للتسجيل اضغط هـنـا
أنظمة الموقع تداول في الإعلام للإعلان لديـنا راسلنا التسجيل طلب كود تنشيط العضوية   تنشيط العضوية استعادة كلمة المرور
تداول مواقع الشركات مركز البرامج
مؤشرات السوق اسعار النفط مؤشرات العالم اعلانات الشركات الاكثر نشاط تحميل
 



العودة   منتديات تداول > المنتديات الإدارية > اســــتراحـة الــــمســاهــمين



إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 22-04-2013, 05:50 AM   #1
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 

افتراضي سياسه x سياسه / من هنا وهناك

عطا الله مهاجراني ( الشرق الأوسط )

في «السيف» قد ضيعت «الأسد»


هناك مثل شعبي في الأدب العربي يقول: «في الصيف قد ضيعت اللبن».
لكني رأيت تغيير هذا المثل لأكسبه طابعا سياسيا ليكون على النحو الآتي: «في السيف قد ضيعت الأسد».

لدينا كلمة شائعة في اللغة الفارسية مقابلة لكل من الأسد واللبن هي «شير».

في أجواء الصيف الحارة، يفسد الحليب بصورة سريعة. الأمر ذاته ينطبق على حالة بشار الأسد والسيف الذي يمثل رمز القوة. يعتقد بشار أنه قادر على البقاء في الحكم وتعزيز قبضته على السلطة من خلال السيف، لكن يبدو لي أنه يدرك الآن مدى الدمار الذي تعرضت له سوريا، معاناة شعبها الأمرّين خلال فترة حكمه أكثر من أي وقت مضى. تلك هي أسوأ إنجازات بشار الأسد عندما استخدم السيف دون حكمة.

يقول اللود أكتون: «القوة تفسد أصحابها، والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة، والرجال العظام دائما ما يكونون رجالا سيئين». وربما يكون أكتون قد استعار هذه المقولة من ويليام بيت رئيس الوزراء البريطاني (1766 - 1778) الذي قال شيئا مماثلا من هذا القبيل خلال كلمته أمام مجلس اللوردات في المملكة المتحدة عام 1770: «إن القوة غير المحدودة تفسد عقول من يملكونها».

روى وليد جنبلاط لبعض الأصدقاء المقربين أنه عندما التقى الرئيس الأسد عقب وقوع مذبحة درعا سأله: لماذا لم تقدم أولئك المسؤولين عن المذبحة إلى المحاكمة، لا سيما أنه من الضروري معاقبتهم وإقناع السوريين بأن حكومتهم تدعمهم؟ وهنا كان رده: هل تقصد بذلك أن أعاقب ماهر الأسد؟ لكن لم تمض سوى عدة أشهر حتى رأينا ماهر الأسد يدخن، ويحدق في جثث الضحايا من المعارضة السورية. وهنالك فقد بشار الفرصة والوقت المناسب لتدارك المشكلة.

ونحن في الوقت الراهن، للأسف، نواجه كارثة هائلة في سوريا، وذلك لأن حكومة بشار لم تعر انتباها لأهمية الوقت في حل المشكلات. واسمحوا لي أن أقدم لكم مثالا آخر.. عندما انهزم الجيش العراقي وتم تحرير مدينة خرمشهر عام 1980 خلال الحرب العراقية - الإيرانية، رأى الكثير من السياسيين في إيران ضرورة القبول بوقف إطلاق النار ووضع حد لهذه الكارثة القائمة بين البلدين المسلمين. ولكن، على الجانب الآخر، أصرت الشخصيات العسكرية على مواصلة الحرب التي قتل خلالها نحو ثلاثمائة ألف إيراني، وما زلنا نرى بعض الوجوه الحزينة لمعاقي الحرب في المستشفيات، الذين يلجأ بعضهم، للأسف، إلى الانتحار. ولنا أن نستحضر هذه المقولة: أمور مرهونة بأوقاتها، فاغتنموا فرص الخير، والفرص تمر مر السحاب.

هذه أمثلة عن الحكمة في موروثنا الديني والشعبي. فقد خلق الله عز وجل الحياة وفق تدابير محددة، أحد هذه التدابير الأكثر أهمية هو الوقت.

ما أريد أن أقوله الآن، هو أن الأسد أقدم على قرار صائب، ولكنه جاء متأخرا للغاية؛ عندما أعلن عن العفو عن كل جماعات المعارضة السورية، وأكد خلال مقابلة له مع قناة «الإخبارية» السورية الفضائية يوم الأربعاء 17 أبريل (نيسان) أن «ما قالت به وسائل الإعلام الأجنبية والمعادية وبشكل عام العربية من أن هذا الرئيس مرفوض من قبل الشعب ومتمسك بالكرسي ويقتل شعبه من أجل الكرسي. هذا ما يطرح». وأضاف: «المنصب ليست له قيمة إذا لم يكن له دعم شعبي، ما يجب أن يقاتل المسؤول من أجله هو الدعم الشعبي.. وما يقرره الشعب في هذا الموضوع هو الأساس بالنسبة إلى بقاء الرئيس أو ذهابه».

