السوق يبحث عن عقول ...!
السوق يبحث عن عقول ...!
لم تكن الجامعات بعيدة عن مجتمعاتها أبدأ فهي بنيت فيها وتعمل فيها وتدرس اجيالها جيلا بعد جيل ، فهي ذروة المجتمع حين نصنفه ، وهي حلم أمهات الأطفال في أحضانهن ،ولم ترقى أمة بغير علماء وفي يومنا ذا تشهد الجامعات سباقا محموما في مضمار إثبات قدراتها ومهاراتها ، ففي حين تغضب الجامعات الامريكية من الحمائية التي تنهجها الهند والصين بشأن العقول المهاجرة ، وتعبر عن إنزعاجها من عدم قدرتها على توسيع فروعها هناك ، أجدني أتساءل اين تقف جامعاتنا منهم ، وهي مفارقة كبيرة ان تعج جرائد الأسواق الأمريكية بالبحوث والدراسات التي تقدمها الجامعات ومنسوبيها ، بينما جرائدنا تعج بهرطقات محررين أجادوا فن تحوير الاخبار من صفحات الاحداث ، وفقط بعض الأكاديمين المتبرعين او طالبي الشهرة بكتابات تعد في بحر العلوم فقيرة ولا يمكنها بحال أن تعطي المجتمع شيئا .
وإنما الشأن هنا وهو محور كلامي حول متى تتحرك الجامعات لنشر بحوثها وتقاريرها حول سوقنا على الاقل الذي يجتذب الكثير والكثير من المتابعين ، وتمارس بمسؤولية مسؤولياتها ، بدلا من النشرات والقصاصات التي تنشر في كبد أيامنا ،فالجميع بحاجة جادة ليعرف عن حقيقة وصف العلم لما يجري بدلا من كراسات سماسرة السوق التي جعلت الزيف حقيقة وجعلتنا نعيش خرافات أبو لهب في دار الندوة ، فكل المعلومات التي تنشر عن سوقنا لا تعدو كونها أخبار في غالب الاحيان غير مفوهمة .
إن ابتعاد الجامعات عن البحث وتقديم التقارير الدورية وطرح اطروحات نقدية علمية دقيقة للسوق ، بوصفها العملي جعل من مؤشراتنا الإقتصادية إضحوكة في أسواقنا الشعبية ، وغياب الحديث الدقيق جعل لسان فروعون الذي أضل قومه حين قال ( ياقوم ما اريكم إلا ما أرى ) يعبث بمقدراتنا الغالية والتي يتجرعها جيل اليوم وربما يلحق الاذي بجيل قادم .
فمالذي يضر ان تنشر جامعة ما تقريرا بحثيا عن أداء السوق ، وما الضرر حين نرى بحوثا تعالج مشاكل المتداولين ، كيف هو الحال حينما تطالعنا أحد الصحف بأن فلانا قدم براعة إختراع جديدة تحل مشكلة يواجهها المتعاملين في السوق ، وكثير ما يمكن الحديث عنه والمواضيع مشوقة في البحث اكثر من كونها إرهاصا علميا وذاك مثار العجب حقا ان نشعر ان جامعاتنا لم تقدم سوى مزيدا من العاطلين على ارصفة الإنتظار .
للجميع الود وجليل الإحترام
|
للتسجيل اضغط هـنـا
05-08-2010, 07:55 AM
