العاصفة مستمرة ولكن الترقب يسيطر على الاسواق

[رجل القانون]

المصدر
مجلة تداول العملات - palfx
www.palfx.info


تابع الدولار اليوم الاربعاء انخفاضاته مقابل العملات الاخرى مسجلا أدنى مستوياته خلال هذا العام مقابل اليورو والجنيه الاسترليني متخليا عن ارباح سابقة كان قد تمكن من تحقيقها نتيجة لتراجع شهية المخاطرة تحت ضغط التراجع في الاسهم الامريكية والبيانات السلبية من القطاع الخدماتي الامريكي .
وتراجع الدولار خلال الجلسة الامريكية يوم الاربعاء الى مستوى 77.51 قريبا من أدنى مستوى له خلال عشر شهور تحت وطاة عودة لشهية المخاطرة في الاسواق ولكن الارتفاعات على الرغم من ذلك بقيت محدودة مع بقاء العديد من المستثمرين في الوضع المتعادل تحوطا من العديد من الاخبار الهامة خلال يوم الاربعاء والايام المتبقية من هذا الاسبوع.
الجنيه الاسترليني ارتفع الى أعلى مستوى له خلال 9 شهور متجاوزا ولاول مرة خلال هذا العام مستوى 1.70 بعد أن حصل على الدعم من موجة من البيانات الايجابية والتي كان أولها بيانات مؤشر هاليفاكس لاسعار المنازل والذي ارتفع بشكل مفاجيء والذي سجل ارتفاعا بنسبة 1.1% خلال شهر يوليو متجاوزا التوقعات التي كانت تتوقع ارتفاعا بنسبة 0.7% واستمرت موجة البيانات الايجابية بعد أن صدر مؤشر مدراء المشتريات للقطاع الخدماتي في بريطانيا مسجلا مستوى 53.2 مؤكد على استمرار الانتعاش في قطاع الخدمات ومثبتا مكانه اعلى من مستوى 50 الذي يعتبر الفاصل ما بين الانتعاش والانكماش وتزامن التقرير مع أكثر المؤشرات التي اعتبرت ايجابية للجنيه الاسترليني والمتمثل في اعلان بيانات الانتاج الصناعي البريطاني والتي أظهرت أن النشاط البريطاني قد سجل اول نمو له منذ شهر مارس عام 2008 في اشارة دفعت بالاسواق للنظر بايجابية الى تحسن في الناتج الاجمالي المحلي البريطاني خلال الربع الثالث من هذا العام .
اليورو استمر متأرجحا خلال تداولات يوم الاربعاء مع بقاء الاسواق في حالة ترقب لما سيحمله اجتماع المركزي الاوروبي اليوم الخميس ،ر توقعات 75 اقتصادي شملتهم رويترز في مسحها للتوقعات لما يمكن ان يكون قرار المركزي الاوروبي فقد أظهرت ان التوقع يتجه نحو ابقاء اسعار الفائدة عند معدلاتها الحالية عند 1.0% دون اي تغيير ليكون بذلك الشهر الثالث للمركزي الاوروبي الذي يبقي فيه الفائدة غير متغيرة.
فالمركزي الاوروبي في الفترة الحالية سيلجأ الى الترقب لمتابعة اثار الجهود التي تم بذلها حتى الان لانقاذ الاقتصاد وتحفيز الائتمان .
فعمليا ضخ السيولة الكبيرة دفعت باسعار الاقراض ما بين البنوك الى الانخفاض الى مستويات أدنى من سعر الفائدة على اليورو ولكن وفي ظل بقاء الاقتصاد الاوروبي يعاني من مشاكل عدة فان المركزي الاوروبي قد يغض النظر عن هذا الامر وان يبقي سياسته الحالية لاسعار الفائدة ثابتة
وفي حال ابقاء اسعار الفائدة ثابتة عند معدلاتها الحالية ستكون منطقة اليورو هي الاعلى في الفوائد في الدول المتقدمة تليها بريطانيا والتي يجتمع فيها غدا لجنة السياسات النقدية لبنك بريطانيا والتي يتوقع ايضا ان تبقي اسعار الفائدة البريطانية عند 0.5%
