تعادل العرض والطلب

[شرواك]

تعادل العرض والطلب

أمس ولأول مرة نجد أنه وقبل جرس الإغلاق تعادل العرض والطلب بالقيمة في السوق، حيث بلغ الطلب ١٢٢.٩٣ والعرض ١٢٢.٩٤ مليون ريال، في حين كانت الكميات المعروضة ٤.٩٨ مليون والمطلوبة ٥.٤٧ مليون سهم. وتجاوز الطلب العرض في قطاع البنوك والبتروكيماويات والأسمنت والتجزئة والزراعة والتأمين والاستثمار الصناعي والنقل والفنادق والسياحة والباقين غطي العرض والطلب وحدثت بالتالي فجوة هنا.

ربما يكون هناك تباطؤ من قبل الإدخال في ظل الأخبار الجديدة حول تعليق ثلاث شركات في السوق بناء على تجاوزات تمت من طرف الشركات وربما من إعادة تشكيل المؤشر حسب المعايير التي تتبعها شركة تداول أو لأي أسباب أخرى، ولكن تبقى عملية التوازن ووجود قطاعات استراتيجية في جانب الطلب لن تؤثر بصورة كبيرة على استمرارية دعم المؤشر ووجوده في المناطق الخضراء خلال فترة الترقب هذه.

ولعل الأبعاد التي تحدثنا عنها هنا تعطي تفسيرا مقبولا حول أسباب تعادل العرض والطلب ولكن لا نعتبرها محفزات سلبية. وربما تعطينا نوعا من تقبل فترة الشد والجذب الحالية في السوق السعودية.

فترة الترقب الحالية للسوق السعودية تمتد من واحد أبريل وتنتهي عند واحد وعشرين أبريل، والقرارات الحالية تجعل تطبيق وخروج النتائج أمرا واقعيا لا يمكن تلافيه أو إهماله. فالرسالة التي أرسلت من خلال تعليق ثلاث شركات لم تنشر نتائجها وتأخرت فيها علاوة على الانحراف عن المعايير المالية تجعل فترة الترقب الحالية أكثر واقعية والارتباط فيها واضحا.

اليوم من المفترض أن يكون إيجابيا على السوق المالية وأن تستمر السيولة في السوق بنفس المعدلات السابقة نظرا لتوفر الفرص الربحية وعدم ارتفاع أسعار الأسهم لجميع الشركات خارج النطاق المقبول علاوة على فرص المضاربة المتوفرة لدى الراغبين في الربح على حساب الآخرين. وبالتالي نجد أن مختلف الرغبات والتوجهات المتوفرة في السوق تجذب أطيافا مختلفة مما يجعل استمرارية الطلب واقعا حتميا ومقبولا حتى تظهر إلى النور البيانات الجديدة الربعية وتعزز أو تغير في نظرة المستثمرين. ولعل دخول البيانات في دفعات ستسهل من عملية النمو والتحسن للسوق مقارنة لو صدرت دفعة واحدة.

الوضع الذي يجعل فترة الترقب أكثر فترة يحدث فيها تداول وتتدفق فيها السيولة للسوق. وبالتالي وجود فترة سيحسن من تفاعل السوقً ومن ربحية المتعاملين وانتشارها بين أكبر مجموعة من المتعاملين إذا كانت القناعة هي المسيطرة، كما هو حاصل الآن وتم تحكيم العقل وعدم الجري خلف السحاب.

أ.د.ياسين الجفري