كان الوقت الأنسب لإصدار مثل هذا البيان هو بعد وقوع أحداث درعا، وإن أفضل السبل أمام بشار لاتخاذ قرار خطير وتاريخي هو إجراء انتخابات حرة ونزيهة في سوريا، لكنه لم يفعل ذلك عندما أتيحت له الفرصة كاملة. نحن نعي أنه يواجه عقبات هائلة، لا سيما أن الوضع تغير حاليا في ظل مقتل نحو مائتي ألف سوري، وارتكاب أعمال وحشية من جانب القوات العسكرية النظامية وفرار ملايين السوريين عن ديارهم. لقد اعتدنا أن نرى سوريا دولة جميلة تنعم بالتراث الثقافي العظيم، مثل سوق حلب القديمة، ومساجدها، ومبانيها التاريخية، ولكن سوريا تحولت الآن إلى بلد بلا تاريخ أو حضارة. يبدو أن الحل الوحيد يكمن في إجراء انتخابات حرة ونزيهة. وبإمكان بشار أن يشارك في الانتخابات باعتباره مرشحا، وإذا ما صوتت الغالبية العظمى من السوريين لصالحه، فسوف يكون الرئيس الشرعي لسوريا. وإذا خسر الانتخابات، فبإمكانه المكوث في بلاده.

إننا أمام مشكلة تحتوي على عدة تناقضات، فمن ناحية يرفض بشار إجراء حوار مع زعماء المعارضة ويبعث برسالة واضحة مفادها أنه لن يترك السلطة، ومن ناحية أخرى أعرب قادة المعارضة عن شكوكهم في الرئيس السوري. والسؤال الآن هو: من يمكنه أن يملأ هذه الفجوة ويزيل تلك الغيوم الضبابية التي تلوح في سماء سوريا؟ أعتقد أن الأخضر الإبراهيمي - الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية - يمكن أن يلعب دورا فريدا في إنقاذ سوريا والسوريين وعائلة الأسد. قد تكون هناك فرصة أخيرة أمام بشار لاتخاذ قرار تاريخي وإنقاذ سوريا بعد فشله في استغلال الفرصة الذهبية عقب وقوع أحداث درعا. وانطلاقا من رغبته في إنقاذ سوريا والحيلولة دون وقوع مزيد من الدمار، صرح معاذ الخطيب بأنه مستعد لإجراء محادثات مع الحكومة، والآن حان دور الأسد للاستجابة لهذا الاقتراح الحكيم. إن الوقت الراهن هو الأنسب للتفاوض. ولا ننسى أن الله تبارك وتعالى أمر موسى أن يذهب إلى قصر فرعون ليتحدث معه بلغة لينة وليس باستخدام كلمات ثورية: (اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) سورة طه (43 - 44).

إن المكان الوحيد الذي يعتبر فيه الوقت عاملا إيجابيا هو المتاحف، حيث تزداد قيمة اللوحات والتماثيل مع توالي السنوات والعقود. ولكن حينما يتعلق الأمر بالشؤون السياسية وشؤون حياتنا اليومية، يلعب الوقت دورا سلبيا. ومن ثم ربما كان هذا هو الوقت الأنسب لكل من بشار الأسد وقوى المعارضة باختلاف أطيافها ومطالبها حتى يفكروا في سوريا.

لقد أثنى ابن بطوطة (1368 - 1304 ميلادية) على دمشق وشعبها عندما تحدث عنها في رحلته قائلا: «دمشق في أوصافها جنة خلد راضية. أما ترى أبوابها قد جعلت ثمانية؟».

لكن دمشق تحولت الآن للأسف إلى مكان أشبه بالجحيم، تنتظر شخصا يبدل جحيم الموت والكراهية إلى جنة على الأرض.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-2013, 05:52 AM   #2
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي

طارق الحميد ( الشرق الأوسط )

جبهة نصرة الأسد

إعلان قاعدة العراق عن تبعية جبهة النصرة السورية لها، ثم نفي الجبهة ذلك وإعلانها مبايعتها لزعيم تنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري، لا يعد دليلا على وجود «القاعدة» من عدمه في سوريا، بقدر ما يدل على أن جبهة النصرة هذه باتت جبهة نصرة وإنقاذ للأسد، كما أن هذا الإعلان يكشف عن صراع أكثر من أنه إعلان وجود لـ«القاعدة».

إعلان قاعدة العراق عن تبعية جبهة النصرة لها، ومن دون تنسيق مع الجبهة، يدل على صراع بين أذرع «القاعدة»، هذا إن لم تكن عملية اختراق أصلا، خصوصا أن القاعدة في العراق هي خليط من جهد ودعم إيراني وسوري، من قبل نظام الأسد، هذا عدا عن أن فتح الباب للزرقاوي وغيره كان قد تم أساسا من قبل نظام صدام حسين، وبالتالي فنحن أمام خليط من عصابات إجرامية بتنسيق استخباراتي تخريبي اضطلعت فيه كل من إيران ونظام الأسد نفسه، وهنا يكفي أن نتذكر قيادات «القاعدة» التي عاشت، وتعيش، في إيران، وهناك أيضا تنظيم فتح الإسلام الذي لقي دعما من النظام الأسدي.

كما أن إعلان قاعدة العراق عن تبعية جبهة النصرة لها، وإنكار الأخيرة لهذا الأمر، يكشف عن صراع حقيقي بين أذرع «القاعدة»، مما يعني إدراكهم أن الأمور على الأرض تسير باتجاه مخالف لرغباتهم، حيث إن القوى المقاتلة الأخرى تزداد قوة من خلال الدعم المسلح لها، وبانتقائية واضحة تضمن عدم وصول الأسلحة للإرهابيين، أو تنظيم القاعدة، كما أن هناك تحركات سياسية جادة لدعم الجيش الحر وليس المتطرفين، سواء من دول عربية أو غربية، خصوصا أن بريطانيا كررت مطالبها بضرورة التحرك لتسليح الجماعات المعتدلة، والآن يعلن عن حضور وزير الخارجية الأميركي لمؤتمر أصدقاء الشعب السوري في تركيا، مما يعزز المطالبات المتزايدة للإدارة الأميركية بضرورة التحرك الآن في سوريا.

ولذا، ورغم عدم وضوح الرؤية بشكل كامل حول موضوع «القاعدة» في سوريا، فإن القصة ليست قصة إثبات وجود «القاعدة» من عدمه، بل هي دليل على صراع دب بأذرع «القاعدة»، مع احتمالية وجود عملية اختراق، الهدف منها هو إنقاذ الأسد من خلال القول بأن «القاعدة» موجودة في سوريا وها هي تبايع الظواهري.

والحقيقة أن وجود «القاعدة» بسوريا متوقع، وسبق التحذير منه، فاستمرار القتل والجرائم الأسدية في سوريا لمدة العامين، وها هي الأزمة تدخل عامها الثالث، من شأنه أن يدفع العقلاء للتحالف حتى مع الشيطان.

وعليه فإن الإعلان، والإعلان المضاد له، عن تبعية «القاعدة» بسوريا يجب أن يكون محفزا جديدا لضرورة التحرك سريعا في سوريا من أجل تفويت الفرصة على «القاعدة» وغيرها، مثل حزب الله وإيران، فكلاهما، «القاعدة» وإيران وعملاؤها، وجهان لنفس العملة، وهي عملة التخريب والقتل.

ملخص القول هو أن «القاعدة» موجودة بسوريا مثلها مثل إيران، ولا بد من تحرك فعلي للحد من خطورتهم جميعا على سوريا ما بعد الأسد، فالإعلان عن تبعية «القاعدة» بسوريا ما هو إلا نداء استغاثة للمجتمع الدولي، مفاده تحركوا فعليا الآن، وليس غدا.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-2013, 05:54 AM   #3
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي

طارق الحميد ( الشرق الاوسط )

مصر.. و«أماني» إيران!


يحاول المسؤولون الإيرانيون، ومنهم رئيس بعثة المصالح الإيرانية لدى مصر السفير مجتبي أماني، الدفاع عن التقارب الإخواني الإيراني، لكن دفاعهم هذا يورط طهران وجماعة الإخوان المسلمين أكثر من أي شيء آخر، رغم كل حملة الدفاع عن التقارب الإخواني الإيراني التي انطلقت فجأة في بعض وسائل الإعلام المصرية!

يقول أماني تعليقا على المظاهرات التي جرت أمام مقر إقامته بمصر إن مزاعم نشر إيران المذهب الشيعي في مصر هي «أكذوبة كبرى»، تستهدف تحويل الصراع الإسرائيلي العربي والإسلامي لصراع داخل الأمة الإسلامية تحت مسمى الشيعة والسنة، بحسب ما نقلته عنه صحيفة «المصري اليوم». وأعرب رئيس بعثة المصالح الإيرانية عن اعتقاده أن أعداء الأمة الإسلامية يروجون ويشددون على فزاعة الشيعة والسنة، واتهام إيران بمحاولة نشر المذهب الشيعي، وهو ما أدى لتظاهر البعض أمام منزله، مشيرا إلى أن وجود بعض السوريين داخل هذه المظاهرة، ورفع أعلام المعارضة السورية، يدل على أن هناك تلاعبا بأمن مصر القومي، والمصالح الوطنية المصرية، لحساب آخرين، معربا عن أسفه لأن هؤلاء يجدون إمكانية للعب بأمن مصر القومي ومصالحها الوطنية بهذه الصورة، وذلك حسب نص ما نقلته الصحيفة المصرية!

فهل من افتراء وتجنٍّ أكثر من هذا.. وليس على المصريين المعارضين للتقارب الإخواني الإيراني خصوصا أن سلفيي مصر باتوا الآن يوصفون بأنهم على خط واحد مع إسرائيل بسبب موقفهم المناهض للتقارب مع إيران، وهم، أي السلفيون، حلفاء «الإخوان» بالأمس القريب؟ والافتراء الذي يقع بحق السوريين يعد أمر عجيبا ومريبا السكوت عنه، فرغم كل الجرائم التي يرتكبها بشار الأسد بحق السوريين وبدعم من نظام إيران، أموالا وسلاحا ورجالا، يقول رجل إيران بالقاهرة (أماني) إن رفع أعلام الثورة السورية أمام منزله هو تلاعب بأمن مصر القومي ومصالحها الوطنية! فإذا كان رفع الأعلام السورية في مصر، رغم كل جرائم الأسد التي تقع بدعم إيراني، يعتبر اختراقا لأمن مصر القومي، فماذا يمكن أن يقال عن رفع أعلام إيران وحزب الله في لبنان، وسوريا، والبحرين، والعراق، والقطيف شرق السعودية، وغيرها؟

فهل من نفاق أكثر من هذا؟ وهل من تواطؤ أكثر من هذا التواطؤ المتمثل في الصمت حول هذه التصريحات الإيرانية المستفزة والتي لم تصدر عن مسؤول إيراني في طهران وإنما من رئيس بعثة المصالح الإيرانية في القاهرة، وفي الوقت الذي يحاول فيه «الإخوان» النيل من الأزهر، وإمامه الأكبر، ورغم كل الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد بحق السوريين وبدعم من إيران؟.. والأدهى والأمرّ أن حملة الدفاع عن «الإخوان»، داخل مصر وخارجها، ومحاولة صرف النظر عن تقاربهم مع طهران، تأتي في الوقت الذي قال فيه مؤخرا علي أكبر ولايتي، وزير خارجية طهران السابق، ومستشار المرشد خامنئي: «نحن والإخوان أصدقاء، ونقوم بدعمهم، وهم الأقرب إلينا عقائديا بين كل الجماعات الإسلامية»!

