للتسجيل اضغط هـنـا
أنظمة الموقع تداول في الإعلام للإعلان لديـنا راسلنا التسجيل طلب كود تنشيط العضوية   تنشيط العضوية استعادة كلمة المرور
تداول مواقع الشركات مركز البرامج
مؤشرات السوق اسعار النفط مؤشرات العالم اعلانات الشركات الاكثر نشاط تحميل
 



العودة   منتديات تداول > المنتديات الإدارية > اســــتراحـة الــــمســاهــمين



إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01-09-2013, 07:06 PM   #341
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي * شـهـر شـهــد ثـالـث

حسن روحاني ضحية الهجوم القريب على سوريا




إن أي طريقة سيستعملها الغرب تحت قيادة أميركا في هجومه على سوريا، فإن نتيجة هذا الهجوم ستكون إعادة التشدد إلى الجو السياسي في إيران وإضعاف قوة حكومة روحاني حديثة التشكيل.

في حين أن أغلب وكالات الأنباء كانت تنقل أخبارا عن مهاجمة أميركا وحلفائها لسوريا قريبا، إلا أنه في يوم الأربعاء المصادف الثامن والعشرين من شهر أغسطس (آب) حدث تغيير جديد. أعلن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، الذي هو من أقوى الداعمين للهجوم السريع على سوريا، أن المفاوضات حول شن هجوم على سوريا ستستمر في الأمم المتحدة لعدة أيام. يبدو أن الحكومة البريطانية قررت بعد اجتماع مجلس الأمن الوطني البريطاني أن تؤجل موضوع شن الهجوم على سوريا حتى نشر تقرير مفتشي الأمم المتحدة عن جزئيات الهجوم الكيماوي الحديث.

بالنظر إلى الحرب على العراق التي أظهرت أن ادعاءات بريطانيا حول أسلحة صدام حسين الكيماوية والجرثومية لم تكن صحيحة والتي أدت إلى توجيه ضربة إلى مكانة هذا البلد، يبدو أن القرار البريطاني الجديد قرار منطقي. في حال اختلاف تقرير مفتشي الأمم المتحدة مع الادعاءات البريطانية حول دور حكومة بشار الأسد في الهجمات الكيماوية الأخيرة، لن يكون هنالك أي سبب أو حجة للهجوم على سوريا.

أميركا تسعى إلى الهجوم على سوريا لسببين، الأول هو أن بعض التقارير تشير إلى أن جيفري فيلتمان، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، المعاون السابق لوزير الخارجية الأميركي والسفير الأميركي السابق لدى لبنان، وكان المسؤول عن التصدي للسياسات الإيرانية في لبنان وفي زيارته الأخيرة حمل رسالة إلى القادة الإيرانيين.

يقال إن فيلتمان وفي جلسة مع المسؤولين الإيرانيين، «حذر من أن نجاح مؤتمر (جنيف 2) يقوم على توازن القوى في سوريا، وإن إيران يجب أن تفهم هذا من أجل الوصول إلى هدف أكبر، أي إقامة السلام»، وفقا للتقرير آنف الذكر، فإن فيلتمان ألقى كلماته بلغة دبلوماسية و«جعل الإيرانيين يفهمون أن فيلتمان (في الحقيقة) يقول لهم إنه في حال الهجوم على سوريا، (من الأفضل) ألا تتحرك إيران».

إن تأجيل مؤتمر «جنيف 2» الذي كان من المقرر أن يقام في الثامن والعشرين من أغسطس بجنيف، يؤكد الخبر السابق بصورة ضمنية. بعبارة أخرى، إن أميركا تسعى قبل المفاوضات إلى تغيير موازين القوى الحالية في سوريا التي تصب في صالح الأسد بصورة واضحة.

من ناحية أخرى، أعلن الرئيس أوباما في العام الماضي أن استعمال حكومة دمشق الأسلحة الكيماوية «خط أحمر» بالنسبة لأميركا. إن القوى العظمى، وبصورة خاصة أميركا، تستعمل سلاح التهديد والخطوط الحمراء من أجل منع الحروب الطاحنة. والآن مع وقوع الهجمات الكيماوية، إذا لم يقم أوباما بصفته رئيس الجمهورية الأميركي بتصرف حيال ذلك، فإنه سيقلل من أهمية تهديداته، إلا بوجود دليل قاطع لا شك فيه (مثلا تقرير واضح من قبل مفتشي الأمم المتحدة) يثبت أن الهجوم المذكور لم يكن على يد حكومة بشار الأسد.

يجب ألا ننسى أن أوباما حدد لإيران حتى الآن خطين أحمرين، الأول هو إغلاق مضيق هرمز والثاني هو السعي إلى الحصول على أسلحة نووية، إذا لم تقم أميركا باعتبارها قوة عظمى، باتخاذ قرار لمواجهات الأحداث الأخيرة في سوريا وأظهرت عدم اهتمامها بذلك، فإن إيران ستتصور أن الخطوط الحمراء التي أعلنها أوباما ليست إلا هراء. إن عواقب هذا الأمر لن تنحصر على إيران فحسب، بل إن التهديدات الأميركية سيكون مشكوكا فيها وستضعف مكانة أميركا باعتبارها قوة عظمى.

إن رد فعل إيران على الهجوم على سوريا يعتمد على قوة هجوم أميركا وحلفائها. إن المسؤولين في الجيش الإيراني، وحتى قائد الحرس الثوري الإيراني، حذروا بشدة من قيام أميركا بمثل هذا الهجوم. إن عدم تصرفهم أبدا سيجعلهم عرضة للموقف الذي وقع فيه الرئيس أوباما حاليا. بعبارة أخرى، في حالة عدم القيام بأي رد فعل، ستنتشر الفكرة القائلة إن إيران رغم كل تهديداتها الكثيرة، فإنها من الناحية العملية خافت من مواجهة أميركا. لذلك، فإن إيران حتى لو لم تشارك بصورة علنية في المواجهة مع أميركا، من المحتمل أن تعمل في الخفاء مع ترك آثار تدل عليها، إن رد الفعل هذا يتعلق بالهجمات الصاروخية.

إذا كانت هجمات أميركا وحلفائها محدودة، لا يوجد ما يدفع إيران إلى الارتقاء لسطح المعركة. ولكن، إذا عرضت قوة الهجمات نظام بشار الأسد للخطر، أو أنزلت خسائر كبيرة بالبنى التحتية للجيش السوري مما يغير توازن القوى لمصلحة معارضي بشار الأسد، في هذه الحالة ووفقا لقول القائد في الحرس الثوري محمد علي جعفري، فإن رقعة الحرب سوف تتسع وستصل إلى إسرائيل أيضا.

إن الخطر الآخر هو حتى لو لم تضرب إيران وسوريا إسرائيل كحل أخير، فإن المجاميع المتشددة قد تنظم هجمات صاروخية على إسرائيل وتلقي المسؤولية على الجيش السوري، مما يدفع إسرائيل إلى الحرب مع سوريا، وبالتالي مع إيران.

على كل حال، إن أي طريقة سيستعملها الغرب تحت قيادة أميركا في هجومه على سوريا، فإن نتيجة هذا الهجوم ستكون إعادة التشدد إلى الجو السياسي في إيران وإضعاف قوة حكومة روحاني حديثة التشكيل. في حال هجوم أميركا على سوريا، فإن المفاوضات المباشرة بين إيران وأميركا ستلغى على مدى المستقبل القريب. سوف ترتفع الشعارات النارية من الجهتين، ستتوسع فجوة الخلاف بين أميركا وإيران حول الموضوع النووي. بتشديد الحصار أكثر، فإن المبادرة سوف تسلب من روحاني والمجموعة الدبلوماسية الإيرانية، التي عقدت الأمل على حضور محمد جواد ظريف.

في مثل هذه الأوضاع، رغم وجود حكومة ذات ظاهر معتدل في إيران، ولكن مع زيادة حدة التوتر بين إيران وأميركا، فإن المتشددين هم من سيقود دفة السياسة الخارجية الإيرانية.




* محلل سياسي وصحافي حر متخصص في الشؤون الإيرانية
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-2013, 07:07 PM   #342
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي عـبـد الله بـن بـجـاد الـعـتـيـبــي

الضربة العسكرية الدولية لنظام الأسد



السياسة قبل الحرب، السياسة هي دائما في المقام الأول، فالحروب تخاض لأجلها، والصراعات كبرت أم صغرت تنطلق منها وتنتهي إليها، والرضا بالحلول السياسية مفيد ولكن بعد فرض الشروط، وحسن الاستفادة منها.

سترتبك كثير من التيارات الفكرية والسياسية في المنطقة تجاه الضربة العسكرية الدولية التي ستقودها الولايات المتحدة ضد نظام بشار الأسد، وسيتذكر البعض ضربات كوسوفو، وسيستحضر آخرون العراق وأفغانستان، ولكن بعض المقارنات لها خديعتها كما خديعة النماذج، وسينداح كثيرون في نظريات المؤامرة، والعداء للغرب ولأميركا.

