عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-2009, 05:07 AM   #31
سعد الجهلاني
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 52,139

 
افتراضي

إيقاف إعانة الأرز

صالح الحميضي

تعليقاً على ما ذكره وكيل وزارة التجارة لشؤون المستهلك في جريدة الرياض بتاريخ 1\12\1430ه بشأن إيقاف إعانة الأرز. وعلى ضوء ما تم جمعه من بيانات سابقة حول الموضوع يظهر لنا الآتي:

1. حسبما ذكرته وزارة التجارة من أن المستوردين للأرز هم الذين تقدموا لوزارة التجارة وطالبوا إيقاف إعانة الأرز وذكروا أن المستفيد منها هم المصدرون فقط !.

2. تبلغ الإعانة السنوية للأرز حسبما ذكرته الوزارة حوالي ثلاثمائة مليون دولار أي نحو 1.125 مليون ريال.

3. هناك مخزون كاف من الأرز يتراوح بين 400 ألف و500 ألف طن، داخل البلد!!

4. من حجم الإعانة السنوية يظهر لنا أن الاستهلاك السنوي يقدر بنحو 1.1 مليون طن سنوياً على افتراض أن الإعانة هي ألف ريال للطن الواحد.

5. أكدت وزارة التجارة أن مستوردي الأرز تعهدوا بضمان استقرار أسعار الأرز وثباتها بعد رفع الإعانة الحكومية.

6. ذكرت السفارتان الهندية والباكستانية عدم وجود خطة أو نية لرفع الأسعار.

7. ذكر أحد مستوردي الأرز أن المخزون قد لا يكفي لأكثر من شهرين وأن هناك احتمالية ارتفاع للأسعار للشحنات القادمة وليس هناك ضمانات لاستقرار الأسعار.

كل هذه البيانات جمعت من الصحف، وفيما يلي الاستنتاجات:

الأول: هناك قواعد ونظريات اقتصادية ينبغي أن ينظر إليها بعين الاعتبار عند اتخاذ أي اجراء يتعلق بالاقتصاد، وعلى الأخص قاعدة العرض والطلب، فيما يبدو أن هناك تجاهلاً تاماً لها من قبل الكثيرين ممن يتعاملون بالاقتصاد والتجارة.

الثاني: إن التزام مستوردي الأرز وضمانهم لاستقرار الأسعار فهذا ضرب من الخيال والتمني فقاعدة العرض والطلب هي التي ستفرض نفسها مهما أوتيت الوزارة من قوة أو غيرها وتدخلها سوف يكون أسوأ حيث ستنشأ عنه خلق سوق سوداء عواقبها أقبح من عواقب الاحتكار نفسه.

الثالث: لا يملك سفير الهند ولا سفير الباكستان السلطة الكافية على التحكم في الأسعار والاستشهاد بتصريحهما هو نوع من الحشد الإعلامي الذي لا قيمة له ابتداء.

الرابع: من المفترض عقلاً أن لا يتقدم مستوردو الأرز أو غيرهم من المستوردين بطلب لإيقاف الإعانة الحكومية، بل العقل يفرض أن يطالبوا بزيادتها!.

الخامس: من المفترض أن نفكر كثيراً قبل اتخاذ القرار خاصة إذا كان منشأ الطلب جاء ممن يفترض أن لا يطالب به أساساً إلا لهدف قد يخفى علينا الآن فلماذا التسرع!.

السادس: إن المتأمل لما يجري يرى أن هناك جولة تدور رحاها في الأسواق أطرافها كبار المتسوردين من جهة وصغارهم من جهة أخرى وبعد أن تمكن الكبار من تخزين ما يرون أنه كان للفوز بالجولة وأخذ إعاناته كاملة تقدموا بمقترحهم.

السابع: أترك القارئ الكريم لإمعان النظر والحكم على من ستكون الجولة ومن هو الهدف في آخر المطاف؟. إنه المستهلك، أن يسحق الصغار.

فهل تعطى الفرصة للطرفين كبار المستوردين وصغارهم لمد المهلة شهرين أو ثلاثة لتحقيق الهدف ولكن ليس على حساب المستهلك الذي سيقع هو في الآخر فريسة للكبار إذا خلت المساحة؟
سعد الجهلاني غير متواجد حالياً