فكيف يمكن بعد كل ذلك الدفاع عن «الإخوان»، أو نهجهم، سواء بمصر أو خارجها؟
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-2013, 05:55 AM   #4
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي

مامون فندي ( الشرق الأوسط )

هل تخطت الأزمة السورية نقطة التدخل؟


لحظات التدخل في الصراعات الدولية كما لحظات التدخل في جراحات الطب الدقيقة، فهناك لحظات يمكن فيها التدخل لو تجاوزها المريض تتغير كفتا الميزان، ليوازن الطبيب ما بين حياة المريض فترة بالمرض مقابل تدخل قد يؤدي إلى موته أو في أحسن السيناريوهات مضاعفة الأزمة.

والتدخل في سوريا يبدو في الغرب أنه تجاوز نقطة الشفاء إلى تدخل يضاعف من نسب الضحايا ومأساتهم. لذا يخيم التردد، أو ما يسمى بالأقدام الباردة، على عواصم الغرب المؤثرة تجاه فكرة التدخل العسكري في سوريا. في الحروب التي تشنها الدول الديمقراطية لتغيير أنظمة كما في حالتي الإطاحة بنظام صدام حسين في حرب 2003 والإطاحة بنظام القذافي من بعده من خلال تحالف الناتو عام 2012، يكون لزاما على هذه الديمقراطيات أن تشرح مبررات التدخل لشعوبها التي ستدفع تكاليف الحرب المادية والبشرية، لكي يحصل الرئيس على دعم شعبي لحرب قد تطول كما هو الحال في الحرب على «القاعدة» في أفغانستان، أو حتى من أجل حرب خاطفة كما في حالة إنهاء مأساة التطهير العرقي في البوسنة والهرسك. والتبرير غالبا الذي تقبله الشعوب الديمقراطية والذي يمكن تصويره إعلاميا هو المآسي الإنسانية، وغالبا حملة إعلامية كهذه تجد مقاومة في أول الأمر حتى تتدفق الصور البشعة وتكتمل الصورة وتزداد نسبة التأييد لإنقاذ البشر.

في اعتقادي أن الصور التي رآها العالم من سوريا، وبكل بشاعتها، قد بلغت قمتها في التأثير على الرأي العام، والمنحنى البياني الآن لتأثير الثور يأخذ خطا تنازليا، إلا إذا حدثت مذبحة كبرى، وهذا أمر وارد جدا، لو أخذنا في الاعتبار تلك الأعداد التي يشيب لها الرأس من القتلى والجرحى والمشردين جراء حرب مجنونة، حيث بلغت التقديرات المحافظة جدا لعدد القتلى ما بين 60 ألف قتيل إلى 70 ألفا. أي تدخل عسكري الآن في أحسن الظروف، وعندما يتم التحسب جدا لما يسمى «Collateral Damage» أو الآثار الجانبية للقصف من الجو ومن البحر، فقد يرتفع عدد الضحايا من السوريين إلى ما يزيد على المائة ألف، هذا إذا لم نصل لهذا الرقم قبل التدخل. ويأخذنا التدخل العسكري الغربي، إذا حدث، إلى مستويات أعلى من البشاعة والقتل. ما أسمعه في عواصم الغرب المختلفة يوحي بأن أقدام الغرب قد بردت كثيرا من ناحية فكرة تغيير النظام في سوريا بالقوة العسكرية على غرار ما حدث للقذافي في ليبيا. في لندن وواشنطن ارتفعت نغمة فكرتين أساسيتين؛ الأولى هي فكرة اليوم التالي لسقوط النظام في سوريا والتي على ما يبدو أنها وصلت لاستنتاج مفاده أن أفضل سيناريوهات سوريا قد يكون على غرار ما حدث في مصر، والذي يمكن تلخيصه بفكرة إبدال استبداد ونظام قبيح بنظام يبدو أكثر استبدادا، والفارق هو أن النظام السابق كان براغماتيا ويمكن التعامل معه على الأقل في القضايا الإقليمية، حيث كانت القاهرة ولسنوات مفرغة من أهلها ومشاكلها وناسها، ونظر إليها العالم على أنها قاعة مؤتمرات كبرى (مؤتمر رايح ومؤتمر جاي)، وهو دور استحوذت عليه قطر الآن.

الثورات العربية أو الانتفاضات، أيا كانت رؤية القارئ، كان لها مردود إيجابي كبير، خصوصا في ما يخص تغطية الصحافة الغربية لعالم العرب، إذ لم يعد العالم العربي مجرد مؤتمر في القاهرة، وعقد صفقة سهلة. اليوم القصة الصحافية ليست في مكتب الرئيس بل في الشارع في ميدان التحرير بالقاهرة، وفي ميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية، وفي السويس. مصر أصبحت وطن خبر لا يمكن تجاهله. وهذا لم يكن درسا تعلمته الصحافة الغربية فقط، بل الصحافة والتلفزيونات العربية تعلمت الدرس وعرفت أن القصة الصحافية ليست في مقابلة مرسي أو حتى الأسد. القصة في الشارع وعلى جبهات المواجهة. مرسي ليس قصة صحافية، ومقابلة مع قائد الـ«بلاك بلوك» في مصر تكون خلطة صحافية أهم من مقابلة مرسي عشرات المرات. ولكن ما دخل هذا بالتدخل في سوريا وخفوت نغمة دعوات التدخل؟

الإعلام الغربي، الذي جذبه بريق الثورة كما تنجذب الفراشة إلى النور في مصر وتونس، وتحدث عن أن الديمقراطية هي الحل، وأن فجر الديمقراطية انبلج ولجلج، حسب رأي الرئيس مرسي، الإعلام نفسه اليوم على الهواء وفي غرف التحرير يتحدث بشيء أشبه بالعنصرية، ويقول بوضوح إن الديمقراطية كنظام حكم لا تناسب هذه المنطقة من العالم. إذن كي يقنع أوباما الأميركيين أو يقنع ديفيد كاميرون البريطانيين بأنه سيرسل أبناءهم إلى دمشق من أجل القيم الغربية بما فيها الديمقراطية، فلن يجد أي منهما من يقف معه، فلا ديمقراطية في عراق كلف الأميركيين مليارات الدولارات وآلاف القتلى، وكيف أن الثورة المصرية بكل جمالها في بداياتها أنتجت النظام الحاكم الحالي. فهل سيرسل الغرب أبناءه لسوريا لإنتاج نظام بديل بقيادة جبهة النصرة وجماعات متطرفة ذات عقائد ومشارب مختلفة؟ هذا هو سبب التردد الرئيس في العواصم الغربية. وجاء حادث تفجير ماراثون بوسطن ليستعيد في الذهن الغربي ذكريات 9/11 في أميركا و7/7 في بريطانيا، ويعيد الربط بين المتطرفين من المسلمين والإرهاب. وفي هذا السياق لا يريد زعيم غربي أن يقال عنه إنه وضع يده في يد جبهة النصرة والعرب والأفغان في سوريا. كما أن الأرقام التي تحسب في سيناريوهات التدخل العسكري الأميركي حتى الآن، في حال عمليات جوية خاطفة تطيح بنظام الأسد، ستضاعف من عدد الضحايا الذي نعرفه الآن، أي من 40 ألفا إلى 60 ألفا.

التقارير التي وردت من المبعوثين الدوليين من كوفي أنان حتى الأخضر الإبراهيمي، وكذلك الجماعات البحثية المستقلة، كلها تصب في أن أفضل الحلول التي يمكن التعامل معها هو شيء أشبه بفض الاشتباك في الصراعات الدولية. وهذا يعني اعترافا بحقائق القوة والنصر والهزيمة على الأرض. أي أن النتيجة هي أن يتفاوض الجيش الحر وجبهة النصرة وخلافهما مع الأسد على ما حرروا من مناطق. هنا تدخل سوريا في التقسيم ولكن بشكل سياسي يعكس السيطرة الفعلية على الأرض. إذا كان هذا صحيحا فإننا قد نرى مزيدا من القتال ومزيدا من الضحايا من أجل فرض الأمر الواقع على الأرض. وكلما زاد القتال وزاد عدد الضحايا تباعدت فكرة التدخل الدولي عموما والأميركي البريطاني خصوصا.

إذن وفي تقديري يمكن القول إن أزمة سوريا قد عبرت نقطة التدخل العسكري وإمكانيته. سيناريو العراق أيام الإطاحة بصدام وكذلك سيناريو القذافي غير قابلين للتنفيذ، وربما آخر السيناريوهات الذي قد يفرض نفسه هو سيناريو يوغوسلافيا بعد مذابح بريشتينا وكرواتيا والبوسنة.. تدخل جوي يوصلنا مرة أخرى إلى حل الأمر العسكري الواقع على الأرض من فصل للقوات.

الأزمة السورية ستبقى نزيفا ممتدا ما لم تتدخل القوى الإقليمية بشكل واضح، وللأسف معظمها قوى متنازعة، جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل. كيف انتقلت سوريا من حالة ثورة إلى حالة حرب؟.. نحن الآن ننتقل من حالة حرب داخلية إلى حالة نزاع إقليمي مصحوب باصطفاف دولي. ومن هنا نكون عبرنا نقطة التدخل الدولي إلى نقطة إمكانية انفلات نزاع إقليمي.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-2013, 05:56 AM   #5
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي

طارق الحميد
أين دافعت إيران عن الأسد وهاجمت العرب..؟؟؟

أن تدافع إيران عن بشار الأسد وتنتقد العرب على منحهم المعارضة المقعد المخصص لسوريا بالقمة العربية في الدوحة، فهذا أمر متوقع، لكن أن يكون الانتقاد الإيراني للعرب والدفاع عن الأسد صادرا من مؤتمر بالقاهرة، فهذا هو غير المتوقع، ولا يمكن تبريره.

وهذا الدفاع الإيراني عن الأسد وانتقاد العرب في القاهرة، يوجب طرح أسئلة جادة عن طبيعة العلاقة الإخوانية بإيران الآن، وفي قادم الأيام. وهذه الأسئلة باتت ملحة خصوصا لمن كانوا يقولون إن الإخوان المسلمين لن يرتموا في أحضان إيران، ورغم أن كل الشواهد ليست قديمة جدا، بل إن عمرها لا يتجاوز السنوات العشر، ومنها التماهي الإخواني مع محور الممانعة والمقاومة الكاذب بقيادة كل من إيران ونظام الأسد وحزب الله، الذي انتهى بنتائج معلومة؛ فسلاح الأسد بات موجها إلى السوريين، وسلاح حزب الله لارتهان لبنان، وكل ذلك بدعم إيراني يمتد لليمن والبحرين، والعراق، هذا عدا العمليات التجسسية التخريبية في باقي دول الخليج، ودول عربية أخرى.

