الضجيج

[ابوراكان]

يشير الباحثون باصبع الاتهام الى العصر الحديث والتقدم الصناعي والتطور العمراني والمكننة التي زودتنا بمزيد من الامراض التي باتت تخطف العديد ممن هم في أوج عطائهم، او التي بمضاعفاتها السلبية اثرت في حياتهم العملية والاجتماعية.

ومن المعروف بأن التوتر والضجيج والاطعمة المصنعة وقلة الحركة من سمات هذا العصر الذي طغت عليه روح المادة والسرعة.


ومن بين المخاطر التي تهدد حياتنا بشكل يومي وترافقنا من المنزل الى الشارع مكان العمل الذي يتسم بالضجيج والذي يؤثر في صحة الانسان النفسية والجسدية، ويؤثر ايضا في عملية الانتاج ويضعف الابداع ايضا.

تشير الدراسات الى ان الضجيج يزيد من افراز الهرمونات الكظرية كهرمون الادرينالين الذي يؤدي للاصابة بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وامراض القلب والأوعية الدموية والسكري. ومن الهرمونات التي يزداد افرازها الهرمونات الكرتزونية التي تضعف من مقاومة الجسم تجاه مختلف الامراض وتجعله فريسة سهلة بين انيابها.

وبالاضافة الى ذلك فان التعرض للضجيج المستمر يؤدي لحدوث الاذيات المختلفة في الاذن والاعصاب، ومن اهمها ضعف السمع والصمم التام والطنين.


ويؤكد الباحثون على ان القدماء كانوا يتمتعون بقدرات سمعية خارقة جدا بسبب الهدوء الذي كان سائدا في البيت والطبيعة التي لم تطالها المكننة.


وللدلالة على مخاطر الضجيج الذي يحيط بنا نشير الى مصادر الضجيج ففي المنزل يعتبر كل من هدير المكيفات والاجهزة الالكترونية المختلفة كالتلفزيون وغيره من مصادر الضجيج التي يمكننا التحكم بها ان اردنا، ولكن للاسف فقد اعتاد الكثير من الاشخاص على تشغيل التلفزيون بمجرد دخولهم المنازل، حتى وان لم تكن هناك برامج تستحق المشاهدة.

ومثل هذا الامر يمكن ضبطه بتشغيل التلفزيون لدى الرغبة بمشاهدة برنامج معين، ويمكن الاستعاضة عن ضجيج التلفزيون بسماع الموسيقى الهادئة التي تبعث في النفس الطمأنينة فهي غذاء الروح في عصر طغت فيه المادة على كل شيء تقريبا.


اما في الشارع فبالاضافة الى الضجيج الصادر عن السيارات والمعدات التي تنتشر بين الحين والاخر من مكان الى مكان، فان الكثيرين ايضا نراهم يشغلون المذياع أو المسجل في السيارة بصوت عال جدا، لدرجة يطغى على الضجيج الخارجي.


وكمحاولة للتخلص من هذا الضجيج ينصح بالاستماع الى ما يرغب به الانسان ولكن ضمن صوت مقبول، لان الضجيج كما اشرنا يمكن ان يؤثر على الاعصاب ويسبب التوتر والقلق ومثل هذه الاضطرابات قد تؤدي للقيادة غير الآمنة على الطريق وقد تنجم عنها الحوادث المأساوية.

اما في اماكن العمل فللأسف ان نظام المكاتب المفتوحة قد كرس الضجيج بشكل او بآخر. فرنين الهواتف التي لا تهدأ والاحاديث الجانبية واصوات بعض الاجهزة وغيرها جميعها تعتبر من مصادر الضجيج التي تضعف الانتاج والقدرة على الابداع.


ومثل هذا الامر تبدو مخاطره بشكل شديد في المصانع التي لا تتوفر فيها شروط السلامة والصحة المهنية.

وللحد من مصادر الضجيج في اماكن العمل والمؤسسات المكتبية يمكن وضع حواجز عازلة للصوت بين المكاتب، مع تنظيم آلية العمل واحترام الوقت، وللتخفيف من اصوات رنين الهواتف يمكن منع استعمال الهواتف المتحركة داخل أوقات العمل ووضع الهواتف الثابتة على جهاز التسجيل الآلي للمكالمات والاستماع اليها في اوقات معينة، وينصح ايضا تشغيل الموسيقى الهادئة بصوت خفيض التي تساعد على تحقيق التوازن المفقود.


تؤكد الدراسات على ان التعرض المستمر للضجيج لا يؤدي فقط الى ما سبق من امراض واضطرابات انما يصيب المرء بالاكتئاب الذي يدفعه للانتحار. ولأن الضجيج والتوتر وجهان لعملة واحدة فان هذه الحالة تؤدي لحدوث المشاكل العديدة في البيت ومكان العمل مما يهدد الحياة العائلية والعلاقات مع الزملاء والمراجعين ايضا.

لهذا كله ننصح بالابتعاد عن مصادر الضجيج والحرص على تنظيم أوقات العمل والراحة والتمتع بالاسترخاء وممارسة رياضة التأمل اضافة الى التمارين الرياضية في الطبيعة، وسماع الموسيقى الهادئة التي تعيد للجسم توازنه المفقود، والحرص على العمل في مؤسسات تطبق قواعد الصحة العامة وتلتزم بشروط السلامة للعاملين لديها، وان لم يتوفر ذلك. فسدادة طبية للاذن او الاصغاء للموسيقى الهادئة بوضع سماعات الاذن خير ما يمكن ان يلجأ اليه الانسان من اجل الحد من الاضطرابات الناجمة عن الضجيج الذي يهدد حياتنا جميعا.

[متوازن]

ليس في ذلك شك الضجيج من امراض العصر
انظر الي حاله واحده وانت في الشارع تسوق السياره كيف حالك اذا علق عليك
احدهم الهرن تتنرفز ويصيبك نوع من الارتباك
وللمعلوميه اول حاسه من حواس الانسان تبدأ بالتناقص هي السمع

[ابوفهد]

موضوع جيد

صحيح أخي متوازن في ناس تقول اذا السياره ما فيها هرن ما يعرف يسوق

ولا يزين الازعاج الا جنب المستشفيات والمدارس والمساجد