***** الخروج من الاحتيال .. كيف؟

[شرواك]

لأن عمليات الاحتيال المالي قد تطول سلامة الإنسان وتعرّضه للخطر البليغ، وهذا قد حصل فعلاً وليس مجرد مخاوف، فهناك سعوديون تعرّضوا للإغراء الشديد في معاملات مالية في الخارج تحولت إلى ابتزاز وتهديد، ولذا فإن وزارة الخارجية من خلال سفاراتها تحذر المواطنين من الوقوع في شراك تلك العصابات المالية، وقد تلقت السفارات السعودية شكاوى من سعوديين أفادوا فيها بتعرُّضهم للمساومة والابتزاز بعد أن بدأوا في التعامل التجاري مع أشخاص اتضح فيما بعد أنهم نصبوا لهم مصيدة لا خروج منها سوى بدفع فدية لضمان سلامة النفس والعودة سالمين.

إن تحذير وزارة الخارجية يبدو جديداً في نوعه حيث نص التحذير على ''أنه نظراً لما ترتب ويترتب على هذا الاحتيال من تهديد لأمن المواطن وسلامته وتعرُّضه للخطف والاحتجاز بغرض المساومة والابتزاز، فإن وزارة الخارجية تحذّر المواطنين من عدم الوقوع في فخ هذه الاحتيالات والانجرار وراء الإغراءات والمكاسب المادية المزعومة والوهمية التي تعرضها هذه الجهات''، كما يبدو هذا التحذير مرتبطاً بتوقيت تغيّرت فيه الأوضاع الأمنية في دول عدة كانت مكاناً آمناً يرتاده السائح السعودي ويتعامل فيه تجارياً دون مخاطر كبيرة.

واليوم يجب الحذر لتفادي الأخطار التي تمس سلامة المواطن السعودي في الخارج سواء كان سائحاً أو تاجراً أو طالباً، فالجناة متربصون وقد نصبوا فخاخهم لمَن يحمل الجنسية السعودية ولديهم وسائل الإغراء الكافية، كما أنهم ينتحلون صفات تبعث الثقة بمن يتعامل معهم، فهم إما رؤساء شركات وإما مندوبون يعرضون أرباحاً عالية في نشاط بيع الذهب والمجوهرات والأحجار الكريمة أو خلافه، ما يغري بالدخول في صفقات يبدأ بعدها إكمال باقي سيناريو الأحداث الذي ينتهي بالخطف أو الاحتجاز وإخضاع الضحية للمساومة والابتزاز.

إن التحذير يتضمن عدم التعامل مع الجهات المشبوهة أو الأشخاص المجهولين أيا كانت صفاتهم أي سواء كانوا أفراداً أو شركات، حيث يجب التأكد من صحة المعلومات، كما أن التعامل يجب أن يكون من خلال المحال التجارية وليس بالغوص في دهاليز السوق السوداء أو التعامل الشخصي المباشر، والأخطر عندما يتم اصطحاب المواطن السعودي إلى أماكن خاصة بعيداً عن المكان الطبيعي للتداول والبيع والشراء في تجارة الذهب والمجوهرات.

إن ساحات الإنترنت والاتصالات الهاتفية أفضل وسيلة للوصول إلى الضحية، ولأنه يصعب تتبع الفاعل حتى في بلده أو في المكان الذي تم فيه الاحتيال فإن تنامي ظاهرة الاحتيالات ومحاولات الاحتيال أصبحت مفهومة أكثر من ذي قبل، كما أن الفاعل يستطيع أن يعاود محاولاته واصطياد ضحية أو ضحايا جدد دون تكلفة، فالأمر لا يتطلب سوى تغيير موقعه الإلكتروني وأرقام هواتفه والبدء من جديد في متابعة النشاط الإجرامي، والأخطر أنه في ظل ضغوط الأزمة المالية والانفلات الأمني في بعض الدول، فإن الوصول إلى الجاني يبدو عسيراً، إن لم يكن في عِداد المستحيلات.

إن مكافحة الاحتيال برنامج عمل متواصل وهو هَم كبير في الداخل، فما بالنا ونحن نتكلم عنه في الخارج، حيث التوعية هي خط الدفاع الأول والأخير كذلك، ولذا فإن تحذير وزارة الخارجية للمواطنين السعوديين يأتي في سياق التنبيه المسبق والتحذير المبني على واقع وشكاوى وحالات موثقة أحداثها من قبل مَن تعرّضوا للاحتيال من السعوديين في الخارج، وليس هناك من عمل يمكن القيام به سوى التوعية والتحذير، فالخطر بليغ والأوضاع لم تعد مطمئنة في بعض الدول، كما كانت في السابق، ولذا فإن الوقاية خيرٌ من العلاج دائماً.