تفعل إيران كل ذلك ثم يخرج مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وفي مؤتمر صحافي بمقر الجامعة العربية في القاهرة، ليقول إنه جرت محادثات بناءة وجيدة مع الأمين العام للجامعة: «تبادلنا وجهات النظر في عدد من القضايا، خاصة الوضع في سوريا والبحرين وفلسطين».. نعم ساووا البحرين بسوريا وفلسطين المحتلة! ويضيف مساعد وزير الخارجية الإيراني أنه طالب الجامعة العربية بأن تقوم بدور وسيط متوازن في القضية السورية، ويقول: «أبدينا موافقاتنا بالنسبة لجهود الجامعة العربية للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية، وفي الوقت نفسه أبدينا انتقادنا لإعطاء مقعد سوريا في الجامعة العربية في القمة الأخيرة بالدوحة، إلى فريق قليل العدد»، قاصدا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية!

ولم يكتفِ الزائر الإيراني بالدفاع عن الأسد، ومهاجمة المعارضة، وانتقاد قرارات القمة الذي يعني انتقادا لكل الدول العربية، بل إن مساعد وزير الخارجية الإيراني يشيد بمبادرة الرئيس المصري حول سوريا، في محاولة تذاكٍ سياسي لتحييد القاهرة عن الخلاف العربي الحقيقي مع إيران بسبب موقفها الخاطئ بالدفاع عن نظام قتل قرابة التسعين ألف سوري!

وعليه، فما الذي يمكن أن نتوقعه الآن، أو في قادم الأيام، من الموقف المصري، أو قل الإخواني، حول إيران؛ وتحديدا في خلافاتها الجادة والحقيقية مع الدول العربية، ومنها الخليج، خصوصا أن المسؤول الإيراني يساوي بين البحرين وسوريا وفلسطين المحتلة؟ الواضح أن المنطقة تدخل اليوم مرحلة جديدة من مراحل التعقيد، كما أن الأكيد هو أن الإخوان المسلمين يريدون فرض أجندتهم بأي شكل من الأشكال، ولو بالتحالف مع إيران.. ومن هنا، فإن التحالف الإيراني - الإخواني الحالي ما هو إلا زواج مصلحة من الصعب أن يستمر، لكن تكلفته ستكون باهظة على الجميع، وإن شعر الإخوان وإيران بنصر الآن، فالأكيد أنه سيكون بطعم الهزيمة، فمن هو في ورطة، لا يستطيع إنقاذ متورط آخر!
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-2013, 05:59 AM   #6
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي

عبدالرحمن الراشد ( الشرق الأوسط )
هل يخيف 200 أميركي الأسد ...؟؟؟


في منتصف التسعينات حرصت الحكومة الأميركية على نشر خبر أنها خصصت نحو خمسة عشر مليون دولار بهدف إسقاط نظام صدام حسين، وأنها تقوم بإنفاقها على تدريب وتسليح جماعات عراقية معارضة في المنطقة الكردية.

ورغم أن صدى الخبر كان كبيرا على مستوى الإعلام، فإن الأميركيين عندما قابلوا حلفاءهم العرب لمسوا أن ردة فعلهم كانت عكسية. فقد قالوا لهم، الآن تأكدنا أنكم لا تنوون إسقاط صدام، ما الذي يمكن أن تفعله خمسة عشر مليون دولار في سبيل إسقاط نظام ضخم؟ لكن عندما قرر جورج بوش، الرئيس السابق إسقاط صدام، أرسل مائة ألف جندي، وكانت الرسالة واضحة للجميع.

أي رسالة تبعثها الولايات المتحدة بإرسال مائتي جندي فقط إلى الأردن لمواجهة تداعيات الحرب في سوريا؟ الولايات المتحدة لا تعتزم التدخل، فالرقم من الضآلة بحيث يعزز الاعتقاد أنها تنوي تنفيذ عمليات محدودة، مثل السيطرة على مواقع أسلحة كيماوية أو بيولوجية.

في الحروب الماضية الأرقام تحكي عن نفسها، الحكومات الأميركية السابقة أرسلت للعراق 178 ألف جندي في ذروة الحرب، وأكثر من 30 ألف جندي إلى أفغانستان. ولو قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما التدخل في سوريا، ويبدو أنه لن يفعل، فإن أمامه عملا سياسيا كبيرا يحتم عليه إقناع الكونغرس بالموافقة. أمر لن يكون سهلا في الظروف الحالية إلا إذا تطورت الحرب في سوريا على إحدى جبهتين؛ الإرهاب أو الاشتباك مع إسرائيل.

كان يمكن للتدخل الدولي الخلفي، بدعم المعارضة المسلحة، أن يكون مفيدا في بداية الحرب، قبل عامين، للتقليل من حجم المأساة الإنسانية، وتمكين المعارضة المدنية من الحكم، ومنع الثارات والمذابح، وكذلك الحرب الأهلية.

الأرض في سوريا أصبحت محروقة، والوضع اليوم مروع بعد أن أصبحت معظم البلاد خارج السيطرة، لم يعد يحكمها النظام ولا تستطيع المعارضة إدارتها، ومع الوقت ستصبح بقية المناطق بلا قانون، مما يزيد حياة الناس معاناة ويعزز حكم الغاب.

هذا نتيجة عدم التدخل الدولي، وترك الحرب بين قوات نظام مدججة بالسلاح ومعارضة مسلحة مبعثرة.

قوات الحكومة خسرت في معظم المناطق، لكنها نجحت في تدمير كل المواقع التي أجبرت على الخروج منها حتى لم يعد كثير منها يصلح للحياة الآدمية، وبسببها هاجر أكثر من ثلاثة ملايين سوري من مدنهم وقراهم. وبالتالي ما الذي يمكن أن يفعله التدخل الأميركي أو الدولي الآن؟ ربما يستطيع الأميركيون مساعدة الثوار على الاستيلاء على دمشق وحلب، ومساعدتهم على طرد النظام، لكنهم لن يستطيعوا وقف الصراعات الجانبية بين القوى الثورية المتسابقة أو الموجودة على الأرض التي كسبتها في الحرب.

