عرض مشاركة واحدة
قديم 15-09-2011, 11:07 AM   #63
* ابو جاسر *
محلل فني
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 5,009

 
افتراضي

الإزالات أسهمت في النمو السكاني في أطراف العاصمة المقدسة
توجه رساميل كبرى إلى أطراف مكة يزيد اقتصادها 40 %

وجدي القرشي من مكة المكرمة
زحفت الرساميل التجارية الكبرى في العاصمة المقدسة إلى الأحياء المنتشرة على أطرافها، موجهة بوصلة استهدافها إلى القاطنين في تلك الأحياء التي زاد عدد سكانها إلى الضعف نتيجة الهجرة الكبيرة التي تشهدها مكة في هذه الآونة بسبب الإزالات العديدة التي طالب الآلاف الدور السكنية المحيطة بالمنطقة المركزية للمسجد الحرام.

الاستراتيجية الجديدة التي اتبعتها تلك المراكز التجارية في فتح فروع لها في أطراف مكة، من شأنها أن تنشئ حراكا اقتصاديا متنوعا سيزيد من حجم الاقتصاد المكي إلى معدلات مرتفعة إلى أكثر من 40 في المائة من حجم الحراك الاقتصادي في مكة، وذلك وفقا لتقديرات مختصون وخبراء في الشأن الاقتصادي.

ويشهد الجانب الشرقي لمكة المكرمة توافد أعداد كبيرة من المواطنين المهجرين من أوساط العاصمة المقدسة بسبب الإزالات التي طالت منازلهم أخيرا، الأمر الذي تسبب في مضاعفة النمو السكاني في ذاك الجانب الشرقي، إضافة إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار العقار بعد أن كانت الأسعار تعد معقولة نسبيا نتيجة إلى افتقارها إلى نمو سكاني حقيقي.

وأوضح الاقتصادي سالم المطرفي، أن ما تشهده مكة المكرمة من توجه الكثير من العلامات التجارية المعروفة لفتح فروع لها في أطراف مكة، هو مؤشر إيجابي سيساعد على النمو الاقتصادي في تلك المناطق، إضافة إلى أنها ستخفف الضغط الهائل على مناطق الذروة في العاصمة المقدسة والتي تشهد تكدسا كبيرا في الأسواق والمحال التجارية الكبرى، كمنطقة العزيزية، وشارع الستين، وغيرها من الأحياء الوسطية في مكة.

وأضاف المطرفي، أن من المؤشرات الإيجابية التي ستحملها مثل تلك الخطوة، أنها ستشكل رافدا جذابا لإنعاش تلك الأحياء من خلال تشجيع رؤوس الأموال الصغيرة في الإقدام على الاستثمار في تلك الأحياء الأمر الذي سيضيف توسعا في الآفاق الاقتصادية لتشمل مكة المكرمة كافة، مما سيعكس هنالك توازنا تجاريا، المستفيد فيها الأول والأخير هو المواطن الذي لن يجد مشقة في الذهاب إلى وسط مكة لشراء مستلزمات احتياجية، بل إن تلك العلامات التجارية الكبرى قدمت إليه بنفسها، وبالجودة نفسها التي تباع في وسط مكة.

من جهته، قال العقاري عمر جاد، ''إن نشوء مثل تلك العلامات التجارية في مناطق أطراف مكة، سيزيد من الحراك العقاري، الذي هو في الأصل موجود قبل وجود المحال التجارية الكبرى، ولكن سيكون إضافة جديدة في عملية جذب الراغبين في السكن في تلك المناطق، حيث إن وجود هذه المحال التجارية سيسهم في تعزيز اتخاذ القرار من قبل الراغبين في السكن، نتيجة توافر كافة المستلزمات الحياتية التي يحتاجون إليها دون تكبد العناء ففي الذهاب الى أواسط مكة حيث تتمركز الأسواق الكبرى.

وأضاف جاد، سوف تغيب هذه الخطوة معنى المركزية في مكة نتيجة، وجود كافة المتطلبات التجارية في كافة أنحاء مكة، حيث ستسهم هذه الخطوة في إنشاء الفنادق والدور السكنية للشقق نتيجة قدوم أعداد كبيرة من الكثافة السكانية إلى تلك المناطق، حيث إن هناك توقعات عقارية بأن يكون هناك توجه كبير من قبل بعثات الحج والعمرة إلى تلك المناطق لإسكان حجاجها ومعتمريها، وتوفير وسائل نقل تقلهم إلى المنطقة المركزية وإعادتهم الى أطراف مكة، حيث تتوافر لهم كافة الاحتياجات التي تجعلهم يفكرون مليا في إسكان بعثاتهم في هذه المناطق.

من جهته، أشار عبد الله سقاط عضو لجنة تقدير العقارات في الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة، إلى أن هناك دراسات واستشارات فنية لاستدراك عدة نقاط، تختص بالتحول الاقتصادي والاستثماري على جوانب المدينة، فعلى سبيل المثال كان هناك نوع من المخالفات في التوسع بمناطق الخدمات مما يرتب على العاصمة المقدسة، استهلاكيات كبيرة ومبالغ ضخمة، وبالتالي توجهنا إلى أن يكون هناك تمدد بشكل مدروس وفق المصالح الضرورية للنفع العام، وذكر اقتصادي أن التوسع الكبير بالخدمات له سلبية على المواطن إذا تم تنفيذه بشكلٍ عشوائي لا يرتقي إلى تخطيط المدن المتطورة، نتيجة تعويض المساحات المبالغ بمساحات خاصة بالسكن.

واستدرك سقاط، ''شهدت بناء العديد من المخالفات ويتم تنظيم آليات عالية المستوى للتعويض والهدم، إضافة إلى حملات الهدم تباعاً خاصة في الأماكن غير الصحيحة إنشائياً، وهو ما جرى ويجري تعويض أصحابها من داخل المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام، إلى المناطق خارج أماكن التكتل، أما المخالفات القديمة فيمكن معالجتها، وحسب العقود الموقعة مع الجهات ذات العلاقة''.

وحول الجدوى والفاعلية السوقية لنشر الاستثمارات التجارية خارج المركزية، ذكر عضو لجنة تقدير العقارات، إنه أمر يعمل وفق منظومة واحدة تختص بالتطوير العقاري ضمن الأراضي الخالية، لتسهيل نقل السكان إلى المحال المراد تطويرها، ولأن التطوير العقاري تجربة فاعلة اقتصادياً نريد أن تكون ناجحة لذلك يجب معالجة كافة المشاكل قبل طرح أي بقعة للتطوير العقاري، فالأولوية لمعالجة السكن العشوائي وأهمية نقل السكان بالتدريج إلى مساكن قريبة من الاستثمارات، لذلك سيكون البدء ببناء مساكن ومشاريع مالية واستثمارية كبيرة قريبة من سكن المواطنين فهذا هو التصور الذي ينبغي أن يدرسه المجلس البلدي للعاصمة المقدسة، وعلى أساسه يجب أن يتم استقطاب شركات تطوير عقاري.

وأفاد سقاط, في حديثه، ''يجري العمل على تقييم كل الأماكن الاستراتيجية لاستثمارها من أجل خلق فرص عمل جديدة و تحسين الواقع الخدمي والاقتصادي، والتطوير العمراني وتطوير الأسواق، فالمواقع كثيرة ويتم تدريجيا سحب مراكز الثقل التجاري من قلب العاصمة المقدسة إلى الأطراف، والحاجة ماسة أكثر إلى فتح مولات ومراكز تجارية كبيرة، عبر التكتلات الاقتصادية، التي ستقوم بعمليات تغيير جوهرية في مكة المكرمة''.
* ابو جاسر * غير متواجد حالياً