اليورو يستمر في الصعود امام الدولار مع استمرار القلق بشأن أسواق الأوراق المالية الأمي

[ابوفهد]

نزل الدولار امام اليورو امس وكادت العملة الموحدة تساويه في القيمة مع استمرار قلق المستثمرين بشأن أسواق الاصول الاميركية. ويترقب التجار سير الامور في وول ستريت لاحقا بعد ان اثارت احدث فضيحة محاسبية اميركية في شركة زيروكس للادوات والمعدات المكتبية قلق المستثمرين تحسبا من اكتشاف مخالفات محاسبية اخرى. وبعد تكشف فضيحة زيروكس يوم الجمعة الماضي انخفضت العملة الاميركية لادنى مستوى في تسعة اشهر مقابل الين واقل مستوى في 28 شهرا امام اليورو قبل ان يساعد تدخل ياباني نشط على صعودها. وتخشى اليابان من ان يؤدي صعود الين الاخير مقابل الدولار الى عرقلة الانتعاش الاقتصادي الذي تقوده الصادرات، وطلبت يوم الجمعة من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) والبنك المركزي الاوروبي بيع الين نيابة عنها.
وقال متعاملون ان الدولار لقي دعما عند 75،119 ين، مسجلا صعودا محدودا امس بسبب مخاوف من ان تبيع اليابان مبالغ اخرى من الين. وفي مقابل اليورو نزل الدولار خلال احدى مراحل التعامل امس الى 0.9977 دولار للعملة الموحدة. ويتعرض الدولار لضغوط بيع شديدة منذ اوائل ابريل (نيسان) عندما حدت شكوك بشأن مدى انتعاش الاقتصاد الاميركي ومصداقية قواعد المحاسبة في الولايات المتحدة من اغراء الاصول الاميركية التي كانت خارج نطاق المنافسة يوما ما.
وفيما رحب سياسيون في منطقة اليورو بهبوط الدولار امام العملة الموحدة ينتاب المسؤولين اليابانيين قلق مما يمثله ارتفاع سعر الين من تهديد للاقتصاد الياباني الهش. ولمح توشيرو موتو نائب وزير المالية الياباني امس الى ان قرار بلاده طلب مساعدة بنوك مركزية اخرى يوم الجمعة الماضي قد يكون خطوة نحو مزيد من التنسيق في اسواق الصرف. وقال زيمبي ميزوجوتشي المسؤول البارز بوزارة المالية اليابانية ان بلاده على اتصال دائم بالسلطات النقدية في الخارج لكنه أحجم عن ذكر ما اذا كانت هناك نية لتدخل منسق. واحجم محافظ بنك فرنسا جان كلود تريشيه امس عن التعليق على اقتراب اليورو من مستوى مواز للدولار ولكنه قال ان ارتفاع اليورو امر طيب.
وانخفض الاسترليني مقابل اليورو امس ليقترب من ادنى مستوى له في 33 شهرا والذي سجله في الاسبوع الماضي. واستقر الاسترليني الذي اقتفى اثر تحركات اليورو امام الدولار في الاسابيع الاخيرة بفارق نصف سنت عن سعر 1.5380 دولار الذي كان اعلى مستوى له مقابل العملة الاميركية. وفي الساعة 08.41 بتوقيت جرينتش بلغ الاسترليني 1.5308 دولار. وسجل اليورو 64.95 بنس مقارنة مع 65.27 بنس الذي سجله الاسبوع الماضي وكان ادنى مستوى يبلغه الاسترليني منذ اكتوبر (تشرين الاول) عام .1999 وكان اليورو اكبر مستفيد من المصاعب التي واجهت الدولار في الاسابيع الاخيرة وارتفع لمستويات يعتقد معها الاقتصاديون انه يمكن لبريطانيا الانضمام للعملة الاوروبية الموحدة دون ان تفقد قدرتها على المنافسة. وفي سوق الاسواق المالية، سجل مؤشر الاسهم اليابانية الرئيسي انخفاضا طفيفا عند اغلاق بورصة طوكيو للاوراق المالية امس بعد تراجع أسهم شركات التكنولوجيا المتطورة. وأظهر تقرير «تانكان» الذي يصدره بنك اليابان المركزي أن ثقة الشركات بالاقتصاد الياباني تحسنت كثيرا في يونيو (حزيران) الماضي بل سجلت أفضل تحسن على الاطلاق. وساهمت عدة قطاعات، منها البنوك والبناء والصلب والعقارات في رفع مؤشر ثقة الشركات لكن قلق المستثمرين من قوة الين الياباني والشكوك المحيطة باتجاه بورصة وول ستريت الاميركية على المدى القريب حدت من ارتفاع المؤشر.
وقال فومياسو ساتو بمؤسسة سديك ايكسيس لادارة الاصول «تقرير تانكان جيد. انه يظهر عودة الثقة بالاقتصاد». وأضاف «لكن كما حدث اليوم هناك عدة عوامل ستحد من الارتفاع هذا الاسبوع»، قائلا ان قلق المستثمرين من احتمال شن هجوم ارهابي على الولايات المتحدة في يوم الاستقلال في الرابع من يوليو (تموز) الحالي من بين تلك العوامل. وتراجع سهم شركة سوني نتيجة ارتفاع الين وهبط السهم 2.21 في المائة الى 6190 ينا، مما ساعد على تراجع مؤشر نيكاي القياسي 26.40 نقطة أي بنسبة 0.25 في المائة ليصل الى 10595.44 نقطة وليفقد جزءا من مكاسبه يوم الجمعة الماضي عندما قفز 3.5 في المائة، غير أن مؤشر توبكس الاوسع نطاقا زاد 3.74 نقطة أي بنسبة 0.36 في المائة ليسجل 1028.63 نقطة.
واستأنفت الاسهم البريطانية صعودها امس بعد ان تراجعت في اوائل التعاملات واستمدت قدرا من الدعم من بيانات اقتصادية بريطانية قللت فيما يبدو من احتمال رفع اسعار الفائدة على المدى القصير. وكانت انباء عن إحجام شركتين بريطانيتين عن طرح اسهم في البورصة لأول مرة نظرا للظروف غير المؤاتية في السوق قد دفعت المؤشر للهبوط في وقت سابق امس الا ان الاسعار عاودت الارتفاع وسط آمال باصدار بيانات اقتصادية اقوى بعد صدور بيانات اميركية ايجابية في الاونة الاخيرة. وفي الساعة 12.30 بتوقيت جرينتش ارتفع مؤشر فاينانشال تايمز المؤلف من مائة سهم ممتاز 17.4 نقطة اي بنسبة 0.37 في المائة الى 4673.8 نقطة بعد نزوله خلال احدى مراحل التعامل امس الى 4625.8 نقطة.
لكن متعاملين قالوا انه لا يمكن الوثوق بالسوق بعد المشاكل المحاسبية الاخيرة في الولايات المتحدة. وعاد الاقبال على اسهم شركات الاعلام وارتفع سهم بيرسون 5.5 في المائة بعد ان ذكرت انباء ان بنك اوف اميركا رفع تصنيفه له بينما زاد سهم مجموعة اي.ام.اي للموسيقى 5.2 في المائة. وارتفع سهم شركة بي.ايه.اي سيستمز للهندسة بعد ان تردد انها خرجت من صفقة شراء ضخمة في الولايات المتحدة.