للتسجيل اضغط هـنـا
أنظمة الموقع تداول في الإعلام للإعلان لديـنا راسلنا التسجيل طلب كود تنشيط العضوية   تنشيط العضوية استعادة كلمة المرور
تداول مواقع الشركات مركز البرامج
مؤشرات السوق اسعار النفط مؤشرات العالم اعلانات الشركات الاكثر نشاط تحميل
 



العودة   منتديات تداول > المنتديات الإدارية > اســــتراحـة الــــمســاهــمين



إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 22-01-2014, 12:20 PM   #1
شرواك
فريق المتابعة اليومية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 20,000

 

افتراضي أدب المغتربين في الخليج .. والهويات الحائرة

تجارب أدبيةأسهمت في صياغة رؤيتهم

لا يزال شيء من الضبابية يكتنف ثقافة المجتمعات الخليجية، ما يجعلها كنزاً غامضاً يحاول الكثيرون فك طلاسمه. فبقدر ما تمعن المجتمعات الخليجية في انعزالها، دون أن تكترث لرؤية الآخرين لها، بقدر ما تمعن في انفتاحها من خلال الإنفاق الهائل على السفر والسياحة، وحجم الدخول على وسائل التواصل الاجتماعي وملحقاتها. وإن كانت في السابق تنظر إلى المشاركين لهم سوق عملهم ممن تكتسحهم الجنسيات الإفريقية والآسيوية، كدخلاء عليهم، ليس عليهم أن يفهموا تفاصيل حياتهم الكتومة، إلا أن ظهور جيل جديد من الروائيين اعتاد الانفتاح الثقافي وثورة المعلومات بإمكانه أن يغير تلك المفاهيم. في الماضي القريب، ظهرت روايات لمغتربين من جنسيات ولغات مختلفة عاشوا بين ظهراني المجتمعات الخليجية، حاولت تجارب أدبية لهم أن تصيغ رؤيتهم لهذا "الآخر" الخليجي، كرواية "نجران تحت الصفر" للروائي الفلسطيني يحيى يخلف. لاحقاً، ظهر جيل جديد من هؤلاء المغتربين، كالروائي الإريتري حجي جابر في روايته "سمراويت"، التي حازت جائزة الشارقة للإبداع العربي لعام 2012، وطبعت أربع مرات. والروائي سليمان أدونيا، إثيوبي الأب وإريتري الأم، في روايته "حب في جدة". كلاهما عاشا في جدة وتعلقا بتجربتيهما فيها بطريقة أو بأخرى، وكلاهما اختار حي النزلة في جنوب جدة ليعكس واقع سكانه من الطبقة المدقعة، التي تبدو مكتنزة بالأفارقة المغتربين.وتظهر تجربة الروائي الكويتي سعود السنعوسي في روايته "ساق البامبو" التي حازت جائزة البوكر العربية لعام 2013، بتميزها في محاولة شاب ينتمي للجيل الجديد الراغب في التحدث عن الطبقة المسحوقة، وتجربة العمالة الآسيوية.

