مختارات من ديوان الإمام الشافعي رحمه الله+كلمة خاصة مني

سواق الماوس · 29-04-2006, 04:28 PM

:619:

السلام عليكم ورحمة الله.

مؤكد أن الكثير منكم قد قرؤوا ديوان الإمام الشافعي في فترة ما من فترات حياتهم. قرأته أنا في طفولتي ولكني عدت لقراءته مجدداً قبل فترة بسيطة. والله يا إخوان أحسست بكل هموم خسائري تزول مع إبداع تلك الأبيات وقوة ما تحتويه من تصويرات وتشبيهات، هذا طبعاً ناهيك عن فائدتها القيمة كدروس في الدين والحياة.

إليكم بعض المقتطفات التي ربما تجعلنا ننظر لأحداثنا في هذه الأيام بمنظور أفضل ونعلم أن المال ليس كل شيء في هذه الحياة وأن الأخلاق تبقى فوق كل شيء...

قال عن قوة الدعاء

أتهزأ بالدعاء وتزدريه ... وما تدري بما صنع القضاء
سهام الليل لا تخطي...لها أمدٌ، وللأمد، انقضاء

قال عن سوء تقدير الأدباء والعقلاء

أصبحت مطرحا في معشر جهلوا ... حق الأديب فباعوا الرأس بالـذنب
والناس يجمعهم شمل وبينهــم ... في العقل فرق وفي الآداب والحسب
كمثل ما الذهب الإبريز يشركه ... في لونه الصفر والتفضيل للذهـب
والعود لو لم تطب منه روائحـه ... لم يفرق الناس بين العود والحطب

قال عن الهوى والعقل

إذا حار أمرك في معنيين ... ولم تدر حيث الخطأ وحيث الصواب
فخالف هواك فإن الهوى ... يقود النفس إلى ما يعاب

قال عن كيفية التعامل مع السفهاء

يخاطبني السفيه بكل قبح ... فأكره أن أكون له مجيباً
فيزيد سفاهةً فأزيد حلماً ... كعود زاده الإحراق طيباً

قال عن حفظ اللسان

احفظ لسانـــك أيها الإنسان ... لا يلدغنّك، إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه ... كانت تهاب لقاءه الأقران

قال عن القناعة (إجعلوا هذه حلقةً في آذانكم يا إخوان... القناعة!!! القناعة!!! القناعة!!!)

رأيت القناعة رأس الغنى ..... فصرت بأذيالها متمسك
فلا ذا يراني على بابه ..... ولا ذا يراني به منهمك
فصرت غنيا بلا درهم ..... أمر على الناس شبه الملك

قال عن مشيئة الله تعالى

يريد المرء أن يعطى مناه ..... ويأبى الله إلا ما أراد
يقول المرء فائدتي ومالي ..... وتقوى الله أفضل ما استفاد

قال عن رخص هذه الدنيا

يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ..... يمسي ويصبح في دنياه سافرا
هلا تركت لذي الدنيا معانقة ..... حتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها ..... فينبغي لك أن لا تأمن النارا

قال عن أثر الدراهم على أخلاقنا (لله درك أيها الأمام وكأنك اليوم بين أظهرنا ترى ما فعلت الدراهم بنا)
وأنطقت الدراهم بعد صمت ..... أناسا بعدما كانوا سكوتا
فما عطفوا على أحد بفضل ..... ولا عرفوا لمكرمة ثبوتا

قال عن الصبر
ولرب نازلة يضيق لها الفتى ..... ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ..... فرجت وكنت أظنها لا تفرج

قال عن تقلب الأحوال والأمور (لا تجزعوا إذا خسرتم بعد ربح فهذا حال الدنيا)
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر ..... والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف ..... وتستقر بأقصى قاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها ..... وليس يكسف إلا الشمس والقمر

-------------------------- في الختام --------------------------

رحم الله الإمام الشافعي ونفعنا بعلمه، وإعذروني إن وجدتم أخطاء في نقل الأبيات.

أحببت فقط أن أقول لكم أن أسألكم وأسأل نفسي... بماذا سوف تقاس حياتنا بعد مماتنا؟

هل بالمال الذي جمعناه؟؟ أم بصالح أخلاقنا وأعمالنا؟

بالتأكيد بالأخلاق والأعمال والدين... لكن ألم تلاحظوا أننا نسينا أنفسنا؟ خسارتنا هبطت بمؤشر أخلاقنا وصرنا نتفوه على بعضنا بأسوء الكلمات...

لنعد إلى أنفسنا يا إخوان ولنتذكر ما هو الأجدر بنا أن نسعى كل هذا السعي وراءه وأن نتعب كل هذا التعب.

وفقكم الله لكل ما يحب ويرضى... ولا تنسوا الدعاء لي ولمن أحب... جزاكم الله كل خير.

