تراجع سعر صرف الدولار امام الجنية المصري ينهي السوق السوداء

[الــروقــي]

انخفض سعر صرف الدولار الاميركي بشكل مفاجئ امام الجنيه المصري مما ادى الى اختفاء السوق السوداء للعملة الخضراء ولكن الخبراء مختلفون حول اسباب هذا التراجع.

وكان الدولار يباع بـ5.93 جنيهات في نهاية الاسبوع (الخميس) مقابل 6.3 جنيهات قبل اسبوعين.

وعلى الرغم من ان بعض المحللين يتوقعون استمرار هذا التراجع حتى يصل سعر صرف الدولار الى 5.5 جنيهات، فان البعض الاخر يرى ان ارتفاع سعر العملة المحلية "مصطنع" و"وهمي" وان العملة الخضراء ستعود الى الصعود من جديد.

وهذه المرة الاولى التي ينخفض فيها سعر صرف العملة الاميركية امام الجنيه المصري نتيجة انخفاضه في السوق الدولية خاصة امام اليورو والين. وحتى الان كان الدولار يحافظ على ثباته في مصر بصرف النظر عن تراجعه عالميا.

ويختلف الخبراء المصريون في تفسير هذا التغيير المفاجئ. ويفضل البعض الاسباب التقنية بينما يعتقد اخرون ان السبب هو السياسات الليبرالية التي تبناها البنك المركزي مؤخرا.

ويقول بعض المحللين ان ادخال البنك المركزي في منتصف كانون الاول/ديسمبر الماضي لنظام الانترابنك (انترانت) في تعاملاته مع البنوك العاملة في مصر ادى الى سيولة وشفافية في العرض والطلب على الدولار مما سهل تدخل البنك المركزي.

فمنذ ادخال نظام الانترابنك يتحدد سعر الدولار بناء على العرض والطلب بين البنوك وليس بناء على سعر يتم تحديده اداريا وهو ما كان يتيح وجود سوق سوداء.

ويسعى البنك المركزي منذ اشهر عدة الى تنظيم شركات الصرافة من خلال التشجيع على دمج الشركات الصغيرة.

اضافة الى ذلك، فان قيام وزارة المالية مؤخرا بالغاء قرار سابق كان يفرض على المصدرين ايداع 75% من عائداتهم بالعملة الاجنبية في البنوك اعاد الثقة الى المصدرين.

ولم يعد هؤلاء يخشون نقصا في العملة الاجنبية ولذلك اعادوا ايداعاتهم من الخارج وحولوها الى الجنيه المصري لتجنب اثار انخفاض سعر صرف الدولار وللاستفادة من سعر الفائدة على الجنيه. وبلغت معدلات فائدة اذونات الخزانة التي اصدرتها الدولة مؤخرا 12%.

ويقول علي حافظ وهو استاذ اقتصاد في جامعة القاهرة ان تراجع الدولار يعود لسبب مؤقت وهو انخفاض طلب الحجاج الذين قل عددهم هذا العام عن السنة الماضية اثر ارتفاع كبير في كلفة الحج. وكان موسم الحج يتسبب عادة في ارتفاع سعر صرف الدولار.

ويعتقد حافظ ان ارتفاع قيمة الجنيه "وهمي" لان المؤشرات الرئيسية للاقتصاد المصري ما زالت متواضعة: انتاجية ضعيفة وثبات في حجم الصادرات وواردات مرتفعة وعجز كبير في الموازنة العامة وزيادة مطردة في الدين العام الداخلي. ويقول فكري باسيلي وهو احد اصحاب شركات الصرافة، ان انخفاض سعر صرف الدولار يعود لتراجعه في الاسواق العالمية وخشية المصدرين من ان يفقدوا مزيدا من المال لو احتفظوا به. وهو يعتقد ان الدولار سيعود الى الارتفاع من جديد امام العملة الوطنية.

[المتحد1]

شكرا لك الروقي شكلك فهمان في العملات

[علي الدوسري]

شكرا لك يالغالي