وكان المركزي الاوروبي وخلال اجتماعه في شهر يوليو الماضي قد افاد خلال بيانه بأن النشاط الاقتصادي الاوروبي يتوقع ان يبقى ضعيفا لبقية العام الحالي وهو ما يتوقع ان يأتي ضمن حديث السيد تريشيه رئيس المركزي الاوروبي بعد الاجتماع ويتوقع ان يبقي لهجته في هذا الخطاب معتدلة موازنا ما بين الخطرين الاعتياديين اللذان يراقبهما المركزي الاوروبي والمتمثلان في النمو والتضخم ولكن الاهم يبقى في التفاصيل التي يتوقع ان يكشفها تريشيه عن الشهر الاول لبرنامج السندات المغطاة فقد بدأ المركزي الاوروبي البرنامج بداية بطيئة اشترى خلالها 5 مليارات يورو من السندات المدعومة بالرهونات واصول من القطاع الخاص في تحرك متوازن مقارنة بالميزانية المخصصة للبرنامج بقيمة 60 مليار يورو التي من المخطط صرفها في هذا البرنامج على مدى 12 شهر. هذا الاعلان عن التفاصيل من شانه ان يعطي بعض الراحة في الاسواق تعتمد درجتها على مدى هذه التفاصيل .
النفط من جهة أخرى شكل تحديا من جديد امام الدولار فعلى الرغم من البيانات للحكومة الامريكية والتي أظهرت ارتفاع المخزون الا أن هذا الامر كانت الاسواق قد احتوته سابقا وبقي التفاعل في الاسواق مع التفاؤل الاقتصادي وتراجع قيمة الدولار هو المحرك الرئيسي لاسواق النفط لنشهد النفط يختبر مستويات 72 دولار للبرميل قبل أن يستقر في الفترة الحالية عند مستويات 71.60 وليسجل ايضا مؤشر رويترز جيفيريز والذي يراقب اسعار المواد الخام مستوى جديد عند 268.50 والتي تعتبر الاعلى للمؤشر هذا العام.
وفيما دفعت بعض البيانات الامريكية الدولار لبعض القوة بعد أن أظهرت بيانات مؤسسة ادارة العرض العرض لمؤشر مدراء المشتريات في قطاع الخدمات الذي انخفض بشكل مفاجيء الى مستوى 46.4 دافعا ببعض التراجع في شهية المخاطرة الا ان البيانات الايجابية من قطاع العمل والمصانع بقيت المسيطرة حيث أظهر تقرير صدر يوم أمس أن طلبيات المطانع قد ارتفعت بنسبة 0.4% خلال شهر يونيو في اشارة ايجابية جديدة بعودة الطلب من جديد وجاءت هذه البيانات بعدما استفاقت الاسواق الامريكية على بيانات الوظائف في القطاع الغير زراعي الغير حكومي والتي أظهرت أن اعداد الوظائف المفقودة خلال شهر يوليو كانت 371 الف وظيفة في القطاع الخاص اقل بكثير من الوظائف التي فقدت في شهر يونيو دافعة بشهية المخاطرة من جديد للحصول على دفعة متميزة ليكون بذلك من جديد الدولار هو الاضعف ولنشهد استمرار لهذا التراجع في الدولار خاصة مع اصدار جولدن مان ساكس تقوعاته للنمو الاقتصادي للنصف الثاني من عام 2009 رافعا اياها الى 3% بعد ان كان تقريره السابق قد توقع ارتفاعها بنسبة 1% بمعدل سنوي.
اليوم من المتوقع أن تستمر حالة الترقب في الاسواق مع اعطاء الاهمية لما يمكن ان يأتي مفاجئا في بيانات البنوك المركزية في كل اوروبا وبريطانيا بالاضافة الى بيانات شكاوى العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة الا أن جميع هذه العوامل تبقى لحظية التأثير في ظل بقاء الانظار متجهة الى بيانات يوم الجمعة عن العاملين في القطاع الغير زراعي التي تصدره الحكومة الامريكية والتي من شأنها ان تشكل حجر اساس تستند عليه شهية المخاطرة في الفترة القادمة أو أن تكون الضربة التي من شأنها ان تعيد الملاذات الامنة التي يتصدرها الدولار الى التنفس من جديد والتحرر من الضغوط التي تعرضت لها طوال الفترة الماضية كنتيجة لاعلانات نتائج الشركات التي دفعت باسواق الاسهم للارتفاع.