للتسجيل اضغط هـنـا
أنظمة الموقع تداول في الإعلام للإعلان لديـنا راسلنا التسجيل طلب كود تنشيط العضوية   تنشيط العضوية استعادة كلمة المرور
تداول مواقع الشركات مركز البرامج
مؤشرات السوق اسعار النفط مؤشرات العالم اعلانات الشركات الاكثر نشاط تحميل
 



العودة   منتديات تداول > سوق المال السعودي > الأسهـــــــــــم الـــــــسعــــود يـــــــة



إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24-06-2002, 11:33 AM   #1
عضو
متداول جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2002
المشاركات: 16

 

افتراضي بنوكنا لا تخدم اقتصادنا - لعبد الله الجعيثن

بل إن بنوكنا - مع الأسف - تضر اقتصادنا أكثر مما تخدمه، وذلك أنها ومنذ سنوات تشجع على أمرين: الاستهلاك.. والمضاربات في الأسهم.. فقد أغرقت الأفراد بمليارات القروض الشخصية وبفوائد عالية جداً، ومركبة، حسبها الدكتور أحمد بن صالح السالم في جريدة "الرياض" بتاريخ 1423/2/18هـ فإذا بفوائد القروض الشخصية تصل إلى ما يقارب 15% ،بينما معدل الفائدة العالمي أقل من اثنين في المئة!! أي سبعة أضعاف المعدل!! علماً بأن معظم ودائع بنوكنا جارية بلا فوائد!!.
كان مقال الدكتور السالم بعنوان (تحايل البنوك في معدلات القروض: المجتمع يفرق في الديون.. والمعدلات المرتفعة مستمرة.. (177) بليون ريال حجم اعتماد القطاع الخاص والأفراد على الائتمان المصرفي).. كان مقالاً رائعاً نافعاً.. نشره في (اقتصاد "الرياض") ونشر قبله عدة مقالات مفيدة عن اقتصادنا وعن الدين العام، وآمل أن يواصل الدكتور الفاضل/ أحمد السالم فنحن - في هذه الفترة بالذات - أحوج ما نكون إليها.. بل ودائماً - فالمال هو عصب الحياة..
كما آمل من الزميل الخلوق الأستاذ عبدالوهاب الفائز أن يلح على الدكتور السالم بالكتابة المتواصلة في (اقتصاد "الرياض") فإن مقالاته مكسب..
وبالإضافة لإسراف بنوكنا في القروض الشخصية وبفوائد خيالية - وهو ما سنفيض في الحديث عنه لاحقا - تقوم بنوكنا ومنذ أكثر من سنة بتحويل مضاربي الأسهم لدينا بشكل هائل يفوق رأس مال المضارب أربع مرات أحياناً، مما أوجد لدينا مضاربات صارخة محمومة على الأسهم المحلية وللشركات الخاسرة قبل الرابحة حتى صار واقع سوق الأسهم لدينا الآن (نقود كثيرة تطارد أسهماً قليلة)، وهذا هو التضخم بعينه، ونفخ سوق الأسهم وحقنه بالسيولة المفرطة يؤدي إلى أضرار اقتصادية بالغة، منها ارتفاع أسعار الأراضي والمساكن حتى يعجز الشباب - ومعظم مجتمعنا شباب وأطفال - عن توفير سكن، كما أن رفع سوق الأسهم فوق المعقول - وخاصة شركات المضاربة الخاسرة - يؤدي في الغالب إلى إنهياره وإفلاس كثيرين ممن أقرضتهم بنوكنا بشكل مبالغ فيه، وهي أول من يبيع أسهمهم، وبأي سعر، إذا نزل السوق، وفي هذا أيضاً زعزعة الثقة بسوق الأسهم المحلية..
كما أن الفوائد التي تأخذها بنوكنا على سندات التنمية التي تصدرها الدولة لمواجهة العجز تعتبر مرتفعة عن المعدلات العالمية، والمفروض أن تكون منخفضة عن تلك المعدلات، لأن الأموال غير المكلفة في بنوكنا مرتفعة جداً بل خيالية ونسبتها إلى موجودات بنوكنا لا يتحقق ربعها في كل بنوك العالم..
