مساهمو "سوا" المتورطون أجمعوا على عدم رؤية بضائعهم المزعومة

[save]

سلّم المطلوب مشاري العمري نفسه أمس إلى الجهات الأمنية في محافظة جدة بعد اتهامه بالضلوع في استثمارات بطاقات سوا. وأوضح محاميه خالد أبو راشد أن العمري مجرد وسيط يقوم بتسليم الأموال إلى المقبوض عليه حالياً (ع.ج). ونفى أن يكون موكله قد هرب بمليار ريال، كما ذكرت إحدى الصحف، مشيراً إلى أنه سلّم نفسه طواعية، وأعاد حوالي 90 مليون ريال إلى المساهمين الذين كانوا يعطونه إياها لتوصيلها إلى الشخص الذي قبضت عليه الجهات الأمنية من قبل والذي تحفظ على بعضها عندما بدأت المشكلة مما دفعه لتسليم المبالغ الموجودة لديه إلى أصحابها. وقال المحامي أبو راشد إن موكله مشاري العمري مساهم مثله مثل أي شخص آخر وبالتالي فهو يطالب بأمواله التي تقدر بملايين الريالات.
من جهة أخرى، ما زالت اللجنة المكلفة بإنهاء موضوع أكثر من 5000 شخص تورطوا في دفع ملايين الريالات في المتاجرة ببطاقات سوا في جدة تعمل على إيجاد منفذ لمحاولة إعادة بعض أموال من تورطوا ودفعت إلى من يسمى برئيس المجموعة والذي يعتبر مسؤولا مسؤولية تامة عن تحصيل مبالغ مالية للمتاجرة بها في أسهم بطاقات سوا وفقا لعملية غامضة في ظل الشكوك بوجود بطاقات.
ويشير الموظف بإحدى الوزارات في جدة (ح.س.م- 45 عاما) إلى أنه تورط بدفع أكثر من 60 ألف ريال إلى شخص في مكة المكرمة قام بدوره بإيصالها إلى رئيس المجموعة الذي يتبعه أكثر من 20 شخصاً.
وقال إنه تسلم أرباحا بلغت 4800 ريال في الدفعة الأولى ثم 6000 ريال في الدفعة الثانية ثم 6000 ريال في الدفعة الثالثة. وأكد أن كل شخص يدخل في تلك اللعبة لا يحصل على أوراق رسمية أو أي مستندات أخرى تثبت المبالغ المالية التي دفعها، ما يجعل النصب والاحتيال أمراً سهلاً .
وعلمت "الوطن" من مصادر مطلعة أن موظفين وأطباء وفنيين وعسكريين ورجال تعليم في جدة تورطوا في المتاجرة ببطاقات سوا وأن مصير أموالهم ما زال مجهولا بينما تتوالى الوعود من قبل اللجنة المكلفة ببحث الموضوع بأنها ستحقق تقدماً بإعادة بعض الأموال وليس كلها، في الوقت الذي أكد فيه مستثمرون في هذا المجال استبعاد إعادة كامل الأموال المستلمة من المساهمين.
من جهتها، فتحت اللجنة الأمنية المكلفة بالتحقيق في مساهمات "سوا" مكاتب خاصة لاستقبال أي معلومات عن المتضررين والمستثمرين في تلك المساهمات. وذكر أحد المتورطين في جمع الأموال أنه جمع أكثر من 700 ألف ريال، وقدم معلومات كاملة عن الوسيط مع (ع.ح) المقبوض عليه في السجن الاحتياطي بشرطة محافظة جدة والذي كان يقوم باستلام المبالغ منه، وبالتالي يتم توزيع الأرباح الأسبوعية بانتظام. وأكد على عدم رؤيته لبطاقات سوا بأي عدد كان مع الوسيط، كما زود المحققين بمكان وموعد الاستلام الأسبوعي للأرباح.
وذكرت مصادر مؤكدة لـ "الوطن" أن بعض الأفراد من جهات معينة متورطون في هذه المساهمات وأنه يدور حديث عن تسليم شيك بمبلغ خمسة ملايين وخمسمئة وسبعة وثلاثين ألفا وخمسمئة ريال لأحد العاملين في هذه الجهات بصفته رئيس المجموعة من قبل أحد الرؤوس الكبيرة المقبوض عليه، ويقيم في نفس الموقع.
وأكد مصدر أمني في شرطة محافظة جدة تكثيف المتابعة والتحقيق والاستفادة من كل المعلومات التي وردت من المتورطين أو أثناء التحقيقات مع الرؤوس المدبرة لهذه المساهمات ومساعديهم المتعددين. وأوضح المصدر أن المبالغ الضخمة التي استطاعوا تجميعها غير موجودة في البنوك وما زال البحث جارياً للوصول إليها. ونفى ما يتردد عن مصادرة مبالغ كبيرة، مشيرا إلى أن الممتلكات المعترف بها متنوعة تضم عقارات مختلفة المستوى ومحلات تجارية وسيارات "همر" استخدمت لنقل الأموال وتوزيعها.
وذكر المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية العميد منصور التركي أن الأشخاص المقبوض عليهم رهن التحقيقات للوقوف على الآليات التي يعملون بها ومدى إمكانية استرداد المساهمين لأموالهم، مشيرا إلى أن التفاصيل التي وردت في الصحف السعودية غير خاضعة للموثوقية الأمنية ولا تتضمن معلومات أمنية واضحة.
وكان عدد كبير ممن تورط في تلك اللعبة قد أقدم على بيع سيارته أو ذهب زوجته أو استدان إضافة إلى أن بعضهم باع أرضاً كان ينوي إقامة منزل عليها لأسرته ليتمكن من تحقيق أرباح عاجلة في وقت قياسي.

المصدر : جريدة الوطن