تأكد من ان اسمك ليس في القائمه السودااااااااء

منقول/ من الشرق الاوسط

الرياض: «الشرق الأوسط»
وضعت 9 بنوك سعودية 98116 عميلا لها في القائمة السوداء المتداولة بين البنوك وذلك حتى نهاية الربع الأول من العام الحالي.
وكشفت مصادر وثيقة الاطلاع في مؤسسة النقد العربي السعودي البنك المركزي لـ«الشرق الأوسط» أن معظم المسجلين في هذه القائمة التي يطلق عليها Clist هم من السعوديين الذين اخلو بالتزاماتهم المالية للتسديد بحق البنوك التي يتعاملون معها.
وأفاد مسؤول مصرفي لـ«الشرق الأوسط» ان البنوك السعودية تعاني بالفعل من أزمة كبيرة في تحصيل ما يقرب من 500 مليون ريال (حوالي 133 مليون دولار) من هؤلاء العملاء.
وأشار إلى أن الأرقام مازالت في ارتفاع برغم تطبيق نظام تحويل رواتب موظفي الحكومة والمؤسسات العامة والخاصة الى البنوك.
وأوضح أنه بالرغم من انخفاض اعداد المسجلين في القائمة السوداء بمقدار ثمانية الاف عميل الا انه يبدو ان هذا الرقم متواضع مقارنة بـ 106 آلاف عميل مسجلين في القائمة قبل عامين.
واعرب مصرفيون التقتهم «الشرق الأوسط» عن ارتياحهم وقناعتهم بوجود القائمة التحذيرية قائلين ان هذه القائمة تم ايجادها للعملاء المتخاذلين في الوفاء بالتزاماتهم المالية وتسببوا في خسائر للبنوك وللمساهمين فيها، كما ان القائمة ساهمت جزئياً في استحصال ملايين الريالات التي كان من الممكن تسجيلها كديون معدومة.
وقال مدير احد المصارف السعودية ان وجود هذه القائمة انقذ البنوك من عمليات احتيال كان يخطط للقيام بها بعض المحتالين حيث يتقدم هذا الشخص لأحد البنوك بغرض الحصول على بطاقة ائتمانية او قرض شخصي ثم يكتشف البنك بعد فحص المستندات ان هذا الشخص مسجل ضمن القائمة السوداء فيتم تدارك الامر برفض طلبه وتقوم كثير من البنوك بإشعار الشخص انه مسجل في القائمة التحذيرية لاحد البنوك وان عليه مراجعة هذا البنك لتسديد المطالبات التي عليه.
من جهتهم اشتكى عملاء مصرفيون في حديث الى «الشرق الأوسط» من ظلم ادراج اسمائهم ضمن القائمة، موضحين ان هذه القائمة تسببت لهم في احراجات شديدة امام زملائهم واسرهم كما انها تسببت في عدم تمكنهم من الاستفادة من الخدمات الائتمانية والتمويلية التي تقدمها البنوك وانهم فوجئوا بأن اسمائهم مسجلة لدى كافة البنوك التي تقدموا اليها للحصول على خدماتها.
ومن المفارقات العجيبة التي رواها بعض العملاء انهم فوجئوا بوجود اسمائهم ضمن القائمة لاسباب يجهلونها وبعد مراجعة البنوك التي قامت بإدراج اسمائهم اكتشفوا وجود مطالبات قديمة عليهم لم تسدد وان هذه المطالبات ذات مبالغ مالية صغيرة نسبياً قائلين انها لا ترقى الى حد منعهم من الاستفادة من الخدمات الائتمانية والتمويلية.
وقال احد العملاء المدرج اسمه ضمن القائمة انه اكتشف ان اسمه مدرج في احد البنوك دون ان يكون لديه تعامل مع هذا البنك وبعد المراجعة اتضح ان اسمه سجل بسبب عدم التزام أحد زملائه في العمل الذي كفله بتسديد الاقساط المستحقة عليه تجاه هذا البنك فما كان من البنك الا ادراج اسمه ضمن القائمة، موضحاً انه تلقى عدة خطابات من البنك تطالبه بالسداد لكنه تجاهلها وذكر بعض العملاء انهم قاموا بتسديد ماعليهم من التزامات للبنوك المدينين لها الا ان اسماءهم مازالت مسجلة في القائمة السوداء.
