عرض مشاركة واحدة
قديم 27-08-2009, 06:46 PM   #4
عاشق ترابها
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 895

 
افتراضي

عبدالله ناصر الفوزان

نخلتنا التي أعوج من "سعودي أوجيه"

لو كنت مسؤولاً لأصدرت أمراً إلى رحَّالتنا الكبير محافظ الهيئة العامة للاستثمار بأن يخلع حذاء الترحال الخارجي ويرتدي حذاء التجوال الداخلي ولا يخلعه إلا بعد أن يقنع المسؤولين عن صناديقنا الاستثمارية الحكومية وغير الحكومية وعلى رأسها صندوق شركة سنابل (العجيب) بالاستثمار في الداخل.
الأستاذ الدباغ أشغل نفسه وأشغلنا معه في رحلات مكوكية ليس لها أول ولا آخر طاف خلالها كافة أرجاء الأرض من دول الأمريكتين غرباً إلى اليابان والصين و(جزر الواق الواق) شرقاً... ومن جزر المحيطات جنوباً إلى دول المحيط المتجمد الشمالي بما فيها روسيا وأبناؤها بل وحتى أوزبكستان – وكازخستان – وأظنه ذهب أيضاً أو قد يذهب للصومال وأفغانستان... وكل هذا كي يقنع كل أهل الأرض ليستثمروا عندنا مع أن الإخوة في وزارة المالية ومؤسسة النقد عندما نعاتبهم فنقول لماذا لا تخصصون عشرات المليارات من المئات التي في الخارج لتستثمروها في الداخل يحتجون بضيق المجال الاستثماري في الداخل ويقولون إنه لا يتحمل ولو فعلوا ذلك لارتفع التضخم الذي هو همهم الأول إلى عنان السماء أعانهم الله على همومهم الكثيرة...
"لو كنت مسؤولاً لأعطيت الأستاذ الدباغ أعلى الأوسمة لدينا لنجاحه في وضع المملكة في درجات السلم العليا ضمن الدول الأفضل في البيئة الاستثمارية ولطلبت منه ألا يعرض الوسام إلا على وزير المالية ومحافظ مؤسسة النقد ورجال الأعمال عندنا وليس على صغار التجار في (أوزبكستان وكازخستان) إذ ينبغي عليه أولاً وقبل كل شيء أن يكسب بعض ملياراتنا المستثمرة في الخارج لتعود إلى الداخل إذ إن الدولة التي تحتل المرتبة الأولى أو حتى العاشرة في مثالية البيئة الاستثمارية يفترض أن تعود لها رؤوس أموالها المستثمرة في الخارج بـ(الهبل) قبل أن يسعى المسؤولون عن الاستثمار فيها إلى محاولة إقناع بعض المستثمرين الأجانب الصغار ليستثمروا (الملاليم) فيها لأن هؤلاء لا يمكن أن يأتوا ما دام رب البيت يقول إن بيته لا يتسع لاستثماراته.
لو كنت مسؤولاً لأمسكت برأس الأستاذ الدباغ وأدرته مئة وثمانين درجة كي لا يرى إلا رؤوس أموالنا المتناثرة في كل مكان ولكي لا يرى أبداً شركات وادي السلكون في أمريكا وغير أمريكا وطلبت منه بعد ذلك أن يتفرغ تماماً لأن يحاول أن يدير رأس وزير المالية ومحافظ مؤسسة النقد والمسؤول عن صندوق الاستثمارات العامة كي يروا مدننا الاقتصادية وجعلته يبدأ بالتركيز على مهمة واحدة صغيرة هي إقناع وزير المالية وكافة المسؤولين عن استثماراتنا بأن يتكرموا علينا بنقطة من بحر... وهذه النقطة هي شركة سنابل التي يتلفت الآن وزير المالية شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً... من أوروبا إلى أمريكا إلى اليابان إلى (جزر البهاما) ليبحث عن فرص استثمارية لها – مع أنها لم تبدأ عملها بعد - كما ورد في الأخبار في الأيام القليلة الماضية.
بصراحة أدهشني وزير المالية عندما قال إن المسؤولين في شركة سنابل يبحثون الآن عن الفرص الاستثمارية المواتية في أوروبا وأمريكا ولم أفهم ولم أتفهم ما قاله... إذ حتى لو كان نظام الشركة لا يمنع من الاستثمار في الخارج فهل من المقبول أو المعقول أن نبحث عن فرص استثمارية في الخارج في هذا الوقت الذي جفت فيه السيولة العالمية وأصبحت كل دولة تحافظ على قرشها الأبيض لتلك الأيام السود التي يعيشها العالم كله الآن...؟؟
رأسمال شركة سنابل عشرون مليار ريال... والأستاذ الدباغ ظل يجوب الآفاق ويحمل في حقيبته مشاريع يقول إنها جاهزة ومجدية ومربحة جداً بعشرات أو ربما بمئات المليارات في المدن الاقتصادية وغير الاقتصادية فهل سيضيق بلدنا القارة المترامية الأطراف بعشرين مليار ريال حتى يتلفت وزير المالية باتجاه أوروبا وأمريكا يبحث عن فرص مواتية لشركة سنابل التي سميت بهذا الاسم (سنابل) لتعطي الانطباع للمواطن بأنها سنابل خير له ولبلده...؟؟
يا أخي عمرو الدباغ اترك عنك (كازخستان وأوزبكستان) وتفرغ للإمساك برأس وزير المالية حتى لا يتلفت شمالاً وجنوباً ويركز نظره على الداخل حيث مدنك الاقتصادية التي تعاني الآن من ضعف الإقبال على استثماراتها الهائلة... وبصراحة فإننا يصعب أن نقبل منك أي مسعى لاستمالة الاستثمارات الخارجية ما دمت غير قادر على استمالة استثمارات شركة سنابل على الأقل... فقد أوشكت تلك الشركة أن تكون هي النخلة العوجاء التي أستطيع أن أقول بعد أن استمعت إلى ما قاله وزير المالية إنها أعوج من (سعودي أوجيه) التي تكتب الصحافة هذه الأيام عن مظاهر (عوجها) ابتداء من الفرص الوظيفية بها ومروراً بجمعياتها الخيرية وانتهاء ببعثاتها الدراسية.
عاشق ترابها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس