التحليل المالي أساسي لتشجيع الاستثمار المجزي وردع المضاربة

[السعدون]

التحليل المالي أساسي لتشجيع الاستثمار المجزي وردع المضاربة

د. موسى الصياد*

المستثمرون في سوق الأسهم السعودي يتلهفون حاليا الى المزيد من المعلومات والتحليلات المالية لمساعدتهم في وضوح الرؤية واتخاذ القرارات الخاصة بالتداول في اسهم الشركات المختلفة. وتلهفهم هذا يزداد يوما بعد يوم خاصة بعد اصدار نظام السوق المالية الذي بث الأمل والطمأنينة في نفوس المستثمرين، وكذلك إثر ازدياد انشطة السوق بسبب موجة الخصخصة وزيادة السيولة السوقية الناتجة عن رجوع بعض الرساميل من الخارج وارتفاع اسعار النفط العالمية.
وفجوة المعلومات المالية هذه هي أعمق من فجوة المعلومات المالية التي تسود في الدول الناشئة الأخرى، وتنبثق هذه الفجوة المعلوماتية من مصدرين أساسيين: الأول هو ضبابية وبلبلة السوق نتيجة إقبال المضاربين الكثيف على التداول آملين تحقيق ارباح آنية وخيالية دون الأخذ بالحسبان الحقائق الأساسية المتعلقة بأرباح ومخاطر الشركات. والمصدر الثاني هو عزوف الشركات الاستثمارية المالية السعودية عن نشر أسعار الأسهم الحقيقية المقدرة على أساس هذه الحقائق الأساسية والتي يجب أن يستأنس بها المستثمرون، على غرار ما تقوم به بيوت الاستشارات المالية في الدول الصناعية المتقدمة. هذا وان العزوف عن نشر هذه الأسعار في الدوريات يحجب المعلومات الأساسية التي يحتاجها المستثمرون في إصدار قراراتهم في السوق السعودي.
إن عزوف هذه الشركات الاستشارية عن تقدير ونشر الأسعار لا يعود أبدا الى عجزها الفني، فهي بالعكس لديها الكوادر القادرة على سد هذه الفجوة المعلوماتية، لكنها تواجه بعض العراقيل والانتقادات من قطاع صغير من المضاربين، حيث إن بعض المضاربين ينتعش في جو يسوده التعتيم المعلوماتي وقد لا يروقه أن تقوم هذه الشركات الاستشارية بنشر معلومات مالية من شأنها إزالة هذا التعتيم. ان قيام المحلين الماليين بنشر الأسعار المقدرة للأسهم قد لا يتفق وخطط المضاربين القاضية بجني أرباح آنية خيالية. حتى أنه ذكر لي مؤخراً أن بعض المحللين الماليين السعوديين قد تعرض للتوبيخ لأنه نشر في الصحف وفي نشرات شركته الدورية اسعر التقديري الحقيقي لإحدى الشركات السعودية.
وبناء عليه فإنني اقترح ان تقوم هيئة السوق المالية بوضع لوائح من شأنها أن تردع المضاربات السوقية وتشجع الأنشطة الاستثمارية في سوق الأسهم والقيام بحملة تثقيفية غايتها ان يدرك المواطن السعودي بأن الاستثمار وليس المضاربة هو الذي يقود الى نمو كبير في تكوين الاستثمارات الرأسمالية ونمو الشركات السعودية، وبالتالي نمو الاقتصاد السعودي. ويجب أن يعرف المواطن بأن المضاربة ليس لها فائدة قومية إلا إثراء أفراد معدودين ليس لهم هم الا تكديس الأموال على حساب المستثمرين وعلى حساب نمو الشركات وعلى حساب تقدم الاقتصاد السعودي. وكذلك اقترح تشجيع انشاء مؤسسات استشارية مالية جديدة من اجل سد ثغرة المعلومات المهمة عن طريق تقدير ونشر القيمة الحقيقية لأسهم الشركات السعودية آخذة بعين الاعتبار الحقائق الأساسية المالية والاقتصادية ودور ادارات الشركات في خلق قيمة جديدة للشركات السعودية.
والله من وراء القصد،،،

* أستاذ كرسي البنك السعودي البريطاني للعلوم المالية
جامعة الملك فهد للبترول والمعادن

[عبد الغني]

شكرا اباخالد على هذا الموضوع القيم

[ثابت]

مشكوررررر الله يعطك العافية

لله يرزق الجميع