عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2008, 12:45 PM   #37
سعد الجهلاني
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 52,139

 
افتراضي

بعد التداول
صحتك النفسية والجسدية



عبدالله الجعيثن
كثير من المتداولين في سوق الأسهم، يحدقون في الشاشة كثيراً، ويُدَخِّنون بشراهة، ويتوترون بشكل عنيف، وكثيرٌ من هؤلاء يتوتر حين يرتفع السوق، وحين ينخفض، فهو في حالة الارتفاع يتحسر على أسهم لم يشتر فيها، ويقلق على أسهم اشتراها وارتفعت، وقلقه ينشأ من خوفه أن يبيع فترتفع، أولا يبيع فتنخفض..
أما في حالة النزول الشديد فيُصاب كثيرون بالجزع، كما أنهم في كل الأحوال يترقبون ، ويعيشون حالة من الدراما المترعة بالصراع، يجذبهم الطمع ويردهم الخوف فهم فزعون، قلقون، مشدودو الأعصاب والأبصار والعضلات، وحتى في حالة ركود السوق وميله إلى السكون يصابون بالضجر والملل واستعجال تحرك السوق والتبرم من الوضع..

هذا كله له أثر بعيد على الصحة النفسية والجسدية لكثير من المتعاملين، فالقلق من مسببات الأمراض المختلفة، كالسُّكر، والضغط، والاكتئاب، وسوء الأخلاق، وانفلات الأعصاب، بل إن بعض الباحثين يرى أن القلق والتوتر وعدم الرضا هي من الأسباب المحفزة لظهور الأمراض المزمنة، وقصف الأعمار..

والواقع أن التداول في سوق الأسهم لا يحتاج لهذا كله، بل يحتاج لحسن التمييز، وهدوء الأعصاب، واختيار الأسهم بعناية بعد دراستها بدقة، أو طلب دراستها من خبراء موثوقين، ثم يهدأ المتداول ويترك الشاشة وينصرف لممارسة عمله الذي يحبه، وقضاء بقية وقته فيما يسعده ويريح أعصابه، كاللعب مع أطفاله، أو ممارسة رياضته المفضلة، وقراءة كتبه المفضلة، أو يدع السوق تأخذ مجراها الطبيعي فهي، وهو في غنى عن هذا القلق والتوتر والتوفز (والمطامر) و(المناقز) والصراع الأسود بين الخوف والطمع، والتحديق المتحرق بين الأحمر والأخضر، فهذا التوتر والقلق والتحفز يأتي على الأخضر واليابس من صحته النفسية والجسدية، ويعطل تفكيره، ويفسد قراراته ..

المتداول الذكي يدرس الشركات بإمعان، ثم يختار ما هو الأفضل، ثم ينسى سوق الأسهم وشاشته وينصرف لهواياته وسعادته..

وفوق هذا يربح أكثر من الذين قدموا صحتهم وقوداً لنيران الأسهم.
سعد الجهلاني غير متواجد حالياً