يا بن عبدالعزيز.. يدك على المصحف وأخرى على الزناد

[مهم]

ثامر محمد الميمان
وطنك فوق الشبهات والانحدار وطن هامته عند الشمس وحدود قيمه بلا حدود أوردته نابضة بالخير ناضجة تربتنا لا تنبت إلا الفضيلة الكارثة وسام على صدورنا تثبت رداءتهم إعلامنا لا يصفق ولا يتثاءب وإنما صوت الحق وصورته من ماتوا على أكتافهم أوسمة الوطن الطاهر الماكرون خلف أقنعة الأسلاك وأكياس الخديعة زائلون للفتوى الساقطة تفاهات زائفة طريق الجنة ليس أسلاكاً وصاعقات وأحزمة وضحايا أي حق وأي فضيلة مصدرها (أحوشة استراحات) لا تنبت إلا الحقد والخسَّة برغم دناءة الحدث لكن اعلامنا وسام على صدورنا * برغم المأساة وفداحة الحدث وإصرار هذا الوطن بأن يبقى عزيزاً غالياً مرتفعاً هناك عند هامات العزة والثبات والإيمان والصبر. * برغم الزفير النابع من أعماق الضلوع وحجم المأساة وبقايا الناس والجروح والشهداء. برغم حجم (غير المتوقع) وقذارته وبؤسه وخساسته وقبحه ودمويته وعبثيته وفجوره وتجاوزه وغبائه واستخدامه للوقت والزمان والمكان. * هناك وطن فوق الشبهات وفوق الانحدار والسقوط وفوق التجربة العابرة الخائفة الجبانة التي تستخدم سماحات الناس وطهر الدين وعذوبة الحديث ونظامية الحوار وبراءات الصادقين. * برغم الشهداء والجرحى ونداءات الألم وهول الفجيعة وسخط العامة واستنكار الأصدقاء وبكائية الضعفاء وصدق النوايا وإصرار أمننا على سقوط تجار الليل والفرصة وبراءة الأسرة والطفل. * هناك يا سيداتي وسادتي وطن فوق الشبهات.. وطن عقيدته رسالة من السماء إلى الأرض. ومواقف ومواعظ وحدود وقيم وأخلاقيات لن تسقطها سخافات (الخفافيش) (الصغار). هنا وطن هامته عند الشمس وحدود قيمه بلا حدود ورسالته واضحة.. وطن نسج من النور والماء والرمل عباءة تاريخ تبقيه في يقظته يقظاً وفي نومه آمناً مستريحاً وعند البوح صادقاً وفي الظلام شمعة وإذا ما استحال الباب جفافاً فأوردته ناضجة نابضة بالخير. * أحدثكم من تجربة التاريخ عن تجربة الصمود والتواصل والثبات وبعد هذا كله من التعب. (ركعة) أو (سجدة) توصل ما بين الأرض والسماء رسالة خالدة بريئة طاهرة صادقة تقول: هنا وطن شامخ.. ورؤوس تتنفس الهواء النقي وقلوب عامرة بالإيمان وشموخ بلا حدود وتربة خضراء لا تنبت إلا الفضيلة. * القذرون فقط.. والحاقدون فقط.. وسماسرة الأرقام والأهواء.. هؤلاء فقط يعملون في الظلام وبين استراحات (أحوشة) البهائم في سبيل اسقاط وطن وهيهات أن يسقط.. نحن (نعم) مختلفون معهم ولكن بأدب ونحاورهم بأدب في الوقت الذي في (يدنا) الأخرى سيف. ومصرون على الحوار. وعندما سقطت خيارات العقل فلا حوار مع هؤلاء الذين استباحوا كل شيء في الظهر أو في الليل وفي جغرافية الأغبياء التي يختارونها لعجزهم وليس لقصورنا. * وبالأمس فقط كانت الكارثة (الوسام) (الدليل) على دناءتهم. وبالأمس فقط قدم إعلامنا لغة مختلفة إلى ذاكرة مختلفة. وبالأمس فقط جاءت (إخبارية) السعودية بصوت جديد وصورة جديدة تتزامن مع الحدث لتقول للناس ويؤخذ عنها. إننا هنا في بلادنا لسنا إعلاماً يصفق أو يتثاءب.. ولسنا ميكروفونات وكاميرات تختفي خلفها الأشياء ولسنا صوت الحكومة وإنما صورة وصوت الحق. ومعنا وزير مواطن مسؤول وشهود على تجربته من أبناء الإعلام الشرفاء. المشهد: كارثة افتعلها الجبناء في وقت السكينة الإنسانية ومغادرة الأشياء البسيطة إلى حيث لقمة العيش الشريفة في وطن الشرفاء. والأشلاء وقطرات الدم المتناثرة هنا وهناك شواهد على (خبث) النوايا. لكن الوطن لم ولن يسقط. الشهادة: سبَّابة تتشهد وعروق بيضاء يجتازها دم بريء طاهر. لا يصطاد