للتسجيل اضغط هـنـا
أنظمة الموقع تداول في الإعلام للإعلان لديـنا راسلنا التسجيل طلب كود تنشيط العضوية   تنشيط العضوية استعادة كلمة المرور
تداول مواقع الشركات مركز البرامج
مؤشرات السوق اسعار النفط مؤشرات العالم اعلانات الشركات الاكثر نشاط تحميل
 



العودة   منتديات تداول > المنتديات الإدارية > اســــتراحـة الــــمســاهــمين



إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 17-02-2004, 10:34 PM   #1
ممدي
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2003
المشاركات: 6,810

 

تعجب نهاية الحملة الأمريكية على المنطقة

> -----------------------------------------------
> بشرى للمسلمين : المركز العالمي للاستشارات الإستراتيجية يعلن نهاية الحملة
> الأمريكية على المنطقة .
> - هل فشلت الحملة الأمريكية على العراق ؟
> - هل سقط مشروع القرن الأمريكي الجديد ، و لم يعد بإمكان الولايات المتحدة
> التقدم أكثر في المنطقة الإسلامية ؟
> - هل تعني محاسبة بوش و بلير و طاقميهما حول ( كذبة ) امتلاك العراق لأسلحة
> دمار شامل ، إعلانا عن تراجع الأمريكيين عن حرب الشرق ؟
> - هل ستكون الانتخابات الرئاسية الأمريكية الوشيكة نهاية للمشروع الأمريكي في
> الشرق ؟
> - هل تسرّع العقيد القذافي في الاستجابة للمشروع الأمريكي القائم على تجريد
> الدول العربية و الإسلامية من مشاريعها التسلحية؟، و هل كان الأولى بالعقيد
> التريث إلى حين ظهور نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة ؟
> - هل يدرك الليبراليون العرب الذين صفقوا للاستعمار و مثلوا أداة الضغط
> الأمريكية على البلدان الإسلامية ، أنهم وقعوا في المحظور و كشفوا كل أوراقهم
> و أهدافهم و نواياهم و انتماءهم ، و ولاءهم و براءهم ...؟ و هل يدركون أن
> هجمتهم على ثوابت الأمة و حملتهم على هويتها ستنتهي بانتهاء ولاية الرئيس بوش
> ؟
> - هل ستستريح المناهج و ثوابت الأمة أخيرا من تضييقات الليبراليين و من
> ورائهم الولايات المتحدة الأمريكية .؟
> هذه الأسئلة هي محاور الدراسة الرائدة والدقيقة التي وضعها المركز العالمي
> للاستشارات الإستراتيجية الذي يرأسه الأستاذ سعيد صالح الغامدي، و التي
> يزفها، بشرى للمسلمين ، و إعلانا عن نهاية و سقوط و فشل الحملة التي تسلطها
> الولايات المتحدة على المنطقة الإسلامية ..
> نهاية الحملة الأمريكية على المنطقة .
> الحملة الأمريكية على المنطقة ، أربكت الكثيرين و كشفت حقائق هامة في البنى
> الثقافية و السياسية و الأمنية في الأمة ، و اليوم و قد بدا للذين يدركون
> الأمور أن هذه الحملة قد فشلت و انتهت ، فإن الواجب يدفعنا إلى بيان وجهة
> نظرنا التي نعتبرها رائدة ، و هذا ما يعطي المركز العالمي للاستشارات
> الإستراتيجية طابعه الدقيق و العميق في مجال استشراف المستقبل و قراءة
> الأحداث، بعيدا عن الكلامولوجيا الاستهلاكية التي تمارسها الكثير من المراكز
> الفاشلة ، التي لا تملك رؤية واضحة و لا اقتدارا علميا .
