الدراما السعودية: إساءة للمجتمع
الدراما السعودية باتت "سوطا يجلد جسد الهوية السعودية"فالأعمال الدرامية السعودية تركز في طرحها على أن تُظهر المجتمع السعودي إما أنه فاره الثراء تحيطه الشبهات، أو أنه مجتمع بدائي يسكن الدور القديمة ويرتدي رث الثياب.
حتى لهجتنا المحلية لم تخل من التهكم والسخرية، فبتنا نخجل من ردود الأفعال خارج المملكة وداخلها، حيث تمكنت تلك الدراما بجدارة أن تعطي المتابع لها تصورًا خاطئًا عنا، فلا يصله إلا أننا مجتمع تحكمه المادة، أو أنه مجتمعٌ يتسم بالانعزالية والغوغائية والتناقض والفوضى والعشوائية وكل تلك المهاترات الدرامية لم تكن إلا من أجل استباحة الضحك للضحك علينا، وهذا ما لم يقبله اليوم عقل المشاهد المحلي المتابع لأعمالهم، بعد أن كان يومًا ما مضى من أول المصفقين والمؤيدين لهم".
تلك الشطحات المعيبة والمتنامية في حقنا من خلال مهزلات 'طاش ما طاش' و'بيني وبينك' و'هوامير الصحراء' إلا دليل بين على إذكاء ذاك التصور (الخاطئ عن المجتمع السعودي) وتأكيده من قبل فئة أعطت لفكرها الأحقية في أن يستبيح ويحلل ويحرم ويسن ويشرع ويقَوِّم ويصدر الأحكام، وجلدت بسوط من حديد جسد هويتنا وتراثنا و قدسية القوانين والتشريعات، لتسِمنا عمدًا أننا مهما بلغنا من الرقي لا نزيد عن أننا شعب متخلف دينيًا وفكريًا واجتماعيًا ووطنيًا".
فاطمه البكيلي - صحيفة المدينه