هل انتهت أسطورة رجال بنوك الاستثمار؟

[طارق الماضي]

بقلم: أحمد مفيد السامرائي


قد يستغرق الأمر عندي بضع سنين، حتى تتم الموافقة على اضافة بضعة قروش على راتبي.. وإذا ما تم حساب التضخم السنوي الحاصل خلال هذه المدة، فإن حتى هذه قيمة الزيادة لا تمثل شيئا، ولكن دائما نقول ونؤمن بأن الأرزاق على الله عز وجل.

اما رجال بنوك الاستثمار في وول ستريت، فإن وضعهم مختلف.. فرئيس مجلس إدارة المؤسسة المالية "ميريل لينش" تقاضى وبدون حسد راتبا خلال عام 2000بلغ 25مليون دولار "أي بحدود , 76ملايين ريال شهريا" وتم مكافأته بأربعة عشر مليون دولار أخرى كمكافأة آخر السنة. اما بقية كبار المديرين، والذي اقصده هو الرئيس التنفيذي، الرئيس المالي، فلم تقل رواتبهم السنوية عن 10ملايين دولار مع مكافأة آخر سنة وصلت إلى 27مليون دولار للرئيس التنفيذي.

اما المؤسسة المالية "ليمن بروذيرز" فقد حصل رئيسها التنفيذي "ريشارد فلد" على 23مليون دولار كمستحقات عام 2000، وتم منحه خيارات اسهم بقيمة 42مليون دولار.

ولكن هذه المبالغ لا تعتبر مغرية لرجال "سيتي جروب" وخاصة لرئيس مجلس إدارتها "ساندي ويل" والذي تقاضى بحدود 29مليون دولار كاستحقاقات لعام 2000، وتم منحه خيارات اسهم لتلك السنة بقيمة 198مليون دولار، وبمعنى آخر، فإن مجموع ما حصده خلال عام 2000وصل إلى 226مليون دولار.. ولا ننسى ان هذه كانت لسنة واحدة، وأود تذكيركم، انه تسلم منصبه منذ عام 1986!!. وهذا الأمر ينطبق على معظم كبريات المؤسسات المالية العاملة في وول ستريت.. ولكن، وبما ان عام 2001لم يكن عاما موفقا، ولم تستطع هذه المؤسسات ان تعطي للعميل نتائج إيجابية، فقام مديرو هذه المؤسسات بالتعاطف مع الحالة النفسية لمستثمريها، وبالنظر إلى تفهم هذه الإدارات لوضع العميل والذي شهد قسم منهم، انخفاضا في قيمة محافظهم المالية وصلت حتى إلى مستويات 95%، فإن مديري المؤسسة المالية، مثل "جولدمان ساكس" لم يتقاضوا خلال عام 2001سوى مبلغ متواضع بلغ 12مليون دولار لهنري بولسن "الرئيس التنفيذي" وعشرة ملايين لجون ثيرن "مساعد الرئيس" وهي بالطبع خطوة يقدرها المستثمرون، خاصة إذا ما ما عرفنا بأنهم تقاضوا ضعف هذه المبالغ في عام 2000!!!.

وتبلغ العوائد السنوية للبنوك الاستثمارية من الاستثمار البنكي حوالي 145مليار دولار يأتي معظمها من المحافظ الاستثمارية والسندات والأوراق المالية وأتعاب طرح أسهم الشركات الجديدة للاكتتاب العام وتقديم خدمات الاستثمارات لعمليات الاندماج والاستيلاء ويقدر عدد الاشخاص الذين يعملون في هذا القطاع بالولايات المتحدة الأمريكية فقط بـ , 612800شخص.

وقد أدى تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، والذي كان قد بدأ قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر الماضي، إلى التأثير على البنوك الاستثمارية الكبرى وجعلها توقف ضخ السيولة إلى الشركات وتخفض قيم أسهمها، وكان هذا الموقف بالنسبة لشركات الانترنت كافيا لجعلها تمر بأزمات مالية حادة، ويكفي ان نذكر عدد شركات الانترنت الحقيقية "التي حصلت رسميا على تمويل واعتراف" التي اقفلت أبوابها منذ بداية يناير 2000ولغاية الآن بـ 642شركة منها 417شركة "65%" تم اغلاقها خلال عام 2001وحده.

ولم يقتصر شح ضخ التمويل على البنوك الاستثمارية بل تعداه إلى المستثمرين وشركات رأس المال المجازف، حيث كان المستثمرون قد ضخموا مبلغ , 67مليارات دولار في 540شركة في الولايات المتحدة، بانخفاض قدره 72% من حجم , 239مليار دولار تم ضخها في نفس الفترة من العام 2000، في حين قامت شركات رأس المال المجازف خلال النصف الأول من العام 2001بتمويل , 2103شركة بمبلغ , 22763مليار دولار مقارنة مع , 3634شركة بمبلغ , 53729مليار دولار في نفس الفترة من العام

2000.ومن الأمور الأخرى التي تأثرت بها البنوك الاستثمارية أيضا انخفاض صفقات عمليات الاندماج والاستيلاء، فخلال النصف الأول من العام الماضي انخفض حجم صفقات الاندماج والاستيلاء حول العالم بنسبة 53% مع الإعلان عن , 15000صفقة قيمتها , 9061مليارات دولار وهي النسبة الأقل منذ عام 1997، مقارنة مع عام 2000الذي تمت فيه , 20000صفقة قيمتها , 194ترليون دولار.

وسنتناول في التحاليل القادمة النتائج المالية وأداء البنوك الاستثمارية الكبرى

[FFF_333]

بارك الله فيك اخي الكريم