للتسجيل اضغط هـنـا
أنظمة الموقع تداول في الإعلام للإعلان لديـنا راسلنا التسجيل طلب كود تنشيط العضوية   تنشيط العضوية استعادة كلمة المرور
تداول مواقع الشركات مركز البرامج
مؤشرات السوق اسعار النفط مؤشرات العالم اعلانات الشركات الاكثر نشاط تحميل
 



العودة   منتديات تداول > المنتديات الإدارية > اســــتراحـة الــــمســاهــمين



إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19-08-2003, 12:32 PM   #1
عسى خير
متداول جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2003
المشاركات: 61

 

افتراضي عرض مغري ملكة جمال بشروط ميسرة ( الصورة بالداخل وأرجو من المشرف عدم حذفها )

ستجدون صور لمساكن وغرف وخيام وأنهار رقراقة وبساتين خضراء وغيرها

.

.


تابع النزول

.

.



وعرائس في منتهى الحسن والجمال والدلال


.


.


.


.




وسأترككم مع هذه الصور الجميلة وأحكموا عليها


.


.


.


.
هذه قصيدة تصور حال أهل الجنة وفيها وصف مفصل لنعيم أهل الجنة وتسمى القصيدة النونية لابن القيم


شرح القصيدة النونية المسماة الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية للإمام ابن القيم الجوزية .

فيما أعد الله تعالى في الجنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة :

يا خاطب الحور الحسان وطالباً ** لوصالهن بجنة الحيوان
لو كنت تدري من خطبت ومن طلبت ** بذلت ما تحوي من الأثمان
أو كنت تدري أين مسكنها جعلت ** السعي منك لها على الأجفان
ولقد وصفتُ طريق مسكنها فإن ** رمت الوصال فلا تكن بالواني
وأسرع وحث السير جهدك إنما ** مسـراك هذا ساعـة لزمان
فاعشق وحدث بالوصال النفس ** وابذل مهرها ما دمت ذا إمكان
واجعل صيامك قبل لقياها ويوم ** الوصال يوم الفطر من رمضان
واجعل نعوت جمالها الحادي وسر ** تلقى المخاوف وهي ذات أمان

الشرح :

بعد أن فرغ المؤلف من بيان عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة التي تقوم على إثبات كل ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وبعد أن دحض عقائد أهل الزيغ والتعطيل ، أخذ في بيان ما أعد الله من الجزاء العظيم في جنة النعيم للمتمسكين بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
فهو ينادي من يريد التزوج بالحور الحسان وينشد الحظوة بوصالهن في جنة الحيوان التي هي الحياة الحقة ومنزل الكرامة والرضوان فيقول : لو كنت تعلم قدر مخطوبتك ونفاستها لبذلت لها كل ما تقدر عليه من الأثمان ، ولو كنت تعلم أي دار تسكنها ، وأنها الدار التي حوت من صنوف النعيم والسرور كل ما تشتهيه الأنفس وتلذه الأعين ، مما لايخطر على قلب إنسان لجعلت السعي منك إليها على الأجفان إن لم تسعف القدمان .
ولقد دللتك على الطريق المؤدي إلى هذا المسكن الطيب ، وهو العمل بالقرآن و السنة ، فإن كنت طالباً للوصول حقاً فإن الطريق لا يقطعه كسلان ، بل شمر عن ساعد جدك وأغذ السير على مطية عزمك ولا تستطل الطريق ، فما سيرك إلا ساعة من زمان فتذكر قدر مخطوبتك وعلق بها قلبك وحدث بطيب وصالها نفسك ولا تبخل عليها بغالي المهور والأثمان ما دمت ذا قدرة وإمكان ، ولا تبال بما تلقاه في هذه الدنيا من بؤس وحرمان ، بل قدر كأن عمرك هو شهر رمضان فأنت تصومه لعدته وتجعل يوم فطرك هو يوم وصال الأحبة والخلان ، وتغن بأوصاف حسنها في سيرك ، وأتخذ منه حداء يلهب شوقك ويجدد نشاط عزمك ، وهناك تزايلك المخاوف كلها وتصبح في سكينة وأمان .

**************


لا يلهينك منزل لعبت به ** أيدي البلا من سالف الأزمان
فلقد ترحل عنه كل مسرة ** وتبدلت بالهم والأحزان
سجن يضيق بصاحب الإيمان ** لكن جنة المأوى لذي الكفران
سكانها أهل الجهالة والبطالة ** والسفاهة أنجس السكان
وألذهم عيشاً فأجهلهم بحــ** ــق الله ثم حقائق القرآن
عمرت بهم هذي الديار وأقفرت ** منهم ربوع العلم والإيمان
قد آثروا الدنيا ولذة عيشها الـ**ــفاني على الجنات والرضوان
صحبوا الأماني وابتلوا بحظوظهم ** ورضوا بكل مذلة وهوان
كـــدحــاً وكـــداً لايفتر عنهم ** ما فيه من غم ومن أحزان

الشرح :

فلا يشغلنك عن السير إلى غايتك والجد للقاء محبوبتك هذا المنزل الفاني الذي عصفت به ريح البلى من قديم الزمان ، وهو خلو من كل ما يسر القلب ويبهج النفس بل ليس حشوه إلا الهموم والأحزان ، وهو حبس للمؤمن يضيق به لأنه يلقى فيه المكارة ويصيم فيه النفس عن مراتع الشهوات ويثقلها بقيود الطاعات ، ولكنه جنة للكافرين يرتع فيها منطلقاً من كل قيد متبعاً للأهواء والشهوات ، وسكان هذا المنزل المحشو بالآفات هم أهل البطالة الذين لا يشعرون بالمسؤوليات ولا يقدرون التبعات ، وأهل الجهالة الذين رضوا لأنفسهم أن يلتحقوا بغمار العجماوات وأهل السفالة الذين هجروا معالي الأمور وأخلدوا إلى المحقرات والدناءات ، وبالجملة فهم أنجس الحيوان وأخبث البريات ، وأطيبهم عيشاً في هذه الدنيا هو أشدهم جهلاً بحقوق الله العظيم وحقائق كتابة الكريم فهو كما يقول الشاعر :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
ولقد عمروا هذه الدنيا وتفننوا في عمارتها حتى لم يتركوا باباً لرفاهية إلا ولجوه ولا طريق لشهوة إلا سلكوه ، فقد يخيل لمن يراهم يلهثون وراءها ويمعنون في عمارتها وتزيينها أنهم يعملون دار خلد ومنزل إقامة لا في دار بلى ومنزل نفاد وهم ومع ذلك هجروا مجالس العلم وأقفرت منهم ربوع الإيمان ، لأنهم أستحبوا الحياة الدنيا ونعيمها الزائل على ما عند الله للمتقين من جنات ورضوان ، وغرتهم الأماني الباطلة فعاشوا فيها سعياً وراء الحظوظ العاجلة ورضي بكل هوان ومذلة مع بذل غاية التعب والجهد في تحصيلها ، فإذا وقع بهم مكروه من مكارهها اغتموا لذلك أعظم الغم ، وإذا فاتهم شيء من محبوبلتها حزنوا أشد الحزن ، فهم دائماً يتقلبون في غموم وأحزان .

************************

والله لو شاهدت اتيك الصدور ** رأيتها كمراجل النيران
ووقودها الشهوات والحسرات ** والآلام لا تخبو مدى الأزمان
أبدنهم أجداث هاتيك النفوس ** اللائي قد قبرت مع الأبدان
أرواحهم في وحشة وجسومهم ** في كدحها لا في رضا الرحمن
هربوا من الرق الذي خلقوا له ** فبلوا برق النفس والشيطان
لا ترض ما ختاروه لنفوسهم ** فقد ارتضو بالذل والحرمان
لو سارت الدنيا جناح بعوضة ** لم يسق منها الرب ذا الكفران
لكنها والله أحقر عنده ** من ذا الجناح القاصر الطيران
ولقد تولت بعد عن أصحابها ** فالسعد منها حل بالدبران
لا يرتجى منها الوفاء لصبها ** أين الوفاء من غاد خوان
طبعت على كدر فكيف ينالها ** صفو أهذا قط في الإمكان
ياعشق الدنيا تأهب للذي ** قد ناله العشاق كل زمان
أوما سمعت بل رأيت مصارع ** العشاق من شيب وشبان


الشرح :

ووالله لو كشف لك ما في صدور أهل الدنيا من شهوات وأحقاد لرأيتها تغلي كغلي المراجل تحتها نار شديدة الإيقاد لأنها دائماً بحطب من الشهوات المستعرة والحسرات المضرمة والآلام الموجعة ، فهي لا تنطفي أبداً ولا يخمد لها رماد وهم قد حبسوا أنفسهم في سجن أبدانهم حتى صارت هذه الأبدان قبوراً لهذه النفوس التى قبرت مع الأبدان وأرواحهم تعيش في غربة معهم لأنهم عزلوها عن عالمها الأصيل وحرموها غذائها من الإيمان والمعرفة وعاشوا لهذه الأجسام يتعبون في تحصيل ماتتطلبه من متع وشهوات ، فكدحهم دائماً في صيانة هذه الأبدان وليست في رضى الرحمن . ولعجيب أنهم هربوا من العبودية التي خلقوا لها وهي العبودية لله التي تورث صاحبها العز والشرف ، فرماهم الله بالعبودية للنفس والشيطان فلا ترضى أيها العاقل اللبيب أن تسلك سبيل هؤلاء ولا تختر لنفسك ما اختاروه لأنفسهم من ذل وحرمان ومن إيثار هذه الدنيا الفانية التي يقول فيها الرسول عليه السلام ( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافر منها جرعة ماء ). فدل هذا على أنها أهون عند الله من ذلك الجناح الضعيف الذي لا يقوى على الطيران. وهي غرارة خداعة تتزين لخطابها حتى إذا أنسوا إليها وظنوا أن قد طاب لهم وصالها كشرت عن أنيابها وقلبت لهم ظهر المجن وأدبرت عنهم موليه ، فهي لا تقبل إلا لتدبر ولا تبتسم إلا للتجهم ولا تعد إلا لتخلف وهي دار لا يؤمل منها الوفاء لعشاقها الذين أغرموا صبابة بها ، وكيف ينتظر الوفاء ممن طبيعته الغدر و الإخلاف ، أي كيف يرجى الصفو ممن ممتزج بالأقذار والأكدار . فيا عشاق الدنيا وخطابه أنتظروا غدرتها بكم ووثبتها عليكم كما فعلت بعشاقها من قبلكم ، فلقد سمعتم من أخبار صرعاها الغابرين ورأيتم من مصائر قتلاها الكثيرين ما فيه عبرة لكم إن كنتم من المستبصرين .

*******************

وللموضوع بقية إن شاء الله في وصف الجنة ودرجاته وأبوبها .....


فكونوا معنا في الحلقة القادمة

التعديل الأخير تم بواسطة عسى خير ; 19-08-2003 الساعة 12:34 PM
عسى خير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-2003, 12:39 PM   #2
المناوب
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2003
المشاركات: 1,617

 
افتراضي

أسأل الله أن لا يحرمنا ووالدينا منها ...
والمسلمين أجمعين ...
المناوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-2003, 12:53 PM   #3
أبا يزيد
مساهم واقـعـي نوعاً ما
 
تاريخ التسجيل: Mar 2003
المشاركات: 3,135

 
افتراضي

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية المناوب
أسأل الله أن لا يحرمنا ووالدينا منها ...
والمسلمين أجمعين ...
اللهــــــــم آآآآآآآمين

اللهــــــــم آآآآآآمين
أبا يزيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-2003, 12:05 AM   #4
بائع المسك
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2003
المشاركات: 274

 
افتراضي

اللهم انانسألك الجنه ونعيمها .
ونعوذبك من النار وجحيمها .

حفظك الله ..
بائع المسك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-2003, 05:12 AM   #5
الكناني
الكناني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2003
المشاركات: 15,622

 
افتراضي

الله يجعلنا من اهلها يا رب
الكناني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-2003, 03:10 PM   #6
عسى خير
متداول جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2003
المشاركات: 61

 
افتراضي

[ALIGN=CENTER]أخواني الكرام

المناوب

adilh

بائع مسك

الكناني

مشكورين على التفاعل


*********************

ونكمل بقية القصيدة

في صفة الجنة التي أعدها الله لأوليائة المتمسكين بالكتاب والسنة :

فاسمع إذاً أوصافها وصفات هاتــ ** ــيك المنازل ربة الإحسان
هي جنة طابت وطاب نعيمها ** فـنعـيمها باق وليس بفان
دار السلام وجنة المأوى ومنــ ** ــزل عسكر الإيمان والقرآن
فالدار دار سلامة وخطابهم ** فيها سلام واسم ذي الغفران

الشرح :

فإذا كنت مشوقاً إلى معرفة أوصاف تلك الدار التي هي مسكن الحور الحسان ومستقر الرحمة والرضوان ، وأوصاف منازلها وغرفها صاحبة الجمال والإحسان ، فأعلم أنها جنة طيبة ، وطاب نعيمها فهو باق لا يبيد ولا يفنى ، وهو صاف من كل شوب فلا يمازجة كدر ولا يعرض له عطب ولا عفن ، ولا تبلى جدته ولا تذبل نضارته. ومن أجل أن الجنة طيبة كانت دار الطيبين ، فلا يدخلها إلا من صلح وطاب. كما قال الله تعالى : ( جنات عدن يدخلونه ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم )
" الرعد : 23 "
وكما قال الله عز وجل : ( جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزى الله المتقين * الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلامٌ عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )
"النحل : 31،32
وكقول الله تبارك وتعالى : ( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين )
" الزمر : 73 "
وتسمى دار السلام لأن أهلها سالمون من كل مكروه لا يمسهم فيها نصب ولا وصب ولا حزن ، وتحيتهم فيها سلام كما قال الله تعالى ( سلامٌ قولاً من رب رحيم )
" يس : 58 "
وتسلم عليهم الملائكة كما قال الله تعالى ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلامٌ عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار )
" الرعد : 23،24 "
. وتسمى أيضاً جنة المأوى كقول الله تعالى : ( أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نُزُلاً بما كلنوا يعملون )
" السجدة : 19 "
ومعنى المأوى المستقر والمسكن ، فهي مأوى الأبرار من عباد الله ومسكن جنده الذين هم عساكر القرآن والإيمان .

**********************

في عدد درجات الجنة وما بين كل درجتين :

درجاتها مائة وما بين اثنتــ ** ــين فذاك في التحقيق للحسبان
مثل الذي بين السماء وبين هذي ** الأرض قول الصادق والبرهان
لكن عاليها هو الفردوس مســ ** ــقوف بعرش الخالق الرحمن
وسط الجنان وعلوها فلذاك كــ ** ــانت قبة من أحسن البنيان
منه تفجر سائر الأنهار فالـــ ** ــينبوع منه نازل بجنان

الشرح :

هذا بيان لدرجات الجنة ومنازلها ، وهي من الكثرة والتفاوت بحيث لا يعلم عظمها وتباهيها إلا الله عز وجل قال الله عز وجل ( هم درجات عند الله والله بصير بما يعلمون )
" آل عمران : 163 "
وقال الله تعالى : ( فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجةً وكلاً وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً * درجاتٍ منه ومغفرةً ورحمةً وكان الله غفوراً رحيماً )
" النساء : 95، 96 "
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ أن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكواكب الدري الغابر في الأفق من المشرق والمغرب لتفاضل ما بينهم ، قالوا يارسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ؟ قال : بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ]
وفي المسند من حديث أبي سعيد يرفعه : [ أن في الجنة مائة درجة ، ولو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن وسعتهم ]
وأعلى درجات الجنة هو الفردوس ، فهو وسط الجنة وأعلاها ، وسقفه عرش الرحمن ، كما روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [ أن في الجنة مائة درجة أعدها للمجاهدين في سبيله ، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة ].

**************************

في أبواب الجنة :

أبوابها حق ثمانية أتت ** في النص وهي لصاحب الإحسان
باب الجهاد وذاك أعلاها ** وباب الصوم يدعى الباب بالريان
ولكل سعي صالح باب و رب ** السعي منه داخل بأمـان
ولسوف يدعى المرء من أبوابها ** جمعاً إذا وفى حلى الإيمان
منهم أبو بكر وهو الصديق ذاك ** خليفة المبعوث بالقرآن

الشرح :

ورد في القرآن ذكر أبواب الجنة من غير نص على عددها . قال الله تعالى ( جنات عدن مُفتحةً لهم الأبواب ) " ص : 50 "
ولكن السنة المطهرة بينت أن عددها ثمانية أبواب ، وأن أعلاها هو باب الجهاد ، ولها باب يقال له الريان لا يدخل منه إلا الصائمون ، فإذا دخلوا أغلق فلا يدخل منه أحد غيرهم . ولكل نوع من الأعمال الصالحة باب يدخل منه أهله المبرزون فيه ، وقد يدعى المرء من الأبواب كلها إذا وفى بجميع شعب الإيمان . ومن هؤلاء أبو بكر الصديق . فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ من أنفق زوجين في شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة ، يا عبدالله هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام ، فقال أبو بكر بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة ؟ فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها ، فقال نعم وأرجو ان تكون منهم ] ومن حديث أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ في الجنة ثمانية أبواب ، باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون ].

*************************

في مفتاح باب الجنة :

هذا وفتح الباب ليس بمــ ** ــمكن إلا بمفتاح على أسنان
مفتاحه بشهادة الإخلاص و ** التوحيد تلك شهادة الإيمان
أسنانه الأعمال وهي شرائع ** الإسلام والمفتاح بالأسنان
لا تلغين هذا المثال فكم به ** من حل اشكال لذي العرفان

الشرح :

لكن هذه الأبواب لا تفتح إلا لمن يملك مفتاحها ، ولا بد لهذا المفتاح من أسنان حتى يصلح للفتح ، فمفتاح هذه الأبواب هي كلمة التوحيد وشهادة الإخلاص التي هي لا إله إلا الله .
وأما أسنان هذا المفتاح فهي شرائع الإسلام كلها ، من صلاة و زكاة و صيام و جح وعمرة وجهاد وبر الرلدين وأداء الأمانة والإحسان إلى الجار .... الخ . والمفتاح يكون بأسنانه ، فقد ذكر البخاري في صحيحة عن وهب بن منبه أنه قيل له : أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله ؟ قال : بلى ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان ، فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يُفتح لك .
وهذا المثال الذي ضربه وهب يجب اعتباره لأن فيه حلاً لمشاكل كثيرة وردت في بعض الأحاديث ، حيث علق دخول الجنة فيها على قول لا إله إلا الله أو الموت على التوحيد ، فيجب أن لا يفهم منها أن لا إله إلا الله بمجردها كافية في دخول الجنة والنجاة من النار ، بل لا بد معها من حقوقها التي هي أسنان المفتاح.

**********************

في منشور الجنة الذي يوقع به لصاحبها :

هذا ومن يدخل فليس بداخل ** إلا بتوقيع من الرحمن
وكذلك يكتب للفتى لدخوله ** من قبل توقيعان مشهوران
إحداهما بعد الممات وعرض ** أرواح العباد به على الديان
فيقول رب العرش جل جلاله ** للكاتبين وهم أولو الديوان
ذا الاسم في الديوان يكتب ذاك **ديوان الجنان مجاور المنان
ديوان عليين أصحاب القرآن ** وسنة المبعوث بالقرآن
فإذا انتهى للجسر يوم الحشر ** يعطى للدخول إذا كتاب ثان
عنوانه هذا الكتاب من عزيز ** راحم لفــلان ابــن فـلان
فدعوه يدخل جنة المأوى التي ** أرتفعت ولكن القطوف دوان
هذا وقد كتب اسمه مذ كان في ** الأرحام قبل ولادة الإنسان
بل قبل ذلك هو وقت القبضتين ** كــلاهما للعــدل والإحسان
سبحان ذي الجبروت والملكوت ** والإجلال والإكرام والسبحان
والله أكبر عالم الإسرار والإعــ ** ــلان واللحظــات بالأجفان
والحمد لله السميع لسائر ** الأصوات من سر ومن إعلان
وهو الموحد والمسبح والمــ ** ـــمجد والحميد ومنزل القرآن
والأمر من قبل ومن بعد له ** سبحانك اللهم ذا السلطان

الشرح :

يعني أن من كان من أهل السعادة وكتب له دخول الجنة ، فإنه لا يدخلها حتى يأتي توقيع من الله
وإجازة له بالدخول ، كما روى الطبراني في المعجم من حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يدخل الجنة أحد إلا بجواز بسم الله الرحمن
الرحيم ، هذا كتاب من الله لفلان بن فلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية )) .

وكذلك يكتب له من قبل هذا التوقيع فهما توقيعان معلومان أحدهما بعد الموت عند عرض روحة على الله عز وجل ، فيقول الله سبحانه وتعالى لملائكته ، اكتبوا كتاب عبدي في عليين . والثاني إذا انتهى إلى الصراط يوم الحشر يعطى لدخول الجنة كتاباً آخر عنوانه ما سبق في حديث الطبراني .
هذا وقد كتب اسمه عند نفخ الروح فيه وهو لا يزال جنيناً في بطن أمه ، حيث يؤمر الملك بأربع كلمات : يُكتب رزقه وأجله وعمله وشقي هو أم سعيد ، بل هناك كتب سابقة على ذلك أيضاً ، وهو عندما أخرج الله ذرية آدم من صلبه فقبض منها قبضة بيمينه وقال : هؤلاء للجنة وقبض قبضة بشماله وقال : هؤلاء للنار .

روى الإمام أحمد في مسنده من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال : ( خرجنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جنازة فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على القبر وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير وهو يلحد له ، فقال أعوذ بالله من عذاب القبر – ثلاث مرات – ثم قال إن المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا تتنزل إليه ملائكة كأن على وجوههم الشمس مع كل واحد منهم حنوط وكفن فجلسوا منه مد بصره ، ثم يجئ ملك الموت ويجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ، قال فتخرج
تسيل كما تسيل القطرة من السقاء فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الحنوط وذلك الكفن ، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على الأرض قال فيصعدون بها فلا يمرون بها – يعني على ملأ من الملائكة – إلا قالوا ما هذا الروح الطيب ؟ فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء التي تليها ، حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل ، فيقول اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض ، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى . قال فتعاد روحه في جسده ، فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك ؟ فيقول : ربي الله ، فيقولان : ما دينك ؟ فيقول ديني الإسلام ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول هو رسول الله ، فيقولان له : وما أعلمك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت .
قال فينادي منادي من السماء : أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له
باب إلى الجنة . قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره . قال : ويأتيه رجل حسن الوجه وحسن الثياب طيب الريح فيقول له : أبشر بالذي يسرك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له من أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجئ بالخير ، فيقول : أنا عملك الصالح ، فيقول : رب أقم الساعة ، رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي .

وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال على الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب ، قال : فتفرق في جسده في فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول ، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوه في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على الأرض فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون : فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يُسمى بها في الدنيا ، حتى ينتهي إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له ، ثم قرأ الرسول صلى الله عليه وسلم (( لاَ تُفَتَّحُ لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط )) "الأعراف : 40 "
فيقول الله جل جلاله : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى وتطرح روحه طرحاً ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق )) " الحج :31 "

فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري، فينادي مناد من السما أن كذب عبدي فافرشوه من النار وافتحوا له باباً إلى النار . فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجئ بالشر ، فيقول : أنا عملك الخبيث ، فيقول : رب لا تقم الساعة )) .
رواه أبو داود بطوله بنحوه .