أيضا، ما يمكن للمجتمع الدولي فعله مساعدة الثوار على إدارة ما تبقى من المعركة لإسقاط النظام، ومساعدتهم على تنظيم أنفسهم وإدارة شؤونهم التي يبدو أنهم فشلوا فيها، رغم أنهم مقاتلون شجعان دحروا بأسلحتهم البسيطة واحدة من أقوى جيوش المنطقة.

ترك سوريا للفوضى خطأ استراتيجي كبير يقع فيه الأميركيون والغرب، والعرب في المقدمة. ولن يفلح مائتا جندي أميركي في تخويف الرئيس الأسد ولا رفع معنويات الثوار، ولا تأمين سلامة الأردن التي أصبحت مهددة.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-2013, 06:00 AM   #7
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي


عبدالرحمن الراشد
عندما يدوس المالكي على خصومه

في شرق العراق، قتل قبل أيام أبرز مرشحي قائمة «العراقية» المنافسة لقائمة رئيس الوزراء، مات في انفجار استهدف سيارته وأودى أيضا بحياة ابنه وشقيقيه. ويقول أسامة النجيفي، رئيس البرلمان وينتمي إلى نفس القائمة، إنه تم اغتيال 5 من مرشحي «العراقية» لانتخابات مجالس المحافظات. وليس الاغتيال الوسيلة الوحيدة لإبعاد الخصوم بل الملاحقة، حيث إن طارق الهاشمي ورافع العيساوي مطاردان من قبل أجهزة أمن رئيس الوزراء، المنافس الذي أصبح شبه الوحيد في الساحة السياسية.

إننا نرى صورة ديكتاتور العراق تكبر بشكل مروع، رئيس الوزراء نوري المالكي لا يتورع عن استخدام كل الوسائل للبقاء في الحكم، حتى في انتخابات محلية مثل المحافظات. وسائل الإقصاء كثيرة مثل استخدام المحققين الأمنيين، والمحاكم، ومؤسسات الدولة المحاسبية وذلك للقضاء على خصومه، بدعاوى إرهابية وأمنية وفساد. كما استخدم المالكي المال، ولديه الوفير منه لشراء الذمم وتخريب الحياة السياسية. ولم يوفر أدوات الحكومة، مثل إذاعاتها وتلفزيوناتها، للدعاية لحزبه والمترشحين عنه ومنع المنافسين، في مخالفة صريحة لقوانين الانتخابات. وفوق هذا، سبق للمالكي أن صادر كراسي الحكومة فصار هو نفسه الحكومة، وزيرا للدفاع والأمن والمالية والاستخبارات وحتى محافظا للبنك المركزي. ووضع في مكتبه إدارة تدير كل شؤون الوزارات السيادية وخصص لها أموالا هائلة تحت تصرفه!

هذه الصورة المريعة لما آل الوضع إليه في العراق، تجعلنا نتخيل كيف سيكون مستقبل البلاد. المالكي فعليا صدام آخر، لكن يفوقه أنه محمي إيرانيا، ويملك من الأموال أضعاف ما كان في خزينة صدام، الذي عاش معظم سنوات حكمه محاصرا. من الديكتاتور صدام إلى الديكتاتور المالكي، حظ العراق وأهله ألا يعيشوا عهد استقرار ورخاء، رغم كل ما حظيت به بلادهم من عقول وسواعد وثروات أعظم من دول الخليج مجتمعة.

بقيت بضعة أسابيع على الانتخابات البرلمانية ولم يعد هناك متسع للأمل بتصحيح المسار والمؤسسات والانتقال إلى دولة ديمقراطية تضمن للعراق مستقبلا آمنا ومستقرا. نحن ندرك أن المالكي، بشغفه بالهيمنة وتعري نواياه ومباشرته تصفية خصومه، سيقود العراق نحو الخراب، كما فعل شبيهه صدام من قبل. فرض الأمر بالقوة، سيسقط لاحقا، لكن بعد تخريب مشروع الدولة وإدخال البلاد في مواجهات تمزقها. فشل صدام، الذي لم يتورع عن استخدام الأسلحة الكيماوية والزج بقواته في حروب خارجية، وانتهى أخيرا في حفرة ملاحقا. صورة صدام يفترض أن تكون موعظة لمن يريد حكم العراق بالقوة، لقد فشل الإنجليز من قبل، وعجز الشيوعيون وبعدهم البعثيون. كل هؤلاء بنوا أنظمة تريد إلغاء الفروقات التي ميزت العراق لثلاثة آلاف عام، وفرض نظام واحد. كلهم انتهوا نهايات مأساوية.

الفارق أن المالكي ركب قطار الديمقراطية وفاز في الانتخابات، ثم قرر تغيير الوضع بحيث لا ينافسه أحد، سنة عرب، أو أكراد، أو شيعة. وهو يقود القطار نحو محطة الديكتاتورية البشعة.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-2013, 06:07 AM   #8
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي

الأستاذ / عماد الدين أديب ( الشرق الأوسط )
حوار مساطيل جدا!


امتلأت الغرفة بدخان الأرجيلة المطعمة بنكهة العنب الفاخر، وعليها قطع متناثرة من المخدرات الصافية الجودة، وبعد عدة ساعات من الغياب العقلي دار هذا الحوار بين مواطن وسياسي عربي.

وفيما يلي نص هذا الحوار الافتراضي:

المواطن: يا باشا، الدنيا حر، على الرغم من أننا في الشتاء.

السياسي: لقد انتهى فصل الشتاء، وما زلنا لا نعاني من الحرارة.