إذن فإن بنوكنا تشجع الاستهلاك المحموم والمضاربات الخطرة في سوق الأسهم ولا تخدم اقتصادنا الوطني في الأمرين.. حتى ليبدو للمراقب أن بعض البنوك لا يهمها خدمة اقتصاد البلد، وإنما يهمها الربح العاجل، ولا يهمها أن تكسب العملاء، وإنما يهمها أن تأكلهم لحماً وترميهم عظماً.. ولا تقف مع الذين تورطوا منهم.. وهي التي سهلت لهم سبيل التورط.. ولا تساعد الذين أوشكوا على الغرق منهم ولا بلوح تمده لهم من الشاطئ.. رغم أنها هي التي رمت كثيراً منهم في لجج المحيط..
ولكن يبدو أن بعض بنوكنا بحور بلا شواطئ.. وبواخر بلا قوارب نجاة، وطائرات بلا براشوت، وحرائق بلا طفايات.. كما حدث سنة 94حين انهارت سوق الأسهم..
"ولنبدأ بالقصة من أولها".
مرحلة:
أعمى ومعه كرّ:
والكَرّ - لمن لا يعرف من شباب اليوم - هو حبل متين كان أجدادنا يستخدمونه إذا أرادوا أن يصعدوا إلى رأس النخلة بسرعة عظيمة، فيطوّق الرجل النخلة بهذا الكرّ ويضع قدميه على الكرب ثم يصعد وهو يرفع الكر قبله لكي يحميه من السقوط، ويصبح كأنه يدان أخريان له، وهما يدان طويلتان وسريعتا الحركة، تشكلان رافعة تجعله يصل إلى عذوق النخلة بسرعة، ولا يزال مستعملاً في بعض البلاد حتى الآن، وقد رأيت في التلفزيون رجلاً يصعد النخلة بسرعة بمساعدة الكر الذي أتاح له التمسك وسرعة الحركة وكأنه رافعة..
وقد ورد في مأثورنا الشعبي أن رجلاً أعمى كان يسرق "الرطب" من النخل وقت الخراف، وكان هذا الأعمى يفضل نخلة سكرية رغم أنها طويلة وتقع في نخل رجل "أقشر".. وتصوروا كيف يصعد رجل أعمى نخلة طويلة، ولكن هذا الأعمى كان مصيبة وريحاً كاسحة، فكان يأخذ معه حبلاً متيناً "كر" ويدخل النخل على غفلة ويقصد تلك النخلة فيصعدها بسرعة القرد المدرّب" ثم يخرفها وينزل.. ويهرول عائداً إلى بيته!
ومما زاد الطين بلة أن تلك النخلة المفضلة لدى الأعمى مفضلة أيضاً لدى صاحب النخل الأقشر، فهي أفضل ما لديه، وقد لاحظ بمنتهى الغضب أنه كلما جاء ليخرفها عرف أن لصاً قد سبقه إليها فتنعم بأطائبها وقطف أحلى ما فيها وخرف أكبر ما فيها من رطب.
هنا صار الرجل يكمن في عريش عنده ليعرف من هو السارق، وفي الليل جاء الأعمى على عادته فتسلق النخلة بحبله وقطف ما يريد منها ونزل مسرعاً يهرول، وتأمل الرجل فيه فإذا به أعمى! وإذا به من جماعته فهو يعرفه، فدهش ولكنه قال: ساقته قدماه إلى حتفه! لم يَبءقَ إلا أن يسرقني العميان! وبيت في نفسه شراً مستطيراً، وأعد للأعمى فخاً خطيراً، فحين حل المساء جاء إلى نخلته الغالية عليه فضحى بها، قطع رأسها تماماً وجعلها واقفة في الفضاء بجذعها كأنها عمود، ووقف يراقب في عريشه ويتربص بالأعمى شراً، وجاء هذا على عادته ومعه حبله المتين الذي يثق به، فصعد النخلة الطويلة بسرعة، حتى إذا وصل إلى مكان رأسها الذي كان يوقفه وكانت العسبان تمنع حبله من الارتفاع، سقط من علياء نخلة إذ لم يكن هناك - هذه المرة - رأس، فدُقّت عنقه، ومات لفوره!.
قلت:
وبعد حرب تحرير الكويت مباشرة، ابتدأت أسهمنا المحلية تصعد بسرعة، وتسابقت بعض بنوكنا في إعطاء بعض المغامرين حبالاً كثيرة ليصعدوا بسرعة الصاروخ، وكانت تأخذ عليهم عمولات كبيرة جداً، ولم يكن هؤلاء - في تلك الفترة - يهتمون للعمولات إلا إذا كان السحاب يهتم لنباح الكلاب، فقد كانوا يربحون في يوم عمولة البنك في عام، لو دامت الأحوال، ولكن دوام الحال من المحال، خاصة أن تلك البنوك فتحت لهم الباب على مصراعيه، وجعلتهم يصعدون تلك النخيل الطوال والتي بدون رؤوس، بكل أنواع الرافعات والحبال ولم تفكر هذه البنوك في النهاية، ولم تقدر للعواقب، وأعماها الربح السريع المتصاعد، والعمولات الكبيرة المتعاظمة خاصة أن العمولات العالمية كانت ذلك الوقت في أدنى معدلاتها، فكانت تلك البنوك تأخذ أضعاف العمولات العالمية، وتأخذ هؤلاء العملاء بالأحضان!.
ولم يكن العملاء لصوصاً كذلك الأعمى، بل كانوا شرفاء، ولكن بعضهم كانوا عميانا مثله تماماً، فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور، كانوا هم وبنوكهم معاً قد أعماهم بريق الأرباح عن رؤية الهاوية في آخر الطريق، وقد أسكرهم خمر الطمع وذهب بعقولهم فلم يعودوا يفكرون في عاقبة هذا المصير، والفاروق رضي الله عنه يقول: "ما الخمر صرفاً بأذهب لعقول الرجال من الطمع"، فأخذوا - بتشجيع سريع من تلك البنوك - يشترون الأسهم بكل ما يملكون، ثم يسرعون بشهادات الأسهم التي اشتروها وإشعاراتها فيرهنونها لدى تلك البنوك، ويحصلون على نسبة عالية جداً من قيمتها على شكل ديون، ثم يشترون بهذه الديون أسهماً أخرى ويعيدون رهنها لدى تلك البنوك ويحصلون على ديون جديدة ثم يعيدون الكرة من جديد والأسهم تتصاعد كالنار وترتفع كالصاروخ لأنها قد ضُخ فيها أموال هائلة طائلة وهي ليست أموالا حقيقية يملكها مستثمرون، وإنما هي أموال تضخها البنوك ديوناً مركبة على هؤلاء المغامرين الذين وصل بعضهم إلى درجة المقامرين، وتلك الأموال المصطنعة لا بد أن تسحب من سوق الأسهم وتعود إلى خزائن البنوك وبالفوائد المركبة..!
ونحن هنا لا نلوم أولئك المغامرين بقدر ما نلوم تلك البنوك، فإننا كلنا كأفراد نفقد الحكمة في كثير من الأحيان، وقد نطمع في كل ما نسمع، وفي الطفرات كثيراً ما يذهب لبُّ الأفراد وتعمى الأبصار، كلنا كأفراد معرضون لهذا على درجات، وننساق إلى المزيد حين تسهل جداً عمليات التمويل، وحين تفتح لنا البنوك أبوابها وتعتبرنا كبار عملائها وتفتح لنا خزائنها وتباركنا بكل خبرائها وخبراتها وتنفخ نشوة الزهو في رؤوسنا بحرارة استقبالها وحفاوة رجالها وسرعة استجابتها لما نريد وكأنها مصابح علاء الدين.. ولكن (الوعد بعدين)!!
نحن إذن لا نلوم أولئك الأفراد الذين تورطوا أشد التورط، فهم منا وفينا ونتمنى لهم والله كل خير وأن ينقذهم الله مما وصلوا إليه.
ونعلم أننا كلنا معرضون لما تعرضوا له لو واجهنا نفس الظروف وكانت لنا نفس العقليات، لا نلومهم بقدر ما نلوم تلك البنوك التي هي (مؤسسات) لديها سياساتها وخبراؤها وقراراتها التي يجب أن تكون متروية بعيدة النظر وهادفة إلى خدمة اقتصاد الوطن بشكل جوهري وليس تشجيع الاستهلاك المسرف وحب المظاهر من ناحية، وتشجيع المضاربات الحمقاء في سوق الأسهم والتي ابتدأت تتصاعد في سوقنا هذه الأيام، بل ومنذ فترة بمباركة هذه البنوك التي لا يهمها - على ما يبدو - سوى مجرد الفوائد الخيالية التي تحصل عليها وليكن ما يكون.
(يتبع)
عضو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:02 AM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.