هموم عقارية

[تيار هواء]

تتنوع الأحاديث وتختلف المحاور، إلا أن موضوع العقار وقضية المساكن تعد بنهاية المطاف الشغل الشاغل لغالب شرائح المجتمع وذلك كونه عصب الحياة، ولبنة الاقتصاد، وأساس الاكتفاء.
وعن قضية الإسكان في المملكة، فقد وصل معدل قيمة المسكن في المملكة إلى عشرة أضعاف متوسط قيمة الدخل السنوي للفرد السعودي، النسبة الفلكية التي فاقت نظيراتها بمعدلات قياسية، إذ أن معدل إحصائيات الدول الاخرى تشير إلى 2 الى3 سنوات، الأمر الذي يشير بصورة واضحة إلى تفاقم الأزمة في المملكة.
ومن البديهي القول: إن ازمة السكن إنما هي نتاج وانعكاس لأزمة ارتفاع الأراضي التي شهدتها المملكة خلال نصف العقد السابق. وعن ذلك تقول الإحصائيات أن معدل سعر الأرض في مختلف دول العالم هو يتراوح ما بين 20% الى 30% من قيمة المسكن، بينما الأمر عندنا يصل إلى أن تعادل الأرض نسبة 50% من قيمة المنزل الكلية، الأمر الذي يجعل قضية السكن تتركز وتدور حول الأراضي السكنية، وتوفر القطع المتكاملة المزودة بالخدمات.

كذلك فإن ما سبق من أسباب لا يغفل ما فاقم الأزمة من عوامل أخرى مثل بطالة ومعدلات التضخم وحالة عامة لأسواق العقار وغياب الرقابة القانونية وتأخر ملحوظ بالوعي الاستثماري لدى المواطنين وبعض من التجار على حد سواء. الأمر الذي لا نرمي إلى تجاهله، ولكن لعل التركيز على قضية الأراضي قد يكون احد الحلول الممكنة لتناول قضية المسكن بأفكار عملية وخطوات إيجابية.
لا شك أن دور وزارة الإسكان مقدر معتبر، وإنما نطمح بذلك حتى تخف أسعار العقار مزيدا من منح الأراضي السكنية، والعديد من المخططات المصرح بها للسكن ، وفرض القوانين والمحفزات لأصحاب الأراضي الخام ضمن النطاق العمراني لتطوير تلك الأراضي والضخ بمزيد من القطع السكنية في قطاع العقار، كذلك هو الشأن حول الموافقة على تصريح مخططات المتعددة الأدوار، وغير ذلك من الإجراءات القانونية التي يرجى منها التأثير الفاعل بأسعار الأراضي السكنية، وما يتبعها من إجراءات متعلقة بالشركات العقارية والدور المأمول من تلك الشركات وتحفيزها لدخول سوق العقار، وما يصاحب ذلك من أموال ضخمة تضفي على سوق العقار سيولة كبيرة وارتفاعا معتبرا لمنحنى العرض والتقاء مباشرا لأسعار الأراضي بنسب تهبط من قيمة الأرض الحالية (50 % من قيمة المنزل) إلى ما دون ذلك قدر الاستطاعة والإمكان، الغاية التي ننشد بها حل أزمة قاتمة قادمة، ضحيتها الملايين وكلفتها الغالي والثمين.

http://www.alyaum.com/News/art/52509.html