الحقوا سوق الأسهم لا يطير"!!

[جمال 2012]

الحقوا سوق الأسهم لا يطير"!!
خالد بن محمد الشبانة


بدأت اللعبة!! وبدأ إطلاق السهام على مائدة اللئام! نحو المواطن..
هناك قاعدة أمنية تقول: كلما قوي الأمن ارتفع ذكاء الجريمة!!
أين صندوق التوازن الذي اقتُرح؛ ليحفظ أموال صغار المستثمرين، ويكون وعاء لتوازن السوق؟ لماذا لا تنفذه اليوم هيئة سوق المال قبل أن تبدأ لعبة الأسهم؟
أين صانع السوق؟
لا أشك أن في سوق الأسهم جرائم مالية، تكمن في رفع سعر سهم باتفاق مجموعة تسمى "القروب"، ومن ثم بيعه لمستثمرين أفراد بسطاء! أو عمل مناورات طويلة على أسهم معينة؛ حيث تستقر على سعر، ويأتي المستثمر الفرد ويظن أن هذا هو السعر الثابت المستحق؛ فيشتري، ومن ثم يباع السهم "تصريف" من أصحابه حتى ينهار..
هي أمثلة من غير مختص، وللمختصين أمثلة كثيرة.
خسارة المواطن من هذا السوق منذ 2006م جروحٌ لم تندمل بعد! وذهول عقول الناس لم تصحُ بعد من الخسارة!
كما أن سوق المناخ في الكويت "1982م" لم ينسَه الناس، وبقي إلى اليوم واعظاً لهم ودليلاً في ثقافة المخاطرة بالمال، بل كان بعده ضبط للسوق من الفوضوية والاضطراب.
وتبقى مشكلة "دغدغة" مشاعر جيل جديد لسلب مدخراته، وهنا يجب أن يقف لها المسؤولون بالمرصاد.
المواطن المأزوم يتخيَّل أنه سيشتري أسهماً بـ100 ألف ريال؛ لتصبح مليون ريال في أسرع وقت؛ لأنه يرسم بذلك تحقيق بعض أحلامه..
فالمحتاج أعمى والسارق مبصر دائماً!
يُنتظَر من هيئة سوق المال أن تضع صناديق آمنة للأفراد، تقارع صناديق الأسهم الكبرى، كصندوق التوازن الذي طُرحت فكرته من سنوات.
يفترض ألاّ يزيد ارتفاع السهم يومياً على 3%، ولا ينقص عن 2%، وهكذا؛ لأن هذا سيكبح جنون ارتفاع أسعار الأسهم.
مَنْ وراء تسريب توصيات الأسهم من مصادر مجهولة برسائل لأجهزة الهواتف الجوال؟ أين دور الاتصالات في كشفها وتوعية المواطن؟
الإعلام يُمرَّر من خلاله حملات لتلميع الاستثمار في سوق الأسهم بحجة اقتصاد الدولة قوي ومتين؟ وهذا استغلال وضع عام لمصلحة أوعية استثمارية محدودة!
لماذا لا يتم فرز محللي السوق في الفضائيات والصحف؟ هل من متخصص رسمي يكشف قدراتهم وتوجهاتهم؟
أين دور الإرشاد الاستثماري للمواطنين؟
أتريد هيئة سوق المال أن يئن المواطن سنوات أخرى من خسارة متوقَّعة له؟
أم تريد أن يتكبّل بالديون المثقلة عليه سنوات؛ من أجل ضخ ممتلكاته في سوق الأسهم ليجنيها غيره؟
ألم تر الهيئة كيف ارتفعت الأسعار من 500% وأكثر لبعض الأسهم في أيام معدودة، وما زلنا في بداية اللعبة؟
أليس هذا يُعمي البصير بالاغترار بهذا السوق؟
لماذا لا تحذِّر الهيئة من الدخول في السوق في أوقات الخطر، خاصة إذا ارتفع السهم لسعر غير منطقي؟!
لو تضع الهيئة مثلاً ألواناً مضيئة - ولا نريد محاضرات أو تصريحات - على اسم السهم "أخضر بمعنى قابل للشراء للاستثمار.. برتقالي الحذر.. أصفر خطر.. أحمر خسارة" وهكذا.. لكان جيداً.
وهناك أسئلة أخرى:
أين أصحاب العيادات النفسية ليحكوا عن مرضاهم من خسارة الأسهم؟
أين طلاّب الديون ممن خسر في الأسهم؟
أين مؤسسة النقد التي تتابع حركة المال وتحويلاته، وتحصي كم تبخرت أسعار فلكية في سوق الأسهم؟ وتضع برامج توعوية!
الكل مسؤول، والكل مطالَب بالتحذير لغيره..
ما أسرع الخسارة، وما أبعد الربح، وما أسرع الخيال، وما أبعد الحقيقة، وما أسهل الهدم، وما أكلف البناء..
وفي النهاية، أنت أيها المواطن لك عقل ورأي واستشارة؛ فلا تورط نفسك، وعليك بتحمُّل نتيجة قراراتك الاستثمارية.

خالد بن محمد الشبانة
----------------------------
المصدر صحيفة سبق اليوم الجمعه 23/4/1433هـ

[العصامي1]

مشكوور على النقل
موضوع يحتاج لتأمل.

[عادل 2012]

أنت أيها المواطن لك عقل ورأي واستشارة؛ فلا تورط نفسك، وعليك بتحمُّل نتيجة قراراتك الاستثمارية

متى يدرك المواطن نتيجة قراره

جزاك الله الف خير على الموضع

[العاضد]

شكراً لك أخ جمال.
الصراحة أن الأخ الشبانة لم يقدم حلاً معقولاً لتفادي أزمة 2006، واقتراحه بتقليل نسبة الارتفاع اليومي لا يعني إلا بطء الارتفاع أو الهبوط فقط.
ما الفائدة حينما يصل سهم شركة خاسرة أو قليلة الأرباح بهذه النسب لمدة شهرين إلى سعر مبالغ فيه؟
ما النفع الذي جنيناه من تقليص النسبة اليومية؟.
أعتقد أن وضع حد أعلى لكل سهم على حدة بناءً على معايير مالية دقيقة هو الحل الذي لا حل غيره. طال الزمان أم قصر.
وكل الحلول المطروحة غير عملية أو غير مجدية.