وقال آخرون انهم على علم بوجود اسمائهم ضمن القائمة الا ان ظروفهم لا تسمح بتسديد المبالغ المستحقة عليهم بسبب تراكم الفوائد او بسبب ارتفاع حجم المبالغ المستحقة او لوجود التزامات مالية اخرى عليهم لشركات تقسيط او لاشخاص يقدمون خدمات تمويلية وطالب هؤلاء الاشخاص البنوك بجدولة التزاماتهم واسقاط الفوائد عنهم.
وعلق مصرفي سعودي يعمل مدير احد الفروع على ماذكره العملاء ان البنوك تقوم فعلاً بجدولة ديون العملاء المتعثرين وتوقع معهم اتفاقية تقوم بموجبها بالتنازل عن جزء او كل الفوائد المتراكمة وتضع شروط تسديد سهلة تمكن العميل من التعامل معها. موضحاً ان عشرات العملاء استفادوا من هذه الشروط الميسرة التي حصلوا في نهايتها على شهادة مخالصة من البنك تفيد قيامهم بسداد التزاماتهم المالية وتخولهم هذه الشهادة التقدم الى بنوك اخرى للحصول على خدمات تمويلية وائتمانية. وبخصوص العملاء الذين ما زالت اسماءهم مدرجة ضمن القائمة التحذيرية اوضح ان الاسماء تزاح من القائمة عند تحديث البيانات والتي تتم مرتين في الشهر حسب النظام المتفق عليه بين البنوك.
وذكر المدير المصرفي ان من بين الاسباب الاضافية التي يدرج فيها العملاء ضمن القائمة التحذيرية يعود الى وجود عدة التزامات على هؤلاء العملاء في وقت واحد لعدة شركات تقسيط او لحملهم عدة بطاقات ائتمان من مختلف البنوك مما لا يتمكن معه الشخص من التسديد لكل الجهات الدائنة وان اسهل الجهات التي يمكنه تجاهلها هي البنوك حيث تكتفي بادراج اسمه في القائمة السوداء فقط، مبيناً ان النظام الجزائي الحالي المعمول به لا يساعد البنوك على استحصال المبالغ المتعثرة بطريقة فعالة مطالباً بإنشاء محاكم اقتصادية متخصصة.
ونصح المصرفي السعودي الشباب خاصة المقبلين على الزواج او حديثي العمل على التخطيط المالي السليم وعدم الانجرار وراء المظاهر الاستهلاكية كاقتناء عدة بطاقات ائتمانية او الحصول على قروض من البنوك وشركات التقسيط لأن التخطيط المالي السيئ سينعكس سلباً على حياتهم كما سيجعلهم اسرى لالتزاماتهم المالية التي قد لا تنتهي بسهولة.
يذكر ان القائمة السوداء المتداولة بين البنوك السعودية أمرت بوضعها قبل 5 سنوات مؤسسة النقد العربي السعودي بالاشتراك مع البنوك وذلك بعد ورود آلاف الشكاوى من هذه البنوك بعدم التزام بعض الاشخاص الحاصلين على قروض شخصية وبطاقات ائتمانية من نوعي فيزا وماستركارد بتسديد ما عليهم من مستحقات مالية لهذه البنوك رغم كل المحاولات المبذولة لاستحصال هذه الاموال مما يضطر البنوك الى ادراج اسماء هؤلاء المتعثرين ضمن قائمة مشتركة متداولة بين كل البنوك السعودية وذلك لمنع الشخص المتعثر من الاحتيال على بنوك اخرى وايضاً لحثه على سداد ما عليه. ويتم تحديث القائمة مرتين في الشهر يتم خلالها ازاحة أسماء العملاء الذين انهوا التزاماتهم تجاه البنوك وفي نفس الوقت يتم اضافة اسماء جديدة الى القائمة وحسب مصادر مصرفية فإن الاسماء الجديدة المسجلة قليلة جدا في الوقت الحالي نظراً للضوابط الموضوعة في هذا الاطار.