تبدو الشخصيات المحورية في الروايات الثلاث وكأنها تمر بما يصفه الدكتور كاليرفو أوبيرج، عالم "الأنثروبولوجيا" الشهير، بالمرحلة الثانية من الصدمة الاجتماعية، وهي مرحلة المساومة والتمحيص والمقارنة بين المكانين، وتستمر تلك الشخصيات في الانتقاد وعدم الانتماء اللامتناهي. تلك الحالة أشبه بما يحدث في الفيلم الأمريكي الشهير Lost in Translation بمعنى "الضياع في الترجمة"، حيث يضيع كل من الأمريكي "بوب هاريس" والأمريكية "تشارلوت" في طوكيو بثقافتها اليابانية الطاغية البعيدة عن وطنهم الأمريكي. يرى الكاتب والناقد السعودي محمد العباس، أن "مفهوم (الآخرية) غير واضح في الثقافة العربية. حيث يتم التعامل معه دائماً من منطق الضد. والدراسات الاجتماعية حول (الآخر) قليلة جداً ولا تتناسب مع حضوره بكل أطيافه، إذ يمكن اعتبار حتى المرأة آخر بالنسبة للرجل. وهذا الارتباك في تحديد معالم وسمات (الآخر) هو الذي يدفع بعض الروائيين إلى التقاط ثيمة في هذا الصدد وتوطينها في الرواية بالمواصفات النمطية نفسها. ومن دون أي معالجة أو تحكيك لحواف الشخصية وتمريرها داخل السرد. إذ لا توجد رواية من دون آخر، لا يمكن التعامل مع أي قيمة ضدية أيضاً على أساس كونها آخر، سواء على المستوى العرقي أو الطائفي أو القومي أو الاجتماعي. فالحياة تقوم على التقابل والتضاد والتجاور، وكذلك الرواية. حيث تنعكس كل تلك القيم في النص الروائي بشكل تلقائي".في كل من الروايتين "ساق البامبو" و"سمراويت"، تنتقل الأحداث بين مكانين، الوطن الأم والوطن الآخر. فـ "خوسيه أو عيسى" الشخصية المحورية في ساق البامبو، هو نتاج قصة حب بين خادمة فلبينية وأب كويتي. وإن كانت الرواية غارقة في كلاسيكيتها وأسلوب الحبكة الدرامية المباشرة. يقضي خوسيه حياته بين الفلبين حيث الفقر المدقع والمنازل المصنوعة من سيقان البامبو، والحاجة إلى المال تحيل الفتيات هناك إلى "مناديل ورقية يتمخّط بها الرجال الغرباء. يرحلون. ثم تنبت في تلك المناديل كائنات مجهولة الآباء". وبين الكويت التي اعتبرتها والدته التي كانت تعمل فيها كجنة "وُعِد بها ابنها" وفرصة معيشية لا مثيل لها. ليقع خوسيه في مأزق "من تاه في أكثر من اسم .. أكثر من وطن.. أكثر من دين. متمنياً "لو كنت مثل شجرة البامبو، لا انتماء لها. نقتطع جزءاً من ساقها. نغرسه بلا جذور في أي أرض. لا يلبث الساق طويلاً حتى تنبت له جذور جديدة تنمو من جديد في أرض جديدة بلا ماض، بلا ذاكرة". يصف خوسيه نفسه كمن يلعب "دور الكومبارس من الذين يقومون بأدوار العرب في أفلام هوليوود" بملامح لا تبدو عربية. قبل الانتقال لسياق وثيمة أخرى تجمع هذا النوع من الروايات - على قلتها - يذكرنا الدكتور حسن النعمي أستاذ السرديات في جامعة الملك عبد العزيز "إن رواية "البعث" لمحمد علي مغربي، الذي جعل من علاقة بطله أسامة الزاهر بالمرأة الهندية كيتي نقطة تلاق بين حضارتين قبلت كل منها الأخرى. وتوج ذلك بزواج أسامة من كيتي بعد أن أسلمت، وهذا يدل على المحتوى الحضاري للإسلام الذي حاولت الرواية مقاربته. في المقابل هناك روايات فشلت في البحث عن المشترك الإنساني وظلت تدور في فك التنافر، ورواية "غداً أنسى" لأمل شطا واحدة من هذه الروايات التي صورت المرأة الآسيوية على أنها خلقت لخدمة الرجل الشرقي سواء كانت زوجة أو خادمة. الرواية الجيدة هي التي تحدث الفرق، هي التي تفارق الواقع لتستشرف إمكانية التعايش".يظهر الروائي حجي جابر رومانسية طاغية في نظرته لتجربة الاغتراب في روايته التي يعدها سيرة ذاتية روائية، حيث يصف عمر: "لم أعش سعودياً خالصاً ولا إريترياً خالصاً. شيء يملك نصف انتماء، ونصف حنين، ونصف وطنية.. ونصف انتباه". وصف حالته العشقية في جدة التي تنحاز لكل ما هو جميل، وكان يتحاشى تهشيم صورتها التي وصفها بالحلم، على الرغم من معاناته فيها شظف العيش وعدم استكمال تعليمه. وإن تطرق لبعض المصادمات والمواقف العنصرية كعبارات تصف الأجانب بالتسبب في مشكلات كالتلوث والبطالة. ويظهر قلقه من تغيير نظرته لجدة "تمر جدة.. تكاد تلفظني بعد أن نبتت في أحشائي..". أما في تطرقه لإريتريا يظهر كمن يعاود اكتشاف وطنه، حيث جابه تعليقات فيها بأنه يبدو كـ "إريتري مستجد". ويزيد "كثيرة هي الأشياء التي ينبغي البحث عنها في إريتريا، أولها البحث عني، فمجرد أن يتوقف الشتات، ستبدأ ملامحي في التشكل والاكتمال". تحمل الرواية جمالية اللغة وإن لم يكن هناك تدرّج أو تعمق في عشقه لشخصية "سمراويت"، التي اختارها عنواناً للرواية، يشي بغرامه لها وتجسيدها لوطنه الذي خذله، والتي "كانت هذه الفتاة المعجونة بالحسن جواز مروري الأبدي نحو أسمرا". يصف أحياء أسمرا (العاصمة الإرتيرية) كمن يقع في حبها لأول وهلة، خصوصاً تلك المباني التي ورثها الإريتريون من المستعمر الإيطالي بكل تفاصيلها كسينما ومطاعم ومقاه راقية. إلا أنه يفوق من ذلك الحلم لاحقاً: "يا للأسى.. حتى الوطن، بات مثلنا تماماً.. شيئاً طارئاً".