17% من المستثمرين في سوق الأسهم السعودي من النساء

[راجى خير]

غياب المختصات في البنوك ووجود الوسطاء أبرز معوقات دخول المرأة السعودية للسوق

الرياض: سوسن الحميدان

دخلت المرأة السعودية بقوة سوق الاسهم وساهمت التسهيلات المتوفرة لدى البنوك في تسجيل المستثمرات السعوديات حضوراً في هذا السوق بنسبة 17 في المائة من عدد المستثمرين فيه.
وذكر مختصون في سوق الاسهم ان مجال الاستثمار في هذا السوق هو الانسب للمرأة حيث تستطيع حالياً اتمام عمليات البيع والشراء واجراء المضاربات ومتابعة السوق عن طريق شبكة الانترنت.

تقول حصة محمد احدى المستثمرات المستجدات في سوق الاسهم والتي دخلت اليه بتشجيع من اخيها صاحب الخبرة في هذا المجال: ان الاستثمار في سوق الاسهم يحتاج الى صبر، فالخسارة والربح يحدثان في دقائق معدودة ولذلك يحتاج الامر الى متابعة مستمرة واطلاع واستشارة اهل الخبرة في هذا المجال، لكن مما يجعل عملية البيع صعبة عدم وجود مختصات في بعض البنوك النسائية ووجود الوسطاء في عملية البيع يجعلها بطيئة ومملة.

ويشير بشر بخيت من مركز بخيت للاستشارات المالية الى ان سوق الاسهم اصبح يشكل منطقة جذب لسيدات الاعمال والمستثمرات وصاحبات رأس المال نتيجة للتسهيلات الكبيرة ولتوفر الامان. فمقارنة الاستثمار في سوق الاسهم بالاستثمار في المشاريع التجارية والصناعية الكبيرة التي تحتاج من المستثمرة متابعات كثيرة واستخراج التراخيص والتأشيرات والمصروفات العالية المصاحبة لكل ذلك ما يجعلها تقبل على الاستثمار بالاسهم لوجود الامان ولسهولة آلية التداول فيه خاصة بعد دخول خدمة الانترنت.

لكن ايضا هناك عقبات تقف في وجه المستثمرة الجديدة منها عدم وجود مراكز نسائية مالية متخصصة خارج البنوك تساعد السيدة على اختيار الاسهم بناء على اسس صحيحة، حيث تلعب الاقسام النسائية في البنوك دورا كبيرا في ارشاد المستجدات في الاستثمار ومساعدتهن في تحديد احتياجاتهن ورغباتهن الخاصة وكيفية توظيف اموالهن بشكل ايجابى وناجح.

وتشير مصرفية مشرفة على قسم الاستثمار في احد البنوك المحلية الى ان اقبال السيدات السعوديات ـ في الوقت الراهن ـ على الاستثمار بالاسهم جيد مقارنة بالسابق، وان اغلب البنوك النسائية ادركت مدى اهمية مساعدة المرأة المستثمرة عن طريق الفروع النسائية لذا دربت بعض منسوباتها على هذا المجال لمساعدة العميلات على ادارة استثماراتهن عن طريق بنكها المتعاملة معه. واكملت بأن اغلب السيدات يقبلن على الاستثمار في المضاربة الشرعية بالريال السعودي او بالدولار وذلك لان نسبة الخسارة فيه قليلة وارباحها في حدود 2.5 في المائة وهذه نسبة ربح جيدة بالنسبة لغيرها الى جانب ان اغلب المضاربات الشرعية مجازة من الهيئة الشرعية ولذلك تفضلها السيدات، الى جانب ان الحد الادني للمشاركة فيه منخفض ويرسل كشف حساب للعميلة كل 6 أشهر بقيمة الخسارة والربح لاطلاعها الشخصي على ما وصلت اليه استثماراتها او يمكنها التعرف على باقي الصناديق من خلال دخولها على مواقع البنوك في الشبكة الالكترونية وبذلك تستطيع تكوين فكرة واضحة عن جميع الاسهم، وايضا معرفة مدى اجازتها من اللجنة الشرعية، وتتم ذلك بقراءة الملاحظة بجانب الصناديق الاستثمارية.

وتضيف مديرة احد الاقسام النسائية ان المرأة ما زالت تبتعد عن روح المغامرة في المجال الاستثماري وتظل تساهم في الصناديق قليلة الربح والمنخفضة المخاطر. ورغم وجود اعداد كبيرة من المستثمرات الا ان البنوك اوجدت الى جانب الموظفات المختصات استبيانات المخاطر لمساعدة العميلات المترددات في تحديد المحافظ التي تلبي متطلباتهن الاستثمارية.

ويوضح مستشار في قسم الاستثمار في احد البنوك بأن المرأة السعودية خطت خطوات ممتازة في مجالي الادخار والاستثمار، وان حضورها يأخذ منحنى تصاعديا. وتؤكد التغيرات التي يشهدها قطاع الاستثمارات ان نظرة المرأة للاستثمار ووعيها الاستثماري في ازدياد، وان الخدمات البنكية التي تقدمها الفروع النسائية التي استحدثتها البنوك مواكبة لهذا التنامي في الوعي الذي اصبح واضحا وبارزا في الآونة الاخيرة.