عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-2002, 01:37 PM   #2
ابوفهد
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2002
المشاركات: 4,498

 
افتراضي

* ما القواعد والضوابط التي تنظم وتحكم عملية نقل المعلم والمعلمة, وما حدود الاستثناء?

** عبدالله الهويمل: دعني أقف أولا عند كلمة (الاستثناء) وهي ما يجب عدم وجودها فأهم ضابط أو قاعدة تدفع وزارة المعارف لاصدار حركة التنقلات السنوية بهذا الكم الكبير حاجة المعلم للمكان المنقول اليه وكذلك حاجة المكان اليه, وكل منطقة تحدد حجم النمو الموجود بها في مختلف التخصصات ومن ثم تحدد الاعداد التي تحتاجها من المعلمين, فالقاعدة بذلك هي حاجة المنطقة واحتياج المعلم نفسه, وتأتي حاجة المنطقة أولاً ثم حاجة المعلم في المرتبة الثانية, فكل منطقة تعليمية تطلب عادة وقبل نهاية الفصل الدراسي الاول من المعلمين والراغبين في النقل تعبئة استمارات معينة, يحدد فيها كل معلم عدداً من المناطق التي يرغب في الانتقال اليها ونستعين الآن بالحاسب الآلي في رصد بيانات الاستمارات, ثم ترسل بعد ذلك الى وزارة المعارف حيث يتم فرزها هناك على مستوى المملكة كل تخصص على حدة..

أما الضوابط التي تشير اليها فتأتي في مقدمتها الخبرة والتقدير الوظيفي, والالتزام وعدد الدورات وغيرها من المعايير التي تطبق على اكثر من عشرة آلاف معلم سنويا.

معاناة المعلمات

* (عكاظ):

* ألا تعتقدون ان المعلمة هي الأكثر احتياجا للنقل وخاصة أن معظم المعلمات يتم تعيينهن في مناطق نائية أو مواقع بعيدة وبمسافات طويلة عن السكن الأصلي.. فلماذا لا تمنح المعلمات نسبة أكثر?

** مازن بليلة:

أود بداية أن اعلق على المعايير والضوابط التي ذكرها الاستاذ عبدالله, وأطرح السؤال: لماذا لا تراعى الضوابط عند التعيين في المنطقة التي يريدها المعلم او المعلمة ورغبته الشخصية? أي لماذا لا يكون التعيين جغرافيا حتى يتمكن المعلم من خدمة وطنه وطلابه بالشكل الجيد? أي لماذا نرتهن الى مبدأ (التعيين بعيداً أولاً) وهو المبدأ الذي يحيط الكثيرين ويسبب لهم مشاكل اجتماعية ونفسية كثيرة, خاصة ان معظم المعينين الجدد حديثي التخرج, يصعب على بعضهم التكيف والاعاشة في منطقة اخرى بعيدة عن اسرهم لاسيما المعلمات.

فأين التنسيق بين مختلف المناطق التعليمية حيث تكون هناك مرونة في عملية النقل?.

** ويضيف د.مازن: المعلمة تفرح في البداية بتعيينها بعد سنوات من الانتظار, وبفضل ذلك ولحاجتها الماسة للوظيفة لأي سبب تنتظر على أمل أن تنقل بعد فترة وجيزة لا تسبب لها مشاكل خاصة اذا كانت زوجة ولديها أبناء وجاء تعيينها في منطقة بعيدة عن مقر اسرتها وعمل زوجها, كأن تكون مقيمة في المدينة مثلا ويأتي تعيينها في احدى قرى جدة فكيف تعمل المعلمة وتعطي في مثل هذه الظروف? وهل الضغط او الطلب الشديد على وظائف التعليم سبب المشكلة? أم ان السياسة (العدوانية) لبعض ادارات التعليم تقف خلف المشكلة. فهناك انطباع سائد لدى الجميع بانه لا توجد سياسة واضحة للتعيين تراعي مصالح المعلم أو المعلمة?..

اتمنى من الاستاذ عبدالله بحكم احتكاكه واطلاعه على مشاكل المعلمين والمعلمات ان يجيبنا على هذه التساؤلات.

** ويواصل د.مازن... سنوات طويلة ونحن نتحدث عن مشاكل تعيين المعلمات في مناطق نائية والصعوبات التي تواجههن عند طلب النقل, ورغم الحوادث المؤلمة التي تتعرض لها المعلمات بحكم تنقلهن عبر طرق وعرة ولمسافات طويلة لم نجد حلاً شافيا لهذه المشكلة التي أثرت سلبا على الحياة الزوجية والاسرية لكثير من المعلمات وأدت الى خراب بعض البيوت وانفصال الزوجة عن زوجها وابنائها لابتعاد الزوجة عن اسرتها أو لعدم قدرة رب الاسرة على لم شملها في مكان واحد.

الوظيفة ليست للموظف

** مداخلة من الاستاذ عبدالله... ضوابط التعيين مرتبطة بحاجة المنطقة, ولو افترضنا مثلا ان عدداً من المعلمين معينون وينتقلون من المنطقة الجنوبية الى الشرقية أو من الشرقية الى الوسطى في تخصص اللغة العربية, وهناك متخرجون هذا العام من جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة أم القرى ويرغبون التعيين في جدة.. هل من الأولى في نظركم أن يعين في جدة صاحب الخبرة الذي يمارس العمل منذ ثلاث سنوات في المنطقة الشرقية أم يتم تعيين الخريج الحديث الذي لا يملك الخبرة? اعتقد انكم تتفقون معي في أن يكون صاحب الخبرة هو الاحق بتلبية طلبه, فالوظيفة عندما تحدد فهي ليست للموظف نفسه وانما للمجتمع, واينما كانت يذهب اليها, ومهما فعلت الدولة فلا تستطيع في أي مجال من المجالات أن تلبي وتحقق رغبات الجميع, فهناك غير المعلمين ضباط وقضاة يعملون في أماكن مختلفة وبعيدة عن أماكن اقامتهم الاساسية, ولا يشكون ويؤدون واجبهم على اكمل وجه, ووزارة المعارف عندما تتيح حركة النقل وبهذا الحجم الكبير هدفها تحقيق الراحة النفسية العالمية لصاحب العمل التربوي الجيد, ومثلها مثل أي جهة لا تستطيع ان تحقق ذلك للجميع دفعة واحدة, وانما تبذل كل ما في جهدها لتحقيق رغبات الاغلبية منهم, حيث لا يؤثر ذلك على العملية التربوية وعلى الطلاب أنفسهم الذين هم عماد المستقبل, واذا قارنّا حركة النقل في أي جهة حكومية أخرى فلن نجد جهة تستطيع نقل (11) ألف موظف من موقع الى آخر سنويا مثل وزارة المعارف, وهذا يؤكد ان هذه الوزارة مازالت الباب الاوسع للتوظيف في كل الدوائر الحكومية.

واعود لاقول -والحديث لايزال للاستاذ عبدالله- العقل والمنطق يحتمان أن اعطى الفرصة في حركة النقل لصاحب الخبرة وأتيح فرصة التوظيف في أي موقع للخريج الحديث حتى يكتسب الخبرة.
ابوفهد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس