من يحمي حقوق سياحنا السعوديين؟
التاريخ: الثلاثاء 2003/07/01 م
لست منزعجاً من اجراءات عدد من السفارات في المملكة في تشددها في منح فيزة الدخول الى دول اوروبا وأمريكا الا ان ما يقلقني هو تتدخل السفارات الاجنبية في الحقوق الشخصية للمواطنين السعوديين الراغبين الحصول على فيزة لبريطانيا فقد تجاوزت السفارة حدودها الدبلوماسية عندما تفرض طلب كشف حساب لمدة ستة اشهر للتأكد من تعاملاتهم تحت غطاء خلط الابرياء مع مزاعم تمويل الارهاب للسعوديين وهذا بحد ذاته يفتح على السفارة البريطانية في الرياض او وزارة الخارجية البريطانية، مآخذ قانونية في حالة تسربت ارقام الحسابات في حالة حدوث عمليات اختلاس عبر الإنترنت مما يفتح ملفات ليس المملكة او بريطانيا في حاجة الى مزيد من المتاعب في العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية فيكفي الالم الذي يعيشه السعوديون من تورط بريطانيين في تفجيرات الرياض. واذا كانت الدعوات التي سمعتها في المنتدى العالمي بعمان من الأمريكيين تبحث عن ازالة الكراهية في نفوس مواطني دول الشرق الاوسط ولا اعتقد ان وجود الطوابير الطويلة تحت حرارة الشمس ومنذ ساعات الصباح الاولى أمام السفارات الغربية في الرياض في سبيل الحصول على فيزة يعد معاملة "مثالية" عدا عن اسئلة واستيقاف عند الوصول الى الجوازات يمكن ان تزيل البغضاء والكراهية في النفوس. ثم لماذا لا نستقبل بالتعسف والشكوك على الاقل في منافذ البحرين والامارات في اكثر بلدين يزورهما السعوديون بشكل اسبوعي.. ومن قدرنا كسائحين ان اغلب الرحلات المغادرة مثلاً من الرياض الى اوروبا تصل عند ساعات الصباح الاولى وهنا تأتي مرحلة اخرى من المشقة النفسية فحوادث السنوات الماضية تفيد بوجود عصابات تنتظر الرحلات القادمة من السعودية لما عرف عنا اننا نضع بيضنا في الشنط "اليدوية" واسهل وسيلة هي للتلاعب برجل يدفع عربية محملة بالشنط وتسير امامه عائلة كبيرة لتحدث اولى الصدمات. ولتأكيد ذلك فملفات القنصليات السعودية ومكاتب الخطوط تعرف الحقائق اكثر وأدق والتي كادت تدفع بمسؤولين في الخطوط السعودية في احدى الدول التي اشتهرت بالامان بأن ينذر كابتن الطائرة الركاب في مثل هذه المواسم من كل عام من عدم قلة الامان في المطارات واخذ الحذر وعدم وضع المبالغ النقدية او الاشياء الثمينة في الحقائب اليدوية الا ان المسؤولين في تلك الدول تعهدوا بزيادة اجراءات الامن في المطار الذي يعد مبنى تحت سلطة الدولة وقد لا يقف الحد عند ذلك الى السطو على الشقق المفروشة او اختلاس المارة او غيرها من وسائل الابتزاز التي وصلت الى الغاء حجوزات الفنادق لمسافري دول الشرق الاوسط وخاصة بعض الدول التي حددها مجلس السياحة العالمي. لقد سعدت بكتيب وزارة الخارجية الذي يحمل أرقام القنصليات التي يمكن الاتصال بها في حالة حدوث مكروه لا سمح الله لمسافرينا ولكن السؤال ما هو الحق الذي يمكن ان يستعاد لابرياء ذهبوا للسياحة وانفاق المال. وحسب الاحصائيات التي تقول ان انفاق السائح السعودي في بريطانيا وصل الى 800مليون جنيه استرليني وان السائح السعودي وصل انفاقه في أمريكا عندما كان يزورها قرابة 70الف سائح الى مليارات الدولارات ولا اعتقد ان الدول العربية هي الاخرى البديل الامن او الملجأ الاخير رغم الاجراءات المغرية فما يحدث في مصر وسوريا ولبنان والاردن من مواقف كثيرة من الابتزاز الى السرقة الى المغالطة في فواتير المطاعم وتزوير بطاقات الائتمان لهو دليل على عدم مواجهة سفاراتنا وقنصليات السعودية لامور بحسم منذ فترة طويلة فالقائمة السوداء التي يمكن ان تعممها السفارات على مكتب الخطوط السعودية او مكاتب السفر المحلية اجراء لابد من اتخاذه لان خلط الاوراق واستغلال الجواز الاخضر وعدم التفريق بين الابرياء والاشرار قد يضاعف حالة الكراهية والبغضاء في اوساط الابرياء من السياح. اننا امام مرحلة متغيرة وعدم مواجهة الامور الاجرائية او ما يسمى المواطن في كرامته ومقدراته قد يباعد المسافات وروح المودة والسلام وقد يشكك المواطن بحقوقه التي يجب ان تدافع عنها ممثلياتنا في الخارج مدعومة من وزارة الخارجية والا فان اجراء المعاملة بالمثل اجراء سائد في الاحوال الدبلوماسية.
للمراسلة:
alnasser@alriyadh-np.com
This is written by Suliman Al-nasser
للتسجيل اضغط هـنـا
01-07-2003, 08:34 AM
من يحمي حقوق سياحنا السعوديين؟
