تونس تستعد لصيف حافل بالمهرجانات

[ابوفهد]

عروض مسرحية بمهرجان صفاقس، ونجوم الغناء بمهرجان سوسة، وتظاهرات ثقافية بمهرجان قفصة.

في كل صيف تتحول تونس، بلد الخمسة ملايين سائح، الى فضاء مفتوح للمهرجانات الدولية والمحلية، ويأتيها كبار الفنانين العرب والأجانب ليكتشفوا في هذا البلد العربي المتوسطي ان الشعب التونسي ميال بطبعه الى الفنون الاصيلة.

ومن يزور تونس في هذه الايام يعيش مع التونسيين والسياح على وقع العديد من المهرجانات التي باتت علامة متميزة في كل صيف. ولا تقتصر العروض الفنية على المهرجانات المعروفة مثل مهرجان قرطاج الدولي ومهرجان سوسة بل تمتد الى العديد من الشوارع والساحات التي تتحول ليلا الى فضاءات عرض مفتوحة.
الليل له حصة في مهرجانات تونس
واذا تجولت خلال هذه الايام في شوارع تونس ومدنها مثل مدينة سيدي بوسعيد، التي تميز الالوان البيضاء والزرقاء طرازها المعماري الرائع، تتابع عروضا في الفن الاصيل وتشاهد كيف تلتقي العائلات التونسية والعائلات العربية والاجنبية التي اختارت تونس للسياحة في احد مسارح الهواء الطلق أو في الشوارع لتلمس ان هذا البلد العربي المسلم يتنفس هواء من التسامح والتعايش قل نظيره.

وصيف تونس هذا العام يبدو أكثر تميزا لأهمية النشاط الثقافي حيث تشمل العروض الفنية من غناء وموسيقى ومسرح وغيره كل المدن التونسية. فقد اعد مهرجان بنزرت الدولي لدورته العشرين من 13 تموز/يوليه الى 13 آب/اغسطس برنامجا متنوعا يتضمن 7 عروض فنية تونسية و6 عروض دولية فضلا عن 3 مسرحيات و4 استعراضات.

ومن جهته اختار مهرجان صفاقس الدولي ان يفتتح دورته الرابعة والعشرين بعرض اوبريت بعنوان "ريحة البلاد ورد وياسمين" يوم 16 تموز/يوليو في المسرح الصيفي بطريق سيدي منصور. ويتزامن عرض هذه الاوبريت التي انتجتها مؤسسة ثقافية خاصة مع احياء الذكرى العشرين لوفاة الفنان التونسي المعروف محمد الجموسي.

وينتظر ان تتواصل هذه الدورة ما يزيد عن الشهر متضمنة زهاء 20 عرضا من تونس والخارج يجمع بين الموسيقى والغناء والمسرح والمنوعات والى جانب الحفلات التي ستقام بالمسرح الصيفي من المتوقع ان تنظم مجموعة من العروض في الفضاءات الثقافية الاخرى بمدينة صفاقس وضواحيها.

وتنظم الدورة 44 لمهرجان سوسة الدولي هذه السنة من 15 تموز/يوليو الى 17 آب/اغسطس متضمنة عدة عروض فنية تونسية وعربية و اجنبية. وسيركز البرنامج على العروض الموسيقية التي سيشارك فيها بالخصوص كل من صوفية صادق و نوال غشام وعلياء بلعيد وفيصل ولمياء الرياحي من تونس، واصالة نصري و صباح فخري من سوريا، و مرسال خليفة من لبنان والشاب مامي من الجزائر الى جانب فرقة اراباسك التونسية بقيادة الطاهر القيزاني وفرقة التراث العربي بحلب. كما سيكون الفن الرابع حاضرا من خلال مسرحيتي "في هاك السردوك نريشو" للامين النهدي و "علمني" لنعيمة الجاني فضلا عن فرقة "انانا" للمسرح الراقص بسوريا.

وفي اطار التبادل الثقافي التونسي الروسي ينظم عرض "الاميرة الصغيرة" الموجه للاطفال فضلا عن عرض "الاعجوبة الروسية" يومي 29 و 30 حزيران/يونيو بساحة المدن المتوامة بسوسة ومن المنتظر ان تقام كل هذه العروض بين مسرح الهواء الطلق بسيدي الظاهر والملعب الاولمبي وقصر الرباط بسوسة.

وتشهد ولاية بن عروس التي تعد 12 مهرجانا صيفيا ذي طابع محلي عروضا متنوعة مع الحرص على تدعيم الانتاج الوطني. وفي هذا السياق سيقتصر مهرجان الزهراء في دورته الجديدة على العروض التونسية اما بعض العروض الاجنبية فستكون ضمن برنامج مهرجان بوقرنين الذي سيفتتح خلال الاسبوع الثاني من شهر يوليو.

ومن جهة اخرى بدأت تونس تجربة جديدة تتمثل في اقامة تظاهرات مفتوحة للعموم في الهواء الطلق وستكون البداية في حمام الانف حيث تنظم في الفضاء الخارجي لمسرح الهواء الطلق ببوقرنين وقبل افتتاح المهرجان عروض ثقافية تتضمن امسيتين للشعر الملحون (الموقف) وامسية للشعر الفصيح وندوة حول "خصوصيات ومميزات مدن ولاية بن عروس التاريخية والحضارية". كما يجري النظر في تجربة المقاهي الثقافية التي تواكب مهرجان الزهراء بغية تعميمها.
لمسة متمايزة في قلب تونس
وتسجل الدورة الرابعة للمهرجان الدولي لمسرح الهواة بحمام الشط هذه السنة ارتفاعا في عدد البلدان المشاركة علما بان هذه الدورة ستعقد من 16 الى 23 آب/اغسطس 2002.

ومن ناحيتها ستشهد ولاية قفصة اقامة 13 مهرجانا صيفيا سيقدم في اطارها قرابة 156 عرضا يجمع بين مختلف الوان الفنون من موسيقى و مسرح وسينما اضافة الى المنوعات والسهرات التنشيطية.

ويعد المهرجان الوطني "البرج" بقفصة من اهم مهرجانات تونس من حيث اهمية الاقبال وتنوع البرامج التي ستركز على تقديم جديد الساحة الثقافية على الصعيدين الوطني والمحلي مع استضافة عروض عربية وخاصة مغاربية.

وفي هذا الاطار سيكون رواد المهرجان على موعد مع حفلات موسيقية لفرق وطنية ومحلية ولموسيقى الراي وكذلك مع فرق للفنون الشعبية. وسيتخلل البرنامج عرض لمسرحية "البشير بن سديرة" لمركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة الى جانب عروض سينمائية وسهرات تنشيطية وشبابية واخرى موجهة للاطفال.

اما بقية المهرجانات على غرار مهرجان جني الفستق بالقطار ومهرجان الفروسية بسيدي عيش ومهرجان القرى الجبلية بالسند ومهرجان سيدي منصور للتراث والفروسية ببلخير فان فقراتها عادة ما تكون مناسبة لابراز مظاهر من العادات والتقاليد التراثية لهذه المدن والقرى.

وينطلق الموسم الثقافي الصيفي بولاية قابس يوم 12 تموز/يوليو بتنظيم الايام الثقافية بالمنصف ليختتم يوم 25 اغسطس بتنظيم تظاهرة ثقافية بمطماطة القديمة.

وينتظر ان تقام خلال هذا الصيف حوالي 14 تظاهرة بين مهرجانات وايام ثقافية الى جانب تنظيم معرضين للكتاب بكل من شاطئى قابس وغنوش، واقامة عروض تنشيطية للاطفال في عدد من مناطق الظل بالجهة اضافة الى امسيات شعرية وعروض مسرحية من بينها مسرحية "في هاك السردوك نريشو" للامين النهدي.

وسيتابع الجمهور كذلك سهرات موسيقية تحييها نخبة من الفنانين التونسيين من ضمنهم عادل سلطان والشاذلي الحاجي ورياض البوراوي وعلياء بالعيد وصفوة ونورة امين وليلى مجدي وزينة التونسية.

اما الحفلات العربية المبرمجة في مهرجان قابس الدولي في دورته العشرين من 19 تموز/يوليو الى 14 آب/اغسطس فسيحييها كل من صابر الرباعي ومحمد الجبالي من تونس وبسكال مشعلاني من لبنان وحمادة هلال وشيماء الشايب من مصر. كما يتضمن البرنامج عرضا لموسيقى الروك من سواحل ارمور بفرنسا سيتم استقدامها في اطار التبادل الثقافي بين هذه المقاطعة الفرنسية وجهة قابس وستحيى هذه الفرقة كذلك سهرات بكل من المطوية ووذرف وشنني.

وتتكثف التظاهرات الثقافية في شهري تموز/يوليو واب/اغسطس في ولاية مدنين من خلال مهرجان اوليس ومهرجان الفيلم الاسطوري والتاريخي في جربة الى جانب المهرجان الدولي للغوص والشراع التقليدي بجربة اجيم ومهرجان الفخار بقلالة ومهرجان سيدي جمور بمليتة.

وفي جرجيس يتجدد الموعد مع مهرجان الاسفنج الذي بلغ دورته 33 فاصبح له اشعاعا واسعا خاصة بعد ان تدعم بتظاهرات جديدة منذ السنة الماضية على غرار مهرجان الفنون التشكيلية والايام السينمائية والمنتدى العلمي للتاريخ الاجتماعي.
مهرجان يجتذب التونسيين والعرب والغربيين معا
اما بنقردان فتحتضن مهرجان الفروسية في حين يعيد مهرجان الادب الشعبي بسيدي مخلوف بمدنين ملاحم شعرية من خلال بروز جيل جديد من الشعراء الشعبيين.

وستعيش ولاية الكاف من 5 يوليه الى 2 اغسطس على وقع التظاهرات الثقافية الصيفية التي ستهتم بالمنتج المحلي واعطائه الاولوية مع الحرص على تنويع البرامج من مسرح وموسيقى وسينما وغيرها في العروض الثقافية.

وتستعد مدينة المهدية من ناحيتها لتنظيم مهرجان عيد البحر من 22 الى 27 يوليه المقبل تحت اشراف وزارة السياحة و الترفيه والصناعات التقليدية. وستشهد هذه المدينة نشاطا متنوعا على الشواطىء وفي المدينة العتيقة من خلال عديد المسابقات الثقافية والرياضية والترفيهية وعروض الفنون الشعبية.

وستقام في هذا الاطار معارض للرسم و للصور القديمة المجسمة لمدينة المهدية اضافة الى معارض اخرى للتراث التقليدي المميز للجهة.

وسيكون الفن السابع حاضرا في هذا المهرجان بعرض سلسلة من الافلام التي تدور مواضيعها حول البحر وذلك بشاطىء الكرنيش في حين سيشهد شاطىء منتزه العائلة و الطفل عدة نشاطات رياضية من خلال دورات للتنس والكرة الطائرة الشاطئية و القوارب الشراعية و التزحلق على الماء و غيرها من الرياضات.

ومن ابرز فقرات المهرجان عقد ندوة فكرية حول موضوع "المهدية ملتقى الحضارات المتوسطية"، اضافة الى تنظيم استعراض بالكورنيش ترافقه عروض تنشيطية على طول الشاطئ.

وتتميز سهرة الاختتام باختيار ملكة جمال المهرجان وتنظيم عرض للازياء الخاصة بولايات الوسط الشرقي الى جانب احتضان ميناء المهدية لسباق المراكب الترفيهية المنطلقة من المنستير.