> لذلك فحين نحلل صورة المشهد الذي تحاول الولايات المتحدة إخفاءه فإنا سنجد
> حزمة من العناصر التي لا بد من بيانها ، و من ذلك :
> نمر الورق و النظرية الأيديوبوليتيكية المفقودة :
> كثير من المصطلحات البراقة لا تظهر هشاشتها إلا حينما تتفاعل مع الواقع و
> تصطدم به ، و لأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتعرض منذ عقود لما يعد
> امتحانا فعليا لقوتها و صلابتها و تماسكها ، فإنها ظلت تعيش على وهم
> الأسطورية ، كما استطاعت أن توهم الآخرين أنها القوة النموذجية التي لا مجال
> للوقوف في وجهها . ثم أن عقود الحرب الباردة ، و واقع الردع الذي عاشته مع
> الإتحاد السوفييتي قد أبقى الولايات المتحدة بعيدة عن أي احتكاك عسكري فعلي
> مع الغير ، لذلك يمكن الخروج بخلاصة هامة و هي أن أمريكا عاشت طوال عقود في
> وهم كبير و هي أنها قوة لا تغلب دون أن تنتبه أو ينتبه أحد أنها لم تغلب
> لأنها لم تُضرب ، هذا رغم وجود معالم تاريخية هامة يمكن الارتكاز عليها لبيان
> أن الولايات المتحدة رغم صداماتها النادرة مع قوى أخرى فإن تلك الصدامات كانت
> تكشف بوضوح أن النمر الأمريكي الشرس لم يكن سوى كما وصفه ( ماو تسي تونغ ) :
> ( نمر من ورق ) ... و قد قال ماو ذلك حين قيل له أن الولايات المتحدة تمتلك
> قوة نووية ، فقال أن قوة القنبلة النووية ليست أمام قوة الشعب سوى نمر من ورق
> ... و قد انكشفت ورقية هذا النمر في فييتنام و في خليج الخنازير و في الصومال
> و أفغانستان و العراق ، كما سقطت أسطورة الآلة الاستخباراتية الأمريكية في
> أحداث 11 أيلول أيما سقوط .
> و الذي يتأمل المستندات النظرية التي تنطلق منها الولايات المتحدة في سياستها
> تجاه الآخرين يجدها مستندات فاشلة ، حتى أن منظري الغزو الأمريكي على العراق
> لم يضعوا في حسبانهم أبدا حدوث مقاومة ، و هو أمر يعترفون به و لا ينكرونه ،
> و كلمات رامسفيلد و باول و غيرهما في ذلك صريحة .
> إن من العلوم التي كثيرا ما تباهت بها الولايات المتحدة علم ( الجغرافية
> السياسية ) ، أو ( الجيوبوليتيك ) كما يقال ، و هو علم يهتم بدراسة تأثير
> الطبيعة و العوامل الجغرافية على الخصائص و الظواهر و التطورات السياسية
> للأمم و الشعوب ، غير أن الأمريكيين و هم يظنون أنهم بمثل هذه التخصصات قد
> حازوا أسباب القوة و عمق الفهم ، يكتشفون في كل مرة أن هناك شيئا ما لم يضعوه
> في الحسبان .
> و لعل أهم ما يتجاهله الغربيون أو يوهمون أنفسهم فيما يخصه هو ( العقيدة ) ،
> أو الهوية ، أو الخصوصية الثقافية .
> و حين يقرر رجل مثل بوش تجاوز الواقع الثقافي للأمة الإسلامية ، فإن ذلك لا
> يعني أن الحق معه كونه رئيس أعظم قوة في الوجود ماديا ... لأن ذلك كله لا
> يشفع للرئيس إن كان تفكيره سطحيا أو غير منطقي .. و بوش و غيره من الذين لم
> يعرفوا الأمة الإسلامية جيدا سيظلون ينطحون الصخر و يمنون أنفسهم أنه
> بإمكانهم قتل الله و محو دينٍ تكفل الله بحفظه .
> إن الذي كان من الواجب على الأمريكيين دراسته جيدا قبل غزو الشرق ليس هو (
> الجغرافية السياسية ) بل هو ( الإيديوبوليتيك ) ، و هو علم لم يعرفه الغربيون
> إلى اليوم و لا تحدثت عنه يوما مراكزهم ، و الإيديوبوليتيك هو دراسة مدى
> تأثير الأيديولوجيا في السياسة .
> أما دراسة الاحتمالات السياسية انطلاقا من الجغرافيا ففكرة قديمة قدم
> هيرودوتس الذي قال : ( إن سياسة الدولة تعتمد على جغرافيتها ) و قريبا من هذا
> المعنى تحدث نابليون عن ما قاله أبقراط في القرن الخامس قبل الميلاد عن تأثير
> ( الهواء و الماء و الأماكن ) في سياسات الجماعات و الدول .
> و طوال عقود ماضية كانت الولايات المتحدة تضع خططا خطيرة في غزو هذا البلد أو
> احتواء ذاك ، في إطار سياسة الهيمنة و التوسع ، ثم تكتشف دائما و في كل مرة
> أن نظريتها تلك فاشلة ، لذلك كانت تسارع بعد كل انتكاسة إلى إسعاف الأمر
> بنظرية جديدة ، و هكذا كما قال الشاعر .
> من نضال عاثر مضطرب لنضال عاثر مضطرب .
> سقوط نظرية الدومينو مرة أخرى سنة 2003م :
> استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية طوال العقود الماضية العديد من النظريات
> و الدبلوماسيات الهيلمانية ، منها الخطوة خطوة ، المكوك ، الاحتواء المزدوج ،
> حافة الهاوية ، الرد المرن ، المثلثة الأضلاع ، و الدومينو.
> و للعلم فإن أيا من هذه النظريات لم تنجح ، ابتداء بما تعلق منها بالصراع
> العربي الإسرائيلي مثل المكوك و الخطوة خطوة ، و انتهاء بحافة الهاوية التي
> تراجعت إلى الرد المرن ، مرورا بالمثلثة الأضلاع إزاء الصين و الإتحاد
> السوفييتي ، و لأن التاريخ يعيد نفسه ، فإنه من الممكن اليوم إسقاط الكثير من
> هذه النظريات على واقع الغزو الأمريكي للبلاد الإسلامية في إطار مشروع القرن
> الأمريكي الجديد .
> و الذي بدأ يحدث لأمريكا اليوم هو الذي كان يحدث لإسرائيل طوال نصف قرن من
> الزمن ، ( اللااستقرار ) رغم ضعف الجانب الإسلامي .
> لقد سيطرت نظرية الدومينو على الكثير من المفكرين الاستراتيجيين و العسكريين
> الأمريكان بعد الحرب العالمية الثانية ، تجاه شرق و جنوب شرق آسيا .
> و قد راهنت النظرية على أمر تشبيه الدول المتجاورة بقطع الدومينو و التي يؤدي
> سقوط واحدة منها إلى سقوط المجموعة بأكملها ، غير أن نظرية الدومينو لم تجح
> آنذاك ، و ارتفعت أصوات أمريكية كثيرة تطرح بدائل أخرى لتخفيف الخسائر
> الأمريكية الرهيبة .
> و اليوم تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية و بطريقة أخرى نظرية الدومينو ، و
> هي تراهن على ما راهن عليه عنترة العبسي قديما : ( ضرْب الفارس الضعيف ضربة
> يرتعد لها الفارس القوي فيضعف و يتم إنهاؤه ) ، لذلك راهنت الولايات المتحدة
> على فكرة إسقاط المنطقة الإسلامية و تغيير خريطتها انطلاقا من العراق .. و
> لعل سقوط ليبيا يعد إحدى النتائج المتحققة في إطار نظرية الدومينو مثلما
> أمّلت واشنطن، لكن هذه النظرية سقطت كونها لم تستطع إسقاط القطعة الأولى التي
> يسقط غيرها بعدها ، و هي المتمثلة في العراق .
