اليورو سيتعادل مع الدولار قبل نهاية العام الحالي

[ابوفهد]

توقع مصرفيون ومحللون ماليون ان يواصل الدولار الاميركي مسلسل هبوطه الدراماتيكي امام اليورو والين خلال النصف الثاني من العام الحالي. فقد هبطت العملة الاميركية خلال الاسبوع الجاري الى ادنى مستوى لها امام اليورو خلال 26 شهرا وكذلك الى ادنى مستوى امام الين في سبعة اشهر، مما اثار هلع الاسواق العالمية والقلق من ارتفاع اسعار السلع في دول مجلس التعاون الاميركي التي ترتبط عملاتها بالدولار.
وقال محللون في «شعاع كابيتال» الاماراتية، ان صعود اليورو امام الدولار الاميركي سيؤدي الى قيام دول مجلس التعاون باستيراد «التضخم». وقال سامر غدار المحلل المالي في الشركة «ان حجم التجارة الخليجية مع دول الاتحاد الاوروبي تفوق الـ 50 بالمائة، مما يعني ان اسعار السلع والخدمات سترتفع من دون ان نلحظ ذلك».
وقال روبرت بالان خبير الاستراتيجيات المالية في ساكسو بنك الدنماركي، انه من المتوقع ان يواصل الدولار هبوطه امام العملات الرئيسية حتى العام المقبل، مشيرا الى ان مزيدا من الهبوط بنطاق 10-15% امر مرجح للغاية على مدار العامين القادمين.
وذكر بالان لـ«الشرق الأوسط» انه يتوقع تعادل سعر الدولار مع اليورو قبل نهاية العام الحالي وفق المؤشرات الحالية. وقال ان تزايد العجز في الحساب الجاري الاميركي الذي وصل لمستوى قياسي في الربع الاول من العام الماضي، حيث بلغ 112.5 مليار دولار وتزايد فجوة العجز التجاري مع اليابان التي حققت ايضا مستوى قياسيا بلغ 35.9 مليار دولار في ابريل (نيسان) الماضي هي من العوامل الرئيسية التي تواصل ضغطها على العملة الاميركية.
وقال محللون ان طرح اليورو في يناير (كانون الثاني) الماضي رافقته سلسلة من المؤشرات الايجابية للاقتصاد الاوروبي، التي من شأنها ان تعزز من قوة وقيمة العملة الموحدة على المديين المتوسط والطويل.
واشار محللون حينها الى ان عامل التوازن الاساسي لمنطقة اليورو اي اجمالي رصيد الحساب الجاري زائدا التدفق المالي على المدى البعيد كان يأخذ منحى تصاعديا. وتوقعوا أن تتاح لليورو الفرصة على الاقل للارتفاع وهو ما نشهده بالفعل حاليا.
وذكر بالان ان المعطيات التقنية للتوقعات حول الدولار تميزت بالتشاؤم خلال الاشهر الخمسة الماضية، مشيرا الى انها ستزداد سوءا على المدى المتوسط. وقال ان مؤشر الدولار الاميركي ارتفع الى اعلى مستوى بلغ 120.10 نقطة في اواخر يناير الماضي، الا انه هبط بالفعل الى ما دون نطاق الدعم الذي يتراوح بين 112-110 نقاط حيث يبلغ حاليا 108.16 نقطة.
واشار الى ان مرحلة الهبوط ستتواصل الى مستوى 105 نقاط في اواخر الربع الثالث من العام الحالي، الامر الذي يشير الى احتمال تسجيل هبوط كبير منذ عدة سنوات ليصل الى 90 نقطة وهو نفس المستوى الذي وصله في اكتوبر (تشرين الاول) .1998 وساهم هبوط الدولار الذي رافقته توقعات متشائمة الى اثارة الذعر في الاسواق المالية الاميركية التي سجلت هبوطا حادا في التدفق الاستثماري الى الولايات المتحدة. ووفقا لـ«بزنس ويك» الاميركية فقد سجلت الشركات الاجنبية صفقات بقيمة 600 مليون دولار فقط في شهر ابريل الماضي وهو ادنى بكثير من متوسط المعدل الشهري البالغ 11.2 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية.