الرياض: الحرب تلغي الإجازات الخارجية وتجبر المسافرين على البحث عن مدن جديدة

[ابوفهد]

الحرب تلغي الإجازات الخارجية وتجبر المسافرين على البحث عن مدن جديدة وتحرك سوق لوازم الرحلات والصحون الفضائية



وضعت الظروف الراهنة في المنطقة التي خلقتها الحرب على العراق وشنتها الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا ودخلت أسبوعها الثاني سكان العاصمة السعودية أمام وضع جديد إذ غيرّ أرباب الأسر والأفراد والمقيمون من أسلوبهم القديم وحل محله برنامج يومي جديد. ولعل اللافت في ذلك أن الآباء أصبحوا أكثر تواجداً في منازلهم وعادت العلاقات الأسرية أكثر حميمية من ذي قبل وألغى الكثيرون من الموظفين إجازاتهم، كما أخذت الإجازات التي تمتع البعض منهم شكلاً جديداً إذ أجبرت الحرب على إلغاء كثير من الأشخاص سفرياتهم التي كانوا قد خططوا لها قبل اندلاع الحرب وتم استبدال المدن التي كانوا سيقضون فيها إجازاتهم إلى مدن جديدة وتجنب المسافرون التوجه إلى البلدان القريبة من مناطق الصراع واختاروا دولاً أخرى، في حين فضل البعض قضاء الإجازة في الداخل. واستبشرت النساء رغم مرارة الحرب وما تخلفه من مآس على الشعب العراقي بتواجد الأزواج في المنازل اغلب أوقات اليوم وظلت الأسر مجتمعة تتابع أخبار الحرب عبر الفضائيات والصحف، ثم الخروج إلى احد المطاعم لتناول العشاء مع الأطفال والعودة باكراً إلى المنازل، وخططت الأسر لقضاء يومي الإجازة خارج المدينة إما في الاستراحات أو عبر البراري وحرصت الأسر والأفراد على استئجار الاستراحات التي تتواجد بها الصحون الفضائية لمتابعة كل ما يستجد في الحرب، أو استئجار هذه الصحون من محلات تأجير لوازم الرحلات عند الرغبة في قضاء الإجازة في البراري ونصب الخيام بها. ونشطت لذلك محلات تأجير لوازم الرحلات بعد الكساد الذي أصابها الأسبوع الماضي بسبب تزامن بدء الحرب مع الإجازة. وفي شرق الرياض عاد «المطعسون» من الشباب إلى ممارسة هواية قيادة السيارات في الكثبان الرملية أو ما يسمى بالتعطيس بعد أن توقفوا عن ذلك خلال اليومين الأولين لبدء الهجوم الاميركي ـ البريطاني على العراق.
وأجبرت الحرب الدائرة حالياً على ارتياد بعض الشباب المكتبات العامة للحصول على معلومات تاريخية عن العراق التي تشهد أرضها معارك ضارية مع القوات الاميركية والبريطانية وحرص رواد هذه المكتبات على التوقف عند الأحداث التي مرت بهذا البلد منذ آلاف السنين وما أضاف للإنسانية من حضارة،
وفي الشأن ذاته ازدهرت تجارة بيع الأطباق الفضائية وأعمال البرمجة والصيانة لأجهزة التقاط القنوات، وجاءت الطلبات الجديدة رغبة في متابعة أخبار الحرب من خلال محطات معينة، ودخلت فئة جديدة من طالبي هذه الصحون وهي فئة المتدينين الذين طلبوا هذه الأجهزة عبر الاشتراك وتحديد محطات معينة وبرمجتها داخل منازلهم لمتابعة أخبار الحرب والنقاشات والآراء التي تطرح حولها. ولم يلاحظ زيادة في أسعار هذه الصحون التي شهدت مؤخراً كساداً بسبب تشبع المنازل منها وعدم وجود زبائن جدد لها. وفي الشأن ذاته ظلت المطاعم تعمل كعادتها حتى الفجر ولم تسجل تراجعاً في مبيعاتها بل حافظت على زبائنها واعتبر (س.ص) عامل في احد المطاعم شمال الرياض أن ساعات الليل هي الأكثر طلباً للوجبات من قبل السكان نظراً لأن السهر أصبح إحدى سمات العاصمة السعودية وخصوصاً عقب بدء الهجوم العسكري على العراق حيث يحرص الناس على متابعة أخبار هذه الحرب حتى ساعات متأخرة ليقتطعوا جزءاً من وقتهم لزيارة مطعم لتناول وجبة دسمة ثم العودة إلى منازلهم. وفقدت المحلات التي تقدم القهوة والشاي والتي خصصت شاشات كبيرة وأجهزة تلفزيونية لمتابعة الفضائيات ومباريات كرة القدم زبائنها بصورة لافتة، .