> لذلك فالمقاومة في العراق لا تعني حماية العراق فقط من السقوط في المشروع
> الأمريكي ، بل حماية كل الدول التي تعتبرها الولايات المتحدة قطعا لاحقة يجب
> إسقاطها بعد العراق .
> و هنا يجب التوضيح جيدا أن هذه القطع ليست فقط بلدانا معينة ، و منها
> السعودية و سوريا و غيرها ، بل هي أيضا أمور أخرى كالهوية و الدين و اللحمة
> الاجتماعية و غير ذلك .
> سقوط نظرية اللعب :
> و من النظريات التي عرفها العالم و طبقتها الولايات المتحدة كذلك نظرية اللعب
> ، و هي وضع ردة فعل الخصم في الحسبان ، لذلك فلاعب الشطرنج عندهم لا يفكر
> لنفسه فقط ، بل يفكر في الحركات المحتملة لخصمه ، و قد تبين أن الولايات
> المتحدة كانت تفتقر إلى الموضوعية في إطار هذه النظرية ، إذ فكرت و أوهمها
> طابورها الخامس في الدول الإسلامية ، أن الشعوب الإسلامية متلهفة و تنتظر
> الجيش الأمريكي بالورود ليخلصها من الديكتاتوريات و الكبت ، و يخرجها إلى
> رحاب الديمقراطية و الليبرالية .
> غير أن الواقع كان غير هذا تماما ، و أدركت الولايات المتحدة أن احتلال ساحات
> أخرى لا يعني سوى توسيع دائرة النزيف ، و حتى من الناحية الاقتصادية فإن
> الاحتلال لم يعد يعني وضع اليد على ثروات البلدان الإسلامية ، بقدر ما صار
> يعي خسارة أغلفة مالية رهيبة لتحقيق لا شيء.
> لقد أدركت الولايات المتحدة الأمريكية بعد فوات الأوان أن قراءة حقيقة الرد
> المحتمل من طرف اللاعب المقابل و هو هنا الأمة الإسلامية لا يمكن أن يكون إلا
> بالاعتراف بأن الإسلام متجذر في هذه الشعوب بدرجة تجعل كل الحسابات المادية
> المجردة مجرد هذيان و تجاوز للواقع .
> سقوط نظرية حافة الهاوية و نظرية الصدمة :
> استطاعت أحداث فييتنام أن تسقط نظرية حافة الهاوية عند الأمريكين ، و كان أول
> من استعمل هذا المصطلح ( حافة الهاوية ) هو جون فوستر دالاس وزير خارجية
> الولايات المتحدة ( 1953- 1959) في مقابلة أجرتها معه مجلة ( لايف ) ليصف
> إمكانية الذهاب إلى أبعد الحدود دون الدخول في حرب ، غير أن أحداث فييتنام
> كما قلنا أسقطت هذه النظرية لتقوم مقامها نظرية ( الرد المرن ) ، و الولايات
> المتحدة الأمريكية ذهبت في غزوها للمنطقة الإسلامية إلى أبعد من حافة الهاوية
> ، و هي نظرية الضربة الصاعقة ، أو الصدمة، و هي التي يكون الخصم أمامها
> مذهولا ، لا يستطيع الرد أبدا ، لذلك استعملت في غزو العراق أبشع الأسلحة
> المتطورة ، الأمر الذي أظهر هوة كبيرة بين الهجوم و إمكانات الدفاع .