إنما يخشى من المؤامرات ويلجأ إليها الجاهلون، أو الفاشلون في صنعها، أو فهمها، أما الناجحون فهم يحبونها، فالحرب الباردة كان جزء مهم منها يدار بالمؤامرات وقد فرح بها من نجح فيها وخاب فيها من خسر. بالتأكيد إن حراك التاريخ أكبر من المؤامرات، ولكن جزءا مهما منه كان يدار بها.

ما لم يكن هناك اختراق سياسي كبير للأزمة السورية فإن الضربة العسكرية آتية من دون شك، ليس معروفا بعد حجم هذه الضربة وإن كانت تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرئيس باراك أوباما ذات اللغة الاعتذارية الضعيفة مساء الجمعة الماضي توحي بمحدوديتها وحصر هدفها في تنبيه الأسد وغيره حول العالم أن استخدام الأسلحة الكيميائية لن يمر من دون عقاب، ولكن ما هو معروف ومحل إجماع هو أن نظام الأسد هو نظام مجرم بكل التعريفات الإنسانية، وهو فعل ما لم يتصور أحد أن يفعله نظام لشعبه في هذا القرن.

يبقى من المهم استحضار أنه مهما كان قرار أوباما في حجم الضربة ونوعيتها، فإنه فيما يبدو سيظل رئيسا ضعيفا حتى في خيار الحرب وتلك مفارقة غريبة.

يبدو أن أوباما يخشى من أي تبعات لهذه الضربة، فهو يريدها سريعة ومحدودة ومحددة، ولا يريد الانجرار لحرب أوسع في المنطقة، وهنا يمكن التساؤل ما هي طبيعة الرسائل التي أرسلت لإيران عبر فيلتمان وغيره؟ هل هي رسائل تطمين أم تهديد؟

أيا كانت طبيعة الضربة وحجمها، فإنه ينبغي أن تجري الاستفادة منها بشكل قوي وحاسم من قبل الجيش الحر على الأرض، وأن يكون التركيز على إخراج الأسد وميليشياته وشبيحته من دمشق العاصمة والاستفادة القصوى من ارتباك قواته تحت زخم الضربة، والطبيعي أن تكون الهجمات منسقة.

إن حجم قوات الأسد في حماية دمشق عال جدا، وحجم الغضب من أهالي دمشق على الأسد ونظامه كبير وعميق، فلو جرى توفير سلاح كاف ونوعي يلي الضربة في أيدي الناس فإنهم سيكملون المهمة.

دوليا، روسيا نأت بنفسها عن الدخول في أي حرب بسبب سوريا حسب تصريحات وزير خارجيتها سيرغي لافروف، والصين تكتفي بالتصريحات حول شرعية الضربة وضرورة موافقة مجلس الأمن ونحوها من الإجراءات التي يبدو أن اللحظة التاريخية قد تجاوزتها، والسيد ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا فشل في إقناع البرلمان بالمشاركة فيها، وهذه أول مرة منذ عقود تفترق فيها بريطانيا عن أميركا في حدث دولي بهذا الحجم، والولايات المتحدة وفرنسا فيما يبدو ستكونان الدولتين الكبريين في هذه الضربة.

سؤال جدير بالطرح والتأمل وهو هل تحمل التهديدات التي أطلقها بشار الأسد ونظامه أي مخاطر حقيقية على دول المنطقة؟ إن المنطق والعقل يقول لا، ولكن الأسد أثبت أنه قادر على ارتكاب الكثير من الحماقات، حتى تلك التي تضر به، واستخدام الكيماوي خير شاهد، وأمر الحروب هو جد الجد وساعة الحزم حيث التأهب لكل احتمال هو سيد الأحكام.

إقليميا، يعيش نظام الأسد في عزلة، ولا يدعمه إلا إيران وأتباعها الصغار كحزب الله، أما الدول التابعة لها كعراق نوري المالكي، فإنها عاجزة عن تقديم أي دعم ذي تأثير في هذه الضربة، فكل جيران سوريا كتركيا والأردن هم في حالة عداء مع نظام الأسد، والسعودية ودول الخليج لم تنِ عن تقديم كافة أنواع الدعم للشعب السوري، وهو ما سيستمر أثناء وبعد الضربة.

تتعالى الأصوات المصابة بفوبيا الغرب والاحتلال التي هي أبعد ما تكون عن وصف هذه الضربة، وترسم للناس خيالات من مخاوف ماض لا علاقة له بالواقع، ولست أدري كيف يمكن أن تسيطر هكذا مخاوف مستجلبة من الماضي على عقول وقلوب بعض الناس ولا يرون الواقع المعيش في سوريا الذي هو أسوأ من أي احتلال وأبشع من كل غزو؟ فضلا عن أنه لا مصلحة لأحد لا أميركا ولا فرنسا في احتلال سوريا في مثل هذه الظروف، وعموما فعصور الاحتلال قد مضت.

يطرح البعض مخاوف من نوع آخر، فبعضهم يرى أن هذه ضربة للإسلام وغزو لديار المسلمين ولا أدري إن كان هؤلاء يرون أن بشار الأسد هو الإسلام؟ أم أن حماية الشعب السوري من بطشه هي غزو لديار المسلمين؟ وآخرون يحذرون من مخاطر تقسيم سوريا، وسيناريو التقسيم يبدو بعيدا جدا، فلا أحد له مصلحة في التعامل مع أكثر من دولة في سوريا، لا جيرانها كتركيا والعراق والأردن، ولا القوى الإقليمية كإسرائيل ومصر ودول الخليج، بل على العكس فمصلحة الجميع هي في سوريا موحدة ومستقرة.

ليست كل المخاوف ملغاة أو بلا قيمة، بل على العكس ثمة مخاوف حقيقية يجب مراعاتها والحذر منها، أول تلك المخاوف هو أن تسيطر روح الطائفية الانتقامية العمياء على شرائح كبيرة من الشعب السوري، ذلك أن اللون الطائفي الفاقع الذي اختاره نظام الأسد ومعه حزب الله اللبناني وفوقهما الجمهورية الإسلامية في إيران سيصبغ مرحلة ما في مستقبل سوريا وسيصل لهيب ناره إلى الضاحية الجنوبية، والرهان هو في القدرة على احتوائه لمصلحة سوريا المستقبل واستقرارها.

ثمة مخاوف كذلك من خطر التنظيمات الإرهابية التي تجد لها موطئ قدم في سوريا اليوم، فهذه التنظيمات كما أثبتت تجارب سابقة قادرة على نشر التخريب والدمار أينما حلت وحيثما انتشرت، ومهمة تحجيمها ومحاصرتها والتقليل من شرها هي مرحلة يجب أن تخوضها سوريا في لحظة ما.

أيضا، ثمة مخاوف من سيطرة الجماعات الأصولية وجماعات الإسلام السياسي كجماعة الإخوان المسلمين على مقاليد الحكم في سوريا، وهو تخوف جرى استباقه من قبل أصدقاء سوريا العرب، حيث جرى التقليل من التضخم السابق لتلك الجماعات في الائتلاف الوطني السوري.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-2013, 07:09 PM   #343
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي مـشـاري الــذايــدي

ضد أو مع الضربة الأميركية




ما زال أوباما يتحدث محاولا التهوين من شأن الضربة ضد قوات بشار الأسد، وأنها محدودة معدودة سريعة، وأنها ليست حربا، وأنها ليست بغرض إسقاط النظام. بقي فقط أن يخبر بشار بإحداثيات المواقع المستهدفة ليتم إخلاؤها، وبمدة الضربة حتى يأخذ بشار وماهر وبقية أركان النظام إجازة صيفية ريثما تنتهي الضربة!

أوباما يخوض في مياه يكره الخوض فيها، وأقبح خبر نقله له رجاله هو تأكيد أن قوات بشار استخدمت بالفعل السلاح الكيميائي المحرم! وبالتالي «دعست» قوات بشار على خط أوباما الأحمر. فلم يبق من مهرب لأوباما إلا إثبات صدق وعد أميركا ووعيدها.

الحرب تخاض لغايات متعددة، منها التوسع، ومنها الصراع على الموارد، ومنها الباعث الديني، ومنها الباعث القومي، ومنها حتى النزعات الشخصية، ناهيك بالحروب التي مبعثها حرج أخلاقي.

ليس صحيحا، أن «كل» الحروب تخاض لسبب واحد فقط.

فهذا أوباما يساق سوقا إلى حرب مختصرة سريعة، يشعر العالم كله بأنه لا يريدها، وكلنا يعلم كيف تلكأ الرجل عامين، رغم دموية الوضع السوري، عن فعل شيء حقيقي على الأرض. هذه حرب لاستعادة الهيبة والصدقية الأميركية، وأيضا حرب لإثبات المسؤولية الأخلاقية في الغرب، ناهيك بوجود بعد عملي فيها - هذه الحرب «المصغرة»، وهو عدم تطبيع استخدام السلاح المحرم في العالم. لا ندري عن جدية الحرب. ربما يتمخض جبل أوباما «كمشة» صواريخ لا تقدم ولا تؤخر..

المحزن في هذا الأمر، هو إدمان العرب على تكرير السلوك الغوغائي والإنكاري في كل لحظة، ففي اليمن خرجت مظاهرات متضامنة مع بشار القاتل بالكيماوي، وذهب وفد يمني لمساندته، وفي مصر تحفل الصحف، حتى الرصينة منها، بتغطيات موغلة في الإنكار، والإغراق في نظريات المؤامرة، في تكرير كربوني لغوغائية الإعلام العربي مع غزو صدام للكويت 1990. ثمة خليجيون، تأثراً بهذا الخطاب الحالم، يعزفون على نفس المقام. ويطلبون حلا عربيا، وكأن الكويت استعيدت من صدام بحل عربي!

ما المطلوب؟ أن يقتل بشار كما يشاء أملا في أن يصحو ضميره ذات يوم؟ أم أن يتوقف التحلل الاجتماعي في النسيج السوري، أم ترك الجرح السوري مفتوحا للمزيد من جراثيم «القاعدة» والميليشيات الشيعية!؟

أحد كبار الصحافيين العرب المنظرين ضد الضربة العسكرية على قوات بشار، بعدما استعرض دعوات الحرب في أميركا - لم يجد إلا القليل منها ضد بشار - ختم بحيرة: «إذا كان لي رأي ثالث، فهو أنني أرجو أن يفوز الشعب السوري، ولا أعرف كيف». يجيبه سوري هارب من الجحيم بعائلته من على حدود لبنان، هارب من كيماوي بشار وبراميله المتفجرة، ومن الضربة الأميركية المزمعة، كما نشرت جريدة «الحياة»، يقول عامر عبيد، (27 عاما)، الهارب السوري الذي وصل حدود لبنان وهو يقود سيارة فيها نساء وأطفال: «إن شاء الله سيضرب الأميركيون. أريدهم أن يضربوا، لكن الأميركيين لم يصدقوا يوما. عساهم يضربون، فيتنبه العرب أخيرا».
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-2013, 07:34 PM   #344
أليا صهل
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 10,221

 
افتراضي

أليا صهل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-2013, 05:05 PM   #345
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أليا صهل مشاهدة المشاركة

الله يجزاك خير
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-2013, 03:52 PM   #346
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي صــالـح الـقـــلاب

«الضربة» ستنفذ لا محالة والنظام سيسقط بالتأكيد




لأن «الضربة العسكرية» ضد النظام السوري لم تعد متوقعة فقط، وخلال أيام قليلة، بل مؤكدة، ثم لأن سقوط هذا النظام بات حتميا، فإن المعارضة السورية، الجيش السوري الحر على وجه التحديد، التي وضعت أقدامها ابتداء من يوم أمس الأربعاء على بداية طريق جديد، أصبحت أمام مسؤولية تاريخية، وأصبح عليها أن تهيئ نفسها لمهمة في غاية الصعوبة والدقة، وهي المبادرة إلى التقاط لحظة غدت سانحة قد لا تتكرر، والمسارعة إلى ملء الفراغ الذي سيتركه انهيار حكم بشار الأسد الذي غدا انهياره مسألة وقت قريب جدا فقط.

رغم البلبلة التي أحدثها رفض مجلس العموم البريطاني المشاركة في الضربة العسكرية المقترحة ردا على جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا، بموجب «بروتوكول» عام 1925، ورغم التردد الذي أبداه الرئيس باراك أوباما بالتخلي عن حقه كقائد أعلى للقوات الأميركية المسلحة بالرجوع إلى الكونغرس الأميركي، فإن ما غدا مؤكدا أن هذه «الضربة» ستنفذ، وأن حلف شمال الأطلسي قد يشارك فيها، وهو سيشارك فيها حتما، وأن البريطانيين سيلتحقون بها، وإنْ متأخرين، بعد التصويت مجددا على ما كان رفضه برلمانهم قبل أيام.

إن مما لا شك فيه أن الرأي العام الأميركي ومعه الرأي العام الأوروبي لا يمكن أن يسكتا عن الجريمة التي ارتكبها بشار الأسد ضد شعب من المفترض أنه شعبه، فهذه مسألة حساسة جدا، والمعروف أن هناك «بروتوكولا» دوليا أُبرم في عام 1925 قد حرم استخدام السلاح الكيماوي في الحروب باعتباره سلاحا فتاكا، وباعتبار استخدامه ضد العسكريين والجيوش، وبالطبع أيضا ضد المدنيين والأطفال، جريمة إنسانية لا يجوز السكوت عنها، وهذا يعني أن «الضربة العسكرية» التي يجري الحديث عنها سوف تتم بالتأكيد، وسوف يشارك فيها حلف شمال الأطلسي إلى جانب فرنسا التي حسمت أمرها، والتي أثبت رئيسها فرنسوا هولاند أنه القائد المطلوب والمناسب في الظروف الصعبة، وأنه صاحب قرار ولا يعرف التردد عندما يتعلق الأمر بقضية إنسانية وسياسية على كل هذا المستوى من الخطورة.

إن هذه مسألة، حيث من غير الممكن أن يصمت الضمير العالمي على هكذا جريمة بشعة ارتكبت ضد أناس أبرياء بأبشع أسلحة الدمار الشامل. أما المسألة الثانية، التي طرحها الرئيس الأميركي باراك أوباما وهو يتحدث عن موجبات هذه الضربة وأهدافها، فهي هز العصا أمام أنوف المسؤولين الإيرانيين وإفهامهم أن الدور باستخدام القوة العسكرية المدمرة سينتقل إليهم إن هم واصلوا سياسة ركوب رؤوسهم، واستمروا بمحاولات إنتاج الأسلحة النووية التي إن هم أنتجوها فإنها قد تدفع العالم إلى حرب «ذرية» قد تبدأ بالشرق الأوسط؛ هذه المنطقة الاستراتيجية والحساسة.

لقد قال باراك أوباما وقال الزعيم الجمهوري في الكونغرس الأميركي جون ماكين ومعه الزعيم الديمقراطي في هذا المجلس نفسه ليندسي غراهام، إن عدم تنفيذ هذه «الضربة» سيشجع القيادة الإيرانية على الإسراع بإنتاج الأسلحة النووية، كما أنه سيشجع كوريا الشمالية على استخدام الصواريخ الباليستية ضد كوريا الجنوبية، وربما ضد اليابان وضد الولايات المتحدة نفسها، وهذه من أكثر المسائل تأثيرا على الرأي العام الأميركي، وبخاصة أن هذا الأمر في جانب كبير منه يتعلق بأمن الدولة الإسرائيلية التي تتمتع بتأثير كبير على توجهات الأميركيين وتوجهات البيت الأبيض من خلال مجموعات الضغط اليهودية وأهمها «إيباك» كما هو معروف.

ولذلك فإنه من غير الممكن أن يسير الكونغرس الأميركي على خطى مجلس العموم البريطاني، وأن يتخذ قرارا يحول بموجبه دون استخدام الرئيس الأميركي لصلاحياته كقائد أعلى للقوات الأميركية المسلحة ويقوم بالضربة العسكرية المقررة، فهذه المسألة بالنسبة للرأي العام الأميركي، رغم أنه لا يزال يعيش ارتدادات وانعكاسات كارثة التدخل في أفغانستان والتدخل في العراق، لا تعد مسألة إنسانية فقط، بل أيضا مسألة ضرورة منع الإيرانيين من إنتاج الأسلحة النووية ومسألة وضع حد لألاعيب رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون الصبيانية، وأيضا منع حزب الله من الاستمرار في عملياته الإرهابية إن ضد أوروبا وإن ضد الدول العربية المناهضة للتدخلات الإيرانية السافرة في هذه المنطقة الشرق أوسطية.

وبالتأكيد فإن الرأي العام الأميركي من خلال من يمثلونه في الكونغرس سيضع في اعتباره أن روسيا قد استغلت في الأعوام الثلاثة الأخيرة ما رأت أنه ضعف وتردد في الإدارة الأميركية، وبدأت تسعى بالاعتماد على الأزمة السورية التي كان الرئيس باراك أوباما قد أظهر تجاهها موقفا لا يليق بالموقع الكوني الذي غدت تحتله بلاده، لاستعادة نفوذ الاتحاد السوفياتي الذي تراجع حتى حدود التلاشي بعد انهياره بدايات تسعينات القرن الماضي.

ولذلك ولكل هذا فإن هذه «الضربة العسكرية» ستجري حتما، إنْ اليوم أو غدا أو بعد أسبوع أو بعد شهر، كما قال الرئيس باراك أوباما في أحد تصريحاته الأخيرة المتعلقة بهذا الشأن، وهذا يعني أن نظام بشار الأسد سيسقط بالتأكيد؛ إذ إن هكذا ضربة، مع أنها وصفت بأنها ستكون محدودة وسريعة وأن هدفها ليس إسقاط نظام الرئيس السوري، ستؤدي إلى خلخلة هذا النظام وإلى فقدانه السيطرة على نفسه وعلى قواته العسكرية المصابة بالإعياء والتشتت، والتي ازداد نزيفها البشري وازدادت الانشقاقات فيها، مع تزايد شعورها بأنها ستجبر على خوض معركة خاسرة لا محالة.

إنه من غير الممكن وغير المتوقع أن يتماسك، أمام ضربة ستكون صاعقة ومدمرة، جيش كل تاريخه ارتكاب مذابح ضد شعبه.. من عام 1964 إلى عام 1982، إلى مذبحة سجن تدمر الشهيرة، إلى كل الموبقات التي ارتكبها قادته في لبنان، إلى هذه المذبحة المستمرة منذ أكثر من عامين، إلى جريمة استخدام السلاح النووي الأخيرة، ثم إن المؤكد أن هذا الجيش، الذي جرى تحويله إلى ميليشيات طائفية يقودها ضباط إيرانيون وتخضع لتوجيهات حسن نصر الله الذي عانى من انشقاقات فعلية على مستوى القاعدة وعلى مستوى القيادة والذي تدنت روحه المعنوية، سينفرط عقده مع أول غارة جوية أميركية ومع أول رشقة صواريخ، وهذا ينطبق حتى على الحرس الجمهوري وحتى على الفرقة الرابعة التي توصف بأنها قلعة هذا النظام وأنها خندقه الأمامي الذي من الصعب اقتحامه والسيطرة عليه.

نحن لا نتحدث هنا عن الجيش العربي السوري البطل، الذي خاض حرب عام 1948 ببطولة نادرة، والذي حاول الالتحاق فورا بجبهات القتال إبان العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 والذي خاض حرب يونيو (حزيران) عام 1967 وخاض حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973 وكل حروب المناوشات الاستنزافية مع إسرائيل.. إننا نتحدث عن جيش جرى الانحراف به عن عقيدته العسكرية الوطنية والقومية وتحويله إلى مجموعات من القتلة الذين ذبحوا شعبهم في عام 1964 وفي عام 1982 وفي سجون تدمر وفي هذه المجازر البشعة المستمرة منذ أكثر من عامين.. إن جيشا كهذا لا يمكن أن يقاتل إلا شعبه، وإنه لا يستطيع الصمود أمام هذه «الضربة» المنتظرة، وهذا يعني أن انهيار بشار الأسد بات محتما، وأن مصيره في أفضل الأحوال سيكون كمصير سلوبودان ميلوسيفيتش، وفي أسوأ الأحوال كمصير معمر القذافي.

ولهذا فإنه على الجيش الحر أن يكمل استعداداته بسرعة وبحيث يبادر فورا إلى ملء الفراغ والإمساك بزمام الأمور بمجرد انهيار هذا النظام، الذي سينهار بالتأكيد، فالتجارب علمتنا أن «الثورات» يصنعها الأبطال، وأن الجبناء هم الذين يقطفون ثمارها.. وهنا فإنه لا بد من التأكيد على مسألتين هما:

الأولى، يجب عدم الوقوع في خطيئة استهداف أبناء الطائفة العلوية الكريمة، ويجب عدم أخذ هذه الطائفة الكريمة بجريرة هذا النظام المستبد القاتل، فهي ذات تاريخ وطني نظيف عنوانه سيف الدولة الحمداني وصالح العلي، وهي بمعظمها قد وقع عليها خلال سنوات حكم حافظ الأسد وولده ما وقع على الشعب السوري كله.

أما الثانية، فهي ضرورة قطع الطريق على أي تنظيم من التنظيمات الإرهابية وعلى أي حزب شمولي ومنعه من اختطاف الحكم كما اختطفه «الإخوان المسلمون» في مصر وأوصلوا البلاد إلى ما وصلت إليه.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-2013, 03:58 PM   #347
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي طـــارق الـحـمـيـــد

استعداد إيران لما بعد الأسد


يبدو أن في إيران من يحاول تحقيق مكاسب في حال جرى استهداف الأسد عسكريا، ويتضح ذلك من جملة تصريحات، سواء من مقربين من الرئيس روحاني، أو ساسة كبار مثل هاشمي رفسنجاني، وحتى من قبل إيرانيين معارضين، وهذا أمر لافت بالطبع!

التصريحات الإيرانية تأتي متفرقة وحال قراءتها بشكل متسق تتضح الصورة الكاملة والتي تظهر جهدا إيرانيا مفاده أن على واشنطن في حال قررت ضرب الأسد فتح قنوات اتصال مع طهران، التي يبدو أن فيها من استوعب خطورة الذهاب إلى آخر المطاف مع الأسد، حيث صدرت قبل أيام تصريحات للرئيس الإيراني السابق رفسنجاني تحمّل الأسد مسؤولية استخدام الكيماوي، ورغم النفي الرسمي إلا أن تسجيلا ظهر يثبت دقة تلك التصريحات، مما يظهر انقساما داخل النخب الإيرانية تجاه التعامل مع الأسد.

ومن إيران أيضا نقلت صحيفة الـ«نيويورك تايمز» تصريحات لوزير الخارجية الإيراني يلمح فيها إلى أن الرئيس روحاني مثله مثل أوباما رجل يطمح للسلام، إلا أن المتشددين بأميركا يدفعون أوباما للحرب في سوريا، مثل ما أن المتشددين في إيران يدفعون روحاني للحروب! وهذا ليس كل شيء حيث نقلت الصحيفة أيضا عن المحلل الأميركي من أصل إيراني بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي كريم سجادنبور قوله إن «أميركا وإيران تخوضان حربا بالوكالة في سوريا محصلتها صفر في الوقت الراهن»، مضيفا أنه «إذن، وفي حال، سقط الأسد فإن الجانبين، الإيراني والأميركي، لديهما عدو جذري مشترك وهو الجهاديون السنة»!

حسنا، هذه التصريحات، والتحليلات، الإيرانية هي غيض من فيض، وهدفها تحفيز التواصل الأميركي الإيراني بحجة خطورة «المتطرفين السنة» بعد سقوط الأسد، حيث يجري تصوير هؤلاء «المتطرفين السنة» كعدو مشترك لطهران وواشنطن، وهذا ما تروّج له روسيا، وروّج له الأسد، وقام بصرف ملايين الدولارات لترويج تلك الدعاية! ونقول دعاية لأنها قراءة قاصرة هناك ما يناقضها حيث انسحب أوباما من العراق غير مكترث بالإرهاب الذي هو نتاج الإقصاء الطائفي بالعراق، ويكفي فقط تأمل عودة الحكومة العراقية لمجالس الصحوات الآن بعد أن حاربتها! كما أن الإرهاب الذي يقال إن من مصلحة طهران وواشنطن مجابهته بعد الأسد كان جزءا من أدوات الأسد نفسه السياسية في العراق، ولبنان، وسوريا نفسها طوال الثورة، وبرعاية إيرانية!

ويكفي أن يسأل الأميركيون المتحدث باسم «القاعدة» السجين لديهم سليمان أبو غيث ما الذي كان يفعله بإيران، مثلا؟ كما يجب التساؤل: هل قوة حزب الله، بالسلاح الإيراني، أو نفوذ المالكي، بدعم من طهران، قادا إلى استقرار في البلدين، أو نتج عنهما ديمقراطية حقيقية؟ الإجابة لا، فلا حكومة تشكلت حتى الآن في لبنان، مثلا، ولا استقرار بالعراق، مما ينفي أكذوبة الاعتدال الشيعي مقابل التطرف السني، وينفي أن لإيران دورا إيجابيا بالمنطقة التي من مصلحة الجميع فيها، وخارجها، عودة إيران إلى نطاقها الجغرافي، والكف عن التدخل في شؤون الدول العربية.

_______________________________






ماذا لو جرى انتظار أوباما في مصر؟


هذا سؤال افتراضي، لكنه مهم جدا بالنسبة للملف السوري والتردد الغربي حياله، وتحديدا تردد الرئيس الأميركي، فماذا لو جرى التعويل على مواقف أوباما تجاه مصر؟، أو رُضخ للضغوط الأميركية هناك؟ وما الذي كان سيحدث لو تم انتظار موقف الاتحاد الأوروبي الذي كان يخطط لمعاقبة مصر كلها إثر إسقاط مرسي والإخوان قبل أن يتدخل السعوديون؟

بالطبع كان من شأن ذلك الانتظار أن يصبح كارثة على مصر، والمنطقة ككل، ولذلك كان الموقف السعودي والإماراتي مهما جدا، حيث قلب الطاولة ورجح المعادلة، وأخرج مصر الدولة من نفق مظلم، حيث لوحت السعودية حينها بأن لمصر أصدقاء سيعوضون أي وقف للمساعدات الدولية، ومن هنا فإن الأمر نفسه ينطبق اليوم على سوريا، فلماذا ينتظر العرب مواقف أوباما المترددة، أو أوروبا؟ المفترض أن العرب الفاعلين قد استوعبوا الدرس، خصوصا بعد كل ما فعلته بهم إيران من لبنان إلى البحرين مرورا بالعراق واليمن، والآن في سوريا، وبمشاركة حزب الله، حيث لم تنتظر طهران أو حسن نصر الله المواقف الغربية، بل استغلوا التردد الغربي وساهموا في إراقة الدم السوري دفاعا عن الأسد!

وعليه فمثل ما أن العرب الفاعلين لم ينتظروا مواقف أوباما المترددة تجاه مصر، فيجب ألا ينتظروه في سوريا، وحسنا فعل العرب، وتحديدا دول الخليج، حين نجحوا في استصدار بيان من الجامعة العربية يطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه سوريا، وأدانوا فيه نظام الأسد، وحملّوه مسؤولية استخدام الأسلحة الكيماوية، لكن ذلك بالطبع لا يكفي، حيث إن على العرب الفاعلين الآن فرض واقع في سوريا، مثلما فعلوا بمصر، وكما كتبت هنا مرتين بأن على العرب التصرف وكأن أميركا غير موجودة، وهو ما ثبت في مصر، فإن على العرب الفاعلين التحرك الآن تجاه سوريا، وستتبعهم واشنطن، والغرب عموما، وذلك لا يتأتى إلا بدعم مكثف للجيش الحر، مع تحرك سياسي جاد تجاه روسيا، كما فعلت السعودية من خلال الأمير بندر بن سلطان.

وقد يقول البعض إنه ليس في سوريا مثل الفريق عبد الفتاح السيسي، وإن الجيش الأسدي جيش طائفي، وهذا صحيح، لكن في سوريا رجال وهبوا أنفسهم لوطنهم، واليوم هناك اللواء سليم إدريس، عسكريا، ويجب دعمه بالسلاح النوعي، وأكثر من ذلك، ومن عدة جبهات، منها التركية والأردنية، مع ضرورة السعي الجاد لتجفيف مصادر الأموال والتسليح عن الجماعات المتطرفة، وأهم خطوة من أجل ذلك هي دعم الجيش الحر، وتقويته.

وهذا لا يعني تجاهل أميركا، أو أوروبا، بل إن تكثيف الجهود العربية الفاعلة لفرض واقع على الأرض من شأنه إقناع الغرب بضرورة التحرك الآن ليس لضرب الأسد ضربة تجميلية وحسب، بل من أجل ضمان إيقاف آلة قتله الإجرامية، وأول خطوة لفعل ذلك، وكما ذكرنا، هي ضرورة فرض واقع على الأرض، وليس انتظار أوباما، ومثل ما فعلها العرب الفاعلون في مصر فهم قادرون على فعلها أيضا في سوريا.

_______________________________





بوتين والأسد المنتحر!



أطلق الرئيس الروسي تصريحات مهمة حول مواقف بلاده من سوريا، وتداعيات الضربة العسكرية المحتملة، وذلك قبل قمة العشرين المرتقبة، حيث أعلن بوتين أن بلاده قد تنضم للجهد الدولي لو ثبت استخدام الأسد للكيماوي، كما أكد عدم إتمام بعض صفقات الأسلحة الصاروخية. فكيف نفهم هذه التصريحات، وما هو تأثيرها على الأزمة السورية؟

القراءة المتأنية لتصريحات بوتين تقول إن موسكو لم تغير موقفها تماما بقدر ما أنها تشير إلى أن الروس غير مستعدين للذهاب بعيدا في العملية الانتحارية التي يقوم بها الأسد، كما تشير إلى أن موسكو تسابق الوقت على أمل الوصول إلى صيغة تفاوضية حول سوريا مع الغرب، وتحديدا مع الرئيس أوباما الذي ألغى اجتماعا ثنائيا كان مقررا مع بوتين بقمة العشرين، وذلك على خلفية قضية العميل الأميركي. وهنا يجب أن نتذكر أنه على أثر جريمة الغوطة البشعة، وإعلان أوباما عن نيته التحرك ضد الأسد، كثف الرئيس بوتين من اتصالاته مع الزعماء الأوروبيين على أمل حثهم على عدم التحرك العسكري، وضرورة اللجوء للحل السياسي بسوريا.

اليوم تشير تصريحات بوتين إلى الأمر نفسه، فالرئيس الروسي يسابق الوقت لإقناع الغرب، وتحديدا أميركا، بضرورة التفاوض حول سوريا، ويريد بوتين بالطبع استغلال قمة العشرين في روسيا، وهو ما لم يخفِه في مقابلته الصحافية التي أطلق فيها هذه التصريحات ليترك الباب مواربا لمن يريد التفاوض، خصوصا عندما عبر بوتين عن أسفه لإلغاء أوباما للاجتماع الثنائي، كما أن بوتين قال صراحة إن جدول أعمال قمة العشرين مقرر سلفا، إلا أن بلاده تأمل في أن يخصص الزعماء وقتا كافيا لمناقشة الأزمة السورية.

وعليه فبكل تأكيد يريد بوتين أن يقول بتصريحاته هذه إنه ليس لديه استعداد للمضي إلى ما لا نهاية مع نظام الأسد، كما يريد أن يوجد لبلاده منطقة وسطا، سواء دوليا، أو داخل روسيا نفسها، مع التأكيد بأنه لا يزال هناك متسع من الوقت للتفاوض، مع سعيه الواضح، أي بوتين، للتشويش على المشرعين الأميركيين في الكونغرس الذين هم بصدد التصويت على الضربة العسكرية ضد الأسد، مع محاولة تعميق الخلافات أيضا داخل أوروبا التي تدور فيها النقاشات نفسها حول جدوى الضربة، ويتضح ذلك من قول بوتين إن بلاده مستعدة لاتخاذ موقف حاسم حال ثبت استخدام الأسد للكيماوي، فما يريده بوتين هو مزيد من النقاشات والتحقيقات، وهذا يعني مزيدا من الوقت.

ومن هنا فليس مهما ما يقوله بوتين، بل الأهم هو الأفعال، ولولا التحركات الجادة الساعية لتنفيذ عملية عسكرية دولية ضد الأسد لما تحركت موسكو، وصدرت عنها مثل هذه التصريحات، فالثابت في الأزمة السورية أن الأفعال هي التي تحدث فرقا وليس الأقوال، وهذا ما يفهمه الأسد وحلفاؤه الذين تعودوا مطولا على تردد أوباما. ملخص القول هو أن موسكو تسابق الوقت في سوريا لأنها تعي أن ما بعد الضربة العسكرية سيكون مختلفا تماما عما قبلها.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-2013, 04:05 PM   #348
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي هـــدى الـحـسـيـنــي

تركيا وإيران.. والصراع بين السنة والشيعة!




كان الاتفاق للحديث عن مصر، لكن كثرة المجازر في سوريا زادت من قرع طبول الحرب، فهل ستقع الحرب؟

يقول محدثي الأميركي العربي الأصل: ستوجه ضربة إلى سوريا إنما ستكون رمزية، لن يكون الهجوم شبيها بالذي وقع في العراق أو ليبيا، بل لإبلاغ النظام السوري بأن استعمال الأسلحة الكيماوية غير مسموح به. إنها مسؤولية أخلاقية بالنسبة إلى الغرب، كي لا يتهم لاحقا بأنه وقف عاجزا عند استعمال السلاح الكيماوي ضد شعب أعزل.

ينتقل محدثي إلى زاوية أخرى مما يجري في المنطقة يقول: ما نراه الآن هو صراع بين فريقين، فالدول التي تضم شيعة ستتعرض لحرب سنية – شيعية، ونرى هذا في سوريا وإلى حد ما في العراق ونوعا ما في لبنان. وإذا سقط نظام بشار الأسد فإن مسرح العمليات سيتوسع ويغوص لبنان والعراق في الحرب، فالدولتان تمدد طبيعي لمسرح العمليات السوري، ومن ثم يتوسع نطاق الحرب السنية – الشيعية أكثر لأن الإيرانيين لن يبقوا صامتين مع سقوط الأسد، سيتصرفون كالأسد الجريح، وسيعتبر حزب الله في لبنان هذا السقوط هزيمة كبرى، خصوصا أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله يعتبر الأمر مسألة شخصية.

يؤكد محدثي، أن النظام السوري سيسقط لا محالة وأن كان الأمر لن يكون سهلا، إنما سوريا لن تعود كما كانت، بل إنها أقرب إلى التقسيم «وهذا ليس له علاقة بالشرق أو بالغرب».

حسب رأيه، هناك دولتان قابلتان للتقسيم: سوريا والعراق، فالتعدد الإثني والعرقي فيهما يسبب مشكلات منذ سنوات بعيدة «لا أميركا ولا الغرب من اخترع الصراع السني - الشيعي».

يرى دولة كردية ستبرز في السنوات الخمس المقبلة، أما سوريا فالمناطق العلوية وجزء من دمشق ستنفصل عن المناطق الأخرى «تجري حاليا عمليات تهجير داخلي». ببساطة لا يرى التقسيم بالأمر المستحيل «إذا نظرنا الآن إلى الخريطة السورية نراها شبه مقسمة، ولا أعتقد أن الشعب السوري على استعداد لأن يعود إلى شبه دولة موحدة كل طرف فيها يهدد الآخر، سالت دماء كثيرة».

يستطرد: أما الدول التي لا شيعة فيها فإن الحرب الآتية إليها ستكون سنية – سنية، بمعنى أن هناك السني الذي يمثله الاعتدال وعامة الشعب، وهناك السني المتطرف الجهادي، سواء الناشط في العمل السياسي مثل «الإخوان المسلمين»، أو الأقل اهتماما بالعمل السياسي الآني وناشط جدا في عملية سيطرة الدين على الدولة مثل الحركات السلفية المتمثلة بالدعوية أو الجهادية. وما يحصل في مصر الآن هو من هذا النوع، أي حرب سنية – سنية، وسوف نرى أي نوع من الإسلام سينتصر هناك «الحقيقة أن منطقة الشرق الأوسط تسير من سيئ إلى أسوأ». أسأله: وما دور أميركا في كل هذه الفوضى؟ يأتي جوابه، بأنه يذهب كثيرا إلى مصر، ويسمع الاتهامات بأن أميركا أتت بـ«الإخوان»، ويقول إذا أردت معرفة من أتى بـ«الإخوان» تابعي رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، يلفتني إلى أن الأب الروحي لأردوغان، نجم الدين أربكان كان أول ممثل لـ«الإخوان» يتولى مقاليد الحكم في تركيا وفشل فشلا ذريعا. بقي في الحكم مدة سنة واحدة، وأطاح به الجيش في 30 يونيو (حزيران) 1996 أي نفس اليوم، مع اختلاف السنة، الذي أطاح الشعب المصري والجيش بمحمد مرسي الذي ظل في الحكم هو الآخر مدة سنة.

يوم السبت الماضي (24 أغسطس/ آب) نشر والتر ميد في الـ«وول ستريت جورنال» مقالا عن استراتيجية الولايات المتحدة الكبرى التي فشلت، وكانت تنص على أن تعمل الولايات المتحدة مع المجموعات الإسلامية المعتدلة مثل حزب العدالة والتنمية (أردوغان) و«الإخوان المسلمين» في مصر، كي يتحول الشرق الأوسط إلى «واحة من الديمقراطية»، وهكذا تصيب واشنطن ثلاثة عصافير بحجر واحد: تتحالف هذه الأحزاب، وتقلص الفجوة بين المسلمين والولايات المتحدة، تعزل المتشددين والمتطرفين («القاعدة» والسلفيين الجهاديين) ثم تساعد أميركا هذه الأنظمة كي تزدهر اقتصاديا وتدعم الديمقراطية.

يقول محدثي: أعرف كل هذا الكلام، لكن هناك فرقا بين الاستراتيجية الكبرى التي تضعيها، والاستراتيجية الكبرى التي هي المخرج الطبيعي للأحداث ويستطيع أحدهم أن يبيعك إياها وتكوني على استعداد لتقبلها.

أردوغان كان الشخص الذي باع هذه الفكرة للأميركيين. هناك تسونامي سياسي يتمثل في الإسلام السياسي الذي يكتسح المنطقة، وهو قوة يجب أن يحسب لها حساب. الأكثر تنظيما كانوا «الإخوان المسلمين» وراءهم 85 سنة من العمل لم يعتمدوا العنف، وجاء أردوغان ليقول للأميركيين أنا منهم، أنا حزبي وانظروا كيف ازدهرت تركيا خلال فترة حكمي، وبالتالي فإن أفضل طريقة لحماية المصالح الأميركية والغربية في المنطقة هي عبر التعامل مع مجموعة من الدول يحكمها نظام واحد. كان الشرط الأميركي بأن يأتي هؤلاء إلى الحكم بشكل شرعي أي عبر صناديق الاقتراع. هذا ما حصل فلماذا كان على واشنطن أن تعارض وصول «الإخوان» إلى السلطة في مصر «في المنطقة العربية تعارضون (الإخوان) لأنكم تعرفون تاريخهم، أميركا لا تحكم على الناس بهذه الطريقة».

أسأله: إذا لم تكن أميركا وراء هذا كله، فلماذا رد الفعل المجنون على سقوط «الإخوان» في مصر؟

يوضح: عندما أقول إنها لم تكن استراتيجية أميركا فهذا لا يعني أن أميركا لا تدعم طالما أن الانتخابات كانت حرة ونزيهة. يعترف: هناك اختلاف بين نظرة أميركا إلى ما حصل في مصر ونظرة المصريين. الأول: على الرغم من أن مرسي انتخب ديمقراطيا وقبل الشعب بالنتيجة فإنه لم يحكم ديمقراطيا. الثاني: نزع مرسي الشرعية عن جميع الخطوات المبنية في نظام ديمقراطي التي تتيح للشعب الاعتراض على قرارات الرئيس.

خلال هذه الفترة، أي سنة من حكمه، لم يصدر أي بيان من واشنطن يعترف للشعب المصري بأن ما يمارسه مرسي غير ديمقراطي، ولا بد بالتالي من وضع خطوط حمراء. نقطة الخلاف الثانية بين أميركا والمصريين هي أن المصريين الذين يعرفون «الإخوان» جيدا شعروا بأنهم يحثون الخطى نحو التمكين. يقول: إن أميركا لا تفهم فكرة «التمكين» وغير مستعدة، لأن فكرة «التمكين» موجودة في كل الدول الغربية، فالرئيس باراك أوباما يأتي بكل وزرائه من الحزب الديمقراطي لـ«تمكين» الحزب وهذا حقه. بنظره، ارتكبت أميركا خطأين: لم تضع الفرامل على الخطوات التي أقدم عليها مرسي، فتوهم الناس أن كل ممارسات «الإخوان» مدعومة من واشنطن، والثاني أنه من الصعب على أميركا أن تفهم خطورة عملية «التمكين».

كان طلب واشنطن من المصريين إعطاء مرسي سنتين على الأقل من الوقت ثم يقومون بعصيان مدني. يقول محدثي: هناك مشكلتان مع هذا الاقتراح: الواقعية السياسية والاقتصاد. بالنسبة إلى الأولى لو «تمكن» مرسي لأقدم فعلا على إبعاد أعلى ستين لواء وفريقا في الجيش المصري ولزاد من عملية «تمكين» الإخوان عن طريق إضعاف المؤسسة الوحيدة الباقية في مصر، ثم يطيح بالوزراء ويسيطر على الحكومة، لو أعطي فرصة أطول ما كان ليضيعها. أما الاقتصاد فمع مرسي أو من دونه هو في مأزق وأعتقد أن هدف «الإخوان» الآن التركيز على تدمير الاقتصاد.

وعودة إلى أردوغان المتضايق لأن إخوان مصر ومرسي أساءوا التصرف فوضعوه في موقف محرج، لا بل كشفوه. إن فكرته المقتنع بها وروجها وباعها للغرب بدأت تنهار أمام عينيه. يقول محدثي: تركيا التي يحكمها «الإخوان» كانت «المثل المثالي» كي تستعيد تركيا نفوذها في العالمين العربي والإسلامي. بنظره، هناك دولتان في المنطقة تنظران إلى العرب نظرة ازدراء، وتعتبران أنهم مجرد رعية ورعايا. إنهما إيران وتركيا اللتان تقودان الصراع الحالي ما بين الشيعة والسنة!

____________________________





خطة إيرانية لإرسال قوات من «الحرس الثوري» إلى لبنان!




التهديدات الإيرانية بحرب إقليمية مدمرة لا تخفي أن إيران تمددت كثيرا بشكل يكشفها، بسبب تورطها العميق في سوريا. لكن كل هذا لا يخفي أيضا أن مصلحتها الأساسية تبقى في لبنان، بسبب وجود حزب الله.

حتى الآن ليس واضحا طبيعة وتوقيت العملية العسكرية «المحدودة» ضد النظام السوري. فالرئيس الأميركي باراك أوباما منذ انتخابه في الفترة الرئاسية الأولى يريد أن يدير ظهره لمنطقة الشرق الأوسط. الآن، وقد مضت سنتان ونيف على الحرب في سوريا، رفض الإقدام على أي خطوة حتى جاء الهجوم بالكيماوي. هناك من يقول إن السماح بتمرير تجربة الكيماوي، التي قد تكون «بروفة» لتجربة إيرانية لاحقا بالسلاح النووي، لا يمكن أن يمر. ثم إن لجوء أوباما الأخير إلى الكونغرس للتصويت على الضربة العسكرية «المحدودة»، لمعرفته أنه خلال السنوات الثلاث المتبقية من رئاسته سيجد نفسه في مواجهة إيران وبرنامجها النووي، وبالتالي يريد أن يكون الكونغرس الأميركي والشعب الأميركي معه في تلك المرحلة الفاصلة.

بالنسبة إلى سوريا، لا يبدو أن هناك شهية لعمل عسكري كبير قد يورط الغرب في المستنقع السوري، كما حصل في العقد الماضي في المستنقعين الأفغاني والعراقي، ومع ذلك، تستمر إيران في تأجيج نيران الحرب، وتستمر في تهديد عدد من دول المنطقة، وما هو أبعد منها. هذا الضجيج الإيراني هدفه تثبيت الاهتمام بعيدا عن إيران، لكن إذا استمرت إيران في اتباع النهج ذاته في تعاطيها بالشؤون الدولية، فمما لا شك فيه أنه، وبعد فترة ليست بالطويلة، ستكون هي نقطة التركيز الأساسية، مهما حاولت تحويل الانتباه إلى مكان آخر، لأن هذه التهديدات تخفي تحت ظلها السياسة التي تعتمدها إيران وتتبعها منذ نجاح ثورتها.

مساء الاثنين الماضي على شاشة «إم تي في»، بذل السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن آبادي جهدا كبيرا ليبهر المشاهدين، قال إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف مع «المقاومة»، هذا في رده على الدور الإيراني في سوريا، وإن قضيتها الأولى منذ 34 عاما هي فلسطين. رفض أن يتحدث عن العمل العسكري ضد سوريا، بل عن ورقة الحل الإيراني التي تشابه ورقة «جنيف 2». طبعا هو ضد «المشروع الأميركي» في المنطقة.

منذ بداية العلاقة الإيرانية - السورية وإيران هي الجانب الأقوى، تستعمل سوريا ممرا لها للوصول إلى لبنان عبر حزب الله، واستعملتها لتمرير مقاتلي «القاعدة» إلى العراق، عندما كانت القوات الأميركية هناك، واستعملتها لإيصال السلاح والصواريخ إلى حزب الله ولتدريب مقاتليه. الآن هي تغرق مع الرئيس السوري بشار الأسد في المستنقع السوري. السفير ركن آبادي تجاوز احتمالات الضربة العسكرية، وطرح مباشرة «مشاركة» بلاده في الحل السياسي. وذلك كي تبقى إيران في سوريا، وتبقى سوريا بنظره عقدة رئيسة في السلسلة التي عملت إيران جاهدة على تركيبها، حتى لو رحل نظام بشار الأسد.

عندما كثر الحديث عن ضربة عسكرية على سوريا، لم نسمع تهديدا من ضابط سوري كبير، بل أعلن رئيس الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري أن «الحرب على سوريا ستتسبب في تدمير إسرائيل». تبعه رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز آبادي قائلا: «إن الهجوم الأميركي المحتمل على سوريا سيشعل الغرب وإسرائيل». ثم أدلى العميد محمد رضا نقدي رئيس «الباسيج» (منظمة تعبئة المستضعفين) بدلوه، عندما قال: «الهجوم على سوريا سيجعل تحرير فلسطين أسهل» (وكأنهم اشتروا سوريا).

لكن إسرائيل أغارت مرتين على سوريا في الفترة الأخيرة. الإعلام الإسرائيلي كشف عن هذه الغارات، ولم نسمع من المسؤولين الإيرانيين مثل هذه التصريحات النارية التي تتدفق علينا الآن. فهل إيران مقبلة حاليا على حرب هي غير «مستعدة» لها؟ حسب تقارير موثوقة، فإن الولايات المتحدة أبلغت «المقاومة» ودول «الممانعة» أن الضربة ستكون محدودة، وستبقى كذلك، لكن إن ردوا، فستكون الضربة أقوى وأوسع.

إذن هذه التصريحات النارية تخفي قلقا إيرانيا حقيقيا، لذلك تخطط إيران لإرسال تسعة آلاف مقاتل من لواء «الحرس الثوري» إلى لبنان على مراحل.

هذا جزء من استراتيجية تهدف إلى مماطلة التطورات الخطيرة في لبنان التي تخوضها المعارضة، في محاولة منها لتقويض السلطة السياسية والعسكرية لحزب الله، علاوة على تدهور الأوضاع فيه. يأتي هذا نتيجة لتورط حزب الله عميقا في سوريا، الأمر الذي يكبده ثمنا ملحوظا من الخسائر في الأرواح، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بصورة الحزب في لبنان؛ فهو حاد تماما عن خطه المعلن بأنه لمقاومة إسرائيل وتحرير ما بقي تحت الاحتلال من الأراضي اللبنانية، وفي جميع أنحاء المنطقة.

وحسب مصادر أمنية لبنانية، فإن إحدى الصحف اللبنانية الموالية للحزب، نشرت مقالا قبل شهرين (الأول من يوليو/ تموز) يهدف إلى توفير الشرعية لخطة إرسال قوات من الحرس الثوري إلى لبنان، وإرساء الأسس اللازمة لتطبيقها. وأشار المقال إلى أن الاستقرار في لبنان يخرج عن السيطرة، والتوترات المذهبية معرضة للاندلاع في أي لحظة، ثم إن هناك خططا لمجموعات سلفية تهدف لاغتيال نبيه بري رئيس المجلس النيابي، والعماد جان قهوجي قائد الجيش، وهدفها نشر حالة من الفوضى العامة في البلاد.

توسع الانتفاضة العسكرية الدموية من سوريا إلى لبنان، أدى إلى تفاقم الانتقادات لحزب الله من داخل الطائفة الشيعية ومن المعارضة السنية، خصوصا السلفيين (ظاهرة أحمد الأسير)، وما يحدث في عرسال وطرابلس وعكار.

هذا الواقع الخطير للمعارضة التي تكثف من تحديها لهيمنة حزب الله في لبنان، يُنظر إليه على أنه كارثة تلوح في الأفق بالنسبة إلى إيران وحزب الله، خصوصا إذا ارتبط هذا بعدم اليقين العميق بالنسبة إلى مستقبل نظام بشار الأسد.

وإذا ما أُسقط هذا النظام في نهاية المطاف، على الرغم من المساعدات الضخمة التي يحصل عليها من إيران وحزب الله، فسوف يصبح لبنان المعقل الوحيد المتبقي لإيران، وإذا لم يجرِ الحفاظ على قوة حزب الله، فإن إيران بالتأكيد ستخسر نفوذها في قلب المنطقة.

قرار إرسال قوات من الحرس الثوري إلى لبنان في المستقبل القريب يحتاج إلى المزيد من الجهود المنسقة من قبل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي يعد قريبا من صناع القرار في إيران، ومن قيادة حزب الله، ويُعتقد أن له تأثيرا عليهم. أيد هذا القرار القائد العام للحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري، ووافق عليه المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. سيشرف على إرسال القوات إلى لبنان قائد القوات البرية في الحرس الثوري محمد باكبور القائد السابق لفيلق لبنان. سيجري إرسال القوات إلى لبنان من مختلف فرق المشاة الإقليمية، مثل تلك التي في طهران وأصفهان وخورام آباد، لتجنب تقويض الأمن الداخلي في إيران. تتطلب هذه العملية استعمال الأسلحة الإيرانية الموجودة في مستودعات الجيش السوري، وبعض هذه الأسلحة ستُنقل جوا. ويبدو أن معظم هذه القوات الإيرانية سيجري نشرها على طول الحدود بين سوريا ولبنان بالقرب من القصير.

هذه الخطة تؤكد أن إيران لن تتورط إذا ما وُجهت ضربة عسكرية إلى سوريا. هي تريد حماية حزب الله. إذا سقط الحزب، سقط معه خط دفاع إيران الأول وسلاحها الرادع، وهذا لا ينطبق على النظام السوري.

لقد دأبت إيران على إشعال النار في دول المنطقة، كي تبقى هي محمية. مساء الاثنين الماضي على قناة «بي بي سي»، حذر مختار لاماني نائب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا من احتمال وقوع «مجازر كبيرة». كان القلق باديا على وجهه، مما دفع بمحاوره إلى التعليق؛ النيران الكثيفة قد تكسب الحرب، لكن الكراهية المذهبية هي التي ستفتت هذه البلاد.

تحذير يجب أن يصل إلى مسامع إيران، وبطريقه إلى الدولة اللبنانية!
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-2013, 04:08 PM   #349
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي عـبـد الـرحـمـن الـراشـــــد

انسوا أوباما!