فهذا هو التوقيع والمنشور الأول ، وأما المنشور الثاني فهو ما ذكرنا من حديث الطبراني .

في صفوف أهل الجنة :

هذا وأن صفوفهم عشرون مع ** مائة وهذه الأمة الثلثان
يرويه عنه بريدة إسناده ** شرط الصحيح بمسند الشيباني
ولقد أتانا في الصحيح بأنهم ** شطر وما اللفظ مختلفان
إذ قال أرجو أن تكونوا شطرهم ** هذا رجاء منه للرحمن
أعطاه رب العرش متا يرجوه ** وزاده من العطاء فعال ذي الإحسان

الشرح :

روى الإمام أحمد والترمذي بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أهل الجنة عشرون ومائة صف هذه الأمة منها ثمانون صفاً ))

وورد في الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ؟ فكبرنا ، ثم قال : أما ترضون أن تكون ثلث أهل الجنة ؟ فكبرنا ، ثم قال : إني لأرجو أن تكون شطر أهل الجنة ، وسأخبركم عن ذلك : ما المسلمون في الكفار إلا كشعرة بيضاء في ثور أسود أو كشعرة سوداء في ثور أبيض ))

ولا تنافي بين هذا الحديث وبين ما سبق من كونهم ثلثا أهل الجنة ، لأنه صلى الله عليه وسلم رجا أولاً أن يكونوا شطر أهل الجنة ، فأعطاه الله سبحانه رجاءه وزاد عليه سدساً آخر ، وفضل الله واسع ، وهو سبحان وتعالى ذو الجود والإحسان .


في صفة أول زمرة وثاني زمرة تدخل الجنة :

هذا وأول زمرة فوجوههم ** كالبدر ليلة الست بعد ثمان
السابقون هم وقد كانوا هنا ** أيضاً أولى سبق إلى الإحسان
والزمرة الأخرى كأضوء كوكب ** في الأفق تنظره به العينان
أمشاطهم ذهب ورشحهم فمـــ ** ــسك خالص ياذلة الحرمان

الشرح :

فالزمرة الأولى وجوههم كالقمر ليلة أربعة عشر .
وهؤلاء هم السابقون الذين سبقوا في الدنيا إلى الخيرات وسبقوا في الآخرة إلى الجنات ، فإن السبق هناك على قدر السبق هنا .
وأما الجماعة التي تلي الزمرة الأولى في دخول الجنة فإن أحدهم يُرى كأشد الكواكب إضاءة في أفق السماء وتكون أمشاطهم منذهب وعرقهم مسك خالص فما أعظم هذا النعيم ويا ذلة من حُرمه ولم يظفر به إن ذلك هو الخسران المبين .
جاء في الصحيحين من حديث أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام : [ أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يتمخطون ،أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة ، وأزواجهم الحور العين ، أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراع في السماء . ]

******************

في تفاضل أهل الجنة في الدرجات العلى :

ويرى الذين بذيلها من فوقهم ** مثل الكوكب رؤية بعيان
ما ذاك مختصاً برسل الله بل ** لهم وللصديق ذي الإيمان

الشرح :

فقد ورد في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [ إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم قالوا يارسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ؟ قال بلى والذي نفسي بيده رجال أمنوا بالله وصدقوا المرسلين ].

******************************************
حلقة هذا اليوم انتهت

وسنكمل البقية في حلقة قادمة بإذن الله

سنتحدث في الحلقة القادمة عن

أعلى أهل الجنة منزلة وأدناهم وأسنانهم وطول قاماتهم وأوصافهم

وإلى لقاءٍ قادم إن شاء الله [/ALIGN]
عسى خير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:52 AM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.