> غير أن الولايات المتحدة أدركت بعد ذلك أن إسقاط نظام سياسي ما لا يعني
> احتلال ذلك البلد ، و هذا ما اعترف به توماس فريدمان حين قال في ''نيويورك
> تايمز'':
> ((قادرون على هزيمة صدام لكننا عاجزون عن بناء مركز سياسي محترم)) ، إذ أنه
> بإمكان البنتاغون تسليط القصف المهول أياما و ليالي على بلد ما ، حتى يسقط
> نظامه مثلما حدث في العراق ، غير أن الأمر لن يستتب بعد ذلك للاحتلال في ظل
> المقاومة الشعبية ، و هو ما جعل الولايات المتحدة تتبنى أنواعا أخرى مداخلة
> في معنى الحرب غير الحرب العسكرية ، و من ذلك الحرب الاقتصادية ، مثلما حدث
> في معاقبة سوريا ، و الحرب النفسية مثلما حدث تجاه ليبيا ، و الحرب الإعلامية
> مثلما حدث تجاه السعودية ، و كل ذلك يعد من التراجع عن نظرية الصدمة إلى
> نظرية ( الرد المرن ) ، و الوصول إلى درجة الحديث عن التغيير الثقافي بدل
> العسكري ، لذلك لجأت الولايات المتحدة إلى افتتاح قناة ( الحرة ) التي تعد
> أداة من أدوات الرد المرن .
> سياسة الدفع نحو السرية :
> من أفدح ما ارتكبته الولايات المتحدة الأمريكية أنها أسقطت الرسميات لتعطي
> مبررا بذلك لظهور اللارسميات ، و نقصد بالرسميات الكيانات الظاهرة و المعترف
> بها ، سواء كانت سلطة أو جمعية خيرية ، أو هيئة دينية رسمية ، أو جيشا ...
> فقد كان ظن الولايات المتحدة أنها متى قضت على هذه الكيانات الرسمية الظاهرة
> انتهى الأمر .
> غير أن هذه النظرية ليست صحيحة أبدا ، إذ أن الحياة تأبى الفراغ ، و في
> البلدان التي يتم التضييق فيها على الاقتصاد الأبيض يظهر الاقتصاد الأسود .
> لقد انبنت السياسة الخارجية الأمريكية على أن الكيانات الرسمية هي الشكل
> الوحيد للوجود، متناسية أو متجاهلة ، أن المنع من العلنية يلجئ إلى السرية ،
> لذلك لم يكن إسقاط أي نظام يعني سقوط الشعب ، كما أن إسقاط أي جيش لا يعني
> سقوط خيار المقاومة ، و حين يسقط الجيش الرسمي تظهر جيوش غير رسمية مقاومة ،
> و هي أخطر بكثير من الجيش الرسمي ، تماما كما أن القضاء على ظاهرة الجمعيات
> الخيرية باتهامها بتهمة الإرهاب قد فتح الباب لجمعيات مالية سرية ، و كذا
> القضاء على المؤسسات الدينية ، مثل مؤسسات الفتوى و غيرها ، فإن احتواء هذه
> المؤسسات أو تطويعها لخدمة المشروع الأمريكي ، قد أنهى دورها لتظهر على
> أنقاضها مرجعيات دينية غير رسمية ، متمردة على كل أشكال التضييق و التطويع و
> التحكم ، و هو ما أعطاها قبولا عند الكثير من الشباب المتدين ، باعتبارها حسب
> رأيه(مراجع تقول الحق) .
> لقد استطاعت الولايات المتحدة إنهاء الكيانات الرسمية ، و بذلك فتحت الباب
> للفوضى العارمة ، مثلما يحدث اليوم في العراق .
> و طبعا فكل هذا يدل على أن الغزو الأمريكي القادم إلى المنطقة كان يفتقر إلى
> أهم وسائل النجاح في مشروعه ، و هو فهم خصوصية الأمة الإسلامية .
> الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة :
> يتعرض جورج بوش و سياسته الخارجية لحملة عارمة ، انطلاقا من كذبته حول امتلاك
> العراق لأسلحة دمار شامل .
> و يبدو اليوم أكثر من أي وقت مضى ، أن منافسي بوش كانوا منذ أشهر يعرفون
> حقيقة أن الرئيس الأمريكي يقول غير الحقيقة ، ليبرر غزوه للعراق ، لكن أمر
> غزو العراق لم يكن يستأهل عند هؤلاء الإخراج المبكر لملف ( كذب الرئيس ) ، و
> أمر الانتخابات عند هؤلاء أولى من أمر احتلال العراق ، لذلك لم يتم تحريك
> الملف بفاعلية و جدية إلا أثناء الحملة الانتخابية ، و يبدو جليا أن هذا
> الملف و غزو العراق يعد الفاصل بين المناوئين لبوش و المؤيدين له ، و هذا ما
> يظهره خطاب الحملة الانتخابية الدائر حول ( السياسة الخارجية الأمريكية ) ،
> حيث يشدد أكبر مافسي بوش و هو ( جون كيري ) على كون الغزو الأمريكي للشرق كان
> خطأ،ما كان لأمريكا الوقوع فيه .
> و يبين هذا أن الرئيس القادم سيقوم في أسوإ الحالات بمحاولة معالجة الوضع في
> العراق دون التفكير في الاحتكاك بالدول الأخرى و منها السعودية ، و ذلك كله
> يعني نهاية حملة بوش مع سقوطه في الانتخابات القادمة .
> سقوط الليبرالية والليبراليين :
> الكثيرون يظنون أن الذي حدث في خليج الخنازير تاريخيا هو مهاجمة الولايات
> المتحدة الأمريكية لكوبا ، و هذا خطأ ، و الحقيقة هي أن وكالة الاستخبارات
> المركزية ( سي آي إيه ) قد قامت في 17 نيسان - أبريل 1961م بتأييد من القوات
> الأمريكية العليا بإنزال قوات مدربة من اللاجئين الكوبيين في أمريكا من
> المعادين لفيدال كاسترو ، و تم الإيعاز إلى وسائل الإعلام الأمريكية أن تركز
> على أن الذي حدث هو ثورة للكوبيين ضد نظام كاسترو ، غير أن العملية فشلت كما
> هو معلوم .
> و طوال عقود كانت الولايات المتحدة تلعب ورقة اللاجئين الفعليين أو الفكريين
> الذين تربيهم عندها أو على أفكارها ثم تقوم بتنفيذ عمليات لصالحهم في بلدانهم
> موهمة الرأي العام أنهم ممثلو بلداهم ، بينما الحقيقة أنهم ممثلون لأمريكا لا
> غير ، و هذا ما حدث مع اللويا غيركا في أفغاستان ، و حكام تيمور الشرقية ، و
> مجلس الحكم الانتقالي في العراق ، و هو الذي كان من الممكن أن يحدث مع
> الليبراليين في كل بلد كانت أمريكا تضعه في برنامجها الاستعماري ، لو أن
> الحملة الأمريكية قد نجحت .
> و لسنوات عاش الليبراليون العرب خفافيش لا تُظهر للطيور إلا أجنحتها، كما لا
> تظهر رأسها إلا للفئران ، و لم يعرف عن هذه النخب إلا أنها نخب فكرية ، غير
> أن هذه النخب لما رأت الغيم الأمريكي صرخت بأعلى أصواتها : هذا غيم ممطرنا
> ... و كان ذلك مجرد سحابة صيف انخدعوا بها فكشفوا جميع أوراقهم .
> و قد ارتبط الموقف الليبرالي بالمشروع الأمريكي ، لذلك تم تشبيهه بالطابور
> الخامس ، و خرج بذلك من دائرة الفكر إلى دائرة الموقف السياسي المخزي .
> و ظهر جليا أن أهداف الليبراليين هي ذاتها أهداف الولايات المتحدة ، تقويض
> البناء السياسي و الثقافي و الديني و الاجتماعي للأمة ، لبناء النموذج
> الممسوخ .
> و كان من أهم ما أحرزته القوى الحية و الواعية في الأمة ، هو نقل الليبرالية
> من معنى الحرية إلى معنى ( الخيانة ) و الارتباط بالعدو ، و هي نقلة هائلة
> تدل على تخطيط دقيق ، ساعدت فيه هشاشة الليبراليين الذين أعطوا الأدلة
> الواضحة على صدق ما يتهمهم به المدافعون عن أصالة الأمة ، و الذي يتأمل
> كتابات هؤلاء يجدها طافحة بذلك .
> إن أهم ما تحقق إلى الآن هو سقوط الولع بالنموذج الذي يقوم الغرب و أدواته
> المحلية من الليبراليين بالترويج له ، إذ ما عاد أحد ينخدع بشعارات
> الديمقراطية و الحرية و حقوق الإنسان ...
> تساؤلات جريئة :
> هل يقدر امرؤ أن يقنع العقلاء اليوم أن إسرائيل قادرة على إنهاء المقاومة
> الفلسطينية غير أنها لا تريد إنهاءها ؟
> هل في مقدور أحد أن يقنع العقلاء أن الولايات المتحدة قادرة على إنهاء
> المقاومة في العراق ؟
> بل هل بإمكان الولايات المتحدة أن تدعي أنها تملك تصورا دقيقا لمآلات الأمور
> مستقبلا ؟
> و هل سيستطيع امرؤ أن يقنع العالم أن الولايات المتحدة تستطيع أن تفكر مجرد
> تفكير في احتلال السعودية و هي تعرف حجم التدين فيها ، كما تعرف مركزية
> السعودية و قدسيتها المكانية في الأمة الإسلامية جمعاء ؟
> و لئن كانت الولايات المتحدة قد بنت نظريتها في استبعاد أي مقاومة في العراق
> على ضعف الحركة الإسلامية في العراق ، فهل هي جاهلة اليوم أن بلدا مثل
> السعودية يمثل بالنسبة للأمريكان عش الدبابير الذي يكون في دخوله مقامرة
> بمصير الولايات المتحدة ذاته.
> هل ستقفز الولايات المتحدة فوق واقع العراق لتفتح لها جبهة جديدة ، معتمدة
> سياسة الهروب إلى الأمام ؟
> اليوم تبدو الإجابات على هذه الأسئلة واضحة و معروفة ، و هو ما يعطي المنطقة
> الإسلامية نفسا جديدا في التعامل مع الولايات المتحدة حسب معطيات الواقع ...
> لذلك لا بد من أن تقوم الشعوب الإسلامية بعملية ربح للوقت ، في إطار الانحناء
> للعاصفة ، لأن الغد القريب الذي سيبدأ بخروج بوش من البيت الأبيض ، سيحمل
> للذين تسرعوا في التنازل للولايات المتحدة الندم و حصاد المرارة .
> إن ربح الوقت هنا في كل ما تفرضه الولايات المتحدة من تعديل أو تبديل للمناهج
> السياسية و التعليمية و الثقافية و الاجتماعية و الدينية ، و من التجاوب مع
> الإرادة الأمريكية في التخلي عن برامج التسلح و غيرها، يعد اليوم أحسن ما
> يصلح لهذه المرحلة .
> تهنئة :
> إن الأيام وحدها كفيلة ببيان صدق ما ذهبنا إليه من كون الحملة الأمريكية على
> المنطقة قد انتهت ، و بهذه المناسبة نهنئ الذين لم تزعزعهم العاصفة يوما ، و
> لم تحركهم رياحها عن مبادئهم أنملة ، أما أولئك الذين ترنحوا و سقط بعضهم
> لعدم وجود رؤية واضحة ، أو تجربة عميقة ، فنقول لهم : خذوا العبرة ... و أما
> الذين انخدعوا بالبرق فخرجوا من مكامنهم متورطين في ضرب أمتهم من الداخل
> فنقول لهم : لماذا تكره النخل يا بصل ؟! و بأي هامة ستقفون تحت الشمس بعد
> موقف العار و الخزي ؟!
> المركز العالمي للاستشارات الإستراتيجية .
> عنه : الرئيس - المدير العام : سعيد صالح الغامدي
>
ممدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:11 AM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.