في أعقاب خطاب بوش،أسعار النفط تهوي وسط حالة من عدم الاستقرار

[ابوفهد]

هوت اسعار النفط مبتعدة عن اعلى مستويات لها في عام أمس في موجة من عمليات البيع بعد كلمة الرئيس الاميركي جورج بوش في الجمعية العامة للامم المتحدة التي قال فيها انه سيسعى لاستصدار قرار جديد بشأن العراق.


وانتزع قرار بوش استخدام الدبلوماسية بدلا من الاسلحة الان قوة الدفع من الانتعاش الذي اذكاه الحديث عن حرب بين واشنطن والعراق.


وهبط سعر خام القياس الاوروبي مزيج نفط برنت 81 سنتا الى 27.58 دولاراً للبرميل في بورصة البترول الدولية بلندن. وتراجع سعر الخام الاميركي الخفيف في بورصة نايمكس 92 سنتا الى 28.85 دولاراً للبرميل.


وكان سعر مزيج برنت خام القياس الاوروبي قد سجل ارتفاعا طفيفا في أوائل المعاملات الاجلة في بورصة البترول الدولية أمس في الوقت الذي يترقب فيه المتعاملون أصداء خطاب الرئيس الاميركي جورج بوش عن العراق أمام الامم المتحدة.


وارتفع مزيج برنت في عقود اكتوبر 13 سنتا الى 28.52 دولاراً للبرميل.


أما الخام الاميركي الخفيف فقد استقر دون تغيير في تعاملات نايمكس الالكترونية على نظام اكسيس الالكتروني عند 29.77 دولاراً للبرميل.


وارتفعت أسعار النفط هذا العام بنسبة تزيد على 40% بفعل المخاوف من تعطل امدادات النفط من الشرق الاوسط.


أما عن سعر سلة أوبك فقد ذكرت وكالة انباء اوبك أمس نقلا عن امانة منظمة اوبك ان سعر سلة خامات نفط اوبك السبعة ارتفع قليلا امس الأول الى 27.63 دولاراً للبرميل من 27.61 دولاراً يوم الثلاثاء.


من جهة اخرى قال مندوبون لرويترز ان الخبراء الفنيين لاوبك الذين عكفوا على دراسة ارقام العرض والطلب في مقر المنظمة هذا الاسبوع لا يرون مجالا لتخفيف قيود الانتاج في اجتماع اوبك يوم الخميس المقبل.


وقال مندوب في اوبك «درسنا الارقام ووجدنا ان اي زيادة «في الامدادات» لن تكون ملائمة الان. الحالة السائدة في الاسواق الان سببها ان الولايات المتحدة على وشك مهاجمة العراق». الا ان المندوبين المشاركين في اجتماع مجلس الخبراء الاقتصاديين في اوبك قالوا ان الامارات عرضت رأيا بدا انه يؤيد زيادة الانتاج لكي لا تفقد اوبك المزيد من حصتها من السوق.


وقال المندوب «اصرت الامارات على اننا خفضنا الانتاج بما يكفي ولا نريد ان نخسر حصة اكبر من السوق لصالح المنتجين من خارج اوبك».


ومن المقرر ان يضع اجتماع الخبراء الاقتصاديين توقعات للسوق على المدى القصير ويرفعها الى الاجتماع الوزاري الذي يعقد في 19 سبتمبر.


وخلص الخبراء الى ان الطلب على نفط اوبك في الربع الاخير سيبلغ 25.9 مليون برميل يوميا مقارنة مع انتاج اوبك في اغسطس المقدر بنحو 25.42 مليون برميل يوميا.


وفي الاحوال العادية يتجاوز الطلب حجم الامدادات في الربع الاخير مما يقلص المخزونات التي تزيد عادة قبل حلول الربع الاخير.


وفي الربع الثالث من العام قدر الخبراء الطلب على نفط أوبك بمقدار 24.8 مليون برميل في اليوم.


وتتأرجح أسعار النفط حاليا حول أعلى مستوياتها منذ عام لاسباب على رأسها الخوف من نشوب حرب في العراق.


من جهته أكد الفارو سيلفا الامين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول اوبك أمس ان مخزونات النفط العالمية مريحة وان اسعار النفط «معقولة».


واضافت اوبكنا قولها ان تقييم سيلفا جاء في احاطة لصحفيين يابانيين في مقر امانة اوبك في فيينا.


يذكر ان وزير الطاقة والصناعة القطري عبدالله بن حمد العطية كان قد صرح أمس الأول أن سوق النفط العالمية وصلت إلى مرحلة التشبع وان منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) لن ترفع الانتاج إلا إذا اقتنعت بنقص العرض عن الطلب.


وقال العطية في تصريحات تليفزيونية أنه «إذا كان الدافع لزيادة الانتاج هو نقص المعروض فان أوبك ستتدخل لاعادة التوازن بين العرض والطلب».


وأكد أنه «لا يوجد نقص في المعروض الان بل على العكس فان سوق النفط متشبعة بإمدادات تزيد على الحاجة».


وبهذا التصريح انضم العطية إلى مجموعة متزايدة من الاصوات التي تعارض زيادة إنتاج أوبك الذي يبلغ الان أدنى مستوى منذ عشر سنوات.


وقال العطية «إن أوبك التي تضم 11 عضوا لا يمكن أن تتحكم في ارتفاع أسعار النفط التي ترجع لاسباب سياسية، لانه إذا كان سبب ارتفاع الاسعار سياسيا فمن الصعب التحكم في الاسعار، ذلك أن واجب أوبك يتمثل في الحفاظ على التوازن بين العرض والطلب».


على صعيد آخر اقترحت اللجنة التنفيذية للاتحاد الاوروبي أمس الأول ان تلجأ الدول الاعضاء للسحب من مخزوناتها النفطية اذا ارتفع مزيج برنت عن 30 دولارا للبرميل لاخماد اثر اي «صدمة نفطية» على الاقتصاد الاوروبي.


كما اقترحت اللجنة في مشروع قانون جديد رفع المخزونات الحكومية الى ما يعادل استهلاك 120 يوما بدلا من 90 يوما حاليا. ويتعين على الدول الاعضاء اقرار هذا التعديل قبل سريانه.


وقالت لويولا دي بالاسيو مفوضة شئون الطاقة في بيان «ان اعتماد الاتحاد الاوروبي الشديد على المصادر الخارجية للهيدروكربون «النفط والغاز» يمثل مخاطرة كبيرة لاقتصاداتنا».


وأضافت «في ضوء تطور عمل سوق النفط.. فمن الضروري ايجاد آليات تتسم بالكفاءة لتحسين ضمان استمرار حصول الاوروبيين على الطاقة بسعر معقول».


وقالت اللجنة انه يتعين على الاتحاد الاوروبي اعلان حالة تأهب قصوى في قطاع الطاقة عندما يصل سعر النفط الى مستوى يؤدي الى زيادة المدفوعات النفطية للخارج بما يعادل 0.5% من الناتج المحلي الاجمالي للاتحاد الاوروبي وذلك اذا استمر هذا السعر على مدى 12 شهرا.


وتابعت ان هذا المستوى يعادل 30 دولارا للبرميل من مزيج برنت ونحو 28 دولارا للبرميل من سلة خامات أوبك القياسية. وتستهدف منظمة أوبك نطاقا لاسعار النفط يتراوح بين 22 و28 دولارا للبرميل من سلة الخامات