29-04-2006, 04:28 PM	#1
سواق الماوس متداول نشيط تاريخ التسجيل: Jul 2005 المشاركات: 1,686	مختارات من ديوان الإمام الشافعي رحمه الله+كلمة خاصة مني :619: السلام عليكم ورحمة الله. مؤكد أن الكثير منكم قد قرؤوا ديوان الإمام الشافعي في فترة ما من فترات حياتهم. قرأته أنا في طفولتي ولكني عدت لقراءته مجدداً قبل فترة بسيطة. والله يا إخوان أحسست بكل هموم خسائري تزول مع إبداع تلك الأبيات وقوة ما تحتويه من تصويرات وتشبيهات، هذا طبعاً ناهيك عن فائدتها القيمة كدروس في الدين والحياة. إليكم بعض المقتطفات التي ربما تجعلنا ننظر لأحداثنا في هذه الأيام بمنظور أفضل ونعلم أن المال ليس كل شيء في هذه الحياة وأن الأخلاق تبقى فوق كل شيء... قال عن قوة الدعاء أتهزأ بالدعاء وتزدريه ... وما تدري بما صنع القضاء سهام الليل لا تخطي...لها أمدٌ، وللأمد، انقضاء قال عن سوء تقدير الأدباء والعقلاء أصبحت مطرحا في معشر جهلوا ... حق الأديب فباعوا الرأس بالـذنب والناس يجمعهم شمل وبينهــم ... في العقل فرق وفي الآداب والحسب كمثل ما الذهب الإبريز يشركه ... في لونه الصفر والتفضيل للذهـب والعود لو لم تطب منه روائحـه ... لم يفرق الناس بين العود والحطب قال عن الهوى والعقل إذا حار أمرك في معنيين ... ولم تدر حيث الخطأ وحيث الصواب فخالف هواك فإن الهوى ... يقود النفس إلى ما يعاب قال عن كيفية التعامل مع السفهاء يخاطبني السفيه بكل قبح ... فأكره أن أكون له مجيباً فيزيد سفاهةً فأزيد حلماً ... كعود زاده الإحراق طيباً قال عن حفظ اللسان احفظ لسانـــك أيها الإنسان ... لا يلدغنّك، إنه ثعبان كم في المقابر من قتيل لسانه ... كانت تهاب لقاءه الأقران قال عن القناعة (إجعلوا هذه حلقةً في آذانكم يا إخوان... القناعة!!! القناعة!!! القناعة!!!) رأيت القناعة رأس الغنى ..... فصرت بأذيالها متمسك فلا ذا يراني على بابه ..... ولا ذا يراني به منهمك فصرت غنيا بلا درهم ..... أمر على الناس شبه الملك قال عن مشيئة الله تعالى يريد المرء أن يعطى مناه ..... ويأبى الله إلا ما أراد يقول المرء فائدتي ومالي ..... وتقوى الله أفضل ما استفاد قال عن رخص هذه الدنيا يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ..... يمسي ويصبح في دنياه سافرا هلا تركت لذي الدنيا معانقة ..... حتى تعانق في الفردوس أبكارا إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها ..... فينبغي لك أن لا تأمن النارا قال عن أثر الدراهم على أخلاقنا (لله درك أيها الأمام وكأنك اليوم بين أظهرنا ترى ما فعلت الدراهم بنا) وأنطقت الدراهم بعد صمت ..... أناسا بعدما كانوا سكوتا فما عطفوا على أحد بفضل ..... ولا عرفوا لمكرمة ثبوتا قال عن الصبر ولرب نازلة يضيق لها الفتى ..... ذرعا وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ..... فرجت وكنت أظنها لا تفرج قال عن تقلب الأحوال والأمور (لا تجزعوا إذا خسرتم بعد ربح فهذا حال الدنيا) الدهر يومان ذا أمن وذا خطر ..... والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر أما ترى البحر تعلو فوقه جيف ..... وتستقر بأقصى قاعه الدرر وفي السماء نجوم لا عداد لها ..... وليس يكسف إلا الشمس والقمر -------------------------- في الختام -------------------------- رحم الله الإمام الشافعي ونفعنا بعلمه، وإعذروني إن وجدتم أخطاء في نقل الأبيات. أحببت فقط أن أقول لكم أن أسألكم وأسأل نفسي... بماذا سوف تقاس حياتنا بعد مماتنا؟ هل بالمال الذي جمعناه؟؟ أم بصالح أخلاقنا وأعمالنا؟ بالتأكيد بالأخلاق والأعمال والدين... لكن ألم تلاحظوا أننا نسينا أنفسنا؟ خسارتنا هبطت بمؤشر أخلاقنا وصرنا نتفوه على بعضنا بأسوء الكلمات... لنعد إلى أنفسنا يا إخوان ولنتذكر ما هو الأجدر بنا أن نسعى كل هذا السعي وراءه وأن نتعب كل هذا التعب. وفقكم الله لكل ما يحب ويرضى... ولا تنسوا الدعاء لي ولمن أحب... جزاكم الله كل خير.