الصناعات البتروكيماوية السعودية تنافس الخليجية في الاسواق الغربية والآسيوية

[eyadh]

التاريخ : 13/10/1426 هــ
الموافق : 15/11/2005 م

العـدد : 1612
العالم إقتصاد

بسبب تفوقها على الأمريكية والأوروبية.. وبعد انضمام المملكة
الصناعات البتروكيماوية السعودية تنافس الخليجية في الاسواق الغربية والآسيوية



محمد العبدالله (الدمام)
أكد خبراء اقتصاديون ان الصناعات البترولية والبتروكيماوية تعتبر من اكثر الصناعات استفادة من انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية, نظراً لامتلاك المملكة الميزة النسبية في هذه الصناعات, الامر الذي يؤهلها للدخول في الاسواق العالمية بكل حرية دون منافسة من الصناعات الاخرى, خصوصاً ان التكلفة الانتاجية لمثل هذه الصناعات تعتبر منخفضة نسبياً بالقياسات الى متوسط التكلفة في البلدان الأخرى سواء في الولايات المتحدة او الاتحاد الاوروبي.

وقال د . عبدالله آل ابراهيم استاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن, ان انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية يعطي الصناعات البتروكيماوية قدرة اكبر على تسويق اكبر قدر من المنتجات على المستوى العالمي, كما يوفر المناخ لفتح اسواق جديدة امام الصناعات السعودية, خصوصاً انها -الصناعات البتروكيماوية- من اهم القطاعات المستفيدة من دخول المملكة رسمياً في منظمة التجارة العالمية نهاية الاسبوع الماضي.واضاف: ان الصناعات الامريكية والاوروبية لا تمتلك الادوات اللازمة لمنافسة الصناعات السعودية في مجال البتروكيماويات, مما يعطيها القدرة على التحرك بحرية في تلك الاسواق العالمية سواء بالنسبة لاسواق اوروبا الغربية او الشرقية او دول جنوب شرق آسيا, خصوصاً اذا عرفنا ان متوسط التكلفة الانتاجية في المملكة ينخفض كثيراً عن متوسط التكلفة في البلدان الاوروبية, الامر الذي يجعل عملية المنافسة غير واردة على الاطلاق, فالبلدان تبحث عن الاسعار الرخيصة وكذلك عن الجودة النوعية, وهو ما يميز الصناعات البتروكيماوية السعودية في الوقت الراهن.

وأكد ان المنافسة ستكون بين الصناعات الخليجية في مجال البتروكيماويات, نظراً للتشابه الكبير بين الاقتصاديات الخليجية, نظراً لامتلاكها الميزة النسبية في هذا المجال, كما ان مستوى الاسعار في المواد الخام متقاربة, الامر الذي يشكل عنصر منافسة قوية في الاسواق العالمية.

ورأى ان المفاوضات الثنائية بين المملكة والاتحاد الاوروبي عنصر حيوي في تجاوز معضلة ضريبة البيئة, التي تفرضها البلدان الاوروبية على الصناعات البتروكيماوية المصدرة لتلك الدول, بمعنى آخر فإن الاتفاقيات المشتركة لتجاوز هذه المشكلة تمثل الطريق امام انسيابية تلك المنتجات للاسواق الاوروبية في المستقبل.

وقال انه من المؤمل ان يقود انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية لفتح المزيد من الاسواق العالمية امام الصناعات البتروكيماوية, وبالتالي ارتفاع الطلب على هذه النوعية من المنتجات ومما يؤدي الى زيادة الانتاج في المستقبل القريب.

وأوضح د. علي العلق استاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن, ان الصناعة البترولية والبتروكيماوية تعتبر من اكثر الصناعات استفادة من انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية, نظراً لوجود الميزة النسبية في انتاج النفط والبتروكيماوية, لا سيما ان الدول الاوروبية تفرض ضريبة عالية على دول هذه المنتجات, وبالتالي فإن دخول المملكة في المنظمة يفتح تلك الاسواق امام الصناعات الوطنية.

واضاف: ان الطلب العالمي على الصناعات البتروكيماوية في تزايد ونمو مستمر وبالتالي فإن النمو المرتفع ينعكس بصورة مباشرة على زيادة الاستثمارات في تلك الصناعات, بيد ان المنتج ذا المواصفات العالية سيكون صاحب الكلمة الفصل في نهاية المطاف, اذ سيتمكن من الصمود في وجه المنافسة العالمية والدخول في جميع الاسواق الدولية.

وأكد ان الصناعة البتروكيماوية الاوروبية والامريكية لا تمتلك القدرة على منافسة الصناعات السعودية, وخصوصاً بالنسبة للصناعات الوسيطة, بيد انها ستكون اكثر قدرة على المنافسة في الصناعات النهائية, نظراً لعدم تكافؤ الفرص بين الصناعات الاوروبية والسعودية, اذ ما تزال اوروبا متقدمة بأشواط كبيرة في هذا المجال, كما ان الصناعات النهائية تمثل نسبة كبيرة من اجمالي الواردات الاجنبية للمملكة في الوقت الراهن.

ورأى ان دخول المملكة في منظمة التجارة العالمية سيفتح المجال امام حرية حركة الاستثمارات الخارجية في مجال الصناعات البتروكيماوية سواء بالنسبة للمملكة او الدول الخليجية الاخرى, التي تشترك مع المملكة في الميزة النسبية في هذه الصناعة, التي تعتمد بشكل اساسي على الصناعة البترولية, بيد ان الحوافز التي تقدمها تلك الدول في مجال استقطاب الاستثمارات الاجنبية, تعتبر المحرك الاساس في قدرة منطقة معينة على الاستحواذ على الجزء الاكبر من تلك الاستثمارات.

وقال د. سالم باعجاجة المحلل الاقتصادي: تعتبر الصناعات النفطية والبتروكيماوية احدى اهم الصناعات الموجودة في المملكة حيث ظل انتاجها ينمو خلال العشر السنوات الماضية بمعدلات متزايدة علماً بأن النفط كسلعة لا يخضع لمفاوضات الانضمام الى منظمة التجارة العالمية وانما تشمل المفاوضات كافة السلع الاخرى وعلى رأسها المنتجات البتروكيميائية حيث ان مبادئ وقوانين منظمة التجارة العالمية لا تتعارض مطلقاً مع الاستفادة من المميزات النسبية الخاصة بمواردنا الطبيعية مثل الغاز حيث ان المنتجات البتروكيميائية تتيح فرصاً كبيرة للمستهلكين سواء في دول اوروبا او امريكا للاختيار حيث ان الصناعات النفطية والبتروكيميائية في بلاد الخليج بصفة عامة وفي المملكة بصفة خاصة مستقبلاً سيكون لها شأن كبير وسينمو نشاط الشركات العالمية للبتروكيماويات في المملكة اذ ستتوافد العديد من الشركات من امريكا واوروبا واليابان للاستثمار في دول الخليج بصفة عامة والمملكة بصفة خاصة ويلوح في الأفق ان هناك مستقبلاً زاهراً للصناعات النفطية والبتروكيميائية في دول الخليج عامة فالمصالح مشتركة للتبادل التجاري بين اوروبا والشرق الاوسط وبالتالي سيكون هناك تنافس صناعي كبير في هذا المجال.

http://www.s99s.com/visit.php?lid=24664

--------------------------------------------------------------------------------
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر
جدة: 6760000