للتسجيل اضغط هـنـا
أنظمة الموقع تداول في الإعلام للإعلان لديـنا راسلنا التسجيل طلب كود تنشيط العضوية   تنشيط العضوية استعادة كلمة المرور
تداول مواقع الشركات مركز البرامج
مؤشرات السوق اسعار النفط مؤشرات العالم اعلانات الشركات الاكثر نشاط تحميل
 



العودة   منتديات تداول > الادارة والاقتصاد > الإدارة والإقــــــــــتـــصـــــــــــاد



إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 20-08-2008, 07:54 PM   #1
عاشق ترابها
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 895

 

افتراضي في فنِّ تسويق الابتذال

في فنِّ تسويق الابتذال
والابتذال على أنواع.. أول ما يخطر منها على البال هو ابتذال الجسد.. هذا العري الذي تسوّقه وتروج له الفضائيات عبر ***** الفن والطرب مثلاً. لكن الناس قلما يلتفتون إلى ابتذال العقل وابتذال الذات. وهذان نوعان صارا -على العكس- من سمات أوهام الرفاه والعصرنة، ويتنافس الناس فيهما ويتسابقون!
خذوا مثلاً إعلانات شركة الجوّال الجديدة بالمملكة. إعلانات (زين) تحتل كل مساحة شاغرة وكل لوحة إلكترونية بطول شوارع المدن الرئيسية وبتعداد تقاطعاتها. من منظور تسويقي فهذه حملة ناجحة على كل الصعد، لأنها وضعت اسم المنتج على كل لسان وأمام كل عين.
حملة (زين) تركزت على مفهوم "التميّز" كقيمة أساسية تتمحور حولها الإعلانات.. وكقيمة تسويقية أيضاً. فأنت ستتميز وستكون مختلفاً عن كل عملاء شركات الجوال الأخرى لو انضممت لزبائن (زين) بالذات. والجملة التسويقية إلى هنا سليمة ومفهومة.
إلا أن (زين) وهي تسوّق لقيم التميز والتفرد؛ فإنها لم تعتمد على عناصر تنافسيتها التقليدية، ولا على مقومات نجاحها التقنية كمزود لخدمة الاتصال اللاسلكي. إنها لم تواجه شركتي (الاتصالات) و (موبايلي) بشبكة ربط أكثر تكاملاً تتحدى الفصل والانقطاع مثلاً أو تغطي مناطق جديدة بالمملكة. إنها لم تَعِد زبائنها المرتقبين بحزمة جديدة من التطبيقات المميزة الحكر عليهم.. أن تربطهم عبر جوّالاتها بحسابات الـ Facebook والـ Youtube الخاصة بهم مثلاً.. أو أن تخصهم بتقنيات الجيل الرابع من الجوالات التي لا يعرفها إلا اليابانيون حتى الآن. هي حتى لم تتطرق لباقات أسعارها ولم تكشف لنا عما إذا كانت تكلفة الاتصال عبر شبكتها مميزة أم لا. لا هذا ولا ذاك.. حملة (زين) للتميز مركزّة تماماً على (رقم الجوال) الذي ستبيعك إياه. "الرقم المميز" الذي تتشابه خاناته وتتكرر حتى ليبدو وكأنه رقم طوارئ أو خدمة توصيل مجاني.
"هنالك تميز واحد لا يجاريك فيه أحد: رقمك المميز من (زين)". بهذه العبارة الاستفزازية تخاطبك الشركة وأنت قابع داخل سيارتك تنتظر الإشارة الخضراء. وهذه الجملة التسويقية مع ما فيها من إغراء ضمني.. إلا أنها تمثل إساءة ما بعدها إساءة لكل من يقرأها. إنها في الواقع سبة موجهة لكل واحد منا.. ذلك أنها ترهن تميز كل منا.. تفرده واختلافه عن باقي الحشد.. تعلق ذلك كله بالرقم المميز.. الذي يسع أياً منا أن يتحصل عليه لو دفع ثمنه. هكذا وبكل بساطة تحول الشركة هدفها الربحي إلى قيمة إنسانية: ادفع لتتميز كإنسان، ولتذهب الشهادات والأخلاق والمواهب الفنية إلى الجحيم. وهذه إهانة حقيقية.