صحيح أن تردد الرئيس الأميركي باراك أوباما، وتأجيله الضربة العسكرية التأديبية التي توعد بها نظام بشار الأسد في سوريا، سبب القنوط عند البعض، وأفرح النظام في دمشق، مع هذا على المعارضة أن تدرك أنها وحدها مسؤولة مسؤولية كاملة عن تحرير بلادها، سواء بعون من دول كبرى أو من دونها. ويفترض أن يقتنع حلفاء المعارضة، من دول عربية وأجنبية، أن واجبهم مضاعفة دعم الجيش السوري الحر ليقوم بهذه المهمة، ومنع غيره من الوصول إلى دمشق وحكم البلاد. نحن في ساعة السباق نحو العاصمة رغم كل التحصينات ورغم حتى استخدامه للأسلحة الكيماوية.

ورغم تلكؤ الرئيس أوباما اليوم ما زلت أتوقع أن يفعلها لاحقا، ويلعب دورا رئيسا في إسقاط نظام الأسد. السبب ليس فقط لأن في دمشق نظاما شريرا تمادى في حرب الإبادة ضد شعبه، بل أيضا لأن أمن أميركا ومصالحها ستفرض عليها التدخل. فقد أصبحت سوريا أكبر مزرعة لإنتاج الإرهابيين تستقطب مقاتلين من أنحاء العالم، وغاية هؤلاء استهداف قوى أساسية مثل الولايات المتحدة. نظام الأسد مهّد للمتطرفين دخول الحرب، اعتقادا منه أن ذلك سيدفع الدول الغربية لمساندته ضدهم، كما وقفوا إلى جانب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من قبل، وغيره.

وقد يتساءل البعض مستنكرا، فعلا لماذا نتوقع أن يصطف أوباما إلى جانب هذه الجماعات الجهادية لإسقاط الأسد، وليس العكس؟ السبب أن نظام الأسد سقط فعلا، لم يعد يحكم معظم سوريا. وفي غياب نظام مركزي تنجرف سوريا لتصبح مثل أفغانستان والصومال. وفي هذا الفراغ والفوضى وجدت القوى الجهادية تربة خصبة، ولعبت على مشاعر مئات الملايين من المسلمين في أنحاء العالم الذين رأوا في سوريا مأساة لا يمكنهم السكوت عنها. سيأتي اليوم الذي يدرك فيه الأميركيون أن الدخول في سوريا ضرورة أمنية لا فكاك منها.

لكن إلى ذلك الحين، على المعارضة السورية نسيان الدور الدولي، والدور الأميركي، وعليهم أن يقتلعوا النظام السوري بأيديهم. هذا واجبهم، وهي قضيتهم، ولو أن المعارضة المسلحة والسياسية تمكنت من ترتيب أوضاعها، فهي قادرة على الإطاحة بنظام الأسد اليوم أكثر من أي وقت مضى. فالدعم الخارجي، من إيران وروسيا، استنفد معظم طاقته، وقد وجد حلفاء الأسد أنهم يدعمون جثة هامدة، وبالتالي لا قيمة لكل ما يفعلونه اليوم سوى أنهم يؤخرون دفن النظام أشهرا أخرى.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-2013, 04:09 PM   #350
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,216

 
افتراضي سـلـيـمـان جــــودة

ورقة التوت التي نزعها الأقباط عن الغرب




عاش البابا شنودة، بطريرك الأقباط الأرثوذكس في مصر، ثم مات، وهو يردد عبارة خالدة تقول: مصر وطن يعيش فينا، قبل أن نعيش فيه.

ومن قبل، كان هذا المعنى قد تجلى على أنصع ما يكون، عندما تكلم الأوروبيون في الغرب، في أثناء ثورة 1919، وما بعدها، عن أنهم يمكن أن يتدخلوا لحماية الأقباط في الدولة المصرية، وعن أن وجود الإنجليز وقتها، على الأرض المصرية، يهدف إلى حماية الأقباط عموما، مما يمكن أن يتعرضوا له، من اضطهاد، أو تمييز.. فعندها، راح كل قبطي يتبنى شعارا استقر في وجدان كل مواطن منهم، وكان يقول: إذا كان الأمر كذلك، فليمتْ الأقباط، ولتحيَ مصر!

وعندما رحل البابا شنودة في مارس (آذار) قبل الماضي، فإن البابا تواضروس الثاني قد حل في مكانه، وجاءت أحداث ما بعد ثورة 30 يونيو لتكشف عن أن الرجل، شأنه شأن شنودة الراحل، يدرك تماما ماذا تعني مصر، بالنسبة له، ولجميع الأقباط، وماذا يجب عليه أن يقول، إذا كان لا بد له أن يتكلم.

ذلك أن جماعة الإخوان، حين حرّضت أتباعها على مهاجمة عدة كنائس، في أعقاب فض اعتصامي «رابعة» و«النهضة»، يوم 14 أغسطس (آب) الماضي، فإنها كانت تراهن على استفزاز الأقباط، من أجل الاشتباك معهم، ثم تصوير الأمر، أمام الخارج، على أن أصحاب الديانة المسيحية يجري قتلهم في مصر، التي تعاني من عدم الاستقرار، وأن.. وأن.. إلى آخر ما يمكن أن يذهب إليه أصحاب هذا الرهان!

غير أن الأقباط كانوا، من خلال التجربة، ومن خلال أي رصد موضوعي لما حصل، أكثر وطنية من الإخوان «المسلمين»، مع التنبه هنا إلى أن كلمة المسلمين موضوعة بين قوسين، لعلة، هي أن يلتفت كل واحد فينا إلى أن الذين يرتكبون أفعالا من نوع ما رأيناه يوم فض الاعتصامين يسمون أنفسهم مسلمين، في حين أنهم أقرب ما يكونون إلى أن تنطبق عليهم تلك العبارة التي كان مرشدهم العام الأول، حسن البنا، قد أطلقها على قَتَلة النقراشي باشا، عام 1948، فقال عنهم بصدق إنهم ليسوا إخوانا.. وليسوا مسلمين.

وعندما نظم الأقباط مؤتمرا في القاهرة، يوم السبت قبل الماضي، تحت عنوان «أقباط مصر يتحدون أميركا والأوروبيين»، ثم أصدروا عنه ما سُمي بـ«وثيقة للوطن»، ووجهوا رسالة قوية وواضحة من خلاله، إلى أنهم ليسوا في حاجة إلى حماية من أي نوع، من الولايات المتحدة، ولا من أوروبا، فإنني تمنيت لو أنهم كشفوا في مؤتمرهم عن أن صمت الغرب في إجماله عن اعتداءات «الإخوان»، على الكنائس، ليس جديدا، فقد سبق للغرب نفسه أن خذل الأقباط وتخلى عنهم تماما، طوال عام من حكم مرسي.. وقد رأينا بأنفسنا كيف أن ارتفاع وتيرة الهجرة القبطية من مصر، طوال ذلك العام، لم يكن يعني شيئا، أي شيء، لدى أي عاصمة أوروبية، فضلا بالطبع عن العاصمة الأميركية، على الرغم من أنه قد قيل، من مصادر موثوق فيها، إن عدد الأقباط الذين هاجروا إلى كندا، وإلى غيرها، على مدى العام الإخواني إياه، قد وصل إلى مائة ألف قبطي!

ليس هذا فقط، وإنما التزمت تلك العواصم الصمت المطلق، عندما أقر «الإخوان» دستور 2012، على الرغم من انسحاب ممثل الأقباط من اللجنة التي وضعته، وقد كان المتوقع، أن يحرك صدور الدستور بهذا الشكل ضمير أي سياسي غربي أو أميركي، وهو ما لم يحدث أبدا مع الأسف!

لذلك، كان مؤتمر وثيقة الوطن لطمة على خد كل سياسي غربي مات ضميره، ولم يعد يتعاطف في القاهرة إلا مع جماعة تمارس العنف ضد المواطنين، وتحرض عليه، ثم يتعامى عن أن 85 كنيسة قد تعرضت للاعتداء تارة، وللحرق تارة أخرى، وهو ما أعلنه مؤتمر السبت، على الدنيا، بوضوح كامل!

ما أريد أن أقوله إن ثورة 30 يونيو قد جاءت لتنزع عن الغرب في أغلبه ورقة التوت الأخيرة، التي كان يتغطى بها أمامنا، طول الوقت، وأقصد بها ورقة حقوق الإنسان التي كان يتاجر بها علينا، ويستخدمها عند اللزوم، ثم يحجبها عند الضرورة، وهو ما جرى بالضبط في أزمتنا المصرية مؤخرا؛ إذ تبين لنا، بالدليل المرئي، أن الاعتداء من جانب «الإخوان»، على دور عبادة لـ10 ملايين من الأقباط، لا يعني أي شيء، إذا كان يتعارض مع مصلحة أوروبية أميركية تحققت بوجود «الإخوان» في الحكم 12 شهرا، وكانوا يريدون استمرار تحققها، لولا أن طوفان 30 يونيو قد جرفها في طريقه إلى الأبد.

ثم جاء البابا تواضروس الثاني ليجرف ما تبقى من معالم الصفقة التي جرى افتضاح أمرها على الملأ، حين قال في عز الأحداث: كنائسنا كلها فداء لمصر.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:57 PM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.