ( الجغرافية > السياسية ) ، أو ( الجيوبوليتيك ) كما يقال ، و هو علم يهتم بدراسة تأثير > الطبيعة و العوامل الجغرافية على الخصائص و الظواهر و التطورات السياسية > للأمم و الشعوب ، غير أن الأمريكيين و هم يظنون أنهم بمثل هذه التخصصات قد > حازوا أسباب القوة و عمق الفهم ، يكتشفون في كل مرة أن هناك شيئا ما لم يضعوه > في الحسبان . > و لعل أهم ما يتجاهله الغربيون أو يوهمون أنفسهم فيما يخصه هو ( العقيدة ) ، > أو الهوية ، أو الخصوصية الثقافية . > و حين يقرر رجل مثل بوش تجاوز الواقع الثقافي للأمة الإسلامية ، فإن ذلك لا > يعني أن الحق معه كونه رئيس أعظم قوة في الوجود ماديا ... لأن ذلك كله لا > يشفع للرئيس إن كان تفكيره سطحيا أو غير منطقي .. و بوش و غيره من الذين لم > يعرفوا الأمة الإسلامية جيدا سيظلون ينطحون الصخر و يمنون أنفسهم أنه > بإمكانهم قتل الله و محو دينٍ تكفل الله بحفظه . > إن الذي كان من الواجب على الأمريكيين دراسته جيدا قبل غزو الشرق ليس هو ( > الجغرافية السياسية ) بل هو ( الإيديوبوليتيك ) ، و هو علم لم يعرفه الغربيون > إلى اليوم و لا تحدثت عنه يوما مراكزهم ، و الإيديوبوليتيك هو دراسة مدى > تأثير الأيديولوجيا في السياسة . > أما دراسة الاحتمالات السياسية انطلاقا من الجغرافيا ففكرة قديمة قدم > هيرودوتس الذي قال : ( إن سياسة الدولة تعتمد على جغرافيتها ) و قريبا من هذا > المعنى تحدث نابليون عن ما قاله أبقراط في القرن الخامس قبل الميلاد عن تأثير > ( الهواء و الماء و الأماكن ) في سياسات الجماعات و الدول . > و طوال عقود ماضية كانت الولايات المتحدة تضع خططا خطيرة في غزو هذا البلد أو > احتواء ذاك ، في إطار سياسة الهيمنة و التوسع ، ثم تكتشف دائما و في كل مرة > أن نظريتها تلك فاشلة ، لذلك كانت تسارع بعد كل انتكاسة إلى إسعاف الأمر > بنظرية جديدة ، و هكذا كما قال الشاعر . > من نضال عاثر مضطرب لنضال عاثر مضطرب . > سقوط نظرية الدومينو مرة أخرى سنة 2003م : > استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية طوال العقود الماضية العديد من النظريات > و الدبلوماسيات الهيلمانية ، منها الخطوة خطوة ، المكوك ، الاحتواء المزدوج ، > حافة الهاوية ، الرد المرن ، المثلثة الأضلاع ، و الدومينو. > و للعلم فإن أيا من هذه النظريات لم تنجح ، ابتداء بما تعلق منها بالصراع > العربي الإسرائيلي مثل المكوك و الخطوة خطوة ، و انتهاء بحافة الهاوية التي > تراجعت إلى الرد المرن ، مرورا بالمثلثة الأضلاع إزاء الصين و الإتحاد > السوفييتي ، و لأن التاريخ يعيد نفسه ، فإنه من الممكن اليوم إسقاط الكثير من > هذه النظريات على واقع الغزو الأمريكي للبلاد الإسلامية في إطار مشروع القرن > الأمريكي الجديد . > و الذي بدأ يحدث لأمريكا اليوم هو الذي كان يحدث لإسرائيل طوال نصف قرن من > الزمن ، ( اللااستقرار ) رغم ضعف الجانب الإسلامي . > لقد سيطرت نظرية الدومينو على الكثير من المفكرين الاستراتيجيين و العسكريين > الأمريكان بعد الحرب العالمية الثانية ، تجاه شرق و جنوب شرق آسيا . > و قد راهنت النظرية على أمر تشبيه الدول المتجاورة بقطع الدومينو و التي يؤدي > سقوط واحدة منها إلى سقوط المجموعة بأكملها ، غير أن نظرية الدومينو لم تجح > آنذاك ، و ارتفعت أصوات أمريكية كثيرة تطرح بدائل أخرى لتخفيف الخسائر > الأمريكية الرهيبة . > و اليوم تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية و بطريقة أخرى نظرية الدومينو ، و > هي تراهن على ما راهن عليه عنترة العبسي قديما : ( ضرْب الفارس الضعيف ضربة > يرتعد لها الفارس القوي فيضعف و يتم إنهاؤه ) ، لذلك راهنت الولايات المتحدة > على فكرة إسقاط المنطقة الإسلامية و تغيير خريطتها انطلاقا من العراق .. و > لعل سقوط ليبيا يعد إحدى النتائج المتحققة في إطار نظرية الدومينو مثلما > أمّلت واشنطن، لكن هذه النظرية سقطت كونها لم تستطع إسقاط القطعة الأولى التي > يسقط غيرها بعدها ، و هي المتمثلة في العراق . > لذلك فالمقاومة في العراق لا تعني حماية العراق فقط من السقوط في المشروع > الأمريكي ، بل حماية كل الدول التي تعتبرها الولايات المتحدة قطعا لاحقة يجب > إسقاطها بعد العراق . > و هنا يجب التوضيح جيدا أن هذه القطع ليست فقط بلدانا معينة ، و منها > السعودية و سوريا و غيرها ، بل هي أيضا أمور أخرى كالهوية و الدين و اللحمة > الاجتماعية و غير ذلك . > سقوط نظرية اللعب : > و من النظريات التي عرفها العالم و طبقتها الولايات المتحدة كذلك نظرية اللعب > ، و هي وضع ردة فعل الخصم في الحسبان ، لذلك فلاعب الشطرنج عندهم لا يفكر > لنفسه فقط ، بل يفكر في الحركات المحتملة لخصمه ، و قد تبين أن الولايات > المتحدة كانت تفتقر إلى الموضوعية في إطار هذه النظرية ، إذ فكرت و أوهمها > طابورها الخامس في الدول الإسلامية ، أن الشعوب الإسلامية متلهفة و تنتظر > الجيش الأمريكي بالورود ليخلصها من الديكتاتوريات و الكبت ، و يخرجها إلى > رحاب الديمقراطية و الليبرالية . > غير أن الواقع كان غير هذا تماما ، و أدركت الولايات المتحدة أن احتلال ساحات > أخرى لا يعني سوى توسيع دائرة النزيف ، و حتى من الناحية الاقتصادية فإن > الاحتلال لم يعد يعني وضع اليد على ثروات البلدان الإسلامية ، بقدر ما صار > يعي خسارة أغلفة مالية رهيبة لتحقيق لا شيء. > لقد أدركت الولايات المتحدة الأمريكية بعد فوات الأوان أن قراءة حقيقة الرد > المحتمل من طرف اللاعب المقابل و هو هنا الأمة الإسلامية لا يمكن أن يكون إلا > بالاعتراف بأن الإسلام متجذر في هذه الشعوب بدرجة تجعل كل الحسابات المادية > المجردة مجرد هذيان و تجاوز للواقع . > سقوط نظرية حافة الهاوية و نظرية الصدمة : > استطاعت أحداث فييتنام أن تسقط نظرية حافة الهاوية عند الأمريكين ، و كان أول > من استعمل هذا المصطلح ( حافة الهاوية ) هو جون فوستر دالاس وزير خارجية > الولايات المتحدة ( 1953- 1959) في مقابلة أجرتها معه مجلة ( لايف ) ليصف > إمكانية الذهاب إلى أبعد الحدود دون الدخول في حرب ، غير أن أحداث فييتنام > كما قلنا أسقطت هذه النظرية لتقوم مقامها نظرية ( الرد المرن ) ، و الولايات > المتحدة الأمريكية ذهبت في غزوها للمنطقة الإسلامية إلى أبعد من حافة الهاوية > ، و هي نظرية الضربة الصاعقة ، أو الصدمة، و هي التي يكون الخصم أمامها > مذهولا ، لا يستطيع الرد أبدا ، لذلك استعملت في غزو العراق أبشع الأسلحة > المتطورة ، الأمر الذي أظهر هوة كبيرة بين الهجوم و إمكانات الدفاع . > غير أن الولايات المتحدة أدركت بعد ذلك أن إسقاط نظام سياسي ما لا يعني > احتلال ذلك البلد ، و هذا ما اعترف به توماس فريدمان حين قال في ''نيويورك > تايمز'': > ((قادرون على هزيمة صدام لكننا عاجزون عن بناء مركز سياسي محترم)) ، إذ أنه > بإمكان البنتاغون تسليط القصف المهول أياما و ليالي على بلد ما ، حتى يسقط > نظامه مثلما حدث في العراق ، غير أن الأمر لن يستتب بعد ذلك للاحتلال في ظل > المقاومة الشعبية ، و هو ما جعل الولايات المتحدة تتبنى أنواعا أخرى مداخلة > في معنى الحرب غير الحرب العسكرية ، و من ذلك الحرب الاقتصادية ، مثلما حدث > في معاقبة سوريا ، و الحرب النفسية مثلما حدث تجاه ليبيا ، و الحرب الإعلامية > مثلما حدث تجاه السعودية ، و كل ذلك يعد من التراجع عن نظرية الصدمة إلى > نظرية ( الرد المرن ) ، و الوصول إلى درجة الحديث عن التغيير الثقافي بدل > العسكري ، لذلك لجأت الولايات المتحدة إلى افتتاح قناة ( الحرة ) التي تعد > أداة من أدوات الرد المرن . > سياسة الدفع نحو السرية : > من أفدح ما ارتكبته الولايات المتحدة الأمريكية أنها أسقطت الرسميات لتعطي > مبررا بذلك لظهور اللارسميات ، و نقصد بالرسميات الكيانات الظاهرة و المعترف > بها ، سواء كانت سلطة أو جمعية خيرية ، أو هيئة دينية رسمية ، أو جيشا ... > فقد كان ظن الولايات المتحدة أنها متى قضت على هذه الكيانات الرسمية الظاهرة > انتهى الأمر . > غير أن هذه النظرية ليست صحيحة أبدا ، إذ أن الحياة تأبى الفراغ ، و في > البلدان التي يتم التضييق فيها على الاقتصاد الأبيض يظهر الاقتصاد الأسود . > لقد انبنت السياسة الخارجية الأمريكية على أن الكيانات الرسمية هي الشكل > الوحيد للوجود، متناسية أو متجاهلة ، أن المنع من العلنية يلجئ إلى السرية ، > لذلك لم يكن إسقاط أي نظام يعني سقوط الشعب ، كما أن إسقاط أي جيش لا يعني > سقوط خيار المقاومة ، و حين يسقط الجيش الرسمي تظهر جيوش غير رسمية مقاومة ، > و هي أخطر بكثير من الجيش الرسمي ، تماما كما أن القضاء على ظاهرة الجمعيات > الخيرية باتهامها بتهمة الإرهاب قد فتح الباب لجمعيات مالية سرية ، و كذا > القضاء على المؤسسات الدينية ، مثل مؤسسات الفتوى و غيرها ، فإن احتواء هذه > المؤسسات أو تطويعها لخدمة المشروع الأمريكي ، قد أنهى دورها لتظهر على > أنقاضها مرجعيات دينية غير رسمية ، متمردة على كل أشكال التضييق و التطويع و > التحكم ، و هو ما أعطاها قبولا عند الكثير من الشباب المتدين ، باعتبارها حسب > رأيه(مراجع تقول الحق) . > لقد استطاعت الولايات المتحدة إنهاء الكيانات الرسمية ، و بذلك فتحت الباب > للفوضى العارمة ، مثلما يحدث اليوم في العراق . > و طبعا فكل هذا يدل على أن الغزو الأمريكي القادم إلى المنطقة كان يفتقر إلى > أهم وسائل النجاح في مشروعه ، و هو فهم خصوصية الأمة الإسلامية . > الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة : > يتعرض جورج بوش و سياسته الخارجية لحملة عارمة ، انطلاقا من كذبته حول امتلاك > العراق لأسلحة دمار شامل . > و يبدو اليوم أكثر من أي وقت مضى ، أن منافسي بوش كانوا منذ أشهر يعرفون > حقيقة أن الرئيس الأمريكي يقول غير الحقيقة ، ليبرر غزوه للعراق ، لكن أمر > غزو العراق لم يكن يستأهل عند هؤلاء الإخراج المبكر لملف ( كذب الرئيس ) ، و > أمر الانتخابات عند هؤلاء أولى من أمر احتلال العراق ، لذلك لم يتم تحريك > الملف بفاعلية و جدية إلا أثناء الحملة الانتخابية ، و يبدو جليا أن هذا > الملف و غزو العراق يعد الفاصل بين المناوئين لبوش و المؤيدين له ، و هذا ما > يظهره خطاب الحملة الانتخابية الدائر حول ( السياسة الخارجية الأمريكية ) ، > حيث يشدد أكبر مافسي بوش و هو ( جون كيري ) على كون الغزو الأمريكي للشرق كان > خطأ،ما كان لأمريكا الوقوع فيه . > و يبين هذا أن الرئيس القادم سيقوم في أسوإ الحالات بمحاولة معالجة الوضع في > العراق دون التفكير في الاحتكاك بالدول الأخرى و منها السعودية ، و ذلك كله > يعني نهاية حملة بوش مع سقوطه في الانتخابات القادمة . > سقوط الليبرالية والليبراليين : > الكثيرون يظنون أن الذي حدث في خليج الخنازير تاريخيا هو مهاجمة الولايات > المتحدة الأمريكية لكوبا ، و هذا خطأ ، و الحقيقة هي أن وكالة الاستخبارات > المركزية ( سي آي إيه ) قد قامت في 17 نيسان - أبريل 1961م بتأييد من القوات > الأمريكية العليا بإنزال قوات مدربة من اللاجئين الكوبيين في أمريكا من > المعادين لفيدال كاسترو ، و تم الإيعاز إلى وسائل الإعلام الأمريكية أن تركز > على أن الذي حدث هو ثورة للكوبيين ضد نظام كاسترو ، غير أن العملية فشلت كما > هو معلوم . > و طوال عقود كانت الولايات المتحدة تلعب ورقة اللاجئين الفعليين أو الفكريين > الذين تربيهم عندها أو على أفكارها ثم تقوم بتنفيذ عمليات لصالحهم في بلدانهم > موهمة الرأي العام أنهم ممثلو بلداهم ، بينما الحقيقة أنهم ممثلون لأمريكا لا > غير ، و هذا ما حدث مع اللويا غيركا في أفغاستان ، و حكام تيمور الشرقية ، و > مجلس الحكم الانتقالي في العراق ، و هو الذي كان من الممكن أن يحدث مع > الليبراليين في كل بلد كانت أمريكا تضعه في برنامجها الاستعماري ، لو أن > الحملة الأمريكية قد نجحت . > و لسنوات عاش الليبراليون العرب خفافيش لا تُظهر للطيور إلا أجنحتها، كما لا > تظهر رأسها إلا للفئران ، و لم يعرف عن هذه النخب إلا أنها نخب فكرية ، غير > أن هذه النخب لما رأت الغيم الأمريكي صرخت بأعلى أصواتها : هذا غيم ممطرنا > ... و كان ذلك مجرد سحابة صيف انخدعوا بها فكشفوا جميع أوراقهم . > و قد ارتبط الموقف الليبرالي بالمشروع الأمريكي ، لذلك تم تشبيهه بالطابور > الخامس ، و خرج بذلك من دائرة الفكر إلى دائرة الموقف السياسي المخزي . > و ظهر جليا أن أهداف الليبراليين هي ذاتها أهداف الولايات المتحدة ، تقويض > البناء السياسي و الثقافي و الديني و الاجتماعي للأمة ، لبناء النموذج > الممسوخ . > و كان من أهم ما أحرزته