ويبحث في ثنايا النوايا الحسنة عن النوايا التي تبني ولا تهدم. الإخبارية السعودية: قدمت أنموذجاً رائعاً. سعودية صادقة تأخذك بالصوت والسطر والصورة إلى حيث تريد دون توجيه ودون حدود ودون فلسفة ودون إجبار ودون حذر أو خوف. وعندها. تتحول هذه الإخبارية الرائعة إلى مصدر خبر لكل حدود الكرة الأرضية. وتزامناً مع الحدث كان الحديث والصورة أشمل وأجمل وأكمل لرجل كبير متزن حكيم عارف. تجاوز حدود الخوف إلى مواقع الصدق وقال: هذا ما يحدث وهذا عملنا وهذا واقعنا. فسروه كما أردتم ونحن نضعه بين أيديكم كما هو. إنه فؤاد عبدالسلام الفارسي. المواطن الوزير. والكارثة: في ظهر ذلك اليوم الواعد المتواعد. كانت الكارثة من هنا. هكذا أرادوها بين الأضلع.. عم وخال وأخ وأب وصهر وطفل بلا هوية إلى زمن الخديعة. وشرفاء على أكتافهم أوسمة الوطن الطاهرة. وجباه خضراء ترسم للأجيال القادمة قصة وطن. وماكرون خلف أقنعة الأسلاك وأكياس الخديعة و(رزم) النقد وتفاهات (الفتوى الزائفة) ووعود بـ(الجنة) وصاعقات وأحزمة. يا الله!، ما هذا؟!. يا بن عبدالعزيز: أنت بالله عزيز ووطنك هذا بالله عزيز ووالدك عبدالعزيز. سيدي افتح صدرك للهواء ولحديث الأبرياء وافتح سلاحك على الأشقياء الذين أرادوا لهذا الوطن البلاء. وأنا على يقين من انتصار الأوفياء. يا بن عبدالعزيز: فتحوا صدورهم للضغينة وفتحت صدرك للسماء ولكل داء دواء. ولأن الحب رسالة والرسالة إيمان وبينك وبين الأرض والتاريخ وثيقة وبيان ومن عند الله الأمان. يدك يا سيدي على المصحف وأخرى على الزناد. والله أقوى. * اضربهم حيث التوجع ليعرفوا أننا قلوب طيبة وسواعد قوية إننا نموت جميعاً ليحيا وطن. اضربهم حيث أحالوا صحراء الرياض إلى مراتع حقد وسهول نجد إلى تسامر الخديعة. اضربهم حيث اختبأوا حتى في عباءات النساء وجحور الأفاعي. هؤلاء يا سيدي: لا يمثلون الدين الذي نؤمن به ونعرف. ويختزنون في صدورهم موروثاً أسود من الكراهية.. ويخططون لتشتيت الالتحام ويكذبون بصفات مختلفة وينامون بصدر امتلأ بالضغينة ويستيقظون بإصرار الحقد. أما الطفلة وجدان: ابنة الحادية عشرة. العائدة من مدرستها لتصعد إلى سطح منزلها لتداعب حمامة تربيها وتسقيها وتطعمها فقد غادرت الأرض إلى السماء كأجمل رسالة خجولة بريئة. رسالة محبة كتبها كل هذا الوطن بدم الشهيدة والشهداء ووقَّع عليها كل الجرحى الأبرياء ساعة أن انطلق الحقد ليحصد هذه البراءة بخبث وجبن. رسالة حب: إلى نبض القلوب. إلى عبدالله وسلمان ونايف. إلى كلهم. إليكم وإلى أعينكم وضمائركم. وإلى قطرات العرق وحبَّات التراب. إلى وسائد الأطفال ودموع المفجوعين. إلى بقايا الخبز وأحلام البسطاء. إلى الأرض التي جاءت بالرسول (محمد) صلاة الله وسلامه عليه. إلى التاريخ بكل منحنياته الواضحة والغامضة. إلى مفارق الطرق و(شنط) الكتب على ظهور صغارنا بنات وبنين. إلى الساهرين عند نقاط الطمأنينة. إلى أمي وقبر والدي وجدي. إلى الأسماء كلها. هل تقبلون بهذا؟!. الإجابة هنا يا سيدي: الإجابة في صدورنا التي أغلقت أبوابها على الحب ولكي لا تدخل الكراهية. الإجابة أكبر من الحديث والمفردات والأرقام وكل العبث الزاحف على الأرض. الإجابة أن تلتف القلوب والسواعد لتحتضن وطناً كالذي (لنا). هم يحاولون إسكاته مع بدايات الكلام وجميعنا بلا مسميات ولا ألقاب ولا أموال ولا قصور ولا رفاه. جميعنا معه. نعلن صوته وضحكاته ودموعه وتسامحه وقوته. نعلنها هوية في وجه المخدوع بأشيائه السخيفة الباطلة. نعلن صوته من مئذنته ومن الحنجرة والقلب. نعلنه وطناً للشرفاء فقط. للمحبين فقط (يدٌ للسلام ويدٌ للسلاح).