من الناحية التسويقية فإن (زين) لم تأتِ بجديد. إننا لا يصح أن نقيمها هنا مقام الشيطان الرجيم وننسب لها كل الشرور. هي فقط تلعب على ذات وتر عقدة نقص المستهلك.. نفس الموال الذي تعزفه ماركات الأشمغة والساعات ومعاجين الأسنان متعددة النكهات. المطب الذي وقعت فيه (زين) هو أنها كرَّست الهاتف الجوال كاختراع تَرَفي.. كحاجة زائدة غير ضرورية. هذه هي الفكرة (الأصلية) التي توصلها حملتها الإعلانية. (زين) تدخل السوق برسالة مفادها أن السوق مشبع. أنه سوق غطته تماما الشركتان السابقتان حتى لم يعد أحد بحاجة حقيقية للهاتف الجوال فيما يبدو. لم يبق إلا التنافس على (نادي الأرقام المميزة) كمنتج يستحق أن يتخلى كل منا عن اشتراكه القديم لأجله.. أو يحتفظ به جانباً تحسباً للظروف!
لكن في خضم هذا الوعظ والتقريع يجب ألا نتغافل عن حقيقة أخرى.. ما تقدمه (زين) وسواها هو ما يطلبه الجمهور فعلاً. الجمهور هو الذي يبحث عن ابتذال نفسه. إنه هو المحرك الحقيقي للسوق.. هو الذي يستجيب لعمليات (جس النبض) التي تطلقها الشركات المغامرة وهو الذي يصنع من المنتج التجريبي صيحة تسويقية. إنها متناقضة "الجمهور عاوز كده" تتكرر من جديد. مطربات "العُري كليب" كما يُسمين يحققن أرباحاً هائلة.. من أي جيوب جاءت هذه الأرباح؟ القصة والرواية متهمتان بالإسفاف وتدني الجودة.. هذه الأعمال بالذات هي التي تبيع وتكسب. من هو المسؤول عن تدني ذوق من.. صاحب الإنتاج الرديء؟ أم المتلقي المتلهف على كل رديء؟!
بالعودة لمثال شركة الهاتف الجوال إياها فهي لم تأتِ ببدعة. الشركة فقط تروج لسلعتها.. سلعة التميز الزائف.. التي هي في الآن ذاته قيمة حداثية صارخة. قيمة حداثية إنما ذات أثر بالغ التدمير ولم يلتفت إليها أحد. ليس بالقدر الذي اندلعت لأجله المعارك والصراعات حول (البنيوية) و (التشريحية) وسواهما من المصطلحات الموغلة في التخصص.
وهذه ملاحظة مثيرة للدهشة ولاهتمام علماء الاجتماع كذلك. فحشود الناس تبدو وكأنها تتقبل أن يتم اختزالها هكذا في مجرد رقم. الناس.. كثير منهم حتى لا نعمم.. مقتنعون بأن رقم هاتف، أو لوحة سيارة، أو طائرة خاصة أو نظارة شمسية أو حذاء غال كفيل بأن يجعل الواحد منهم مهماً ومختلفاً.. أن يجعل منه إنساناً أفضل. وهذا انحدار مشين في القيمة الإنسانية.. انحدار لا يسع من لا يقوى على تقويمه إلا أن يتكسب من ورائه.
هل نلوم صالات الاحتفالات حين ترفع إيجاراتها بمقدار 70% نكاية في العرسان المهتمين ببداية مميزة في يوم 8/8/2008 ؟ هل نلوم الدولة.. ممثلة في جهاز المرور.. حين تنظم مزادات لبيع أرقام لوحات السيارات المميزة بالملايين؟ هل نحن الذين صنعنا ثقافة (المظهرة).. أم نحن صنائعها؟
يبقى الابتذال فناً وصناعة.. وممارسة لها أصول يتقنها الكثيرون. أولئك الذين يتكلمون عن ضحالة ثقافة المظهرة وعن الجوهر المغيب للذات الإنسانية.. سيستسلمون عاجلاً أو آجلاً أمام المد الكاسح لذات الثقافة المقيتة. ثقافة المظهرة تتكلم بلغة المال وبريق الذهب. إنها اللغة التي لأجلها شيدت الإمبراطوريات وتأسست الدول. الأفكار والمثاليات لم تقم حضارة يوماً.. هذه حقيقة تاريخية. وبالرغم من ذلك كله يحق لنا أيضاً أن نغضب ونتضايق وندق نواقيس الخطر لأننا مكشوفون تماماً أمام الهباء الذي تملأ هذه الثقافة به فراغنا الداخلي. حتى قيم المظهرة والابتذال التي تستهلكنا وتستحوذ علينا هي أسخف من أن تجعل لنا قيمة.. حتى بين أعتى الحضارات رأسمالية وأكثرها بهرجاً وبريقاً. إننا منهزمون حتى على هذا الصعيد الابتذالي.

*كاتب سعودي
أشرف إحسان فقيه
عاشق ترابها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-2008, 07:37 PM   #2
خلود 2
متداول فعّال
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 109

 
افتراضي

بارك الله فيك ...تحيتي لك ..
خلود 2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:42 AM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.