أداء بورصة الإمارات .. وتوقعات الأسبوع المقبل (19 نوفمبر) للاخ صادق الاحساس

[درهم 1]

" آفة الشراء على المكشوف تهز عرش السوق " .. بهذه العبارة يمكن اختصار مجمل أوضاع السوق خلال تعاملات الأسبوع الماضي.. فقد عكست مجريات التداول مدى الضغوط الكبيرة التي وقع تحت تأثيرها شريحة كبيرة من روّاد السوق وخصوصاً الفئة التي أدمنت الشراء على المكشوف، حيث وجدت نفسها بين مطرقة مكاتب الوساطة وسندان تراجع الأسعار.. كما تسببت هذه الفئة بحرمان العديد من المستثمرين الحقيقيين والذين لديهم أرصدة في حساباتهم الاستثمارية لدى الوسيط من الشراء، حيث لجأت بعض المكاتب إلى التوقف تماماً عن الشراء والاكتفاء بتلبية طلبات البيع فقط لتغطية العجز الناجم عن "الملايين المكشوفة" لديها، واتسعت آثار "توسونامي الشراء على المكشوف" لتشمل معظم الأسهم المدرجة في السوق، الغث منها والسمين.. والتي تراجعت أسعارها وسط عمليات بيع هستيرية لتغطية مراكز مكشوفة. ويبدو أنّ اتخاذ هيئة الأوراق المالية والسلع موقف المتفرج على هذه الظاهرة الخطيرة هي التي أسهمت في نموها ومضاعفة آثارها السلبية سواء على المستثمرين الحقيقيين في السوق أو فئة الحسابات المكشوفة والمدمنة على تحقيق الأرباح السريعة من خلال أموال لا يمتلكونها أصلاً. وبصورة عامة فإنّ مجريات السوق خلال الفترة المقبلة ستكون مرهونة بالتخلّص من كميات الأسهم التي ما تزال مكشوفة لدى مكاتب الوساطة. ولا يسعنا هنا إلاّ أن نكرر تحذيرنا لصغار المستثمرين من التحول نحو المضاربة الصِرفة التي غالباً ما تكون محفوفة بالمخاطر والعواقب الوخيمة التي لا يحمد عقباها.. وكل ما نتمناه أن تعود مياه السوق الهائجة إلى مجاريها خلال الفترة المقبلة بعون الله تعالى.


ملامح تعاملات الأسبوع:

بلغ إجمالي قيمة تداولات الأسبوع الماضي نحو 11.5 مليار درهم، بارتفاع مقداره 800 مليون درهم، وبنسبة 7.5% مقارنةً بإجمالي تداولات الأسبوع قبل الماضي والذي بلغ نحو 10.7 مليار درهم، وتوزعت بواقع 7.67 مليار درهم تداولات سوق دبي المالي، و3.85 مليار درهم تداولات سوق أبوظبي للأوراق المالية.

أبرز العوامل المؤثرة:

1 ـ اتساع نطاق آفة الشراء على المكشوف بشكل ملحوظ، الأمر الذي ترتب عليه ضغوط كبيرة مارستها مكاتب الوساطة المالية على عملائها المكشوفين، وقد بادرت بعض المكاتب بالبيع الإجباري دون الرجوع إلى العميل لتغطية الحسابات المدينة، وأدّى ذلك إلى تراجع ملحوظ في أسعار العديد من الأسهم خاصة تلك التي شهدت موجة من التداولات المكثفة خلال الآونة الأخيرة.

2 ـ إطلاق مفاجأة من العيار الثقيل خلال انعقاد الجمعية العمومية غير العادية لشركة دبي للاستثمار حيث تم اعتماد زيادة في رأس المال بنسبة 200% الأمر الذي رفع من كثافة التداول على سهم الشركة.
3 ـ تراجع حدة المضاربات على بعض الأسهم الحديثة خصوصاً في سوق دبي المالي الأمر الذي أدّى إلى توجه جزء من السيولة نحو سوق أبوظبي وبالتالي ارتفاع قيمة التداول فيها.

4 ـ ترقب السوق إدراج سهم آبار والذي من المتوقع أن لا يختلف وضعه عن بقية الأسهم الحديثة التي تم إدراجها في السوق مؤخراً، حيث سيكون التداول على السهم في أوج قوته خلال الأيام الثلاثة الأولى من التداول وربما يكون سعره في بداية طرحه هو الأعلى للسهم، حيث من المتوقع أن يتجه بعد ذلك نحو الاستقرار وبناء مركز سعري يتناسب مع القيمة التي يستحقها السهم. كما سيتم إدراج شركة الأسمنت الوطنية في سوق دبي في اليوم الثاني من تعاملات الأسبوع الجديد.

أبرز توقعات الأسبوع:

من المتوقع أن تبقى آثار إعصار "توسونامي الشراء على المكشوف" باقية وواضحة خلال اليوم الأول والثاني من تعاملات الأسبوع، ومن ثم ارتداد صحي ومتوقع لشريحة عديدة من الأسهم خاصة الاستثمارية منها وذات المكررات الربحية المنخفضة والتي تبشر بعوائد مجزية خلال موسم التوزيعات في العام الجديد. وستتجه الأنظار نحو الشركات التي سيتم إدراجها لأول مرة في السوق وهي شركة آبار وشركة الأسمنت الوطنية، حيث سيكون أسهم كل من هاتين الشركتين الأوفر حظاً في جذب انتباه المستثمرين إلى جانب بعض الأسهم الأخرى التي أبدت تماسكاً قوياً مثل سهم الدار العقارية الذي حقق مكاسب يُعتد بها خلال تعاملات الأسبوع الماضي، ومن المتوقع أن يعود النشاط تدريجياً إلى سوق دبي وخاصة أسهم المضاربات ولكن بشكل أقل من ذي قبل، كما من المتوقع أن تحقق أسهم الأسمنتات ارتداداً نحو الأعلى خلال النصف الثاني من تعاملات الأسبوع. وبصورة عامة فإنّ الانتهاء من آثار الشراء على المكشوف سيعطي السوق قوة دفع جديدة نحو تحقيق المزيد من المكاسب السعرية خلال الفترة المتبقية من العام الحالي.. ويبقَ ما سبق مجرّد توقعات لا تحمل في طيّاتها أي توصية شراء أو بيع أبداً.. فهي قابلة للخطأ أو الصواب، والعلم بيد الله تعالى.. مع التمنيات الخالصة بكل التوفيق للجميع، وتحقيق أعلى هوامش الربحية .. وأتمنى لكم أسبوعاً متميزاً.. مع خالص محبتي.. صــادق الإحسـاس