الوقود الأحفوري

[شرواك]

في دراسة عُرضت على 3 آلاف خبير

الوقود الأحفوري يحتفظ بالحصة الأكبر من السوق بعد 2050

كشفت دراسة نفطية لمعهد سويسري مرموق أنَّ الوقود الأحفوري المتحصل عليه عن طريق التنقيب في باطن الأرض، مثل النفط والفوسفات والمنجنيز والفوسفور، سيبقى يحتل حصة كبيرة جداً من سوق الطاقة العالمية حتى ما بعد عام 2050.
وتعد هذه النتيجة هي الأبرز لدراسة أجراها معهد "بول شيرر" في مقاطعة أكورا السويسرية بناء على طلب من "مجلس الطاقة العالمي"، حيث عرضت الدراسة على ثلاثة آلاف خبير من خبراء النفط والطاقة والاقتصاد والبيئة يجتمعون حالياً في كوريا الجنوبية، ويختتمون اجتماعهم السنوي غداً.
وتناول باحثو المعهد رؤيتين، أطلقوا على الأولى اسم "جاز"، حيث تتصرف فيها مختلف الجهات الفاعلة في إنتاج واستهلاك الوقود الحجري بحرية كاملة في الإنتاج والاستهلاك، وأطلقوا على الثانية "سيمفونية" وتتطلب مسلَّماتها زيادة التدخلات الدولية في أمور الطاقة لأغراض تنظيمية، كإقرار تشريعات دولية مُلزِمة تتعلق بالإنتاج، والتصفية، والتسويق، والضرائب بهدف الحفاظ على البيئة.
وفي كلا الرؤيتين أو"السيناريوهين"، ستكون هناك زيادة مؤكَّدة في استهلاك الطاقة في العالم، لكن مع رؤية "جاز"، سيشهد الاقتصاد العالمي نمواً سريعاً يتطلَّب حاجات متزايدة من الطاقة يتم تغطيتها بنسبة 80 في المائة من الطاقة الأحفورية. والنتيجة التي تفضي إليها هذه الرؤية، هي أن انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون CO2 سترتفع بنسبة 50 في المائة، ومع هذه الرؤية، سيتكيف العالم مع الأضرار البيئية المرتبطة بالوقود الأحفوري بدلاً من أن يتجنب الأضرار.
وطبقاً لسيناريو"السيمفونية"، فالاقتصاد سيشهد نمواً بوتيرة بطيئة، وتقول هذه الرؤية إنه على الرغم من أنَّ كفاءة الطاقة البديلة ستشهد تحسناً هائلاً، إلَّا أنَّ الاستهلاك العالمي للطاقة سيزيد أيضا، لكن حاجات الفرد الواحد من الطاقة ستنخفض "قليلاً"، كما ستتقلَّص انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون CO2 بنسبة 40 في المائة، وهذه الرؤية تؤسِّس أولويتين هما، أهمية تأمين الوصول إلى الطاقة، والوقاية من الأضرار البيئية.
وشدَّدَ المعهد على أنَّ العواقب المتوقعة بالنسبة للبيئة والمناخ تختلف اختلافاً كبيرا تبعاً لكل رؤية من الرؤيتين، لكن محلِّلي الدراسة يميلون لرؤية "جاز" حول ما ينتظر المناخ.
وأكَّدَ المعهد أنه مع رؤية "جاز"، من غير المحتمل أن ينجح العالم في في الوصول إلى هدفه وألَّا يتجاوز الاحترار العالمي الدرجتين المئويتين مع حلول نهاية القرن، ومع "السمفونية" وسياستها لحماية المناخ، سيكون العالم على الطريق نحو تحقيق هذا الهدف، بحسب ما قاله المعهد. ويؤكد باحثو الدراسة أنه وفقاً للرؤيتين، سيتقلص افتقار العالم الفقير للطاقة بوضوح ومن دون أدنى شك، وسيكون هذا الاتجاه أكثر بروزا مع رؤية "جاز"، كما سيتقلص عدد الأشخاص الذين لا يحصلون على الكهرباء من 1.3 مليار إنسان حاليا إلى 300 مليون بحلول عام 2050.
يشار إلى أن هذه الرؤى أو"السيناريوهات" ليست من قبيل التنبؤات، ولكنها تقدم إجابات على تساؤلات من نوعية "إذا، إذا كان، إذن..."، طبقاً لما قاله المعهد في مقدمة دراسته، مشيراً إلى أنه سيواصل تطوير نموذج دراسته هذه بالتعاون مع مجلس الطاقة العالمي، على أساس قاعدة المصدر المفتوح.

[شرواك]

فني في حقل نفطي لشركة «توتال» الفرنسية.