المواطن: يا باشا، هذا يرجع إلى ما يحدث الآن في كوريا الشمالية.

السياسي: وما علاقة كوريا الشمالية بالحرارة؟

المواطن: هناك تفجيرات نووية مكتومة تمت في كوريا الشمالية.

السياسي: لم أسمع صوت أي انفجارات.

المواطن: يا باشا، قلنا لك إنها انفجارات مكتومة!

السياسي: وما الحكمة.

المواطن: إنها تهديد كوري شمالي لواشنطن، لإظهار تضامن كوريا مع نظام بشار الأسد!

السياسي: وما علاقة القوة النووية الكورية بنظام بشار الأسد؟

المواطن: يا باشا، ارجع إلى التاريخ، وتذكر العلاقة التاريخية التي كانت تربط كيم إيل سونغ مؤسس الدولة الكورية بالرئيس السوري السابق حافظ الأسد!

السياسي: وما دخل كيم إيل سونغ وحافظ الأسد فيما يحدث الآن؟

المواطن: لقد وعد سونغ الأسد الأب بأن تظل كوريا الشمالية داعمة لسوريا، حتى إذا توفي سونغ وأصبح بشار رئيسا!

السياسي: هل تريد أن تقنعني أن الاستعدادات النووية الكورية وتحضير صواريخ «موسودان» من أجل خدمة دمشق؟

المواطن: لا يا باشا، من أجل خدمة الأوضاع في مدينة حلب!

السياسي: وما علاقة حلب بالموضوع؟

المواطن: حلب مدينة صناعية مهمة، وهي امتداد استراتيجي للصناعات العسكرية الكورية!

السياسي: لم نسمع أن هناك صناعات عسكرية في حلب.

المواطن: هذا ما يبدو على السطح، ولكن في أسفل كل مصنع من هذه المصانع هناك أدوار سرية تقوم بتصنيع قطع غيار عسكرية يتم إرسالها إلى كوريا الشمالية.

السياسي: هل هذا كلام معقول؟

المواطن: لقد كشفت أجهزة الأقمار الصناعية الأميركية مصنعا لتعبئة «الكبيس»، أي الطرشي أو المخلل، في حلب، وفي أسفله مخزنا سريا لرؤوس الصواريخ النووية!

السياسي: رؤوس نووية في مصنع «طرشي»؟!

المواطن: طبعا يا أستاذ، ألا تعرف العلاقة بين المواد الملتهبة في الطرشي والرؤوس النووية؟!

السياسي: بصراحة، لا.

المواطن: كلاهما يؤدي إلى الحرق!

السياسي: كيف ذلك؟

المواطن: ماء الطرشي يحرق المعدة، والرؤوس النووية تحرق المدن.

السياسي: وهل ستقوم كوريا الشمالية بقصف المدن الأميركية بماء الطرشي أم بالتخصيب النووي؟

المواطن: يا باشا، الصواريخ لن تُطلق من كوريا الشمالية.

السياسي: بل من أين؟

المواطن: من دمشق يا باشا!
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-2013, 06:09 AM   #9
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي


عماد الدين أديب
كل هذا الغباء السياسي!

في ظل عالم مليء بالأسئلة التي لا إجابات لها، يحاول المراقب للأحداث أن يلملم شظايا الأحداث في هذا العالم ليجمع منها لوحة متكاملة لها شكل وملامح وألوان.

وفي هذا التصور حاولت جاهدا أن أفهم ماذا يحدث بالضبط داخل قيادة الائتلاف السوري المعارض في ظل مواقف محلية وإقليمية ودولية غير منسجمة إطلاقا مع بعضها البعض.

آخر هذه الأعاجيب هو ما أعلنت عنه السيدة فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أول من أمس من واشنطن: «حول تراجع الأستاذ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري عن استقالته المسببة التي قدمها منذ أيام من هذا المنصب».

وأشارت نولاند إلى أن الأستاذ الخطيب عدل عن استقالته وأنه سوف يبقى في منصبه رئيسا للائتلاف حتى شهر مايو (أيار) المقبل.

وأكدت نولاند أن «الخطيب سوف يكمل المهام التي بدأها وتعهد بها».

حتى الآن، وللوهلة الأولى، تبدو التصريحات الأميركية وكأنها عادية، ولكن بعد تأمل بسيط سوف تكتشف الآتي:

1 - ليس منطقيا أنه حينما يعلن رئيس الائتلاف السوري استقالته بنفسه في الدوحة يتم الإعلان عن تراجعه عنها من قبل الخارجية الأميركية في واشنطن.

2 ـ السؤال العظيم هو: لماذا لم يعلن الأستاذ معاذ الخطيب هذا الأمر بنفسه.

3 ـ كيف يمكن تفسير ذلك، رغم أن الأسباب التي وردت في استقالة الخطيب وصاحبتها ما زالت قائمة لم تتغير؟

4 ـ ألم تفكر واشنطن وهي تصدر الإعلان بعودة الأستاذ الخطيب أنها تسيء لمكانة وتاريخ وحيادية وصورة هذا الرجل المحترم؟

من أسوأ حالات الغباء الأميركي هي وسيلة دعم واشنطن لمن تسميهم أصدقاءها، وهو ما ينطبق عليه المثل الأميركي الشهير «مع هذا النوع من الأصدقاء، فإن الإنسان ليس بحاجة إلى أعداء».
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-2013, 06:11 AM   #10
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي

قد يتسائل البعض ومالنا ولكُتاب الاعمده والسياسه عموماً ..؟
نرد انه لمجرد تغيير للجو وتنشيط للذاكره وحب اطلاع .... النهاية ..!
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:06 AM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.