القوى الحية و الواعية في الأمة ، هو نقل الليبرالية > من معنى الحرية إلى معنى ( الخيانة ) و الارتباط بالعدو ، و هي نقلة هائلة > تدل على تخطيط دقيق ، ساعدت فيه هشاشة الليبراليين الذين أعطوا الأدلة > الواضحة على صدق ما يتهمهم به المدافعون عن أصالة الأمة ، و الذي يتأمل > كتابات هؤلاء يجدها طافحة بذلك . > إن أهم ما تحقق إلى الآن هو سقوط الولع بالنموذج الذي يقوم الغرب و أدواته > المحلية من الليبراليين بالترويج له ، إذ ما عاد أحد ينخدع بشعارات > الديمقراطية و الحرية و حقوق الإنسان ... > تساؤلات جريئة : > هل يقدر امرؤ أن يقنع العقلاء اليوم أن إسرائيل قادرة على إنهاء المقاومة > الفلسطينية غير أنها لا تريد إنهاءها ؟ > هل في مقدور أحد أن يقنع العقلاء أن الولايات المتحدة قادرة على إنهاء > المقاومة في العراق ؟ > بل هل بإمكان الولايات المتحدة أن تدعي أنها تملك تصورا دقيقا لمآلات الأمور > مستقبلا ؟ > و هل سيستطيع امرؤ أن يقنع العالم أن الولايات المتحدة تستطيع أن تفكر مجرد > تفكير في احتلال السعودية و هي تعرف حجم التدين فيها ، كما تعرف مركزية > السعودية و قدسيتها المكانية في الأمة الإسلامية جمعاء ؟ > و لئن كانت الولايات المتحدة قد بنت نظريتها في استبعاد أي مقاومة في العراق > على ضعف الحركة الإسلامية في العراق ، فهل هي جاهلة اليوم أن بلدا مثل > السعودية يمثل بالنسبة للأمريكان عش الدبابير الذي يكون في دخوله مقامرة > بمصير الولايات المتحدة ذاته. > هل ستقفز الولايات المتحدة فوق واقع العراق لتفتح لها جبهة جديدة ، معتمدة > سياسة الهروب إلى الأمام ؟ > اليوم تبدو الإجابات على هذه الأسئلة واضحة و معروفة ، و هو ما يعطي المنطقة > الإسلامية نفسا جديدا في التعامل مع الولايات المتحدة حسب معطيات الواقع ... > لذلك لا بد من أن تقوم الشعوب الإسلامية بعملية ربح للوقت ، في إطار الانحناء > للعاصفة ، لأن الغد القريب الذي سيبدأ بخروج بوش من البيت الأبيض ، سيحمل > للذين تسرعوا في التنازل للولايات المتحدة الندم و حصاد المرارة . > إن ربح الوقت هنا في كل ما تفرضه الولايات المتحدة من تعديل أو تبديل للمناهج > السياسية و التعليمية و الثقافية و الاجتماعية و الدينية ، و من التجاوب مع > الإرادة الأمريكية في التخلي عن برامج التسلح و غيرها، يعد اليوم أحسن ما > يصلح لهذه المرحلة . > تهنئة : > إن الأيام وحدها كفيلة ببيان صدق ما ذهبنا إليه من كون الحملة الأمريكية على > المنطقة قد انتهت ، و بهذه المناسبة نهنئ الذين لم تزعزعهم العاصفة يوما ، و > لم تحركهم رياحها عن مبادئهم أنملة ، أما أولئك الذين ترنحوا و سقط بعضهم > لعدم وجود رؤية واضحة ، أو تجربة عميقة ، فنقول لهم : خذوا العبرة ... و أما > الذين انخدعوا بالبرق فخرجوا من مكامنهم متورطين في ضرب أمتهم من الداخل > فنقول لهم : لماذا تكره النخل يا بصل ؟! و بأي هامة ستقفون تحت الشمس بعد > موقف العار و الخزي ؟! > المركز العالمي للاستشارات الإستراتيجية . > عنه : الرئيس - المدير العام : سعيد صالح الغامدي > |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|