ينبه النعمي هنا إلى أن "موضوع تجسيد الآخر في الرواية العربية أو المحلية قديم قدم الراوية العربية. وهذا عائد لإشكالية الموضوع، وحراجة التجربة التاريخية للعرب مع الآخر. أغلبية الرواية جسدت العلاقة مع الآخر على خلفية العداء التاريخي، خاصة مع الآخر الغربي، ولم تبحث الروايات عن منظور إنساني للعلاقة أبداً. ويمكن أن نستثني الروايات التي اتجهت لتصوير العلاقة مع الآخر غير الغربي، الآسيوي أو الإفريقي، فقد ظهرت النزعة الإنسانية أكبر في مقاربة الموضوع".يتعذر الحب في الروايات الثلاث في تلك المجتمعات، فـ "ساق البامبو" تضطر فيها والدة خوسيه إلى العودة إلى الفلبين معه خشية استنكار المجتمع الكويتي لهما. وفي "سمراويت" لا يظهر الحب إلا في إريتريا، حيث إن المتنفس الوحيد في جدة يعد في أماكن كتلك الاحتفالات للمواطنين في القنصلية الإريترية. وفي "حب في جدة" يظهر الحب معنفاً خائفاً من ملاحقة "المطاوعة" لهم. وفي الروايتين الأخيرتين اللتين تتحدثان عن جدة، ينوه الروائيان بعدم وجود أماكن ترفيهية كالسينما والمسرح، إلا أن سليمان أدونيا يظهر حدّة أكبر في الانتقاد، واصفاً جدة "كأننا نعيش في أكبر سجن في العالم".قد يكون أدونيا بالغ في تجسيده لواقع الحياة في جدة، وكأنه تعمّد اختيار عنوان "حب في جدة" كتسويق لها، وكتبها بمنظور مهاجر تمكن من الحصول على اللجوء في بريطانيا وإكمال دراسة الماجستير هناك، فروايته التي نشرت عام 2010، تحمل مبالغة في الحديث عن الكبت في أغلبية فصولها "كنت في السعودية، حيث أزيلت كلمة الحب من القاموس". وطريقة وقوع بعض شخصياتها في الغرام تظهر عشوائية كامرأة رمت الرقم وهو يسترخي تحت شجرة، وآخر اصطدمت به امرأة في قارعة الطريق. وإن كان ذلك بمثابة أمر شبه مستحيل "اليوم أدركت أن المعجزات يمكن أن تحدث" في إشارة إلى وقوعه في الحب في مجتمع مغلق. وتتناثر عبارات سيارة الجيب، والمطاوعة، وساحة القصاص، وكأنها الأحداث الوحيدة التي تمر على سكان السعودية. وإن كانت أحداث الرواية في الثمانينيات التي تظهر تشدداً أكبر في المجتمع. بالعودة للعباس يشير إلى أن "البراعة تكمن في الاعتناء بالشخصية المضادة والتعامل معها كآخر، كمفهوم وليس كقيمة ممثلة في تصرفات اعتيادية. وهو الأمر الذي يحتاج إلى فحص عميق لمعنى وجود الآخر في الرواية. أي في الدور الذي يلعبه وليس في المساحة التي يحتلها. حيث نلاحظ مثلاً أن الفلسطيني يحضر كآخر في الرواية الإسرائيلية. لكنه لا يمارس أي دور وليست له أي قيمة. بمعنى أنه كائن أخرس. وعليه فإن (الآخر) في الرواية العربية يحتاج إلى قراءة متأنية وفاحصة وليس إلى مجرد ملاحظات عابرة. وإن كنت أميل إلى وجود وحضورات أعمق للآخر في الروايات المتأخرة، نتيجة الاشتغال في هذا الحقل على فكرة مماهاة الآخر بمفهوم الهوية".في النهاية، يظهر المأزق النفسي الذي تعيشه الشخصيات في الروايات الثلاث في مواقف بسيطة، كالمطار الذي يجسد مفترق طرق. ففي "سمراويت" يشعر عمر بالحنق من الضابط في مطار جدة الذي يسأله عن سبب سفره لإريتريا. يجيبه ببساطة بأنها "بلده"، وإن امتعض بسبب ختمه لجوازه ذهاباً وعودة، متخيلاً أنه ينبغي للختم أن يكون عودة وذهاباً. أما في "ساق البامبو"، يواجه خوسيه في مطار الكويت اعتراض الضابط لوقوفه في قسم الخليجيين ويعنفه بشدة طالباً منه الوقوف في قسم الأجانب، فملامحه لا تشي بهويته الكويتية التي لا يزال يتشكك من استحقاقه لها. وكأن ذلك انعكاس للعبارة الشهيرة التي استعملها الروائي الأمريكي "توماس وولف" كعنوان لروايته: "لا يمكنك العودة للوطن مجدداً"، التي تستعمل كثيراً في الخطابة الأمريكية، بمعنى أنك في حال غادرت وطنك لديار أخرى، فإن من الصعب العودة لحياتك السابقة المحدودة الأبعاد، ولن تتمكن من استعادة ذكريات الطفولة والحصول على ملاذ من خلالها.
شرواك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-01-2014, 12:25 PM   #2
شرواك
فريق المتابعة اليومية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 20,000

 
افتراضي

شرواك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:57 PM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.