شعرت شخصياً بالأسى لرؤية هذا الرجل

[الصريح جدا]

صدام حسين... رموز من مشهد الأسر

أحمد بن راشد بن سعيّد





"شعرت شخصياً بالأسى لرؤية هذا الرجل المكسور يعامل معاملة البقر وهم يفحصون أسنانه. كان يجب تجنيبنا هذه الصور. لقد شعرت بالشفقة, وأتمنى أن يكون الآخرون قد شعروا بالشيء نفسه".



قائل هذه العبارات هو الكاردينال ريناتو ماردينو رئيس لجنة العدالة والسلام التابعة للفاتيكان. لا أدري كم من الناس في العالم العربي يتفقون مع انطباع الكاردينال, لكن المؤكد أن الأميركيين قصدوا أن يوصلوا هذا الانطباع إلى العالم (وإلى العرب والمسلمين تحديداً). لم يكن من السهل على كثير من العرب أن يتخيلوا أن هذا الأسير هو صدام حسين الذي كان ملك بابل وسيدها المطاع. لكن عينيه تقولان إنه صدام, والعرب يفهمون جيداً لغة العيون, وملامحه تؤكد أنه هو بشحمه ولحمه: صدام الذي يجرد الحسام من غمده أمام الكاميرات, صدام الذي يتغزل بفلسطين ويدبج في عروبتها ووحدة ترابها الخطب الطوال, صدام الذي يهزأ بإسرائيل ويهددها بإحراق (نصفها), صدام الذي استدعى التاريخ كثيراً في معاركه من (المجوس) إلى (القادسية) إلى (الأنفال), وصدحت الأغاني الوطنية باسمه: "وأنت يا صدام الفارس الأول"!



لكن (الفارس) كما عرضته لقطات الفيديو الأميركي يبدو منهكاً مهزوماً, متسخاً إلى حد القرف, وأقـرب ما يكــون إلى حيوان متوحــش. يقــول أحد الأمريكيين الذين التقت بهــم وكالــة الأسيوشيتد برس إن منظر صدام أحزنه, وإنه هرع فوراً إلى الكنيسة ليصلي من أجله. المنظر إذن أفزع القريب والبعيد, والصديق والعدو. لـــكن لماذا يديرون عنق هذا الأسير أمــام الكاميرات, لماذا يفتحون فمه, وعم (ينقبون) في شعره؟ هل يبحثون عن أسلحة دمار شامل, أو عن قائمة بأسماء علماء أو مقاومين؟ ما الهدف من تصويره بلحيته الكثة المتسخة قبــل أن يقوموا بحلقها؟ هل كان ذلك ضرورياً لإكمال رسم صورة الوحش و(المدمر) ؟ لكن هـذا (الدكتاتور) كان يوما الولد المدلل المصنوع على عين أبيه, أو كما كانت تردد وسائل الإعلام الأميركية (رجل العراق القوي), وكان يستقبل مبعوثي وسفراء الإدارات الأميركية المتعاقبة وهو يدخن السيجار الكوبي ويرتدي البذلة الفرنسية ويبتسم لهم كما حدث في لقاءاته مع دونالد رامسفيلد عام 1983, ومع إبريل غلاسبي عشية غزو الكويت.



من هو الدكتاتور في اللغة الإيديولوجية الأميركية: أهو الحاكم المستبد الذي يسفك دم الأبرياء, أم هو حليف قديم لم يعد صالحاً للاستعمال؟ كل شيء كان معلوماً أو مدعوماً: اضطهاد الشعب, زنازين التعذيب, تشويه المعتقلين وسحق كرامتهم, استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الإيرانيين على نطاق واسع, إبادة الأكراد في حلبجة, القمع الوحشي للانتفاضة بعيد حرب الخليج عام 1991.أكثر العرب يعرفون أن صدام قاتل,غليظ القلب, متهور,عابد لذاته, لكنهم لا يستطيعون هضم حكاية (التحرير) هذه, ولا يستطيعون الوثوق (بالمحررين) الذين تحرق طائراتهم وصواريخهم أجساد الفلسطينيين العزل في القرى والمخيمات. وأكثر العرب يعرفون أن من ينطبق عليهم وصف (الدكتاتور) كثيرون, (وعلى قفا من يشيل), وأن المشكلة لم تكن كلها بسبب صدام, وأن أميركا اختزلت العراق بشعبه وتاريخه وطاقاته وفنه وأدبه وجامعاته ونخيله في شخص واحد. يقولون للعراقيين: "خلصناكم من الدكتاتور!". بعد ايه يا زمن؟ لم يعد للفرحة معنى الفرحة, ولا للبسمة معنى البسمة.



الآن انتهى الدرس. يجب أن يسدل الستار. ائتوا به على أعين الناس. اجعلوه يبدو شيطاناً, فهو ابن لثقافة شيطانية. أهينوه, كما أهان الصرب من قبل أسيراً بوسنياً فألبسوه الطربوش العثماني وضحكوا منه, وكما أهان جندي إسرائيلي معتقلاً فلسطينياً فأشبعه ضرباً, ثم قال له: "أنتم أمة من قرود. تريدون دولة؟ ابنوها على القمر!". لا معنى هنا للرموز ولا للتباهي بالتاريخ. لا معنى لقول الشاعر يوسف الخطيب: "هنا أمة لا هرقل تأبّى... عليها ولا عزّ كسرى عجم. وإن تك قد طويت صفحة... فسفر البطولة ما زال جم". هذا هو (البطل), اقرأوا الذل في عينيه, تأملوا سحنته الكئيبة, أطرقوا جميعاً, انبطحوا جميعاً, انكسروا كما يبدو لكم أسيراً كسيراً. لا جدوى من المقاومة. التحدي باهظ الثمن, والسعيد من وعظ (بالفارس الأول (.



أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود

[الصريح جدا]

1

[حسن]

لا اعتقد احد فيه عاطفة الا رق له مهما كان ..
مر الحسن البصري وزار الحجاج في اخر مرضه .. فراه في حال يرثى لها .. فتولى عنه فبكى من حزنه عليه ..
ويقول الحجاج ..
يارب قد حلف الاعداء واجتهدوا = ايمانهم انني من ساكني النار
ايحلفون على عمياء ويحهم =ماظنهم بقديم العفو غفار
في الحقيقه انه كان منظرا محزنا لكل شخص .. الا ان جرائمه طغت على رحمته ..
بدا حياته فقيرا يتيما وحيدا .. وها هو ينهيها من حيث ابتدا .. فيا ترى هل يعلم احد .. بل هل يعلم هو اين منتهاه ..؟؟
شكرا لك اخي الكريم

[gsly]

من سرة زمن سائته ازمان

[براق]

اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك

ولاتخزنا بذنوبنا

[الكاغد]

انا معك

[الربحان]

اللهم أرنا في باقي الطغاة الذين ما زالوا يحكمون يوما كيوم صدام

آمين

اللهم أزل عن هذه الأمة ثوب الصغار والذل , وأرحها من هؤلاء الظلمة