السعودية: عقاريون يترقبون مساهمة الأموال العائدة في إنعاش السوق مع اقتراب نهاية الإجا

[المؤشر]

السعودية: عقاريون يترقبون مساهمة الأموال العائدة في إنعاش السوق مع اقتراب نهاية الإجازة

«الشرق الأوسط» ترصد تراجعا محدودا في أسعار أسهم المساهمات العقارية وتوقعات بطفرة سعرية وسط تزايد الطلب على الأراضي



جدة: عبد الرحمن المطوع
يعيش القطاع العقاري في السعودية هذه الأيام مرحلة ترقب لكيفية الاستفادة من عودة الأموال الى البلاد بعد خروجها من أسواق غربية، خاصة مع اقتراب انقضاء إجازة الصيف التي تشهد تراجعا طبيعيا في الطلب.
ووفقا لاستطلاع لـ«الشرق الأوسط» لرأي عقاريين في جدة، فان السوق شهدت أخيرا إبرام صفقات ضخمة لبيع أراضي خام، تمهيدا لتطويرها ومن ثم طرحها في السوق على المواطنين.
ويعتبر خالد سلطان رئيس شركة بورصة العقار في جدة، ان الوضع مطمئن للغاية، وهناك تزايد في الطلب، تسبب جزئيا في رفع أسعار العقارات والأراضي المطورة حديثا. مفيدا بان ما ينقله الإعلام من تصريحات بعودة مليارات الى السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، يثري السوق ويحرك القطاع بشكل عام.
وتوقع الاقتصادي الدكتور عبد الرحمن الصنيع ان يستفيد القطاع العقاري من الأموال العائدة من الخارج، وسيؤدي بديهيا الى ارتفاع الأسعار، والخوف من ان يكون هناك تضخيما غير حقيقي للوحدات ومبالغ فيه من قبل الملاك لفرض نظرية الأمر الواقع، ولعل المستفيدين بشكل مباشر من ذلك كله هم السماسرة، في الجانب الذي قد يتضرر منه محدودي الدخل. وتوقع أن تكون هناك قفزة سعرية أخرى في حال موافقة الجهات المختصة على تفعيل نظام السماح للأجانب والمقيمين بتملك العقارات، خاصة ان عددهم في البلاد لا يقل عن ستة ملايين فرد، بعضهم ذوو دخول مرتفعة تسمح لهم بشراء وتملك عقارات للسكن. الى ذلك وصف شهوان الشهيوين المالك لمكتب عقارات في جدة، بالقول ان الملاك عرضوا عقارات بأسعار اقل لعدم وجود الطلب والحصول على صفقات سريعة بانه كلام غير صحيح بل على العكس حيث أفادت أنباء ارتفاع أسعار النفط، وتزايد مداخيل الدولة فضلا عن المبالغ التي تدفعها الحكومة الى المقاولين أو التعويضات للمواطنين، اثر زيادة السيولة وانتعاش السوق.
ورصدت «الشرق الأوسط» تراجعا محدودا في أسعار أسهم المساهمات العقارية، خاصة في المنطقة الشرقية من البلاد، حيث انخفض قيمة بعض الأسهم من نحو 19 الف ريال الى 17.5 الف ريال، هذه الأيام، ويعزى ذلك حسب العقاريين، الى سببين أهمهما .. كثرة العرض رغم العوائد المالية شبه المضمونة لهذا النوع من المساهمات، بجانب رغبة البعض في الحصول على ربح سريع في كل سهم يبلغ نحو 2.5 الف ريال في الواحد، خاصة لحاملي الكميات الكبيرة منها. ولم يشك من تحدثت معهم الجريدة في انعكاس التأثيرات الإعلامية على قناعات الملاك وحاملي الأسهم، معزين هذا التراجع الى انه سيكون قصيرا، ليرتفع مع اقتراب مواعيد تصفية تلك المساهمات.
وحول التوقعات بعودة الحركة الى الأسواق نتيجة اقتراب موعد انقضاء الإجازة الصيفية، قال خالد سلطان، ان كبار الملاك يعملون صيفا وشتاء، ولكن المشترين الأخيرين يقل إقبالهم على الشراء بحكم سفرهم خارج المدن او لخارج البلاد، وهو أمر موسمي لكنه لم يتبق سوى أيام على انتهاء الإجازة.
ومعلوم ان السوق العقارية استقبلت في نهاية أبريل (نيسان) الماضي، بارتياح نبأ إقرار مجلس الوزراء السعودي نظامين يقننان العمل في سوق العقارات، اولهما مشروع نظام ملكية الوحدات العقارية وفروعها والثاني نظام التسجيل العيني للعقار. ورأى المختصون حينها ان من شأن القرارات إنعاش السوق العقاري وتصحيح ثغرات في الأنظمة القديمة. وركزوا على أن ما يعرف بنظام ملكية الطبقات الخاص بتمليك الشقق السكنية والتجارية من شأنه جعل أرضية قانونية تقضي على كثير من العقبات التي كانت تواجه الراغبين في شراء الشقق قبل صدور النظام. وأبان الدكتور عبد الرحمن الصنيع، ان إقرار الحكومة لنظام التسجيل العيني للعقار أعطى متانة وقوة قانونية أكثر، ويريح طرفي العقد في إبرام الصفقات من الجانب القانوني بشكل أوسع من ذي قبل، ومقبول لدى الأطراف والجهات المعنية. كما انه اتاح سهولة أكثر في الإجراءات ورصدا لكافة البيانات المتعلقة بابرام الصفقات العقارية.

http://www.asharqalawsat.com/pcdaily...,2002,002.html