هيئة سوق المال والتعطش الى السلطه وشفرات ارتفاع السوق وانخفاضه

[ميكروديناميك]

في منتدى مجاور لفت انتباهي موضوع لاحد الكتاب بعنوان ( راح ابو علامه وجانا ابو غرامه) وهو موضوع بسيط يعبر فيه الكاتب عن المظهر العام الذي ظهرت فيه الهيئة خلال مرحلتها الجديده بعد تولي رئيسها الجديد وهي صورة ذلك المواطن البسيط الذي فهم الرسالة التي ارسلتها الهيئة لعموم الناس عبر سلسلة الاجراءات الجديده من ايقاع العقوبات على المخالفين .

للحق فإن تطبيق النظام جيد حين يكون على خط التوازي مع الجميع بلا فروقات او تمايز بين أحد لأن الكارثة التي حدثت في سهم مسك لم تحرك فيها الهيئة ساكن بينما كان الشد والجهد على اصحاب المخالفات التي ليست سوى افرازات لمشاكل يجب حلها ، فالمال كالماء كلما حبسته زاد اندفاعه نقولها اليوم كما قلناها سابقا المشكلة الحقيقيه في ان السوق يوجد به محافظ استثمارية لافراد وهؤلاء الافراد ليس لديهم قنوات استثمارية سوى سوق الاسهم وستظل كذلك حتى نرى الحلول المناسبة لمثل هذه المشكلة وليست مشكلة هيئة سوق المال بقدر ما هي مشكلة وزارة المالية التي يجب ان تعدل من سياساتها المالية وترسم خطوط واضحه حولها وتجعلها في متناول الجميع .

أما هيئة سوق المال فعليها الالتفات الى ما هو اهم وهو تطوير قانون الهيئة الذي يجعل الهيئة تفسر الممارسات والسلوكيات بعموميه تجعل المتداولين في قلق دائم حول تفسير ممارساتهم وسلوكياتهم ‘ فنحن بحاجه الى تفسير النظام وتجزئته وتفنيد العقوبات واختصاصات الهيئة ونطاق سلطتها وحدودها التنظيميه .

وللاسف إننا نشاهد ان الهيئة أصبحت تتكيف مع التعبئة الاعلاميه لتكون قراراتها في منحنى الاحداث الاعلاميه أما تطوير الجهاز كجهاز اداري فاعتقد ان الثوب الاداري هو نفس الثوب الذي لبسه الجماز واعطاه لمن خلفه .

بل ان المتداولين أصبحوا يعرفون ان السوق مقبل على انخفاض او ارتفاع من خلال قرارات الهيئة والتي اصبحت كانها رسائل مشفره يفهما المتداولون فحينما يكون السوق مقبل على انخفاض نرى الهيئة تصدر حزمة من الغرامات وحالات الاشتباه وتغريم الشركات ، واذا كان السوق مقبل على ارتفاع نرى الهيئة تتحف المتابعين باخبار تنظيم السوق وفتحه امام الاجانب وغيره وليست حالة واحده بل حالات متكررة فحالات الاشتباه التي حدثت وقامت الهيئة بتحويلها الى الادعاء العام حصلت في 2013 و 2012 ويتم الاعلان عنها قبل انخفاض السوق الاخير بفترة وجيزة وكانها كانت حبيسة الادراج ومقرر لها ان تخرج في هذا الوقت ، وكان الاولى ان تفصح الهيئة في حينه وليس الانتظار حتى بدايات الانخفاض والاعلان عنها .

وللحق فاني لا اعرف هل هو ذا نهج الهيئة السري أم أن الهيئة تعاني من فساد اداري عميق فان انظمة الهيئة ومنذ بداية عام 2006 الى اليوم لم تزد السوق سوى مزيد من الخسائر والتدهور بدأ بخطة تعميق السوق التي انتهت بالمعجل والمتكاملة وانهيارات كيان وتعثر زين وانهيار السوق الى ادنى مستوى في تاريخه ونهاية بفتح السوق للاجانب الذي قاد السوق لارتفاعات كبيرة في مرحلة من المراحل في وقت كانت اسعار النفط تتهاوى ليكتشف المتداولين انهم كانوا فريسة أنظمة وخطة تطوير السوق ، وان كان هذا نهج متعمد فهو جريمة منظمة ترتكت في حق ملاك الاسهم .

اليوم نقف على اعتاب ضبابية كبيرة جدا ربما تكون نهايتها كارثية جدا فاسعار النفط ليست مستقرة والتي ستخلق سوق غير مستقرة سواء كانت برغبة الهيئة ام غير ذلك لكن اعتقد ان الامر سيكون سيئا وربما سيزداد سوءا ، مالم تقرر الهيئة النظر الى بيتها الداخلي الذي ربما اصبح من الواضح المشكلات التي يعانيها بدأ من الاشخاص الذين يسربون المعلومات ونهاية بزيادة تعقيد انظمة الاستثمار التي تنتهجها الهيئة والتي نتمنى ان نرى تسهيل اجراءات شركات الاستثمار وتخفيف القيود التي يتم تخفيفها امام الاجانب ويتم تعقيدها امام الشركات المحلية.

لقد اصبح فتح شركة استثمار او حتى شركة بيانات عادية أمرأ أشبه بقرار سيادي ولذلك نرى تنامي زيادة الافراد والقروبات والتوصيات مدفوعة الثمن وغيرها والتي هي صحية للاسواق وتتواجد في جميع اسواق العالم، لكنها ليست صحية اليوم بسبب تخفيها عن النظام العام.

لاننا لسنا اقطاعيين ونتغنى بالاقتصاد الحر وحرية الاسواق فانه يجب على الهيئة ان تتخلى عن شغفها بالسلطة والتسلط وان تتجه الى التنظيم وزيادة الوعي في الاتجاه الصحيح وليس باتجاه اغراق الناس بالمفاهيم المغلوطه بل بما يتسق والحالة العامة والمفاهيم السائده هذا اذا اردنا ان نخلق سوق كفاءات تجعل العالم ينظر لنا بعين الاحترام.

للجميع اوفر التحايا وازكاها

[( صقر الجزيرة )]

بارك الله فيك كلام في الصميم لكن لا حياة لمن تنادي